استقبل معهد إعداد القادة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي فضيلة المفتى الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية،  ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، ليحاور طلاب الجامعات المصرية عن وسطية الخطاب الديني ومحاربة السلوكيات غير السوية، وذلك ضمن فعاليات الملتقى القمى لطلاب ذوي القدرات الفائقة بالجامعات والمعاهد المصرية، والذي يقام تحت شعار " مبدعون باختلاف٢".

 وفى بداية كلمته توجه فضيلة المفتى بخالص الشكر والتقدير على هذه الدعوة من أجل أن يلتقي مع خيرة أبنائنا الطلاب من الجامعات المصرية، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الذي يكن له التقدير ويدعو الله ان يوفقه فى رفعة شأن العلم والبحث العلمي فإن الأمم لا تتقدم إلا بالعلم.

كما تقدم بخالص التقدير للدكتور كريم همام مدير معهد إعداد القادة الذي له يقود مسيرة هذا الصرح العظيم وهو معهد إعداد القادة الذي له تاريخ عريق، وهذا المسرح يدل على عمق هذا التاريخ المشرف، قائلا: «المسلم الحق هو الذي يحب وطنه ويعمل جاهدًا على دعم مقومات الدولة والحفاظ على مؤسساتها».

الفرق بين الاعتدال والتطرف

واستكمل فضيلة المفتي كلمته أن طابع المجتمعات العربية والإسلامية الميل إلى التدين، ومن هنا كان ولا بد أن يتمتع الخطاب الديني بالوسطية باعتبارها من أهم الخصائص الإسلامية، كما ذكر الفرق بين الاعتدال والتطرف، مستشهدّا بقول الله تعالى: «جعلناكم أمة صالحة لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شاهدا عليكم».

وأكد فى كلمته أن طبيعة المصريين لها نمط خاص يعتمد على محاولة القفز فوق التحديات مهما كانت الصعاب ومهما واجهتم معوقات، وهذا القفز وراءه دافع وهو التدين وحب الدين أيا كانت العقيدة التي نتبناها.

 القدرات المختلفة الفائقة

وأعرب فضيلة المفتى عن فخره بتواجده وسط هذه القدرات المختلفة الفائقة، فكل منا له قصة إبداع باختلاف ويجب أن نسلط عليهم الضوء، كما تحدث عن الوسطية وقال أن الوسطية سمة للأمة الإسلامية ميزها بها الله سبحانه وتعالى فقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} ، حيث كانت الوسطية سببًا في تحقيق الخير للأمة على جميع مستوياتها، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى المجتمع الداخلي أو على مستوى العلاقات الخارجية.

وتحدث عن  دور الخطاب الوسطي في مواجهة ظاهرة التنمر قال فضيلة المفتي: إن ظاهرة التنمر تمثل إحدى الظواهر السلبية التي وجدت طريقها للانتشار داخل مجتمعاتنا، والخطاب الوسطي الرشيد قادر على تبصير الفرد بمقصد الشريعة من الحفاظ على الكرامة الإنسانية وتحريم الاعتداء اللفظي والبدني على الغير.

وحث مفتي الديار المصرية الشباب على أن الحماس والأحلام والتطلعات مطلوبة ، لكنها كلها يجب أن تكون في نطاق القيم والأخلاق، والانضباط.

وفى نهاية تحاوره مع الطلاب وجه لهم بعض النصائح وحثهم على التعامل بلين القلب فهو الأساس، والبعد عن التشدد والتطرف وكذلك الانفلات، وجعل صفة الرحمة سلوك يومي، واستشهد بالحديث «ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ».

واختتم فضيلة المفتى كلمته بالدعاء للشباب بالتوفيق والنجاح، مشيرًا إلى أنهم هم مستقبل الوطن وأمله، وداعيًا إياهم للعمل على خدمة مجتمعهم وبناء مستقبله بإيمان وإخلاص.

 المساهمة فى محاربة الشائعات والأفكار الهدامة 

ومن جانبه اكد الدكتور كريم همام مدير معهد إعداد القادة أن هذا الملتقى يسهم فى التوعية بالعديد من القضايا المختلفة فى المجتمع المصري، والمساهمة فى محاربة الشائعات والأفكار الهدامة والمتطرفة، ويأتي ذلك انطلاقا من الدور الحيوي والمحوري لمعهد إعداد القادة كأحد القوة الناعمة الذي يشكل قادة الغد ويؤثر فيهم.

كما أكد " همام" أن هذا الملتقى يأتى تأكيدًا على اهتمام القيادة السياسية ببناء الوعي لأبنائنا من الطلاب ذوى القدرات الفائقة وإعداد جيل من الكوادر الشبابية مؤهل بالعلم والمعرفة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معهد إعداد القادة الطلاب الشائعات معهد إعداد القادة

إقرأ أيضاً:

استهدافُ القادة تخبُّط للعدو وخيبة أمل

يمانيون ـ بقلم ـ عبدالله علي الحاشدي

مشهد تشييع جثمان سماحة الشهيد المقدس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- يمثل عودة لمشهد الحضور المهيب الذي حضرت فيه القلوب في تشييع الشهيد القائد الحسين بن بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه-عندما ظن العدوّ الأحمق بأن استشهاد القادة سيجعله ينتصر ويتغلب على الشعوب.

وأثبتت الأحداث أن دماء الشهداء تثمر عزة وحرية للأجيال اللاحقة وأن المسيرة التي ساروا عليها والنهج والطريق الذي سلكوه هو عنوان للأجيال من بعدهم جيلاً بعد جيل.

لقد خيب الله ظن الأعداء والظالمين باستهداف شهيد القرآن السيد حسين بن بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- حينما وسوس لهم الشيطان بأن استهدافه سيجعل الأُمَّــة تتفكك وتنخرط تحت وصايته وهيمنته، وانتصر المشروع القرآني الذي نهضوا به وسالت دماؤهم الطاهرة الزكية في طريق الحق، لم يفهم الأعداء الظالمون بأن الله من ورائهم محيط، وأن الله وعد الصادقين المتحَرّكين في سبيل الله أنَّ دماءهم لن تضيع هدراً، وإنما اصطفاهم ليكونوا من خَاصَّة أوليائه وجعلهم ضيوفاً عنده ويا لها من ضيافة ربانية؛ لأَنَّ الله لا يضيع أجر المحسنين.

واصطفى الله سماحة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وأتم الله نور الحق رغم أنوف الكافرين والطغاة، وأيد الله المسيرة من قوة إلى قوة ومن انتصار إلى انتصار حتى علم بها العالم أجمع بعد أن كانت محصورة في مران.

والمشهد اليوم يعيد نفسه باستشهاد شهيد الإسلام والإنسانية سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وذاك حسين السبط، وهذا حسن سبط من الأسباط؛ فلن تضيع دمائهم الزكية هدراً.

وجاء النصر حليفاً لحزب الله وأنصار الله، وهي سنة إلهية، لا بُـدَّ للأعداء أن يفهموا أن استهداف القادة هي وقود ليزداد الطريق نوراً.

فشهيدنا المقدس شهيد الإسلام هو عنوان للجهاد في سبيل الله ومشروع تحَرّك ونهضة وتحرّر من استعباد الصهيونية، وكما هو الواقع يشهد بأن شهيد الإسلام لم يرحل عنا وإنما ازداد حضوراً في قلوب الناس، وكما هو الحال يعبر عن نفسه بحضور مليوني في تشييعه مع رفيق الدرب الهاشمي صفي الدين -رضوان الله عليه- رغم الصعوبات التي حصلت لعدم حضور الكثير والكثير من محبيه وعشاقه لتشييع جثمانه الشريف، وهذا يدل على أن شهيد الإسلام قد زرع في قلب هذه الأُمَّــة روح الجهاد والعطاء والاستشهاد والصبر والتضحية في سبيل الله سبحانه وتعالى.

لقد مثل الحضور وتقديم واجب العزاء لمن لم يستطع الحضور من جميع أنحاء العالم استفتاء شعبيًّا وعالميًّا أن مسيرة الحق والنضال والتضحية مدرسة نتعلم منها شخصية وروحية شهيد الإسلام للسير على خطاه ونهجه والتضحية بكل غال وأن النفس ليس لها ثمن إلا الجنة.

إن استشهاد شهيد الإسلام وصفيه ورفاقهم خسارة على هذه الأُمَّــة وفي نفس الوقت نصر مؤزر على الأعداء، وسيجعل الأمة من بعدك الأقوى والأفتك بالعدوّ، وسيكون النصر حليف من نهجو نهجك “عندما ننتصر ننتصر وعندما نستشهد ننتصر”.

على كُـلّ الأحوال انتصار الدم على السيف قد حقّقه الله سبحانه وتعالى لك، كيف لا وقد قال فيك شهيد القرآن الشهيد القائد الحسين بن بدرالدين الحوثي قبل أكثر من عشرين عامًا: “أنك حفظت للأُمَّـة ماء وجهها وأنكم سادة المجاهدين وأن حزب الله هم الغالبون”.

فليستعد العدوّ الأرعن والأغبى والأحمق للهزيمة المدوية كما حصل في حرب تموز 2006 وبأضعاف مضاعفة، وبعون الله تعالى الواقع سيثبت ذلك، سيكون الزوال الحتمي للكيان المؤقت وأحذيته رغماً عنهم.

(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا).

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس يستقبل رئيس معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان
  • معبر رفح البري يستقبل 57 مصابًا ومرافقًا فلسطينيًا للعلاج بالمستشفيات المصرية
  • مصر تنتهي من خطة إعادة إعمار غزة
  • ولي العهد يستقبل المفتي والأمراء والوزراء والمواطنين
  • استهدافُ القادة تخبُّط للعدو وخيبة أمل
  • مصر تعلن الانتهاء من خطة إعمار غزة لعرضها على القمة العربية
  • معهد بحوث وقاية النباتات يستقبل خبراء إيطاليين
  • برئاسة وزير الصحة.. اجتماع للجنة إعداد اللائحة التنفيذية لقانون الدواء والصيدلة
  • فتاوى: يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان