شبكة انباء العراق:
2025-03-17@22:59:51 GMT

لا تصورني اريد خدمتي للحسين (ع)

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

بقلم : سمير السعد ..

عَجبَني مقطع فيديو لشاب يُصور امرأة مُسنة تخدُمُ في موكبٍ بَسيط وطَلَبت منهُ حين قالت ( لا تصورني اريد خدمتي للحسين ما تنشاف ) كم انتِ كبيرةٌ وعظيمة أيتها الفاضلة لِنستَفد من هذا الدرس الكبير الأخلاقي والإنساني
إن خدمة الإمام الحسين (ع ) تُعدُ من أرقى المظاهر الإنسانية والأخلاقية في الثقافة الإسلامية فهي ليست مُجرد طُقوس دينية بل تجسيد لمبادئ العدالة والحرية والإصلاح .

ومن هذا المنطلق تبرزُ أهمية الخدمة في عاشوراء . حيثُ يتفانىٰ المؤمنون في تقديمِ ما يستطيعون من خدماتٍ للمشاركةِ في إحياء ذكرى واقعة الطف .
النية الصادقة هي أساسُ كلُ عملٍ صالح . وفي خدمة الإمام الحسين (ع) تبرزُ هذهِ النيةُ كعنصرٍ محوري . لا يجبُ أن يكون هدف الخدمة هو التباهي أو الرياء بل يجب أن تنطلقُ من رغبةٍ خالصة في الإقتداءِ بمسيرةِ الحسين (ع) والتعبير عن الحب والولاء له ولأهل بيته . لان الرياء يفقد العمل معناه فهو يحوّل الفِعلَ إلى مُجرد استعراضٍ يخلو من الروح والقيمة .
و تجسد خدمة الحسين (ع) أسمى القيم الإنسانية من إيثارٍ وعطاءٍ وتضحية . فالخدماتُ التي تُقدمُ خلالَ موسم عاشوراء سواءً كانت في إطعام الناس توفير الماء أو تنظيم المجالس الحسينية . تعكسُ روح الجماعةِ والتضامن بين الناس . هذه الأفعال ليست مقتصرة على المسلمين فقط بل يشتركُ فيها الناس من مُختلفِ الديانات والمذاهب . مما يَجعلُها رمزاً للوحدة والتآخي .
لا يمكن أن نغفل عن البعد الأخلاقي في خدمة الإمام الحسين (ع) فهي دعوة لتعزيز القيم النبيلة مثل الصدق، الأمانة، والعدل. كما أنها مناسبة لتقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز روح المسؤولية تجاه المجتمع. من خلال خدمة الحسين (ع) يعبّر الناس عن التزامهم بهذه القيم ويتعهدون بالسير على نهجه في الوقوف ضد الظلم والطغيان.

وفي الختام خدمة الإمام الحسين (ع) ليست مجرد عمل تقليدي، بل هي واجب إنساني وأخلاقي يُظهر التزام الفرد بالقيم التي ناضل من أجلها الحسين ( ع ) وأهل بيته. يجب أن تتم هذه الخدمة بنية خالصة بعيداً عن الرياء لتكون فعلاً مباركاً تُقربنا من الله وتجسد مبادئ الإنسانية والإيمان .
في النهاية تظلُ خدمة الحسين طريقاً لإحياء القيم السامية والتعبير عن ولاءنا لأهل البيت …

سمير السعد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات خدمة الإمام الحسین

إقرأ أيضاً:

القيم والتقاليد عند مفترق الطرق.. كيف ندير التغيير؟!

••ليس منطقيا أن يكون الصدام أو العنف هو الحل الأمثل في مواجهة التحولات التي تشهدها القيم والعادات والتقاليد في أي مجتمع من المجتمعات، وهذه القيم تواجه في الوقت الراهن تحديات كبرى بسبب المتغيرات التي يشهدها العالم الذي نعيشه بما في ذلك صراع الأجيال وثورة المعلومات والصراعات النفسية التي يمر بها الشباب والمراهقين في مرحلة شديدة الحساسية لبناء الذات. قد يقود الصدام إلى مستوى أخطر من التحول يصعب علاجه أو مواجهته، الأمر الذي يفرض علينا البحث عن حلول أخرى لبناء ثنائية الأصالة والمعاصرة. يبدأ هذا الأمر في قراءة الظواهر التي تنتشر في مجتمع من المجتمعات قراءة دقيقة في سياقها الصحيح وربطها بما حولها من مؤثرات.

•يبدو موضوع القيم والعادات والتقاليد شديد الحساسية بالنظر إلى كونه المنظومة التي تعكس هُوية الشعب وتحدد إطاره الأخلاقي والاجتماعي. لكن من الصعب الاعتقاد أن هذه المنظومة ثابتة لا تتغير أو أنها بمنأى عن المتغيرات التي تحدث في العالم لأنها في الحقيقة ووفق الدراسات العلمية ووفق منطق الأشياء تخضع للتحولات الطبيعية التي تفرضها تطورات الزمن. ولا تكمن الإشكالية في حدوث التغيير أو التحول ولكن في نوعية ذلك التحول، وهل يتم وفق عملية تطور طبيعي يحافظ على جوهر القيم ويعيد صياغتها بما يتناسب مع العصر، أم أنه انزياح يبتعد عن الأسس التي قامت عليها المجتمعات؟

•في العقود الأخيرة، شهد مجتمعنا تغيرات واضحة في أنماط الحياة، بفعل التطور التكنولوجي والانفتاح الإعلامي، إضافة إلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية. هذه التغيرات أفرزت أجيالا تحمل رؤى مختلفة عن الأجيال السابقة، حيث بات الشباب أكثر ميلا للحداثة والتقليد، وأكثر تحررا في سلوكهم وخياراتهم، ما أدى إلى تصادم، أحيانا، بين القيم التقليدية والممارسات الجديدة.

•لكن المشكلة ليست في التغيير بحد ذاته، وإنما في طبيعته؛ ففي الوقت الذي يفترض أن تسير التحولات نحو تعزيز القيم الإيجابية وتجديدها بما يخدم تطور المجتمع، نجد أن بعض الانزياحات تأخذ مسارا يؤدي إلى تراجع الأخلاق العامة، وتفكك الروابط الأسرية، وانحسار روح المسؤولية الاجتماعية. هذه المظاهر لا تمثل تطورا، بل تعكس خللا في التوازن بين الحاجة إلى التحديث والحفاظ على القيم الراسخة.

•والأمم لا تبني مستقبلها بالتخلي عن تراثها وهويتها، بل من خلال تطوير منظومة قيمية تجمع بين الأصالة والتجديد. فالحداثة الحقيقية ليست في نبذ العادات والتقاليد، وإنما في إعادة قراءتها وفق متطلبات العصر، بحيث تبقى الأخلاق، والاحترام، والانتماء الوطني، وحس المسؤولية، مبادئ غير قابلة للتلاشي.

•الحل الأمثل في مثل هذه التحديات التي تواجه المجتمعات هو في إدارتها، إدارة التغيير ذاته، وفي بناء وعي مختلف عند الشباب والمراهقين الذين يقودون هذه الانزياحات عن النماذج الثابتة التي تقرها المجتمعات، وهذا الأمر يحتاج إلى جهد وطني جماعي تشترك فيه الأسرة والمجتمع المحلي والمساجد والمدارس والأندية الرياضية وبشكل خاص الفرق الرياضية الموجودة في الحارات والتي لديها قدرة تأثير غير ملتفت لها حتى الآن.

•على سبيل المثال كان يمكن أن تقوم هذه الفرق الرياضية بتنظيم فعاليات متنوعة في ليلة النصف من رمضان مرتبطة بمنظومة المجتمع وقيمه ولا تترك فرصة للشباب والمراهقين للخروج عليها عبر ممارسة سلوكيات يرفضها المجتمع ولا تتناسب حتى مع روحانيات الشهر الفضيل. هذا الأمر طبقته بعض الولايات وحقق نجاحا كبيرا بل إن الصورة الذهنية التي رسمها خرجت من إطارها العماني إلى العربي حيث تم تناقلها والإشادة بها.

•موضوع إدارة التغيير مهمة جدا وفارقة في القدرة على ترسيخ الحدث في الوعي والوجدان، لكن أيضا يحتاج الأمر إلى إرادة مجتمعية، كل مؤسسات المجتمع، من أجل النجاح والاستمرار.

•ولا بد من القول إن قوة المجتمع في قدرته في إدارة التغيير وفي الموازنة بين الأصالة والمعاصرة وفي توجيه أجياله نحو المستقبل دون أن يفقد جذوره، وأيضان دون أن يفقدهم عبر تمردهم عليه. والتغيير سنة الحياة، لكن الوجهة التي يسلكها هذا التغيير هي ما يحدد مصير الشعوب والأمم.•

مقالات مشابهة

  • حمدان بن محمد: فخورٌ بكل شاب كانت خدمة الوطن جزءاً من حياته
  • إطلاق خدمة إلكترونية لاحتساب القسط المُسترجَع لتأمين المركبات
  • صندوق “كاكوبات” يطلق خدمة رقمية جديدة
  • أحمد عمر هاشم: الظلم محرم بين العباد.. والعدل من أعظم القيم
  • "الشبهات المعاصرة حول السنة النبوية".. محور ملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الحسين
  • الأنبا بشارة يترأس اليوم الروحي لأسر خدمة يسوع السجين بالإيبارشية
  • على قناة الحياة.. بث مباشر لـ صلاة العشاء والتراويح من مسجد الإمام الحسين
  • القيم والتقاليد عند مفترق الطرق.. كيف ندير التغيير؟!
  • بث مباشر.. نقل شعائر صلاتي العشاء والتراويح من مسجد الإمام الحسين بالقاهرة
  • أحمد النشوقي يكتب: الإفطار الجماعي.. بين روح المحبة وشبهة الرياء