تحت عنوان ” الشرطة في عالم الذكاء الاصطناعي” تنطلق الأسبوع القادم في دبي فعاليات البرنامج العالمي للقيادات الشرطية الشابة للإنتربول 2024 في نسخته الرابعة، من الـ 26 إلى 29 من أغسطس، والذي تنظمه القيادة العامة لشرطة دبي بالتعاون مع منظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول”، بمشاركة قيادات شابة من 35 دولة حول العالم، ومتحدثين ومدربين متخصصين من مختلف الدول، يناقشون محاور رئيسية تُعنى ببروز الذكاء الاصطناعي كقوة تحويلية تُعيد تشكيل الصناعات والمجتمعات في أنحاء العالم، وأثر وتحديات ذلك على العمل الأمني والشرطي.


تحديات مستقبلية
وحول هذا الشأن أكد معالي الفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، أن شرطة دبي من المؤسسات الشرطية الرائدة في الاهتمام بمستقبل العمل الشرطي والأمني، وتمتلك منظومة واستراتيجية متقدمة تُعنى بمدى جاهزية العمليات الشرطية للتعامل مع المستقبل وتحدياته، بما فيها تحديات الذكاء الاصطناعي، ومدى تسخير هذا التطور المتسارع والمتقدم في خدمة العمليات الشرطية، وإيجاد الحلول والأفكار النوعية التي تضمن تقدم أجهزة الشرطة، بما يعزز من الأمن والأمان للمجتمعات، ومكافحة الجريمة بكافة أنواعها وتصنيفاتها والتصدي لها، وحماية الإنسان.
منصة
وقال معاليه: تسعى شرطة دبي من خلال تنظيم واستضافة فعاليات البرنامج العالمي للقيادات الشرطية الشابة للإنتربول 2024، والذي انطلقت فكرته من دبي واستضافته في نسخته الأولى والثانية واستضافت جمهورية الهند النسخة الثالثة منه، إلى تعزيز التعاون والتواصل مع مختلف الدول المشاركة بهدف تطوير مهارات القيادات الشابة للإنتربول، وخلق بيئة ومنصة جامعة لهم، للتعرف على تحديات الحاضر والمستقبل، وتزويدهم بأحدث الممارسات والتقنيات والأدوات والوسائل التي تخدم منظومة العمل الشرطي.
وأضاف معاليه، يسهم البرنامج في رفع مستوى كفاءة الأداء في مختلف أجهزة الشرطة في العالم، وتعزيز التواصل والتنسيق الفعال والمستمر بين القيادات الشابة دوليا، وتبادل الخبرات لتحسين مستوى الاستجابة للتحديات الأمنية المختلفة، ورفع القدرات المتعلقة بسبل الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ليصبح واحدا من أدوات التشغيل الأساسية للعمليات الشرطية.
تنوع أشكال الجرائم
من جانبه قال سعادة اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي بشرطة دبي: إن التطور السريع في التكنولوجيا والتسارع في التقنيات الحديثة التي يشهدها العالم كل يوم، أفضى إلى تنوع أشكال الجرائم وتحولها من الشكل التقليدي إلى أشكال أكثر تطوراً مثل الجرائم السيبرانية والجرائم المتعلقة والمرتبطة باستخدام التقنيات والذكاء الاصطناعي، فأصبح الأمر يتطلب سرعة في الاستجابة والتنسيق والعمل المشترك والجاهزية العالية للتعامل مع العديد من التحديات، والعمل بصورة أكثر فاعلية من خلال تعزيز الجهود الدولية التي تحد من الجريمة وتكافحها، وتطوير مستوى أداء القطاع الشبابي والذين يشكلون الجزء الأكبر والأهم في العمل الأمني والشرطي.
دعم صناعة القرار
وتابع سعادة اللواء المنصوري: إننا في شرطة دبي نؤمن بأهمية دور الشباب في العمل الأمني، وباعتبار شباب اليوم هم “أبناء العصر الرقمي” فإن تنظيم واستضافة البرنامج العالمي للقيادات الشرطية الشابة للإنتربول 2024 في نسخته الرابعة في دبي وتسليط الضوء على الشرطة في عالم الذكاء الاصطناعي، يعد أداة مهمة في طريق تطوير قدرات رجال الشرطة والأمن ومنظومات الأجهزة الشرطية، حيث سيتمكن الشباب من تبادل الخبرات والممارسات والمعلومات فيما بينهم وبإشراف نخبة من المتخصصين والخبراء، ومن خلال هذه التجربة التعليمية سيتمكنون من دعم صناع القرار والقيادات الشرطية في بلدانهم، والخروج بتوصيات وابتكارات وأفكار شبابية قادرة على إحداث الفرق في طريقة التصدي للجريمة في ظل عالم الذكاء الاصطناعي المتسارع والهائل في تقدمه.
مهارات استشراف المستقبل للقادة الشباب
وعن البرنامج قال العميد حارب الشامسي، مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي: يحظى البرنامج العالمي للقيادات الشرطية الشابة للإنتربول، بدعم واهتمام من معالي الفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، وبمتابعة من سعادة اللواء خبير خليل المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، لما له من أهمية بالغة في تحقيق توجهات شرطة دبي في تعزيز التواصل الدولي مع مختلف أجهزة الشرطة في مختلف دول العالم، في كافة التخصصات، بما فيها التعاون الهادف إلى تطوير مهارات الموارد البشرية المعنية بالبحث والتحري ومكافحة الجريمة بكافة تصنيفاتها وأنواعها.
وتابع العميد الشامسي: بعد النجاحات التي حققتها النسخ السابقة من البرنامج العالمي للقيادات الشرطية الشابة للإنتربول، تستمر القيادة العام لشرطة دبي هذا العام بتنظيم واستضافة هذا التجمع الأكبر للقيادات الشبابية في الإنتربول، حيث يمتد البرنامج لمدة 4 أيام، وتم تصميمه بالتعاون مع منظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول” لضمان الوصول إلى أكبر قدر من الفائدة العلمية والعملية، والوصول بالشباب إلى المستوى القيادي من التفكير ومن صناعة واتخاذ القرار.
التوجيه
وبين العميد الشامسي : تنطلق فعاليات اليوم الأول للبرنامج بمحاضرة تحت عنوان ” مهارات استشراف المستقبل للقادة – في عالم الذكاء الاصطناعي”، ومن ثم ” جلسة التوجيه” مع الشباب الملتحقين بالبرنامج يترأسها الأمين العام منظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول” وعدد من القيادات الشرطية من شرطة دبي والخبراء، ومن ثم جلسة عصف ذهني بقيادة 3 مدربين متخصصين، للعمل على عدد من المحاور الرئيسة التي تدعم تطوير منظومة العمل الأمني والشرطي، منها “استخدامات الذكاء الاصطناعي في الجهات الشرطية”، و”الاستخدامات المجرمة وانتهاك الذكاء الاصطناعي وتوظيفه من قبل المجرمين”، و”استعمال الذكاء الاصطناعي بمسؤولية”، و”إشراك المجتمع في معرفة كيفية استخدامات الشرطة للذكاء الاصطناعي” لحماية المجتمع والتصدي للجريمة.
الشرطة الجاهزة للمستقبل
وأضاف العميد الشامسي: يتضمن اليوم الثاني من البرنامج محاضرة رئيسة تحت عنوان “التقاطعات ما بين التكنولوجيا الناشئة والذكاء الاصطناعي والشرطة الحديثة”، وورشة عمل ” اعتبارات قوة الشرطة الجاهزة للمستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي”، وورشة عمل ” الاستعمال المسؤول للذكاء الاصطناعي في جهات إنفاذ القانون”.
تحديات متسارعة
من جانبه قال العميد الدكتور سعيد عبدالله القمزي، مساعد مدير الإدارة العامة للتحريات لشؤون العمليات الجنائية: يُخصص البرنامج اليومين الأخيرين لتسليط الضوء على التحديات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي منها “الذكاء الاصطناعي التوليدي” وهو نوع من الذكاء الاصطناعي (AI) يمكنه مساعدتك في إنشاء المحتوى، ويعد أحد أنواع نماذج تعلُّم الآلة، وتحديات التزييف العميق، بالإضافة إلى ورشة عمل تحت عنوان ” الأفكار الإجرامية من عالم الذكاء الاصطناعي”، ويختتم البرنامج يومه الأخير بعرض مشاريع الفرق والتوصيات والأفكار المقترحة من قبل الشباب المشاركين.
أنشطة مصاحبة
وأضاف العميد القمزي: يتضمن البرنامج عددا من الأنشطة المصاحبة منها زيارات رسمية تعليمية وأنشطة رياضية وترفيهية، ولقاءات التواصل أثناء البرنامج مع قيادات شرطة دبي والمتخصصين من مختلف الرتب والتخصصات من مختلف القطاعات بشرطة دبي.
كادر
يُعد البرنامج العالمي للقيادات الشرطية الشابة للإنتربول في نسخته الرابعة في دبي استكمالاً لمسيرة النجاح التي بدأت منذ دورة الجمعية العامة للإنتربول في العام ٢٠١٨ في دبي، حيث انبثقت مِن مخرجاتها فكرة البرنامج ، وعلى إثر ذلك نظمت دبي النسخة الأولى من برنامج القيادات الشابة للإنتربول عام ٢٠١٩، بحضور ٣٢ شاباً وشابة من ٢٦ دولة ليعد التجمع الأول والأبرز للقيادات الشابة للإنتربول ، ومن ثم نظمت دبي النسخة الثانية بحضور ٣٥ مشاركاً من ٣٣ دولة، ومؤخرا قامت دولة الهند باستضافة النسخة الثالثة، ما يعكس أهمية ونجاح مثل هذه اللقاءات والبرامج الهادفة.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: عالم الذکاء الاصطناعی العمل الأمنی القائد العام لشرطة دبی تحت عنوان الشرطة فی فی نسخته شرطة دبی فی دبی

إقرأ أيضاً:

“ماغناتي”: 19.2 مليار درهم حجم سوق الذكاء الاصطناعي في الإمارات

توقعت شركة “ماغناتي”، التابعة لبنك أبوظبي الأول، أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات إلى 5.22 مليار دولار “19.2 مليار درهم” في 2024، ارتفاعاً من 3.47 مليار دولار في العام الماضي.

وقال عماد أحمد عبد الوهاب المدير العام، رئيس تطوير الأعمال وحلول المدفوعات الحكومية في شركة “ماغناتي” على هامش فعاليات النسخة الأولى من “مهرجان دبي للذكاء الاصطناعي والويب 3″، انه من المتوقع أن تشهد دولة الإمارات تطوراً ملحوظاً في مجال الذكاء الاصطناعي في ظل التوقعات بارتفاع مساهمته بنسبة 13.6% في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.

وأضاف أن دولة الإمارات تعد من الدول الرائدة عالميًا في تبني وتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بعدما اتخذت الدولة خطوات كبيرة في هذا المجال ومن أبرزها إطلاق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي لتصبح رائدة عالميًا في هذا المجال بحلول 2031، مع التركيز على تطبيق هذه التكنولوجيا في قطاعات حيوية مثل النقل والصحة والتعليم مما يعزز مكانتها كوجهة رائدة للتكنولوجيا المتقدمة في المنطقة والعالم.

وأوضح أن الإمارات تعد أول دولة في العالم تنشئ وزارة مخصصة للذكاء الاصطناعي، مما يعكس التزامها بقيادة الثورة التكنولوجية الرابعة، إلى جانب إنشاء الجامعات المتخصصة في هذا المجال وعلى رأسها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي التي تأسست لتكون مركزاً عالمياً للبحث والتطوير في هذا المجال.

وأشار إلى أن دبي وأبوظبي يطبقان حالياً تقنيات الذكاء الاصطناعي في مشاريع المدن الذكية، بما في ذلك أنظمة النقل الذكية وإدارة الطاقة، فضلا عن تعاون الإمارات مع شركات تكنولوجيا عالمية لتطوير حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة، لافتاً إلى أن هذه الجهود تضع الإمارات في موقع متقدم عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، وتجعلها مركزًا جذابًا للشركات والمواهب في هذا المجال.

وأكد أهمية مهرجان دبي للذكاء الاصطناعي باعتباره منصة رائدة لاستعراض أحدث التطورات والتطبيقات في هذا المجال الحيوي، الذي يبرز في عصر التحول الرقمي السريع كقوة دافعة للابتكار في مختلف القطاعات، وخاصة في مجال التكنولوجيا المالية.

وأوضح أن المهرجان سيصبح حدثاً بارزاً في ظل الزخم الكبير الذي تشهده النسخة الأولي مع حضور نخبة كبيرة من خبراء التكنولوجيا والمبتكرين وقادة الأعمال من جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى ان المهرجان يهدف إلى استكشاف الفرص والتحديات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، مع التركيز بشكل خاص على تطبيقاته في القطاع المالي والمصرفي.

وقال المدير العام، رئيس تطوير الأعمال وحلول المدفوعات الحكومية في شركة “ماغناتي”، أن الشركة تتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير أنظمة الدفع الرقمي، بالإضافة إلى استخدام خوارزمياته المتطورة لتحليل أنماط المعاملات في الوقت الفعلي، مما يساعد في الكشف عن الأنشطة المشبوهة وتعزيز أمن المعاملات المالية.

وأشار إلى أن الشركة توظف كذلك تقنيات معالجة اللغة الطبيعية والتعلم الآلي، حيث طورت مؤخراً روبوتات دردشة ذكية قادرة على التعامل مع استفسارات العملاء بكفاءة عالية، مما يؤدي إلى تحسين تجربة العملاء وتقليل أوقات الانتظار، كما تستفيد الشركة من قدرات الذكاء الاصطناعي في تحليل كميات هائلة من البيانات المالية، مما يساعد في استخلاص رؤى قيمة حول سلوك المستهلك واتجاهات السوق.

ولفت إلى استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة في مراقبة المعاملات وتحديد الأنماط المشبوهة التي قد تشير إلى عمليات غسيل أموال، مما يساعد في تعزيز الامتثال للوائح المالية وحماية النظام المالي من الأنشطة غير المشروعة، مشيراً إلى الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي في دفع عجلة قطاع الخدمات المالية نحو الأمام.

وقال إنه مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، ستظل المؤتمرات الكبرى مثل مهرجان دبي للذكاء الاصطناعي بمثابة منصات حيوية لتبادل الأفكار وعرض الابتكارات التي ستشكل مستقبل الصناعة المالية والعديد من القطاعات الأخرى.وام


مقالات مشابهة

  • “ماغناتي”: 19.2 مليار درهم حجم سوق الذكاء الاصطناعي في الإمارات
  • “سدايا” ومجمع الملك سلمان للغة العربية يطلقان مؤشر” بلسم” لتقييم النماذج العربية في الذكاء الاصطناعي
  • “إنفيجن 2024” يجمع القيادات العالمية برعاية “Oracle” و”هواوي” لمناقشة دور الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي بالإمارات العربية المتحدة
  • «شرطة أبوظبي» تنظم الملتقى الثاني لإدارة المتاحف الشرطية
  • شراكة بين “سدايا” ومايكروسوفت لإنشاء مركز تميز لتعزيز الابتكار في الذكاء الاصطناعي
  • تعاون بين “سدايا” و”كلاودسبوت” لتنفيذ خدمات سحابية تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء
  • خلال قمة الذكاء الاصطناعي 2024.. “سدايا” تدشن منصة “ديم ” الذكية
  • “الجامعات السعودية” تستعرض خبراتها الأكاديمية في الذكاء الاصطناعي في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي
  • شرطة دبي تنظم معرضاً طبياً في مركز “المرقبات”
  • استكمالاً لدورها الريادي في الذكاء الاصطناعي .. “تحكم” الشريك الاستراتيجي للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي 2024