شبكة انباء العراق:
2025-01-22@17:07:38 GMT

كونوا قردة خاسئين

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

بقلم : هادي جلو مرعي ..

قد يجيء العذاب ويصيب جماعة من الناس، أو أمة من الأمم، ولايتعداهم الى أمم أخرى، ولاينتشر في عموم البشر ويعم على الناس جميعهم، فيصيبهم بالهلاك، وهذا هو المعروف من قراءة التاريخ.. فالأمم التي عصت الله كانت قليلة العدد، وفي الجغرافيا قد تكون معزولة ولايعلم بها سواها من الأمم، ونتج العذاب بسبب المعصية لله، أو الكفر به، وممارسة الموبقات، وإنكار الوحدانية،وقتل الأنبياء كما في قصص بني إسرائيل الذين كانوا يعلنون الوحدانية، وكانوا يمارسون المعصية والتمرد على الأنبياء، وإهانتهم، والتعدي عليهم، وقتلهم، والتنكيل بهم، وتكذيبهم، ومعاندتهم، وتحديهم، وطلبهم للمعجزات، ثم ينكرون، ويطلبون المزيد منها، ونزلت فيهم آيات من القران كما في قوله تعالى في سورة المائدة.


قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل ( 60 ) وإذا جاءوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون ( 61 ) وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون ( 62 ) لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون ( 63 ).
البعض يقول: جدري القردة بعيد عن البلد الذي نعيش فيه، والأوربيون يعتقدون إنه مرض أفريقي منذ ظهوره في الكونغو سبعينيات القرن الماضي، ولكنني لاأتحدث عن المرض بوصفه وجودا حقيقيا في المكان، فمجرد الخوف منه هو إصابة، وإنتشاره ليس بوجود عدد كبير من المصابين، أو بوجود مصابين في كل الدنيا، فقد نجده في أفريقيا، ولايصل الى أوربا، لكن الخوف منه ينتقل عبر الفيس بوك وشاشات التلفاز، ومع المسافرين في الطائرات حول العالم، وفي الموانيء والسفن والقطارات والهواتف النقالة، وفي كل وسائل التواصل بين البشر، وماكنا لانخشاه لأنه بعيد عنا، صرنا نشعر به بيننا وفينا ويربكنا، ويجعلنا نتحضر له، ونتهيب منه، ونستعد لمواجهته، والبحث عن اللقاحات التي قد تقينا شروره بالرغم من كونه ليس قاتلا تماما، لكنه ينتقل عبر وسائل مختلفة منها الإتصال الجسدي المباشر، وتظهر أعراضه بطريقة تشبه الإصابة بالإنفلونزا، وتنتشر البثور والقيح على الجسد، وقد يشفى منه المصاب لاحقا، وربما تسبب بالوفاة.
في عصرنا الراهن تشابهت أفعالنا، والطغيان والتعدي الذي كانت تمارسه أمه، أو جماعة في الأزمنة السحيقة، وكانت تستدعي العذاب العظيم كما في حال قوم لوط وأصحاب الرس والأيكة، والذين طغوا في الأرض كثمود وعاد، والذين دمرهم السد والطوفان هذا الطغيان تجاوز الجغرافيا، وصار عابرا للحدود، ومنتشرا في أنحاء الأرض، وإذا كان الشرور في مكان يقابله الخير في مكان يبدو وكأنه يعم وينتشر بقوة، ولايتورع عنه الناس، فالجميع تستهويه رغبة النفوذ والهيمنة والسلطان والتعدي والفساد والنهب والظلم والإبادة الجماعية والنفاق والكذب، وقد طبعت سلوك البشر في كل مكان، وإذا كان الخطاب الرباني لفئة قليلة في زمن مضى، هاهو يتعدى ليشمل الكوكب كله إنتشارا في مكان، وخوفا في كل مكان.
كونوا قردة خاسئين رسالة ربما للبشرية جمعاء، وقد تعدت على قيم الخير والصلاح وحيدت إنسانيتها، وغلبت المصالح المادية على معاني التسامح والمحبة والسلام.

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

أستاذ فقه: التدين المنضبط هو الالتزام بأوامر الله ونواهيه ظاهرًا وباطنًا

كتب حسن مرسي:

أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن التدين في هذا العصر ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية، موضحًا أن هناك أنماطًا من التدين تفتقر إلى جوهر الدين الحقيقي.

وأوضح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على فضائية الناس، اليوم الأحد، أن القسم الأول هو "التدين السياسي النفعي"، حيث يستغل البعض التدين كوسيلة لتحقيق مصالح شخصية وسياسية، مشيرا إلى أن هؤلاء الأشخاص يظهرون بمظهر المتدينين، ولكنهم يوظفون الدين لخدمة مصالحهم، وعند مواجهتهم بالحقيقة، يلجؤون إلى الهجوم والاتهامات الباطلة.

أما القسم الثاني، فهو "التدين الظاهري الشكلي"، حيث يقتصر التدين على المظاهر فقط، مثل ارتداء زي معين أو أداء العبادات الشعائرية دون الالتفات إلى جوهر الدين وأثره في تهذيب النفس والروح.

وفي المقابل، تحدث عن القسم الثالث وهو "التدين الصحيح المنضبط"، مشددًا على أنه يقوم على الالتزام بأوامر الله ونواهيه ظاهرًا وباطنًا. وأكد أن الدين الحقيقي يرفض التكبر واحتقار الناس ويحث على التواضع والرحمة حتى مع أهل المعاصي.

وروي قصة الإمام معروف الكرخي، الذي دعا للشباب العاصين بالهداية والفرح في الآخرة بدلًا من الدعاء عليهم، ليؤكد على أهمية الشفقة والرحمة في الدعوة إلى الله.

وشدد على أن التدين الصحيح يعني نقاء القلب من الحقد والكراهية، والتحلي بالمحبة والإخلاص والشفقة على الناس جميعًا، مشددًا على أن التكبر والاحتقار لا يعكسان الدين الصحيح ولا يرضيان الله ورسوله.

اقرأ أيضا..

تنويه من الأرصاد بشأن حالة الطقس غدًا: شبورة ضبابية وأمطار رعدية بهذه المناطق

بعد زيادة الأسعار للمصريين والأجانب.. 15 صورة لبرج القاهرة

هاني تمام جامعة الأزهر التدين

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة "الأبيدي" يحصل على الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف في "التربية الروحية" أخبار

مقالات مشابهة

  • ألغام في طريق سلام وترشيح حزبيين بهويات تكنوقراط
  • لماذا اختار الله شهر رجب الذي تصب فيه الرحمات لفرض الصلاة؟ علي جمعة يوضح
  • «كانوا داخل مستوطنة».. مكان المحتجزات الثلاث يصدم الإسرائيليين
  • آفة المقارنات
  • عبد الله أبو قردة: لا يحق لأي شخص أخذ القانون بيده أو الاعتداء على الآخرين
  • هاني تمام: التدين الصحيح يخلو من الحقد واحتقار البشر
  • أستاذ فقه: التدين المنضبط هو الالتزام بأوامر الله ونواهيه ظاهرًا وباطنًا
  • محمد فؤاد يعلن عن مكان وموعد عزاء والد زوجته (تفاصيل)
  • ماذا بعد عروض الذبح والرقص برءوس البشر !!
  • رمضان عبد المعز: الرضا نعمة من الله وعلينا السعي لتحقيقه