غزة - صفا قدمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التعازي والمواساة إلى شعبنا الفلسطيني وإلى عائلة الفقيد المناضل الوطني الكبير فاروق القدومي "أبو اللطف"، الذي وافته المنية بعد مسيرة طويلة وحافلة بالنضال والعطاء في سبيل فلسطين. وقال رئيس مكتب العلاقات الوطنية في الحركة حسام بدران في بيان وصل وكالة "صفا"، الخميس: "لقد كان الراحل أبو اللطف مثالًا للثبات على المبادئ الثورية، وصوتًا قويًا في مواجهة كل محاولات التفريط والتنازل عن حقوق شعبنا".

وأضاف أن الراحل عاش مدافعًا عن فلسطين مناضلًا ضد الاحتلال، رافضًا لكل مشاريع التسوية والتصفية، وفي مقدمتها اتفاق أوسلو المشؤوم الذي حذر مبكرًا من مخاطره على قضيتنا العادلة. وتابع "ونحن اليوم نعيش حرب إبادة جماعية ضد شعبنا في غزة، نستذكر مواقف الفقيد القوية ودعمه المتواصل لخيار المقاومة والصمود". وأكد بدران أن إرثه النضالي سيبقى خالدًا في قلوبنا ووجدان أمتنا، وسيظل نبراسًا لكل الأحرار والثوار.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: القدومي حماس

إقرأ أيضاً:

بالنسبة للمتظاهرين في إسرائيل.. فلسطين قد لا تكون موجودة

ترجمة: أحمد شافعي -

يتغير التوازن السياسي الإسرائيلي الآن تغيرًا دقيقًا، فعلى مدار أحد عشر شهرًا، كان أغلب الناس هنا يقبلون القول بأن هدفي إسرائيل من حملة الإبادة الجماعية في غزة ليسا متناسبين فقط ولكنهما متكاملان أيضا. وكان هذان الهدفان هما «تدمير حماس» (وتم إلحاق جميع أنواع التعريفات لاحقا بهذه العبارة دون أن يثبت منها شيء) و«استعادة الرهائن». وقد أصرت حكومتنا على أن الهجوم دائم التوسع على غزة يعجّل بعودة اللاجئين؛ لأن حماس سوف تتعلم كيف تدرك قوتنا وتخشى غضبنا. وفور حدوث ذلك، سوف يستسلمون، ويعيدون رهائننا، وينتهي كل شيء في ظرف عشر دقائق. وذلك ما لا يزال المرء يسمعه كثيرا للغاية من إسرائيليين ينتمون إلى مختلف القناعات السياسية، وهو أن كل ما ينبغي أن تفعله حماس لتبديد الألم هو أن تعيد الرهائن. ففي نهاية المطاف لا يريد الإسرائيليون غير السلام.

ثم جاء مقتل ست رهائن في نهاية أغسطس فأدى أخيرًا إلى أن يفهم كثير من الإسرائيليين الحقيقة أخيرًا. لقد صوّرت حكومة نتانياهو محنة الرهائن باعتبارها قصة «مصلحة إنسانية»، وصورت ذويهم المحتجين باعتبار أن دافعهم إلى الاحتجاج هو الالتزام الشخصي في أفضل الحالات. وبدا أن وفاة الرهائن السابقين قد جرى في مكان وزمان غامضين، فإما في «السابع من أكتوبر» أو في «الأنفاق» أو هي كلها «على يد حماس».

ولكن الرهائن الستة أولئك تعرضوا للموت بالرصاص لسبب واضح هو أن القوات الإسرائيلية اقتربت منهم ومن محتجزيهم. وليس واضحًا إن كان الجنود قد علموا بوجود الرهائن هناك، ولكن المأساة أوضحت أن «الضغط العسكري» من إسرائيل تسبب في مقتل الرهائن لا في إعادتهم. لقد كان من الممكن تمامًا اجتناب موتهم، ومن هنا كان الأمر شديد الإحباط والإزعاج. لقد أدرك كثير من الإسرائيليين فجأة أن معاناة الرهائن ليست إلا فشلا إستراتيجيًا، وهزيمة محققة. ولذلك خرج إلى الشوارع متظاهرون على مدار الأسبوعين الماضيين وحتى في العطلة الأسبوعية.

ومع ذلك، هناك شيء واحد لم يتبدل، فبين مئات آلاف الإسرائيليين المتظاهرين، يصعب كثيرًا على المرء أن يعثر على أكثر من عدة مئات يطالبون بإنهاء فعلي لحملة غزة.

يناشد المتظاهرون نتانياهو أن «يبرم صفقة». لا يقولون شيئًا عن الفلسطينيين أو أعمال الإبادة الجماعية من جانب إسرائيل، ومفهوم ضمنيًا أن الصفقة لا تنفي التزام إسرائيل بـ«تدمير حماس». ولا ذكر للقتل اليومي المستمر لعشرات الفلسطينيين في غزة وتوسيع الهجمات الإسرائيلية في الضفة الغربية. ما من رؤية لمستقبل في ما يتجاوز «أعيدوهم الآن». لا بد أن توقع إسرائيل اتفاقية لإعادة الرهائن إلى الوطن. وإذا رأت أنه لا بد من الاستمرار في تنفيذ الإبادة الجماعية حتى بعد رجوع الرهائن فسوف تستمر في ذلك، ويبدو أنها تحظى بموافقة أغلب الناس في الشوارع.

قد يبدو غريبا أن مئات الآلاف من الإسرائيليين الملتزمين بتغيير واقع الإبادة الجماعية يتجاهلون عشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل، ولكن هذا هو حالنا. فبعض أمثلة اللامبالاة سريالية بلا مراء.

لقد كانت إيدن ييروشلامي من الرهائن الست الذين لقوا مصرعهم في أغسطس. وحينما رجع جثمانها، كشف الإعلام الإسرائيلي أن وزنها بلغ ستة وثلاثين كيلوجرامًا، وتم تداول ذلك باعتباره دليلًا على أن حماس عمدت إلى تجويعها، مما أظهر مرة أخرى أن إسرائيل تواجه «وحوشًا». ولم يربط أحد بين تجويع إسرائيل لغزة عمدا وبين هزال إيدن ييروشلامي. لم يفكر أحد أن وفاتها قد تكون مرتبطة بعواقب سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين. أدانت المظاهرات المناهضة للحكومة عدم كفاءتها وقسوتها، ولكنها توجهت ضد إسرائيليين. أما الفلسطينيون فببساطة لا وجود لهم.

ما الذي يكمن وراء هذا القمع التام لحياة الفلسطينيين وموتهم؟ يسهل جدا أن نعثر على تفسير في السيل اللانهائي من التحريض على الإبادة الجماعية الذي يندفع من وسائل الإعلام الإسرائيلية الرسمية والاجتماعية، ومن الساسة والمفكرين في إسرائيل. فعندما يقترح جنرالات إسرائيليون متقاعدون «السماح» لثلاثمائة ألف فلسطيني بـ«الجلاء» عن مدينة غزة (إلى أين سيذهبون؟) وأن يفرض بعد ذلك حصار «محكم» على المدينة، لإرغام الخمسة آلاف «إرهابي» الباقين فيها (بحسب من؟ وكم من الرهائن لا يزالون في غزة؟) على الاستسلام أو الموت، فماذا يكون هذا الكلام إذا لم يكن خطة إبادة جماعية؟

تنضم هذه إلى «خطط» أخرى كثيرة روجتها السلطات الإسرائيلية على مدار العام الماضي، بدءا بطاعة الوصية الدينية بمحو ذكرى «العماليق» من تحت السماء، وحتى النقل «الرضائي» لمليوني غزاوي إلى شمال سيناء. وأمثال هذه الخطط بالطبع تصدر عن مسؤولين. أما البذاءات التي يتقيؤها الجنود في غزة والمواطنون العاديون الإسرائيليون فأسوأ من هذا كثيرا. وحينما يكون هذا هو كل ما يتعرض له المرء على مدار عام وعلى مدار عمر كامل، فكيف يكون له رد فعل آخر؟

لكنني أعتقد أن هذا التفسير يغفل عن الرعب الحقيقي من الإبادة الجماعية الإسرائيلية. فهذا الرعب لا يكمن في تحول حديث إلى التطرف، بل إنه كان قائما طوال الوقت.

لقد أقيمت إسرائيل على مبدأ التفوق اليهودي. والدفاع عن اليهود (ولو كانوا إرهابيين) بغض النظر عن الظروف هو سبب وجود إسرائيل. نحن ندافع عن تفوقنا ونصقله بالعمل بجد على جعله شفافا. مارسنا الفصل العنصري والتمييز واحتللنا لا رغبة في قتل جميع الفلسطينيين ولكن التزاما بإرغامـ«هم» على أن يعرفوا مكانهم ويتنحوا عن أنظار«نا» قدر المستطاع. أردنا أن نقيم هيراركية شديدة الوضوح لا نحتاج بعدها إلى أن نذكرها أصلا ذكرا صريحا، شديدة الوضوح إلى حد أن تصبح شفافة. وكنا نتصور أننا نحرز النجاح.

ومات هذا الوهم ميتة قاسية في السابع من أكتوبر. جعلت عملية حماس من المستحيل علينا أن نقمع الفلسطينيين أو ألا نراهم. لم نستطع أن نديم تفوقنا، حتى لو كان سبب ذلك هو أن جيشنا الذي تفترض فيه العظمة مني بهزيمة. كانت الضربة بالغة القوة فأرجعتنا فورا من التفوق إلى الأنانية.

كنا نعلم أننا حقيقيون وأن الفلسطينيين ليسوا كذلك. بل وأنه لا يوجد حقيقيون عدانا. كنا نعلم أننا الشعب الحقيقي الوحيد في العالم. وذلك موقف لا يمكن الدفاع عنه إلا بتدمير أي تحد لسلامته.

كان محض وجود حماس تهديدا لإحساسنا الأعمق بذاتنا. لم يكن بوسعنا أن نسمح «لهم» بالحياة. لكن هل كان بوسعنا أن نحدد بوضوح من «هم»؟ من الواضح أن الإجابة هي لا، لأنـ«هم» يختفون وسط مدنيين. لم يكن ذنبنا أن هؤلاء المدنيين ماتوا. هل كان ذنبنا أننا اكتشفنا مع مرور الأيام والأسابيع والشهور من القتل أن مزيدًا ومزيدًا من المدنيين يدعمون «الإرهابيين» فعليًا أو أنهم أنفسهم «إرهابيون»؟ لا، لم يكن ذنبنا.

أما حقيقة أن أشد أنصار حماس، بعد أحد عشر شهرا من التدمير، قد يكونون مستمرين في مناصرتها، فهي حقيقة لم تدخل حساباتنا. فهم غير حقيقيين. وهم بادعائهم أنهم حقيقيون يهددون حقيقتنا. ونحن لا نريد أن ندمرهم جميعا. لكننا مرغمون على ذلك.

أوري جولدبرج كاتب إسرائيلي وأكاديمي ومعلق سياسي

عن ذي نيشن

مقالات مشابهة

  • رسالة من يحيى السنوار إلى نصرالله... ما هو مضمونها؟
  • فلسطين..بين (السلطة) والاحتلال والمقاومة..!
  • حماس والديمقراطية: خمسة مطالب يجب تنفيذها لعقد لأي اتفاق مع إسرائيل
  • السيد صفي الدين: النهضة المقاومة في عالمنا العربي ستحرر فلسطين
  • حماس: العملية الإسرائيلية في طولكرم لن تزعزع تمسك شعبنا بالمقاومة
  • حماس: استمرار عدوان الاحتلال على طولكرم لن تثني من عزيمة أبناء شعبنا
  • بالنسبة للمتظاهرين في إسرائيل.. فلسطين قد لا تكون موجودة
  • المقاومة الإسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مستوطنات للعدو شمال فلسطين المحتلة
  • فصائل فلسطينية تعقب على مجزرة مواصي خان يونس فجر اليوم
  • لجان المقاومة: مجزرة خانيونس حلقة جديدة بمسلسل الإبادة