واصلت الصحف العالمية الحديث عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعيات عدم التوصل لاتفاق يوقف القتال ويعيد الأسرى الإسرائيليين إلى ذويهم. واتهمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بممارسة دعاية فارغة على حسابهم.

فقد أكدت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها أن على حكومة نتنياهو تكريس كل طاقتها لاستعادة الأسرى المتبقين على قيد الحياة "بدلا من الانخراط في الدعاية الفارغة على حسابهم".

وقالت إن عدد الأسرى الأحياء تقلص إلى 109 فقط "بسبب تقاعس هذه الحكومة والرجل الذي يرأسها".

وفي فايننشال تايمز البريطانية، وجّه رئيس بنك إسرائيل المركزي، أمير يارون، رسالةً لنتنياهو انتقد فيها عدم إجراء أي مناقشات جادة بشأن الميزانية لأكثر من شهر، وقال إن الأمر "يثير الشك بشأن الجدول الزمني لإقرار مشروع قانون الميزانية".

ونقلت الصحيفة عن يارون أن هذا الغموض "يقوض ثقة إسرائيل بالأسواق المالية الدولية، حيث تحتاج الحكومة إلى إجراء تعديلات ذات طبيعة دائمة بقيمة 8 مليارات دولار لسد عجز متوقع بنحو 8% من الناتج المحلي الإجمالي".

رد إيران ليس وشيكا

أما صحيفة "واشنطن بوست"، فقالت إن التحليلات تشير إلى أن الضربة التي تعهدت بها إيران ضد إسرائيل قد لا تكون وشيكة، حيث أدت تعليقات من مسؤولين كبار إلى تخفيف المخاوف مؤقتا من التصعيد إلى صراع إقليمي أوسع.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الحرس الثوري أن إيران لا تشعر بالضغط للرد الفوري، وأن القرار النهائي بشأن وقت الرد وشكله يعتمد على الظروف وخطة القادة.

وقالت الصحيفة إن الشيء الذكي الذي يجب فعله "هو التدقيق في جميع الظروف لمعرفة الرد الصحيح والرادع".

وفي مقال بصحيفة "ذا تايمز"، تساءل المعلق روجر بويز، عن سبب تجنّب إيران المواجهة العسكرية الشاملة، وقال إن العالم لا يزال ينتظر ردا إيرانيا على اغتيال الزعيم السابق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، في طهران، والقيادي العسكري في حزب الله اللبناني، فؤاد شكر، في بيروت.

ويرى الكاتب أن إيران تكسب من ممارسة الضغط على إسرائيل أكثر مما تكسبه من المواجهة العسكرية المباشرة.

وفي شأن آخر، تحدث رامي أبو جاموس في موقع "أوريون 21" عن ظهور جيل من الأطفال العاملين في ظل الحرب. وقال "إن أطفالا في التاسعة من العمر، يعانون نحافة بسبب سوء التغذية، تحولوا إلى باعة متجولين إما لمساعدة الأب أو لأن الأب قد مات".

وأضاف الكاتب: "هؤلاء الأطفال يُفترض بهم أن يكونوا في هذا الوقت من السنة في خضم الاستعدادات للعودة المدرسية، لكن 720 ألف تلميذ وطالب لن يعودوا إلى مقاعد الدراسة هذا العام، بعد أن دمر الاحتلال كل شيء".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

ما خيارات حماس للتعامل مع إجراءات نتنياهو ضد غزة؟

غزةـ يتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قطع إمدادات الغذاء والوقود عن قطاع غزة ورقة ضغط على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بهدف دفعها للاستجابة لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن المزيد من الأسرى، والتهرب من التزامه بتنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من الاتفاق وصولا لوقف إطلاق النار بشكل دائم.

وفي الوقت الذي لاقت إجراءات نتنياهو رفضا من قبل حركة حماس التي دعت الوسطاء للضغط عليه لتنفيذ مراحل الاتفاق بكل تفاصيله، إلا أن ذلك يفتح التساؤل حول خياراتها للتعامل مع تهديدات الحكومة الإسرائيلية لفرض المزيد من العقوبات ضد غزة.

سحب الذرائع

ومع تواتر الأخبار التي يتداولها الإعلام العبري عن أن إسرائيل تبحث إمكانية وقف إمداد غزة بالمياه كجزء من إجراءات إضافية ضد القطاع، قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي إن حركته وقعت اتفاقا واضحا من 3 مراحل.

وأضاف أن الحركة التزمت بتنفيذ جميع بنود المرحلة الأولى، في الوقت الذي تهربت فيه حكومة الاحتلال من الالتزام بالبروتوكول الإنساني، وأخلّت بمواعيد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ولم تسمح بتوفير الاحتياجات الأساسية لتيسير الحياة في قطاع غزة.

إعلان

وأوضح مرداوي، في حديث خاص للجزيرة نت، أن حماس ملتزمة بتطبيق الاتفاق الذي رعاه الوسطاء بكل مراحله والذي يقوم على وقف دائم لإطلاق النار، وإعادة الإعمار، وإطلاق سراح الأسرى.

وطالب الوسطاءَ الضامنين للاتفاق بالضغط على الاحتلال للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، ووضع حدا لتهديدات الاحتلال، لأنه من حق الشعب الفلسطيني الوصول لمرحلة من الاستقرار.

وشدد مرداوي على أن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح أيٍّ من أسرى الاحتلال لديها.. إلا من خلال المفاوضات، وكل الشواهد تدلل على أن جميع وسائل القتل التي استخدمتها إسرائيل لن تمكنها من الحصول عليهم دون اتفاق.

اتفاق شامل

وأضاف القيادي في حماس: "لن يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين إلا وفق اتفاق شامل، تتم بموجبه صفقة تبادل أسرى ويحقق الاستقرار ويعيد بناء قطاع غزة".

وجدد مرداوي تأكيده على أن الشعب الفلسطيني سيبقى ثابتا على موقفه، ولن يبرر للعدو الإسرائيلي العودة للحرب كونها لن تحقق له شيئا.

وفي السياق ذاته، قال القيادي في حركة حماس مشير المصري إن حركته استجابت بمسؤولية لكل المبادرات التي طرحت بشأن تحمل الكل الفلسطيني مسؤولية إدارة غزة وإعادة الحياة للقطاع الذي دمرته قوات الاحتلال من جديد.

وأوضح المصري، في حديث خاص للجزيرة نت، أن حماس خاضت حوارات مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية بهذا الشأن، وقبلت بالطرح المصري لتشكيل لجنة إسناد مجتمعي وذلك من منطلق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.

المصري يؤكد حرص حماس على نزع أي مبرر لتعطيل أيٍّ من مراحل الإغاثة والإيواء (الجزيرة)

وكشف المصري عن حرص حماس على نزع أي مبرر يتخذه البعض لتعطيل أيٍّ من مراحل الإغاثة والإيواء وصولا إلى إعادة إعمار قطاع غزة.

وأشار القيادي في حركة حماس إلى أنهم معنيون بالتعامل وتعزيز الشراكة مع كل القوى العربية والدولية باعتبار أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة جمعاء.

إعلان

أما على صعيد التحدي العسكري فقال المصري "واثقون أن كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس التي بنت نفسها من الصفر ووجّهت ضربة مؤلمة وقاتلة لأقوى قوة في المنطقة، قادرة على أن تستعيد قدراتها وكفاءتها العسكرية والأمنية".

ويعتقد المصري أن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي من جرائمه ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة يأتي في إطار محاولته البحث عن نصر مزعوم، والهروب من فشله في قطاع غزة، لافتا إلى أن الضفة قادرة كما كل مرة على الخروج من القبضة الأمنية، وإيلام المحتل.

ضغط سياسي وميداني

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن حماس تدرك جيدا أن نتنياهو يناور سياسيا ويحاول كسب المزيد من الوقت لتحقيق مكاسب داخلية، ولا سيما في ظل الضغوط الداخلية التي يواجهها، وبالتالي قد تعتمد الحركة على نهج متعدد الأبعاد يجمع بين التلويح بالتصعيد الميداني، والضغط السياسي، والمناورة التفاوضية لإجبار الاحتلال على العودة إلى الطاولة بشروط أكثر توازنا.

ويعتقد عفيفة، في حديث خاص للجزيرة نت، أن خيارات حماس تكمن بتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية لزيادة الضغط الدولي على الاحتلال، واستثمار ذلك في معركة الرأي العام، بالإضافة إلى تكثيف الدور القطري والمصري لكسر الجمود الحالي.

وذهب عفيفة إلى احتمالية أن تلجأ حماس للتهديد بوقف التفاوض تماما حال استمر التعنت الإسرائيلي، مما قد يشكل ضغطا داخليا على حكومة الاحتلال، خاصة مع تزايد الضغوط عليها من عائلات الأسرى الإسرائيليين.

ورجح الكاتب والمحلل السياسي أن تستغل حماس الانقسامات الإسرائيلية حول استمرار الحرب وملف الأسرى، وتمارس ضغطا على عائلات الأسرى الإسرائيليين للتأثير على القرار السياسي، لأن خيار العودة إلى الحرب الذي يلوّح به الاحتلال لن يحقق أهدافا جديدة رغم خطورته.

إعلان

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: نريد اتفاقا بشأن تحرير الأسرى لتمديد وقف إطلاق النار بغزة
  • موجة غضب عالمية على قرار نتنياهو وقف إدخال المساعدات لغزة
  • ما خيارات حماس للتعامل مع إجراءات نتنياهو ضد غزة؟
  • صحافة عالمية: إسرائيل لن تستأنف القتال في غزة قريبا رغم تعثر المفاوضات
  • صحافة عالمية: نتنياهو يقطع المساعدات الإنسانية عن غزة للضغط في المفاوضات
  • نتنياهو يعلن الحصول على أسلحة لإنهاء المهمة ضد محور إيران
  • ثلاثة سيناريوهات رئيسة أمام إسرائيل بشأن غزة
  • حزب الاتحاد: نتنياهو يقامر بأمن المنطقة من أجل أهواءه الشخصية
  • نتنياهو يهدد حماس بشأن الأسرى الإسرائيليين: ستكون هناك تبعات إضافية
  • صحف عالمية: آمال وقف دائم للحرب تراجعت وعلى إسرائيل التعلم مما حدث لزيلينسكي