كيف ساعد تحريم الدماء على بناء وعمارة الحضارة
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
طرح الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، تساؤل حول: ما الرابطة بين الاعتقاد والامتثال لتحريم الدم والميتة وغيرها من المحرمات وبين عمارة الدنيا وبناء الحضارة، وبين استباحة الدم والميتة وبين خراب الدنيا وضياع الحضارة؟
جمعة يوضح كيف رسخ الإسلام للتسامح والقضاء على العنف علي جمعة: حضارة المسلمين قامت على العلم ومحورها النص الشريف
وأجاب فضيلته عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك أن تحريم الدم المسفوح، على سبيل المثال، ليس من أجل أنه يسبب ضررًا من ناحية الطب بقدر ما أنه يسبب ضررًا من ناحية الأخلاق، والتجرؤ على شكل الدم، وعلى رفع الحاجز النفسي بين الإنسان وسفك دماء البشر، ويحاول بعضهم -وقد يكون صادقا، وقد يكون غير دقيق- أن يربط بين التحريم والضرر الجسدي، وأن يبحث في حكمة التحريم بالمسائل الطبية، إلا أن التحريم لا يقتصر على هذا الجانب، بل إنه يبني نفسًا، ويُعَمِّق شعورًا لدى الإنسان يساعده في نشاطه الاجتماعي، وفي عمارته للدنيا.
وأضاف جمعة أن الأحكام الشرعية هي نظام إلهي يُنشئ ويؤسس نفسية حضارية للمسلم يجعلها هي أبجديته التي يتعامل بها في حياته في جميع مناحيها السياسية، والاقتصادية، والحضارية، والفكرية، والاجتماعية، وغيرها، وظهر هذا في تاريخ المسلمين في كل بلادهم شرقا وغربا، ولذلك لم نر المسلمين عبر تاريخهم يبيدون الشعوب، أو يستعمرون الناس استعمار هيمنة واستغلال، أو يدخلون البلاد لرفع الطغيان وصد العدوان فيحوِّلونها إلى حمام دم يهون معه الطغيان، ويُستصغَر بإزائه العدوان.
وتابع جمعة أنه بناء على ذلك بناء على هذه النفسية الحضارية لا يقبل المسلم حلولاً لأزماته الكمية بتحليل الحرام، فقد يقترح بعضهم إذا ما وقع مجتمع ما في أزمة لحوم، أن يربي ذلك المجتمع الخنزير وأن يأكله، فالخنزير كثير التناسل، ونفقته قليلة، ويمكن أن يحل المشكلة بطريقة كمية.
وانتهى جمعة أنه رغم ذلك فإن (سلطان الكم) ليس هو كل شيء في هذه الحياة، ولقد كتب في هذا المعنى رينيه جينو (عبد الواحد يحيى، رحمه الله تعالى) في كتابه الماتع (سلطان الكم وعلامات الزمان) وهو في نسخته الإنجليزية (The Reign of Quantity & the Signs of the Times) وفيه يبين أن من سمات عصرنا سيطرة الكم على معيار التقويم، فأصبح الكم هو المسيطر على السوق وعلى الاستهلاك، ونشأ من ذلك مفهوم العقد في العلاقات الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية. وحضارة الإسلام لا تفهم هذا ولا تقبل هذا المعيار الكمي، لكنها تُبنى وتؤسس على الاعتقاد والامتثال لأمر الله تعالى، فالحكم له وحده، والأمر منه وإليه وحده.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدم الحضارة عمارة عبر صفحته الرسمية الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء مفتي الجمهورية السابق هيئة كبار العلماء الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء مسلم القضاء على جمعة حضاري نظام إنسان استهلاك
إقرأ أيضاً:
وزير الشباب يشهد مراسم توقيع بروتوكول تعاون مع إحدى مؤسسات التنمية
أكد وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي أن بروتوكول التعاون مع مؤسسة ساعد للتنمية والتطوير، يأتي ضمن استراتيجية الوزارة الهادفة إلى تمكين الشباب وتأهيلهم بشكل علمي وعملي في مختلف المجالات، بما يسهم في تحسين حياتهم وتحقيق التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال حضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، مراسم توقيع بروتوكول تعاون مع مؤسسة ساعد للتنمية والتطوير، في إطار دعم الوزارة للتوجهات الوطنية الرامية إلى تطوير قدرات الشباب وتحقيق أهداف رؤية مصر 2030.
وقع البرتوكول اللواء إيهاب بشير، الوكيل الدائم لوزارة الشباب والرياضة، ومن جانب "مؤسسة ساعد للتنمية والتطوير"، الدكتور أكمل سامي نجاتي، عضو مجلس الشيوخ ورئيس مجلس أمناء المؤسسة، بحضور قيادات الوزارة والمؤسسة.
ويهدف البروتوكول إلى تعزيز التعاون بين الطرفين في مجالات تدريب الشباب على ريادة الأعمال، دعم مشاريع التمكين الاقتصادي، وتنفيذ ندوات توعية لدور الشباب في نهضة المجتمع، كما يشتمل على جهود لتطوير مراكز الشباب عبر برامج تشجير وتنمية، إلى جانب دعم الشباب من ذوي الإعاقة.
وفي كلمته، أعرب النائب الدكتور أكمل سامي نجالي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة ساعد، عن فخر المؤسسة بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، مشيدًا بالجهود المشتركة لتوفير الدعم للشباب من خلال تنفيذ برامج تدريبية وتنموية.
وبموجب البرتوكول تقوم وزارة الشباب والرياضة بتقديم الدعم الفني والإداري والتنسيق مع مراكز الشباب، وتقوم مؤسسة ساعد، بتنفيذ البرامج التدريبية وتوفير وسائل إيضاح ودعم فني.