هل سبق لك أن تعرضت لانقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 5 ساعات في منتصف موجة الحر الحارقة؟ سؤال تصدر تقريرا لموقع "بوليتيكس توداي" الأمريكي، مشيرا إلى أن هذا الواقع عاشه المصريون خلال الأسبوعين الماضيين، ويستمر الشهر المقبل، حسبما أعلن رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي.

وذكر الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن المصريين، عبروا عن استيائهم بمختلف المنصات الاجتماعية على أمل أن يسمع المسؤولون الحكوميون أصواتهم، وفي الوقت نفسه تواصل الحكومة المصرية الترويج للاستثمار في المشاريع الحضرية العملاقة، مثل العاصمة الإدارية الجديدة.

وزعم مدبولي مؤخرًا أن هذه المشروعات يتم تنفيذها من أجل التنمية الضرورية للاقتصاد المصري، ولولاها لكانت البلاد قد انهارت منذ فترة.

وبالمثل، تقوم المملكة العربية السعودية بالترويج لأحدث مشاريعها الضخمة في محافظة تبوك والمعروف باسم "ذا لاين"، وهو عبارة عن مدينة ذكية بطول 170 كيلومترًا وتمتد من الغرب إلى الشرق، وتهدف إلى أن تكون أول مدينة في العالم تعمل بالطاقة المتجددة.

وفي أحدث جهوده للترويج لهذا المشروع، تعاون ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مع قناة ديسكفري وأنتج فيلمًا وثائقيًا بعنوان "ذلا لاين.. مدينة المستقبل في نيوم"، عبر فيه عن رفضه لمنتقدي رؤيته، مدعيا أن مشروعه الحضري، الذي يتم تشييده في منطقة "لم يمسها أحد"، سيقطع شوطًا طويلاً نحو تلبية احتياجات الاستدامة البيئية للسكان بحلول عام 2030.

وأضاف: "يقولون إن الكثير من المشاريع التي يتم تنفيذها في السعودية لا يمكن إنجازها، وأنها طموحة للغاية. يمكنهم الاستمرار في قول ذلك ويمكننا الاستمرار في إثبات أنهم خطأ".

لكن هل صحيح أن السعودية تبني “ذا لاين” في منطقة "لم يمسها أحد"؟ تجيب، كورتني فرير، الزميلة في مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، بأن الأمر ليس كذلك، فقد قتلت قوات الأمن السعودية، عبد الرحمن الحويطي، من قبيلة الحويطات عام 2020 لرفضه مغادرة منزله الذي كان في موقع المشروع العملاق.

وفي العام نفسه، أرسلت قبيلة الحويطي طلبًا عاجلاً إلى الأمم المتحدة للحماية من التشريد القسري من قبل الحكومة السعودية.

وإضافة لذلك، قدر تقرير في صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه سيتم طرد 20 ألف شخص من المنطقة لإفساح المجال للمدينة العملاقة.

بداية إماراتية

ويعود تاريخ بدء المشروعات الحضرية العملاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى عام 2008 مع إطلاق مشروع مدينة "مصدر" في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتمثلت خطتها الأصلية في أن تكون أول مدينة خالية من الكربون بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحلول عام 2016، ومع ذلك، لم ترق المدينة إلى مستوى التوقعات.

فقد فشلت المدينة في تحقيق الهدف منها، ولذا يصفها التقرير بأنها "أول مدينة أشباح خضراء في العالم".

اقرأ أيضاً

السعودية تزرع صحراء نيوم بخبرات هولندية.. هل تتحول إلى مركز إقليمي للطعام؟

ويعزو جوكتشي جونيل، عالم الأنثروبولوجيا والأستاذ المشارك في جامعة رايس، معظم أوجه القصور في "مصدر" إلى دعاية المشروع، التي ركزت على الترويج للمدينة باعتبارها مدينة خالية من الكربون بدلاً من الاهتمام بالبناء الفعلي.

وتظهر أحدث الأرقام الرسمية أن "مصدر" هي موطن لستة آلاف شخص فقط من أصل 40 ألف شخصا استهدفهم المشروع.

لكن هذه النكسة لم تمنع البلدان الأخرى في المنطقة من الاستثمار في السباق لإنشاء مشروعات حضرية عملاقة من أجل "الاستدامة البيئية".

وفي عام 2019، أصدر المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط (IEMed) تحذيرًا بشأن العواقب الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة لتغير المناخ في المنطقة، والتي تشمل المزيد من الفقر وعدم الاستقرار السياسي وسوء الإدارة.

ورغم التحذيرات، استمرت بعض الحكومات العربية في الاستثمار بالمشاريع الحضرية العملاقة، وروجت لمشروعاتها الطموحة باعتبارها "مستدامة وخضراء وذكية" بما يتماشى مع التزاماتها بالاتفاقيات البيئية مثل اتفاقية باريس.

حل للأزمات؟

ومع الأزمة البيئية العالمية الحالية، يتفق كثير من الخبراء على الحاجة إلى تطوير مشروعات حضرية مستدامة كحل لهذه الأزمة من جانب، ولحل لأزمة النمو السكاني السريع من جانب آخر.

وفي السياق، قال طارق القدومي، المدير التنفيذي لمشروع نيوم، لمجلة "ديزين" إن مدينة "ذا لاين" ستكافح الآثار السلبية للزحف العمراني، وسترسخ التقدم التكنولوجي والاستدامة كأسلوب حياة.

وعلى الجانب التجاري، يعتقد العديد من رجال الأعمال أن هذه المشروعات الحضرية العملاقة ستعزز الاقتصاد وتجذب استثمارات جيدة، ومنهم المستشار العقاري، محمد خالد، الذي أكد أن العاصمة الجديدة في مصر ستكون "المكان المثالي لأولئك الذين يرغبون في استثمار أموالهم في مواقع جيدة، حيث ستوفر فرصًا تجارية كبيرة".

ويعد استثمار مجموعة طلعت مصطفى، إحدى أكبر شركات المقاولات في مصر، دليلاً على ذلك، إذ أشارت التقارير إلى أن المجموعة استثمرت في تأسيس مشروع "نور سيتي" داخل العاصمة الجديدة. وبالمثل، أخبرت رائدة الأعمال السعودية، روان أحمد، صحيفة "ذا ناشيونال" بأنه من المثير للغاية أن تظهر ابتكارات مثل "ذا لاين" في المملكة.

فيما يتعلق بالاستدامة الذكية، والإسكان، والأعمال التجارية، يعتقد الكثيرون أن المشروعات الحضرية العملاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تقدم الابتكار من أجل مستقبل أفضل.

اقرأ أيضاً

ذا لاين.. مشروع نيوم العملاق يواجه انتقادات ويحتاج إلى تعديلات

رؤية طوباوية

لكن خبراء آخرين انتقدوا وصفوا تلك المشروعات بأنها "بائسة" بسبب الطبيعة الاستبدادية للهياكل السياسية الإقليمية، وتكلفة هذه المشروعات العالية، والأهداف "الوهمية" المحددة لها.

وفي هذا الإطار، تقول ميشيل دن، الباحثة غير المقيمة في برنامج كارنيجي للشرق الأوسط، إن فراغ العاصمة الجديدة يثبت أن رؤية الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، لا تشمل معظم المواطنين المصريين، إذ لا يُسمح لهم بالتواجد فيها، باعتبارها مجمع عسكري".

وبالمثل، لم تستشر الحكومة السعودية مواطنيها بشأن ما إذا كانوا سيوافقون على إخلاء منازلهم من أجل مشروع "ذا لاين" الضخم، كما لم تعرض عليهم تعويضات مناسبة.

السكان والتكلفة

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، لم يذكر بن سلمان أبدًا المجتمع القبلي الذي أُجبرته الحكومة السعودية على مغادرة موقع "ذا لاين" أو العواقب التي يواجهها لعدم الامتثال.

وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أصدر القضاء السعودي حكمًا بالإعدام على 3 من أفراد قبيلة الحويطات الذين احتجوا على الإخلاء القسري لمنازلهم عام 2020.

وانتقد خبراء، بينهم فيليب أولدفيلد، الأستاذ بجامعة نيو ساوث ويلز (UNSW)، تكلفة خطط المشروعات العملاقة بالشرق الأوسط، على الرغم من ادعاءات حكومات الدول بأن تنفيذها "لإنقاذ المنطقة من أزمات المناخ والاكتظاظ السكاني المستمرة".

وحذر أولدفيلد من أن هذه المشروعات مكلفة من جميع الوجوه، مشيرا إلى أن "ذا لاين"، على سبيل المثال، يهدد التنوع البيولوجي في الصحراء السعودية بالتدمير، مؤكدا أن التكاليف المالية والبيئية لبناء المشروع ستطغى على أي منافع بيئية موعودة.

وأشار إلى أن المشروع سيتطلب كمية هائلة من الفولاذ والزجاج والخرسانة، وكلها لا تعتبر مواد منخفضة الكربون، والأمر ذاته ينطبق على حالة "العاصمة الإدارية" المصرية.

رؤية خيالية؟

ولذا يحذر خبراء، بينهم المؤرخ المعماري، محمد الشاهد، من "الواقع البائس لهذه المشروعات العملاقة" حسب تعبيره، مشيرا إلى أنها مقاطع الترويج لها "تعد بجنة طوباوية. ومع ذلك، فإن الوضع على الأرض قد يقدم رواية مختلفة".

ويعتقد الشاهد أن العاصمة الإدارية الجديدة تبنى فقط لفصل الحكومة عن بقية السكان، وأن التخطيط الحضري للمدينة يظهر أن الحكومة المصرية تحاول منع التمردات المستقبلية من خلال نقل المباني الحكومية بعيدًا عن متناول الجمهور، وبذلك لا يكون الجمهور قادرًا على هزيمة النظام بسهولة.

وبينما تواصل الحكومات الرئيسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلان عن مشاريعها الحضرية العملاقة كمدن تكنولوجية مستدامة، لايزال كثير من المراقبين يطرحون التساؤلات حول توافقها مع الرؤية المثالية المقصودة وأساليب تنفيذها وتأثيرها الحقيقي على المواطنين العاديين.

اقرأ أيضاً

العاصمة الإدارية الجديدة في مصر.. فقاعة على وشك الانفجار

المصدر | بوليتيكس توداي/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصطفى مدبولي محمد بن سلمان نيوم العاصمة الإدارية ذا لاين الشرق الأوسط وشمال إفریقیا العاصمة الإداریة هذه المشروعات فی منطقة إلى أن من أجل

إقرأ أيضاً:

قنبلة الشرق الأوسط الموقوتة تهدد بالانفجار

أعاصير التغيير الكبير تهب على العالم بعنف لأن أخطر مؤشرات الحرب العالمية الثالثة هي اليوم تهديد (ترامب) و (ناتنياهو) بقصف إيران تبعه موقف إيران العقلاني الساعي للسلام.

ويصاب المرء بفقدان البوصلة لأننا تجاوزنا ما سميناه بالحداثة وما سميناه بما بعد الحداثة وأصبحت تكهنات (صامويل هنتنغتون) وراء ظهورنا وهو الذي بشر بحرب الحضارات بعد الحروب بين الدول. على رغم أن الحرب الروسية – الأوكرانية لم تضع أوزارها بعد بدأ الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء باستخلاص الدروس منها.

هذه الحرب كشفت حجم الخلل البنيوي الذي تعاني منه أوروبا على صعيد قدراتها الدفاعية مع سعي دونالد ترامب إلى وضع حد لهذه الحرب بمعزل عن الأوروبيين: إزاء رئيس أمريكي لا يعترف إلا بالقوة الذاتية للدول اتضح افتقاد الأوروبيين ككتلة إقليمية ممثلة بالاتحاد الأوروبي وكدول مستقلة القدرة على فرض مصالحها.

ولعلنا نعيش أواخر عصر السياسة حين نشهد الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل على سوريا بدعوى ضرب مواقع إرهابية وعلى لبنان تحت تعلة ضربات استباقية لما يدبره حزب الله من هجومات على إسرائيل ومشاركة الجيش الإسرائيلي في الحرب على اليمن وعلى العراق تحت غطاء تدمير قواعد الحشد الشعبي وطبعا بالتوازي مع إعادة حرب الإبادة في غزة (بالأمس الخميس استشهد 70 فلسطينيا منهم 25 طفلا) ثم إن قصف المستشفيات جريمة حرب غير مسبوقة مع غلق المعابر ومنع وصول الإعانات لغزة هو القتل بالتجويع!

 نعم نحن أمام مذابح ترتكبها إسرائيل ضد أشقائنا الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وربما قريبا الأردنيين والمصريين فنغضب ونشارك في النفير الكبير الذي دعت له المقاومة واستجابت له بقية الأمة الإسلامية!

تؤكد وكالات الأنباء أن حكومة (نتنياهو) تستعد لاحتلال قطاع غزة والضفة وفرض الحكم العسكري عليهما والسيطرة الكاملة على الفلسطينيين وعلى الشرق الأوسط وتنفيذ مخططاتها المتعلقة بالاستيطان أو التهجير. وهو التوجه الذي يتوافق مع خطة رئيس هيئة الأركان العامة (إيال زامير)
لكن يبقى السؤال: هل تمتلك إسرائيل إستراتيجية واضحة لما تقوم به؟ وانظروا ما يحدث في العالم من حولنا: رجل أمريكي مثير للجدل ترأس الأمة الأمريكية مرتين واحتل البيت الأبيض ويخطط لعهدة ثالثة وأعلن أن كندا وبنما والقطب الشمالي (غرين لاند) هي ولايات تابعة لأمريكا ! وأن خليج المكسيك أصبح اسمه خليج أمريكا وأن أوكرانيا ليست أوروبية بل هي قطعة من روسيا ثم أعلن أنه لا يعترف للاتحاد الأوروبي بأي سلطة على أوكرانيا بل أنه يعمل على إنهاء الحرب الأوكرانية الروسية في مفاوضات بينه وبين (بوتين) حليفه الجديد ونعت الرئيس الفرنسي (ماكرون) بالمعتوه الذي يغرر بالأوروبيين ويريد قيادتهم الى حرب ضد روسيا مثلما نعت (زيلنسكي) أيضا بالمجنون الذي نفخ فيه الأوروبيون روحا من البطولة المزيفة أفقدته حجمه الحقيقي!

 وأمام حرب إبادة الفلسطينيين وقف عاجزا عن إبداع من إبداعاته واكتفى بالرجوع الى أصول ديانته الأنغليكانية التي تدمج الخرافات التلمودية المتطرفة في عقيدتها المسيحية (والتي قاومها القس الألماني مارتن لوثر في القرن السادس م) واكتفى بالقول بأن إسرائيل محقة في الدفاع عن أمنها!!! وهو التبرير الخطأ الممجوج من كثرة تكراره حتى لم يعد يقنع اليهود أنفسهم وخرج بعض نزهائهم للتظاهر ضد حرب الإبادة التي وصمت اليهود بالعار الى أبد الدهر وجعلت شرفاء الدنيا كلهم يشيرون إليهم بالبنان كقتلة أطفال وهو عار لن تمحوه الدعايات البلهاء الصادرة عن العنصريين المتطرفين من مستوطني فلسطين منذ العشرينيات (بداية الهجرات الكبرى) الى عام 2025 حيث بدأ الإسرائيليون حاملو جنسيتين يغادرون فلسطين المحتلة الى بلدانهم الأصلية التي جاؤوا منها (أكثر من 300 ألف حالة عودة طوعية منذ السابع من أكتوبر 2013).

وحسب تحليل أخير للدكتور طلال أبو غزالة (وهو أفضل من يفكك خفايا الصراع في الشرق الأوسط) فإن إسرائيل دخلت مرحلة الحرب الأهلية لأن نصف شعبها يقف ضد (ناتنياهو) والنصف الثاني متعدد الانتماءات والمصالح وبلغت الحرب الأهلية مستوى قياداتها العسكرية حتى أن بعضهم استعمل مصطلح الحرب الأهلية مرات عديدة! ويتنبأ هذا الخبير الواعي بأن حماس سوف تنتصر لأنها تدافع عن أرضها المغتصبة بينما يقاتل الإسرائيلي من أجل الاحتفاظ بأرض اغتصبها ولأن (ناتنياهو) حينما يؤكد أنه يقاتل على سبع جبهات فإنه في الحقيقة يقر باستحالة الانتصار في السبع جبهات بسببين: سبب جغرافي وسبب عقائدي فجبهة لبنان مثلا هي عدة جبهات: حزب الله ودولة لبنان مع الرئيس الجديد (جوزاف عون) الذي أكد أمام (ماكرون) أن الدولة وحدها لديها حق حمل السلاح لكنه أضاف: «وهذا أمر يحتاج الى شيء من الوقت بالنظر الى أن جزءا من أراضينا ما زالت محتلة» فاقتنع الجميع وأولهم (ماكرون) الراعي الرسمي للدولة اللبنانية بأن عملية نزع سلاح حزب الله بالقوة يعني بكل تأكيد حربا أهلية لبنانية أعنف من الحرب الأهلية الأولى (1975-1990) وهي حربٌ أهليّةٌ متعدّدة الأصعدة راح ضحيتها 120 ألف لبناني مسلحين ومدنيين ولا يزال 76 ألف لبناني مشردين نازحين ولاجئين داخل لبنان أو خارجه.

يتذكر أبناء جيلي أن تلك الحرب الضروس اندلعت على إثر محاولة اغتيال الزعيم (بيار جميل) ومحاولات إسقاط إصلاحات فؤاد شهاب الذي سعى لجمع الطوائف وسن دستور ديمقراطي مما حرك طبقات اجتماعية من اللبنانيين تعودوا على الإثراء مغتنمين هشاشة الدولة ثم تحركت قوى اقليمية ودولية تسعى للحفاظ على مصالحها في لبنان والشرق الأوسط مثل سوريا ومصر والأردن ثم روسيا وأمريكا وفي الأثناء ازداد تواجد الفلسطينيين وقياداتهم على التراب اللبناني معتبرين عن خطأ في التقدير أن لبنان أرض مواجهة مباشرة مع العدو الإسرائيلي المحتل ولا ننسى أن منظمة التحرير تم إجلاؤها بقوة عن الأردن في أيلول 1970عندما شرع فدائيوها في تفجير طائرات مختطفة في الأردن فاستقروا في لبنان ليخلوا بالتوازن الهش بين المسلمين والمسيحيين فانقسموا الى يمين ويسار! وحمل شبابهم السلاح وتقاتلوا فيما بينهم واندلعت حرب أهلية دمرت لبنان! نحن اليوم في مارس 2025 نكتشف مزيد انقسام دار الإسلام ونستحي عندما نرى ونسمع السودانيين يتقاتلون وكل فريق يهتف «الله أكبر» وهو يقصف مسلمين موحدين يهتفون أيضا «الله أكبر»! ونرى ليبيا عاصمتين وجيشين وحكومتين ونرى اليمن يمنين وحكومتين وجيشين! وتصل الأزمة العنيفة الى تركيا السنية لتوقظ مارد الفانوس السحري من نومه فيهدد استقرار تركيا مع أردوغان ويكاد يعصف بالليرة وبالسياحة. من جهتها أطلقت الإيكونوميست البريطانية تحذيرا مرعبا للإسرائيليين حول دولتهم مشيرة إلى أن سياسات الحكومة الحالية تقودهم إلى كارثة غير مسبوقة وجاء في تقريرها الذي تصدر غلافها تحت عنوان «غطرسة إسرائيل»  أن دولتهم تبدو قوية ظاهريا لكنها تواجه أخطارا متزايدة تهدد استقرارها بل وجودها!!

(الشرق القطرية)

مقالات مشابهة

  • 1600 جهة عارضة في معرض الشرق الأوسط للطاقة
  • كيف غيّرت حرب صدام مع إيران وجه الشرق الأوسط واقتصاد العالم؟
  • وزير الخارجية يستقبل وفدًا من منظمة “كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط”
  • محافظ الوادي الجديد يتفقد مشروعات تطوير العاصمة الإدارية
  • محافظ الوادي الجديد يتفقد مشروعات تطوير العاصمة الإدارية بالخارجة ...صور
  • نتنياهو يجر الشرق الأوسط إلى نكبة ثانية
  • قنبلة الشرق الأوسط الموقوتة تهدد بالانفجار
  • دبلوماسي : استقرار الشرق الأوسط مفتاح أمان أوروبا
  • الحوثيون هدف مرجح.. أميركا تنقل منظومة باتريوت من كوريا الجنوبية إلى الشرق الأوسط
  • القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط... أيها ستختار واشنطن إذا هاجمت طهران؟