تعرف على التكوين الديني للمهاجرين حول العالم.. أين موقع المسلمين منهم؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
نمت الهجرة بشكل مطرد في العقود الأخيرة. واليوم، أكثر من 280 مليون شخص، أو 3.6% من سكان العالم، هم مهاجرون دوليون وهذا يعني أنهم يعيشون خارج البلد الذي ولدوا فيه.
وبحسب مسح لمركز الأبحاث الأمريكي "بيو" اعتمادا على أرقام وبيانات الأمم المتحدة، ومئات الاستطلاعات، فقد شكل المسيحيون ما يقدر بنحو 47% من جميع الأشخاص الذين يعيشون خارج بلد ميلادهم اعتبارًا من عام 2020، وهو أحدث عام تتوفر فيه أرقام عالمية.
وشكل المسلمون 29% من جميع المهاجرين الأحياء، يليهم الهندوس 5%، والبوذيون 4%، واليهود 1%.
إن غير المنتمين إلى أي دين، أي أولئك الذين يقولون إنهم لا ينتمون إلى أي دين محدد، أو الذين يحددون هويتهم على أنهم ملحدون أو لاأدريون يمثلون 13% من مجموع الأشخاص الذين غادروا بلدانهم الأصلية ويعيشون الآن في أماكن أخرى.
وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، زاد العدد الإجمالي للأشخاص الذين يعيشون كمهاجرين دوليين بنسبة 83%، متجاوزين بذلك النمو السكاني العالمي الذي بلغ 47%.
ويركز هذا التقرير على المخزونات وليس تدفقات المهاجرين. ويحصي جميع البالغين والأطفال الذين يعيشون الآن خارج بلدانهم الأصلية، بغض النظر عن وقت مغادرتهم.
وتعبر هذه النتائج الرئيسية التي توصل إليها تحليل "بيو" عن المهاجرين الدوليين في مختلف أنحاء العالم. وتشكل الدراسة جزءًا من مشروع بيو-تمبلتون للمستقبل الديني العالمي، الذي يسعى إلى فهم التغير الديني العالمي وتأثيره على المجتمعات.
وفي حين أن التركيبة الدينية لتدفقات الهجرة يمكن أن تتغير بشكل كبير من عام إلى آخر بسبب الحروب والأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية فإن المخزون الإجمالي للمهاجرين يتغير ببطء أكبر، وهو ما يعكس الأنماط التي تراكمت بمرور الوقت.
وظلت التركيبة الدينية لجميع المهاجرين الدوليين مستقرة نسبيا منذ عام 1990.
أبرز الأرقام
◾يشكل المسيحيون نسبة أكبر بكثير من المهاجرين 47% مقارنة بسكان العالم 30%. والمكسيك هي البلد الأصلي الأكثر شيوعًا للمهاجرين المسيحيين، والولايات المتحدة هي وجهتهم الأكثر شيوعًا.
◾يمثل المسلمون نسبة أكبر قليلاً من المهاجرين 29% مقارنة بسكان العالم 25%. وسوريا هي البلد الأصلي الأكثر شيوعًا للمهاجرين المسلمين، وغالبًا ما ينتقل المسلمون إلى أماكن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مثل المملكة العربية السعودية.
◾يشكل الأشخاص غير المنتمين دينيا نسبة أصغر من المهاجرين 13% مقارنة بسكان العالم 23%. تعد الصين البلد الأصلي الأكثر شيوعًا للمهاجرين غير المنتمين إلى أي دين، والولايات المتحدة هي وجهتهم الأكثر شيوعًا.
◾الهندوس ممثلون بشكل أقل بشكل صارخ بين المهاجرين الدوليين 5% مقارنة بحصتهم من سكان العالم 15%. وتعد الهند البلد الأصلي الأكثر شيوعًا والوجهة الأولى للمهاجرين الهندوس.
◾يشكل البوذيون 4% من سكان العالم و4% من المهاجرين الدوليين. ميانمار بورما هي البلد الأصلي الأكثر شيوعًا للمهاجرين البوذيين، في حين أن تايلاند هي وجهتهم الأكثر شيوعًا.
◾يشكل اليهود نسبة أكبر بكثير من المهاجرين 1% مقارنة بسكان العالم 0.2%. إسرائيل هي البلد الأصلي الأكثر شيوعًا بين المهاجرين اليهود وأيضًا وجهتهم الأولى.
◾من بين المجموعات الدينية الرئيسية، فإن اليهود هم الأكثر احتمالية للهجرة. يقيم واحد من كل خمسة يهود خارج بلد ميلادهم، مقارنة بنسب أصغر من المسيحيين 6%، والمسلمين 4%، والهندوس 1%، والبوذيين 4%، وغير المنتمين إلى أي دين 2%.
كيف يرتبط الدين بالهجرة؟
ينتقل الناس دوليًا لأسباب عديدة، مثل البحث عن وظائف، أو الحصول على تعليم، أو الانضمام إلى أفراد الأسرة. لكن الدين والهجرة غالبًا ما يكونان مرتبطين ارتباطًا وثيقًا.
انتقل العديد من المهاجرين هربًا من الاضطهاد الديني أو للعيش بين أشخاص يحملون معتقدات دينية مماثلة. غالبًا ما ينتقل الناس ويأخذون معهم دينهم، ما يساهم في التغييرات التدريجية في التركيبة الدينية لبلدهم الجديد. ومع ذلك، فإنه في بعض الأحيان، يتخلى المهاجرون عن الدين الذي نشأوا عليه ويتبنون دين الأغلبية في بلدهم المضيف الجديد، أو أي دين آخر أو لا دين.
في حين تختلف أنماط الهجرة للمجموعات الدينية، فإن المجموعات في هذا التحليل لديها أيضًا الكثير من القواسم المشتركة. على سبيل المثال، غالبًا ما يذهب المهاجرون إلى بلدان حيث تسود هويتهم الدينية بالفعل: انتقل العديد من المسلمين إلى المملكة العربية السعودية، في حين انجذب اليهود نحو إسرائيل. المسيحيون والمهاجرون غير المنتمين إلى أي دين لديهم نفس البلدان الثلاثة الأولى: الولايات المتحدة وألمانيا وروسيا.
وبصرف النظر عن دينهم، غالبًا ما ينتقل المهاجرون من أماكن فقيرة أو خطيرة نسبيًا إلى بلدان يأملون فيها في العثور على الرخاء والأمان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الهجرة إسرائيل إسرائيل اسلام أوروبا لجوء المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من المهاجرین للمهاجرین ا المهاجرین ا غالب ا ما فی حین
إقرأ أيضاً:
خاطرنا بتجاهل السودان وسوف يكون لهذا عواقب عالمية
ها هي حرب السودان التي بدأت في أبريل 2023 تقترب من إكمال عامها الثاني. ولا أحد يتوقع الحرب، أو يعتادها، ولكن المدهش هو أن أكثر شعور أسمع أنه شائع بين السودانيين ـ بل وبين بعض المراقبين بالخارج ـ هو أنهم لا يزالون غير قادرين على تصديق أن هذا يحدث.
منذ أن وقع الخلاف الكارثي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ـ وهي ميلشيا كانت من قبل شريكة للجيش في السلطة ـ انفلتت السرعة التي يتحرك بها البلد، وتداخلت الأزمات التي تسببت فيها الحرب، وبات كل ذلك عصيًا على الفهم. فالملايين نازحون، سواء داخل البلد أو خارجه. ومئات الآلاف مبتلون بالمجاعة. والعنف الجنسي يجري على نطاق «مذهل» بحسب ما تقول الأمم المتحدة. وفي المناطق التي يتردد أن جنود قوات الدعم السريع يغتصبون نساءها وفتياتها، انتحر بعض الضحايا، وبعض الضحايا المحتملات يفكرن في الانتحار خشية التعرض للاغتصاب. ففي منطقة من ولاية الجزيرة قالت لي شابة: إنهم حينما سمعوا أن قوات الدعم السريع تقترب، تعاهدت هي وقريبات لها على الانتحار.
تكونت قوات الدعم السريع في غرب السودان، وسط بقايا الميلشيات العربية التي قامت في أوائل الألفية ـ بالشراكة مع الحكومة ـ بالقمع الوحشي لتمرد القبائل الأفريقية المهمشة. وتكرر الجماعة الآن الحرب الإثنية التي قررت المحكمة الجنائية الدولية في وقتها أنها تشكل إبادة جماعية: بسبب استهداف الضحايا على أساسا انتمائهم العرقي، وقتل الآلاف في المجتمعات غير العربية، وإحراق بنيتهم الأساسية، ودفع مئات آلاف الناجين إلى تشاد للاستيلاء على أرضهم ومنعهم من الرجوع.
وبسبب جرائم مجموعة قوات الدعم السريع على مدار الأشهر الماضية فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قائدها محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي. كما عاقبت الولايات المتحدة شركات مملوكة للمجموعة في دولة خليجية لإمدادها المجموعة بالأسلحة وأعلنت رسميا أن ما يجري إبادة جماعية. وهذه إجراءات مرغوبة، ولها معنى في كل من الاعتراف بالجرائم المقترفة وفي الحد من قدرة قوات الدعم السريع على غسل سجلها والظهور بمظهر اللاعب السياسي الموثوق فيه. ولكن هذه الإجراءات أيضا أعراض نهج قائم منذ عقود في تعامل القوى الأجنبية مع السودان، نهج الإيماء لا الاشتباك المجدي على النحو الذي يمكن أن ينقذ الأرواح. كما أن التوقيت ـ من جانب إدارة أمريكية راحلة أتيحت لها شهور لاتخاذ هذه القرارات البديهية ـ يشير مجددا إلى تمرير المسؤولية لإدارة ترامب القادمة بدلا من وضع خطط عملية وفرض ضغوط على الأطراف المتحاربة.
ولا يمكن أن تستمر حرب في بلد فقير من قبيل السودان بكل هذا الاحتدام معتمدة فقط على الأسلحة والتمويلات المحلية. فالحروب في مثل هذه البلاد تستمر بسبب تمويلها من الخارج بينما يغمض الآخرون أعينهم. وتلك الدولة الخليجية هي أكبر لاعب في حرب السودان، فقد دأبت على لعب دور صانع الملوك في حروب أفريقيا، إذ تراهن في حال انتصار أن تكون الشريك الذي تختاره أن تحصل على موارد هائلة وقوة جيوسياسية.
ومن أجل ذلك، تمد الدولة الخليجية قوات الدعم السريع بأسلحة قوية وطائرات مسيرة، بل وبمساعدات طبية لمقاتليها. وأصبح البلد هو المتلقي الرئيسي لـ«الذهب الدامي» الذي يقوم بتهريبه الجيش وقوات الدعم السريع في مقابل الأسلحة والمال. وتضمن الدول التي تلعب دورا الآن في حرب السودان تمويل استمرار الصراع إذ تستفيد من الأسعار الزهيدة التي تدفعها للحصول على سلعة يشهد سعرها ارتفاعا قياسيا. في الوقت نفسه، يستخرج أغلى الأصول السودانية من تحت أقدام الشعب السوداني ويطير فوق رؤوسهم إلى الشرق الأوسط ثم يستبدل به السلاح فيهطل مطرا عليهم وهم يتضورون جوعا على الأرض.
وبرغم دور بعض الدول الكبير في الحرب، إلا أنها بقيت تحظى بعلاقة دافئة علنية مع الإدارة الأمريكية الراهنة، ولم يحدث إلا بعد انتباه إعلامي مستمر وضغط من الناشطين السودانيين أن انتبه مجلس الشيوخ فأصدر بيانيا بأنها لم تعد تمد قوات الدعم السريع بالسلاح. وقد جاء هذا مغلفا في بيان أمريكي بأنها «كانت تسهم إنسانيا طوال الحرب». وليس من المحتمل أن يكون لمعاقبة قائد الجماعة، وليس راعيه، تأثير كبير يرغمها على قطع علاقتها بقوات الدعم السريع، وهي العلاقات التي استثمرت فيها كثيرا حتى الآن، ولم ينجم عنها عواقب أو إدانات حتى الآن.
ومع استمرار هذه الطقوس الإنكارية الواهية، تنقسم عاصمة السودان إلى اثنتين، بمنطقتين واقعتين تحت سيطرة الجيش وتحت سيطرة قوات الدعم السريع. وتصبح مدينة بور سودان على البحر الأحمر قاعدة للسلطة العسكرية المتبقية التي لا تزال لديها سلطة إصدار تأشيرات السفر وتستضيف البعثات الأجنبية والمنظمات غير الحكومية، وتدير رحلات الطيران والشحن المتجهة إلى السودان. وفيما عدا ذلك، وفي الجزء الشاسع من البلد، انهار السودان عمليا وبات شذرات إقطاعية في فوضى. ولن يزداد الوضع إلا سوءا، فليس لدى أي من الفريقين من القوة ما يجعله يتغلب على الآخر، بينما يلقى كل منهما دعم أنصار من الخارج يتمثلون في حالة الجيش في كل من مصر وتركيا.
ويجري هذا الصراع ـ العصيب في ذاته ـ على خلفية عالمية تتمثل في أزمات متداخلة. وبسبب الإنهاك من إراقة الدماء، والجمود، والحروب الطاحنة الطويلة من أوروبا إلى الشرق الأوسط، يبدو صراع السودان ببساطة محض أزمة أخرى تفقد حوافها الحادة حدتها بسبب أن الموت والجوع والإفلات من العقاب باتت جميعا العرف السائد. إذ تبدأ صور العنف المفرط وحكاياته في فقدان قوتها بوصولنا إلى حد التشبع من المعاناة. ويتهيأ العالم لإدارة جديدة لترامب، بينما يعمل أساطين التكنولوجيا على تشويه شبكات المعلومات، ويزيدون من صعوبة ظهور سجلات أسوأ أزمات العالم الإنسانية واختراق ركام نظريات المؤامرة والدعاية المجحفة. ويعاد رسم خريطة العالم العربي السياسية، فيخضع فيها السودان لمطامح متنافسة لأصحاب أشد الطموحات جموحا بين لاعبي المنطقة.
لكن على الرغم مما قد يكون عليه انهيار السودان من بعد عن الانتباه العالمي المجهد المنصب على بعض الأزمات الكبرى، فإنه لا يمكن عزله عن بقية العالم. فالسودان من أكبر بلاد أفريقيا، تحده بلاد أخرى اضطرت ـ كما في حالة مصر ـ إلى استيعاب أعداد ضخمة من اللاجئين، أو باتت معرضة ـ في حالة تشاد ـ لمخاطر تدفقات ضخمة من الأسلحة والمرتزقة على حدودها. وثمة بالفعل ضرب من التسليم بأن السودان في طريقه إلى أن يكون «صومالا آخر» أو «ليبيا أخرى»، ولا يعني هذا أن يشهد العقد القادم ـ أو ما يزيد عليه ـ إنهاك الأطراف بعضها بعضا في صراع مغلق، إنما يعني أن يصبح البلد وليمة جماعات مسلحة وطلاب ثروات، بما ينشئ مخاطر جيوسياسية ويضخ أسلحة في أرض بلا قانون تقع عند تقاطع العالم العربي مع أفريقيا ما دون الصحراء.
ومع مرور الشهور ودوران عجلة الحرب، يخشى البعض من الإعراض عن السودان تماما، وأن يتقلص النظر إلى الجرائم المقترفة في حق شعبه فتبدو محض ضوضاء في الخلفية أو أدنى من ذلك، مع قيام القوى العالمية بين الحين والآخر بنوبات من الإدانة أو التوبيخ للقوات المتحاربة. لكن الثمن سوف يكون باهظا، وباهظا للغاية، لا على السودانيين وحدهم، وإنما على العالم الذي لا يستطيع احتمال استمرار صراع آخر يجتذب إليه المزيد من الوكلاء، ومزيدا من النزيف في بركة متسعة من الموت والتشريد والتخريب سوف يستحيل احتواؤها.