سودانايل:
2024-11-09@02:16:48 GMT

البرهان.. وترويض المتناقضات (تعقيب على تعقيب)

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

د. فراج الشيخ الفزاري
===========
اشكرك أستاذنا الفاضل حمد النيل فضل المولي، أستاذ الأجيال، فأنا أعرف عنك الكثير الجميل من خلال مقالاتك الجسورة.. وعن سيرتك العطرة التي سمعتها من صديقنا المشترك الدكتور حامد فضل الله ' نجم ومنظم منتدى الحوار العربي في برلين منذ سنين..
وماكتبته من تعليق حول مقالي بهذه الصحيفة المقروءة تحت عنوان (ابن عمي البرهان .

..الذي كسب الرهان).. قد زادني يقينا بأن القلم السوداني الشريف...يظل عفيفا.. لبقا ونظيفا.. فقد كان التعليق في غاية اللطف والتهذيب.. ويستحق القراءة والاهتمام والرد عليه بذات المستوي.. بل يستحق المزيد من الاحترام.
بطبيعة الحال...البرهان ليس ابن عمي (لزم) ولكنه ابن منطقتنا وهو لا يعرفني اصلا.. فقد فارقت السودان مغتربا في منتصف ثمانينات القرن الماضي.. وأزور السودان لماما عند المناسبات.. ولا أكتب في السياسة الا عند المحن...مثل المحنة التي نعيشها الآن وموقفي معروف ومسجل عبر مقالاتي في هذه الصحيفة.. ضد الحرب وضد عسكرة السياسة، ولكنني لا أنكر وجودهم ولا اتناول مقاماتهم أو رتبهم العسكرية...فهذا ليس مجالي...مجالاتي.. ميادين الثقافةوالمسرح والمعرفة والبيئة بشكل خاص.. أما البوت والنبوت فله أقلامه، قدحا أو ذما...
وأصدقك القول. فإن مقالي الأخير كان متأثرا بثلاث متغيرات.. جعلتني أكتبه على عجاله كمن يريد توصيل الفكرة قبل انطفاء وميضها..
المتغير الأول، الذي جعلني أقول بأن البرهان قد كسب الرهان...اصراره على مرجعية اعلان جدة وجعله منطلقا لأي حوار جديد.. واليوم كما جاء في وسائل الإعلام ومنها صحيفتنا القراء (سودانايل) البيان الذي صدرمن الوفود المشاركة في محادثات جنييف، الذي شدد على ضرورةتنفيذ اعلان جدة الموقع بين الجيش وقوات الدعم السريع.. وهو رهان كنا نظنه خاسرا وعصي المنال في ضؤ الاستقطاب الإقليمي والدولي الذي حظيت به قوات الدعم السريع.. تري.. هل كنت مخطئا في هذا التوصيف؟
المتغير الثاني.. هو التهديد المتواتر من قوات الدعم السريع لمدينة شندي حيث مسنا الضر ودخل الكلام (حوشنا).. وأن حراير عيال جعل ستكون (سبايا) و(غنايم) لصبيان الجانجويد.
وقد كسب البرهان الرهان عندما وعد أبناء المنطقة بأن بلادهم ستكون آمنة من الغزو والدمار.. وهذا ما حدث حتى الآن...وكسب بذلك ثلة من المترددين الذين كانوا في شك في قدرة الجيش السوداني وحمايتهم من الجانجويد إذا غزوا.
أما المتغير الثالث ،فهو ...شخصية البرهان نفسه وما يلفها من غموض ..نراه متقلب المزاج..و يتهمه آخرون بأن لا وعد له..ويمكن أن يقول الشيئ وضده في ذات الوقت بدون حرج أو إعتذار..يقولون ذلك وأكثر منه، ولكننا نتجاهل بأنه يصول ويجول بين الألغام و وسط رمال متحركة..وبيئة مترعة بالدسائس والمكائد من اقرب الناس اليه مكانة..في الحركات المسلحة...في الأحزاب البائدة خاصة المؤتمر الوطني المنحل...فنحن نعرف ما يفعله مناوي وعقار وجبريل واردول..وقد اصبحوا تحت السيطرة...ولكنهم يطمعون في المزيد...و لا ندري ما يفعله احمد هارون وابوجاز وعلي كرتي وعلي عثمان طه في الخفاء وأحلام العودة لازالت تعشعش في تلافيف تفكيرهم...و غيرهم من طلاب السلطة من داخل وخارج الصندوق ..ورغم كل ذلك استطاع الرجل من تطويع هذه المتناقضات والكل يعتقد أنه أصبح من رجالات السلطة والا ما استطاع الابحار وسط تلك الأمواج العاتية والأرض اليباب قرابة الخمس سنوات...لقد نجح بالفعل في ترويض المتناقضات وكان الرهان أنه سيفشل ..ولكنه لا يزال واقفا علي خشبة المسرح السياسي والأمني حتي الآن...تري هل كنت مخطئا في هذا التوصيف..وأنه قد كسب الرهان في هذه المواقف؟
اخي وصديقي الاستاذ حمد النيل...أطمئن قراء هذه الصحيفة وأهلي واصحابي ...نحن كما كنا ولا زلنا مع الحكم المدني.. وروح ثورة ديسمبر المجيدة...وقد كتبنا في ذلك عشرات المقالات.. لا زلنا مع شعار الثورة الجيش للسكنات والجانجويد ينحل...وأن الذي كتبناه كان مقالا عارضا تناول جزئية محددة بأن ابن عمنا البرهان قد كسب الرهان.. علي النحو الذي سردناه وليس فيه تمجيد أو اشادة
بما حدث.. ولكنها وقائع وتحديات راهن عليها البرهان ولم يخسرها حتى الآن رغم خطور تها.. من هنا جاء عنوان المقال.
لك ودي ومحبتي أستاذنا الفاضل حمد النيل.. وقد سعدت كثيرا بمداخلتك والتعليق على المقال...تحياتي
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: کسب الرهان

إقرأ أيضاً:

كبسولات في عين العاصفة : رسالة رقم [113]

بقلم /عمر الحويج

كبسولة : رقم [1]

خالد الأعيسر :
مبروك جهد الحنجرة لنيلها للجائزة وكنت ترتجيها
أحمل حقائبك من بلاد يموت من التشرد خاملوها
بلعلعة الفضائيات كنت تبذل المستحيل كي تتقيها
خالد الأعيسر :
مبروك جهد النفاق بعد وزارة أنت الآن مؤانسوها
نلتها بجعجعة كنت نفسك في الفضائيات تنتقيها
أحمل حقائبك الي بلاد يموت فيها ظمأً ساكنوها
في البيداء والماء على ظهورها محمول لا يقيها

[لا للحرب .. نعم للسلام .. والدولة مدنية]
***

كبسولة : رقم [2]

ياسر العطا : باللامعقول العقل يهرف فيما خلف المكنون
يتهم سلطة حكمه بالخيانة من أعدم مواطنيه بلا قانون
بشبهة التخابر بذات تهمة الخيانة ياذا الضمير المخبون
فمتى تعلق أربعتهم على المشنقة وأنت خامسهم مخيون
أشهدوا أننا محكومون بعالم مجنون وبقانون اللامعقول .
[ لا للحرب .. نعم للسلام .. والدولة مدنية]
***

كبسولة : رقم [3]

البرهان : سائراً بحلم أبيه السراب لايزال
يقوم بتغيير حكوماته الغائبة بالأسماء
الوهمية ، من بعدها الإعفاء بالمراسيم
الدستورية .. وكلها السراب !!
البرهان : سائرأً بحلم أبيه السراب لايزال
يظنه رئاسة وكل قراراته لا تعدو أحلام
زلوط كيزانية ، ترسل إليه عبر اللايفاتبة
الإنصرافية .. وكلها السراب !! .

[ لا للحرب .. نعم للسلام .. والدولة مدنية]
***

كبسولة : رقم [4]

بتاريخ 6 / 11 / 2022

البرهان (امس بالأقوال) :
نحن مع الذين فجروا ثورة ديسمبر ضد الكيزان الإسلامويين
ومنهم استعادوا الوطن والحرية وكل ما نهبوه بلا حياء أو خجل .
البرهان (اليوم بالأفعال) :
نحن مع الذين أعادوا السلطة إلى الكيزان الإسلامويين
وأعادوا لهم القضائية والفعالية وكل ما نهبوه بلا حياء أوخجل .

[ لا للحرب .. نعم للسلام .. والدولة مدنية]
***
omeralhiwaig441@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • في هذه المرحلة الدقيقة.. مولوي يوكّد: حفظ الأملاك الخاصة والعامة أولوية الأولويات
  • الرهان على الميدان.. مساعي ترامب لتصفية القضية الفلسطينية
  • رسميا الآن|مفاجأة في سعر الدولار بعد قرار البنك المركزي الأمريكي الذي طال انتظاره
  • ناشطون سودانيون: مقتل 91 مدنيا بالجزيرة برصاص الدعم السريع والتسمم خلال يومين بينما لم يصدر تعقيب فوري من قوات الدعم السريع
  • كبسولات في عين العاصفة : رسالة رقم [113]
  • انتخاب ترامب رئيسًا.. هل يمكن الرهان على وعده بإنهاء الحروب؟!
  • الرهان الخاسر!!
  • وفاة قائد الجيش النيجيري الذي خاض حربا من أطول الصراعات في أفريقيا.. عن عمر يناهز 56 عاما
  • أول تعقيب من حماس على فوز ترمب بالانتخابات الأميركية
  • الرهان على الانتخابات الاميركية لوقف الحرب على لبنان في محله!