سودانايل:
2024-09-12@23:54:27 GMT

البرهان.. وترويض المتناقضات (تعقيب على تعقيب)

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

د. فراج الشيخ الفزاري
===========
اشكرك أستاذنا الفاضل حمد النيل فضل المولي، أستاذ الأجيال، فأنا أعرف عنك الكثير الجميل من خلال مقالاتك الجسورة.. وعن سيرتك العطرة التي سمعتها من صديقنا المشترك الدكتور حامد فضل الله ' نجم ومنظم منتدى الحوار العربي في برلين منذ سنين..
وماكتبته من تعليق حول مقالي بهذه الصحيفة المقروءة تحت عنوان (ابن عمي البرهان .

..الذي كسب الرهان).. قد زادني يقينا بأن القلم السوداني الشريف...يظل عفيفا.. لبقا ونظيفا.. فقد كان التعليق في غاية اللطف والتهذيب.. ويستحق القراءة والاهتمام والرد عليه بذات المستوي.. بل يستحق المزيد من الاحترام.
بطبيعة الحال...البرهان ليس ابن عمي (لزم) ولكنه ابن منطقتنا وهو لا يعرفني اصلا.. فقد فارقت السودان مغتربا في منتصف ثمانينات القرن الماضي.. وأزور السودان لماما عند المناسبات.. ولا أكتب في السياسة الا عند المحن...مثل المحنة التي نعيشها الآن وموقفي معروف ومسجل عبر مقالاتي في هذه الصحيفة.. ضد الحرب وضد عسكرة السياسة، ولكنني لا أنكر وجودهم ولا اتناول مقاماتهم أو رتبهم العسكرية...فهذا ليس مجالي...مجالاتي.. ميادين الثقافةوالمسرح والمعرفة والبيئة بشكل خاص.. أما البوت والنبوت فله أقلامه، قدحا أو ذما...
وأصدقك القول. فإن مقالي الأخير كان متأثرا بثلاث متغيرات.. جعلتني أكتبه على عجاله كمن يريد توصيل الفكرة قبل انطفاء وميضها..
المتغير الأول، الذي جعلني أقول بأن البرهان قد كسب الرهان...اصراره على مرجعية اعلان جدة وجعله منطلقا لأي حوار جديد.. واليوم كما جاء في وسائل الإعلام ومنها صحيفتنا القراء (سودانايل) البيان الذي صدرمن الوفود المشاركة في محادثات جنييف، الذي شدد على ضرورةتنفيذ اعلان جدة الموقع بين الجيش وقوات الدعم السريع.. وهو رهان كنا نظنه خاسرا وعصي المنال في ضؤ الاستقطاب الإقليمي والدولي الذي حظيت به قوات الدعم السريع.. تري.. هل كنت مخطئا في هذا التوصيف؟
المتغير الثاني.. هو التهديد المتواتر من قوات الدعم السريع لمدينة شندي حيث مسنا الضر ودخل الكلام (حوشنا).. وأن حراير عيال جعل ستكون (سبايا) و(غنايم) لصبيان الجانجويد.
وقد كسب البرهان الرهان عندما وعد أبناء المنطقة بأن بلادهم ستكون آمنة من الغزو والدمار.. وهذا ما حدث حتى الآن...وكسب بذلك ثلة من المترددين الذين كانوا في شك في قدرة الجيش السوداني وحمايتهم من الجانجويد إذا غزوا.
أما المتغير الثالث ،فهو ...شخصية البرهان نفسه وما يلفها من غموض ..نراه متقلب المزاج..و يتهمه آخرون بأن لا وعد له..ويمكن أن يقول الشيئ وضده في ذات الوقت بدون حرج أو إعتذار..يقولون ذلك وأكثر منه، ولكننا نتجاهل بأنه يصول ويجول بين الألغام و وسط رمال متحركة..وبيئة مترعة بالدسائس والمكائد من اقرب الناس اليه مكانة..في الحركات المسلحة...في الأحزاب البائدة خاصة المؤتمر الوطني المنحل...فنحن نعرف ما يفعله مناوي وعقار وجبريل واردول..وقد اصبحوا تحت السيطرة...ولكنهم يطمعون في المزيد...و لا ندري ما يفعله احمد هارون وابوجاز وعلي كرتي وعلي عثمان طه في الخفاء وأحلام العودة لازالت تعشعش في تلافيف تفكيرهم...و غيرهم من طلاب السلطة من داخل وخارج الصندوق ..ورغم كل ذلك استطاع الرجل من تطويع هذه المتناقضات والكل يعتقد أنه أصبح من رجالات السلطة والا ما استطاع الابحار وسط تلك الأمواج العاتية والأرض اليباب قرابة الخمس سنوات...لقد نجح بالفعل في ترويض المتناقضات وكان الرهان أنه سيفشل ..ولكنه لا يزال واقفا علي خشبة المسرح السياسي والأمني حتي الآن...تري هل كنت مخطئا في هذا التوصيف..وأنه قد كسب الرهان في هذه المواقف؟
اخي وصديقي الاستاذ حمد النيل...أطمئن قراء هذه الصحيفة وأهلي واصحابي ...نحن كما كنا ولا زلنا مع الحكم المدني.. وروح ثورة ديسمبر المجيدة...وقد كتبنا في ذلك عشرات المقالات.. لا زلنا مع شعار الثورة الجيش للسكنات والجانجويد ينحل...وأن الذي كتبناه كان مقالا عارضا تناول جزئية محددة بأن ابن عمنا البرهان قد كسب الرهان.. علي النحو الذي سردناه وليس فيه تمجيد أو اشادة
بما حدث.. ولكنها وقائع وتحديات راهن عليها البرهان ولم يخسرها حتى الآن رغم خطور تها.. من هنا جاء عنوان المقال.
لك ودي ومحبتي أستاذنا الفاضل حمد النيل.. وقد سعدت كثيرا بمداخلتك والتعليق على المقال...تحياتي
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: کسب الرهان

إقرأ أيضاً:

سفير السودان بالصين: زيارة البرهان جاءت في وقتها وسينال السودان فوائدها قريبا

قال سفير جمهورية السودان بالصين عمر صديق إن اللقاء الثنائي بين رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان والرئيس الصيني شي جين بينغ أمن وحدة السودان والحفاظ على أمنه واستقراره ودعمه اقتصاديا.وأكد أن الرئيسين تعهدا بمعالجة الديون بين البلدين بطرق ودية .واشار في حديث تلفزيوني لبرنامج حديث الناس بقناة النيل الأزرق أن الرئيس الصيني تعهد بدعم السودان اقتصاديا وحث الشركات الصينية التي كانت تعمل في السودان للعودة حال توفر الأمن واستقرار للبلاد.واوضح السفير صديق ان اهم اللقاءات التي اجراها الرئيس البرهان في الصين هي مقابلة شركة cnbc “شركة الصين للبترول” وهي الشركة التي استخرجت البترول في السودان في كل مراحله ، حيث التقى البرهان برئيس مجلس ادارة الشركة الذي وعد بأن تستأنف الشركة عملها قريبا ، و ستوسع من نشاطها في مجالات البترول والطاقات المتجددة وستمنح الشركة مربعات جديدة للعمل حتى تسترد ديونها .ووصف السفير الزيارة للصين بانها مهمة جدا واتت في وقتها والسودان سينال فوائدها قرييا ، كاشفا عن تبرع الرئيس الصيني للسودان بـ 210 مليون يوان لدعم الاقتصاد السوداني.سوناإنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نائب البرهان يعلن موعد إنتهاء حرب السودان ويوجه دعوة للمجتمع الدولي
  • الفريق العطا الجنرال والوصاية الجبرية!!
  • أسرار حديث الجنرال ياسر العطا
  • 16 شهراً من الحرب: حساب الربح والخسارة..!
  • سفير السودان بالصين: زيارة البرهان جاءت في وقتها وسينال السودان فوائدها قريبا
  • البرهان يتولى الخرطوم والكباشي يقود بحري والعطا يتصدر أمدرمان .. هذا أو الطوفان
  • البرهان يتلقى برقية تعزية من أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في ضحايا انهيار سد أربعات
  • الجيش سيد التفاوض والسلام
  • كبسولات في وجه العاصفة: رسالة رقم [91]
  • أول تعقيب من مفوض الأونروا على حادثة إيقاف قافلة أممية في غزة - تفاصيل