مقتطفات من تراث قبائل جبال النوبة- 24
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
مقتطفات من تراث قبائل جبال النوبة- 24
ترويها الأستاذة جليلة خميس كوكو
حررها عادل سيد أحمد
24- الشُلوخ والوَشم:
أريد هنا أن أتحدث عن الشلوخ والوشم في جبال النوبة، وهي تختلف من قبيلة إلى أخرى، خاصةً الشلوخ على الوجه، فهناك الشلوخ الطولية وهناك الشلوخ العرضية التي تشبه شلوخ الشايقية.
وفي قبائل كثيرة يكون الوشم على الجبهة، بالذات للنساء.
ولعمل الوشم تستخدم الشوكة والموس، بالذات شوكة اللالوب لأنها قوية، ويرفع الجلد مكان الوشم ويُقطع، ويضع عليه زيت السمسم، ثم يرجع إلى مكانه حتى يكون الوشم الناتج عن ذلك ظاهراً بعد أن يبرأ ويلتئم.
والوشم دائما يكون للشباب، فعندما تبلغ البنات عمر المراهقة تعمل لها وشم، وهو ظاهرة جمالية، تتنافس فيه البنات عمن فيهن عندها وشم أكثر، خاصة وأنه في الزمن الماضي لم يكن الناس يلبسون الملابس، فقط القرباب للنساء أو العراقي للرجال، وباقي الجسم يكون كله ظاهر فيتم عمل الوشم فيه.
والوشم عبارة عن نقوش جميلة، في أشكال ورود أو مربعات أو مثلثات أو في شكل عقرب، أو في أشكال بيضاوية أو دوائر وتكون منقوشة نقشا دقيقا.
ويمكن أن يكون الوشم في الأطراف أو في الأكتاف.
وتتنافس فيه الفتيات، فهن يذهبن إلى بيوت نساء متخصصات في عمل ذلك الوشم، لأن ليس كل الناس يعرفون كيفية عمل الوشم.
يذهب الشباب أو الشابات إلى (بيوت الوشم) ويجلسون في صفوف في انتظار أدوارهم.
ويتم الوشم على مراحل، يعني المرحلة الأولى تكون وشم البطن من الصدر وحتى منطقة السرة، والأرداف. وتترك إلى أن تندمل تماما، لأنها في تلك الفترة لا تستطيع إلا أن تستلقي على ظهرها. ثم المرحلة الثانية وشم الظهر، والعضل.
والوشم يختلف من شخص لآخر حسب طبيعة جسم كل شخص، فهناك من تظهر له كدمات ويقال إن الوشم (مسك)، وهناك من يكون وشمهم ناعما، وهو كما قلنا ظاهرة جمالية ولا يقصد فيها الأذى.
وفي وقتنا الحالي، فقد اندثر هذا التقليد وتلاشى، مع تطور الأجيال، وخوفهم من مثل هذه الجروح، وأيضا استخدامهم للملابس التي نفت جدوى الوشم.
أما في الماضي فكانت البنت تلبس القرباب وتمسح جسمها بالزيت وتتزين بالسكسك، فيظهر الوشم جميلا ومميزا، تتنافس فيه البنات فيما بينهن، وأيهن أحلى وأكثر وشماً.
اما الشلوخ التي في الوجه فكانت للكبار، البنات لا يتشلخن في وجههن، ممكن أن يعملن الوشم في الرقبة والظهر والبطن وعضلات الأيدي والأرجل، أما الوجوه فلا، ولكن النساء الكبيرات اللائي وصلن سن معينة والمتزوجات كن يتشلخن.
وكما أسلفت فإن للشباب وشوم مميزة، في الصدر وعضلات اليدين وعضلات الأرجل، ليس كالبنات، فالبنات يشمن كل الجسم.
وكما قلت لك، فأن الأدوات المستخدمة في الوشم هي شوكة اللالوب والموس، ويوضع على الجرح زيت السمسم لمنع الالتهابات، وهناك من يريد أن يكون لون وشمه أزرقاً فيضع في هذه الحالة مسحوقا من نواة بذرة اللالوب المحمصة.
ونواة بذرة اللالوب مرة جداً ولكنها علاج، فهي تعالج الجروح وتمنع الالتهابات وتضفي على الوشم لوناً أزرقاً غامقا تحبه البنات.
وإذا سألت كبار السنة هناك، وقلت لهم لماذا تصرون على الوشم مع قسوته، والدماء التي تسيل، والجروح التي تمنع القعاد والرقاد، فيقولون:
- إن الموتى كثيرون، ولذلك يفرز جدودنا الموتى بأن يعرفوا الوشم على جلد الميت فيفرزون قبيلته من القبائل الأخرى، ولذلك لا بد أن يكون لكل نوباوي وشما يميزه عند أسلافه.
كما إن لديهم اعتقاد خاطئ آخر، بأنه أذا مات أحد النوبة وجلده بلا وشم فإن جلده يُنزع منه، لذلك كانوا حريصين على تلك الوشوم.
amsidahmed@outlook.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الوشم فی
إقرأ أيضاً:
قبائل خولان الطيال تعلن النكف استعدادًا لمواجهة أي تصعيد أمريكي صهيوني
الوحدة نيوز/ أعلنت قبائل خولان الطيال السبع اليوم، النكف استعدادا لمواجهة أي تصعيد للعدو الأمريكي، الصهيوني، البريطاني، وأذنابهم ضد الشعب اليمني، وباركت للشعب الفلسطيني وكل فصائل المقاومة بالنصر على العدو الصهيوني.
وخلال النكف القبلي الحاشد بمديرية صرواح بمأرب بحضور عضو المجلس السياسي الأعلى مبارك المشن الزايدي، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية والاستطلاع اللواء عبدالله الحاكم، ومحافظي مأرب علي طعيمان وسقطرى هاشم سعد السقطري، ومساعد رئيس هيئة الأركان العامة العميد فارس الحمزي، أكدت قبائل خولان الطيال الجهوزية لخوض معركة العزة والكرامة في مواجهة قوى الاستكبار العالمي وأدواتها من العملاء والخونة والمرتزقة حتى تحرير الوطن من الغزاة.
كما أعلنت النفير العام استعدادا لأي تصعيد من قبل الشيطان الأكبر أمريكا والصهاينة المجرمين ضد الشعب اليمني،.. مؤكدة أن الأيدي على الزناد للدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره ومقدسات وقضايا الأمة.
وجددت التأييد لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في اتخاذ الخيارات المناسبة لمواجهة قوى الغزو والاستكبار العالمي، ومواصلة إسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، ونصرة الشعب الفلسطيني حتى تحرير كل شبر من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وخلال النكف القبلي أشاد الشيخ محمد الزايدي من كبار مشايخ خولان بالخروج الكبير والمشرف لمشايخ ووجهاء وأبناء قبيلة خولان الطيال وتلبيتهم لدعوة النكف القبلي والذي يعد رسالة قوية للعدو الأمريكي والبريطاني والصهيوني وأذنابهم.
وأكد أن قبائل خولان الطيال بخروجها اليوم ترسل رسالة للأعداء بأنها ستظل الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات وتفشل أمامها كل المخططات والمشاريع التي تسعى للنيل من اليمن وفلسطين.
بدوره أشار الشيخ عبدالله بن علي الغادر إلى أن الشعب اليمني بقبائله جاهزون ومستعدون لمواجهة الأعداء والتنكيل بهم، منطلقين من مشروعهم وثقافتهم القرآنية وهويتهم الإيمانية وتوليهم الصادق لله ورسوله وأعلام الهدى .. مؤكدًا أهمية التحرك الجاد من كل قبائل اليمن لمواجهة العدو الأمريكي الصهيوني وأدواتهم.
وبارك للشعب الفلسطيني بالنصر التاريخي على العدو الصهيوني.. مؤكدا استمرار الجميع في طريق الجهاد حتى تحرير فلسطين من الاحتلال.
وجددّ بيان صادر عن النكف القبلي تلاه الشيخ أحمد صالح شديق التأكيد على التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في اتخاذ الخيارات المناسبة لمواجهة اي تصعيد امريكي اسرائيلي لاستهداف الشعب اليمني وحماية السيادة الوطنية.
وأدان البيان التصنيف الأمريكي بإدراج أنصار الله في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.. مؤكدا ان القرار الإجرامي يعد ورقة فاشلة من أمريكا أم الإرهاب والإجرام ومصدر الشر في العالم.
وبارك للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال هذا الانتصار التاريخي الذي تحقق بفضل الله تعالى وبصبرهم وجهادهم وتضحياتهم العظيمة، والذي قدم شاهدا للأمة بأن طريق الجهاد في سبيل الله هو الطريق الأسلم لانتصار الأمة على أعدائها، والذي سيحقق لها عزتها وكرامتها.
وأكد البيان استمرار الشعب اليمني في طريق الجهاد، ووقوفه إلى جانب الأشقاء في فلسطين حتى يتحقق وعد الله المحتوم بتحرير كل فلسطين وزوال الكيان الغاصب.
كما أكد جهوزية أبناء قبائل خولان للتحرك الشامل في مواجهة كل مخططات الأعداء التي تستهدف اليمن أو الأمة، والاستمرار في التعبئة والتحشيد والتدريب والتأهيل استعداداً لأي طارئ أو خيارات تتخذها القيادة الثورية في مواجهة أي حماقات للعدو.