تشهد مصر تحولًا كبيرًا فى مجال الطاقة، حيث أصبحت وجهة رئيسية للاستثمارات الأجنبية فى الطاقة الجديدة والمتجددة، وخاصة فى مجال الهيدروجين الأخضر، ويعكس هذا التحول التزام مصر بتعزيز مكانتها كمركز إقليمى لإنتاج الطاقة المتجددة، والاستفادة من موقعها الجغرافى المتميز ومواردها الطبيعية الوفيرة.

وتتمتع مصر بموقع جغرافى فريد يجعلها من أكثر المناطق جذبًا للاستثمارات فى مجال الطاقة المتجددة، حيث تمتد أراضيها على مساحات شاسعة تتمتع بأعلى نسب سطوع شمسى على مستوى العالم، مما يجعلها بيئة مثالية لتطوير مشاريع الطاقة الشمسية.

 

إضافة إلى ذلك، تسعى مصر من خلال استراتيجية 2030 إلى تنويع مصادر الطاقة، وتقديم حوافز قوية للقطاع الخاص لدخول مجال إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، هذه الاستراتيجية ليست مجرد خطة طموحة، بل هى ركيزة أساسية فى رؤية مصر لتحقيق التنمية المستدامة.

ووفقا لإحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن استهلاك الطاقة شهد تغييرات طفيفة على مدى السنوات الماضية، ففى الفترة من 2016/2017 إلى 2021/2022، ارتفع استهلاك الطاقة النهائية من 52.189 وحدة إلى 58,758 وحدة وهذا يعكس استقرارًا نسبيًا فى استهلاك الطاقة مع تقلبات بسيطة من عام إلى عام.

وأوضح الجهاز أن استهلاك الطاقة النهائية فى 2016/2017، سجل 58,758 وحدة، وشهد الاستهلاك انخفاضًا طفيفًا إلى 53,618 وحدة فى 2017/2018، وفى 2018/2019 استمر الانخفاض ليصل إلى 51,673 وحدة.

وسجل الاستهلاك استقرارًا نسبيًا فى 2019/2020 عند 51,553 وحدة، وفى 2020/2021 شهد الاستهلاك زيادة طفيفة ليصل إلى 51,779 وحدة، بينما شهد الاستهلاك زيادة طفيفة أخرى فى 2021/2022، حيث سجل 52,189 وحدة.

كما أن إنتاج الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة شهد تراجعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، فقد انخفضت كمية الطاقة المولدة من 10,537 ميجاوات فى عام 2017/2018 إلى 2,871 ميجاوات فى عام 2021/2022. 

وفى خطوة تعكس حجم الاهتمام العالمى بمصر، وقّعت هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة عدة مذكرات تفاهم مع كبرى الشركات العالمية، فعلى سبيل المثال، تم الاتفاق مع شركات صينية رائدة على استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار لإنشاء أكبر مجمع للطاقة الشمسية فى مصر، بقدرة إنتاجية تصل إلى 10 جيجاوات. 

هذه المشاريع تمثل جزءًا من استراتيجية أكبر تهدف إلى جعل مصر من بين الدول الرائدة عالميًا فى إنتاج الهيدروجين الأخضر.

لم يكن الاهتمام بمصر مقتصرًا على الشركات الصينية فقط، بل انضمت شركات من السعودية والإمارات إلى هذا الحراك، فشركة أكوا باور السعودية تعمل على إنشاء محطات شمسية ورياح بقدرة 8 آلاف ميجاوات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، باستثمارات تتجاوز 8 مليارات دولار. 

كما تعمل شركة النويس للطاقة المتجددة الإماراتية على تنفيذ مشروعين كبيرين فى مجال طاقة الرياح بمدينة رأس غارب على البحر الأحمر، ومشروع آخر للطاقة الشمسية بمدينة كوم إمبو، بإجمالى استثمارات تصل إلى 1.3 مليار دولار.

وتشير التقديرات إلى أن إجمالى الاستثمارات الأجنبية فى مجال الهيدروجين الأخضر فى مصر قد يتجاوز 85 مليار دولار، وبحلول عام 2030، من المتوقع أن تنتج مصر 1.5 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، معتمدة على 19 ألف ميجاوات من الطاقة المتجددة. 

هذه القدرات ستتزايد بشكل كبير بحلول عام 2040، لتصل إلى 5.8 مليون طن سنويًا، مما يجعل مصر قادرة على تصدير 3.8 مليون طن سنويًا، ما يمثل 5% من الإنتاج العالمى، وبالتالى قد تصبح مصر الأعلى إنتاجًا للهيدروجين الأخضر فى العالم.

فى إطار جهودها لتطوير قطاع الطاقة المتجددة، بدأت هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة فى تسليم الأراضى المخصصة للمستثمرين الذين وقعوا اتفاقيات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وتم تخصيص 26 ألف كيلومتر مربع من الأراضى فى مناطق غرب أسوان، غرب سوهاج، وغرب النيل، لإقامة محطات توليد الكهرباء من الشمس والرياح. 

كما نجحت الهيئة فى توقيع اتفاقيات جديدة مع تسعة مستثمرين آخرين، بقدرات تصل إلى 15 ألف ميجاوات.

ومن بين العوامل المحفزة للمستثمرين كان إنشاء المجلس الأعلى للهيدروجين الأخضر، برئاسة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، هذا المجلس يسهم بشكل كبير فى تسريع اتخاذ القرارات وتيسير الإجراءات للمستثمرين، مما يعزز جاذبية مصر كوجهة للاستثمارات فى هذا المجال. 

علاوة على ذلك، تم تطبيق قانون جديد يوفر حوافز مهمة لمشروعات الهيدروجين الأخضر، بما فى ذلك خصومات ضريبية كبيرة وتخفيضات فى رسوم حق الانتفاع بالأراضى والخدمات البحرية.

ومن المتوقع أن تبدأ مصر فى إنتاج أولى كميات الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2026، من خلال مشروع غاز الميثانول الأخضر فى الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، هذا المشروع سيمثل بداية عصر جديد لمصر كواحدة من الدول الرائدة فى إنتاج الهيدروجين الأخضر.

كان مؤتمر الاستثمار المصرى الأوروبى فرصة مهمة لتعزيز مكانة مصر فى مجال الهيدروجين الأخضر، حيث تم توقيع استثمارات بقيمة 31.4 مليار يورو، وتوزعت هذه الاستثمارات بين أربعة مشروعات كبرى لإنتاج الأمونيا الخضراء فى منطقتى السخنة وشرق بورسعيد، بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 6.2 مليون طن. 

ومن المخطط أن تبدأ العمليات التجارية لهذه المشروعات بحلول عام 2030، مما يعزز من قدرة مصر على المنافسة فى السوق العالمية للهيدروجين الأخضر.

ختامًا، تسير مصر بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها فى أن تصبح مركزًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر. هذه الاستثمارات الضخمة والمشاريع الواعدة تعكس التزام مصر بتطوير قطاع الطاقة المتجددة، وتعزيز مكانتها كقوة اقتصادية فى المنطقة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الطاقة الجديدة والمتجددة الهيدروجين الأخضر استراتيجية 2030 إنتاج الكهرباء الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة راس غارب البحر الأحمر رئيس الوزراء إنتاج الهیدروجین الأخضر الطاقة المتجددة استهلاک الطاقة الأخضر فى ملیون طن إنتاج ا فى مجال

إقرأ أيضاً:

ينتج 5000 كيلووات كهرباء .. تفاصيل مشروع الألواح الشمسية الجديد

في ظل معاناة عدة دول حول العالم من أزمة الطاقة قام فريق من الخبراء العالميين بإنشاء مشروع جديد لاستغلال الطاقة المتجددة من خلال الألواح الشمسية .. فما القصة؟!

ووفقا لما جاء فى موقع “ ecoportal” كشفت مدينة Sturgeon Bay بولاية ويسكونسن بالولايات المتحدة عن مشروع "Solar Flair"، الذي يعزز الطاقة المتجددة وإطلاق حملات توعية بأهميتها.

يتميز مشروع الطاقة الجديد بعرض الألواح الشمسية لها بعد جمالى من الطبيعة حيث أنها مستوحاة من شكل وردة كبيرة تشبه الى حد ما زهرة عباد الشمس.

تفاصيل المشروع الجديد

كشف مشروع Solar Flair بمدينة Sturgeon Bay عن "زهرة عباد الشمس"
استضافت مدينة ستيرجن باي في ولاية ويسكونسن مشروع Solar Flair الذي كان يهدف إلى عرض جهود المدينة في مجال الطاقة المتجددة وتثقيف المجتمع فقد كان المشروع ناجحًا ولفت أنظار المواطنين المحليين والعالم.

قامت شركة Sturgeon Bay Utilities (SBU) بتركيب ثلاث مجموعات من الألواح الشمسية الإبداعية  التي تؤدي وظيفتها في توليد الطاقة النظيفة  وفي نفس الوقت تبدو كأنها أعمال فنية.

واختار مطورو اللوحة تصميمًا مستوحى من الزهور لإيواء تقنيتهم، وكانت النتيجة النهائية مرضية للغاية للعين لدرجة أنها يمكن أن تقنع حتى أشد معارضي الوقود الأحفوري.

تفاصيل صناعتها 


تم ترتيب ثمانية ألواح حول مركز بحيث تبدو مثل بتلات عباد الشمس مع إبرازات ملونة مختلفة على كل "زهرة" - وهي الأخضر والبرتقالي والأصفر وتم طلاء "الساق" التي تم تركيب كل من هذه الوحدات عليها باللون الأخضر وتمتد إلى أسفل في "وعاء"، مما يعزز السمة الزهرية.

تم تحقيق غرض هذه الألواح الشمسية كأدوات تعليمية بعد وضعها في موقع مميز خارج مكاتب الشركة، حيث توقف مئات الأشخاص للنظر إلى "المنحوتات" وقراءة لوحة توفر المزيد من المعلومات حول الطاقة المتجددة.

تلتزم SBU بتعزيز اعتماد الطاقة المتجددة


تدرك شركة Sturgeon Bay Utilities مسؤوليتنا البيئية تجاه الكوكب وتعتزم تعزيز كفاءة الطاقة وتبني الطاقة النظيفة من قبل الأسر والشركات على حد سواء وأوضحت شركة SBU أن الزهرات الشمسية الثلاثة يمكنها إنتاج أكثر من 5000 كيلووات ساعة من الكهرباء سنويًا ، ومن المتوقع أن تظل تعمل بعد 25 عامًا.

مقالات مشابهة

  • حيدر مكية: 63 مليار دولار استثمارات في عامين فقط
  • مصر تستأجر وحدة تغييز عائمة في ألمانيا
  • 100 مليار استثمارات.. بيان مهم من التخطيط والكهرباء بشأن إنتاج الطاقة المتجددة
  • إيران تستهدف إضافة 30 غيغاواط عبر الطاقة المتجددة
  • "جهاز الاستثمار" يضخ استثمارات في "تايدل فيجين" الأمريكية
  • إطلاق محفظة مالية بقيمة مليار دولار لدعم استثمارات المشروع المشترك بين ألفا ظبي ومبادلة
  • تفاصيل حصول الحكومة علي استثمارات غير مباشرة بـ 42.044 مليار جنيه
  • وزير الاستثمار يناقش مع ألفاريز آند مارسال ورينيرجى إيجيبت مشروع الهيدروجين الأخضر في سيناء
  • مركز إقليمي للطاقة النظيفة.. سيناء أحد أهم مصادر الهيدروجين الأخضر في العالم
  • ينتج 5000 كيلووات كهرباء .. تفاصيل مشروع الألواح الشمسية الجديد