جس النبض مستمر.. ماذا تريد اسرائيل من استهداف البقاع
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
يجمع الخبراء والمتابعون وحتى المقربون من بعض الدوائر في "حزب الله" على ان الغارات الجوية الاسرائيلية على البقاع في اليومين الماضيين ليست كسرت لقواعد الاشتباك، خصوصا ان ما يتم استهدافه ليس معروفاً، اذ يظن كثيرون انه صواريخ غراد وليس من الاسلحة الاستراتيجية. وعليه فإن قيام اسرائيل بهذا التصعيد لا يهدف بالضرورة الى فرض مستوى جديد من التصعيد وفتح ابواب توسيع النطاق الجغرافي للمعركة الحاصلة منذ الثامن من تشرين الول الماضي، ولعل ردّ الحزب على هذه الاستهدافات ضمن القواعد المعمول بها في السابق، وتحديداً معادلة الجولان في مقابل بعلبك خير دليل على مستوى هذه الاستهدافات.
من الواضح أن إسرائيل، وبالرغم من تقدمها بالنقاط السياسية، ووضعها المحور ككل أمام أزمة أخذ القرار بالردّ وبمستواه، في ظل وجود الحشد العسكري الاميركي في البحر المتوسط والمنطقة عموماً، الا أن المستوى العسكري والسياسي يترقب الردّ ويعيش في حالة من التخبط لعدم علمه بكيفية حصول الضربة الإيرانية أو حتى ضربة "حزب الله"، لذلك فإنه يسعى الى جرّ اعدائه في المنطقة الى السيناريو الذي يتمناه هو، ان كان مستوى الردّ او توقيته، او حتى طبيعته، لذلك فإن الوثبات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، تبدو شكلية أكثر من كونها تحولا فعليا في مسار الحرب العسكرية القائمة...
تقول مصادر مطلعة أن اسرائيل تريد ردع "حزب الله"، اذ ان الضغوط التي تتعرض لها تل ابيب ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، وان كانت لا تؤدي الى وقف الحرب على قطاع غزة، لكنها ستحسم فكرة منع الرجل من فتح معركة كبرى وشاملة في المنطقة بعد الردّ الايراني او ردّ "حزب الله". وعليه فإن حفاظ نتنياهو على صورة النصر التي حققها بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران والقائد العسكري في "حزب الله" فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت يستوجب منع الردّ او التخفيف من حجمه وقوته، كي لا يسيطر المحور على صورة المنتصر وصاحب الضربة الأخيرة والقوية.
تعتبر المصادر أن ايحاء اسرائيل بأنها تعرف عددا كبيرا من مخازن السلاح قد يكون جزءا من الخداع، خصوصاً أنها قد تكون تقوم بإستهداف ما تعرفه من هذه المخازن وبشكل متدرج، كما ان تل ابيب تريد رفع مستوى حربها النفسية لان ذلك يؤثر بشكل كبير على بيئة "حزب الله" وعلى الحزب نفسه الذي لا يستطيع حتى الآن التأكيد للرأي العام ان ما تقوم اسرائيل بقصفه ليس بالغ الأهمية او ان الخروقات التي تقوم بها بسيطة ويمكن معالجتها، وعليه فإن ما يحصل جزء من المعركة النفسية وليس فقط الميدانية، حيث يظهر الحزب كمن فقد ميزة السرية والقدرة على السيطرة على ميزان التصعيد..
وتقول المصادر أن هذه الاستهدافات ستستمر وان بوتيرة مختلفة، علماً أن الحزب لم يذهب حتى اليوم الى رفع سقف استهدافاته، نوعياً او حتى جغرافياً، وقد يكون الامر عائداً الى ترك كل المفاجآت وعمليات التصعيد الى مرحلة ما بعد الردّ وذلك لتحقيق صدمة نفسية مضادة للمستوى السياسي والعسكري والشعبي الاسرائيلي.
اذا هي ايام حاسمة وقد تكون قاسية خصوصاً ان التصعيد لم يبدأ بعد، اذ لا تزال الامور مضبوطة في حين تنتظر الاطراف بعضها البعض لرفع سقف الاشتباك.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
أنصار الله يعلنون استهداف مطار بن غوريون
صنعاء "أ ف ب": أعلن أنصار الله الجمعة شنّ هجوم صاروخي وبالطيران المسيّر على إسرائيل لا سيّما مطار بن غوريون قرب تل أبيب، غداة شنّ الدولة العبرية غارات جوية واسعة على اليمن طالت بعضها مطار صنعاء حيث كان يتواجد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.
وقال أنصار الله في بيان "ردا على العدوان الإسرائيليّ على بلدِنا، نفذتِ القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفتْ مطارَ بن غوريون في منطقةِ يافا المحتلةِ بصاروخٍ باليستيّ فرط صوتيّ نوع فلسطين 2"، مؤكدين أن الصاروخ بلغ "هدفه رُغم تكتّمِ العدو".
كذلك، تحدثوا عن إطلاق مسيّرات باتجاه "هدف حيوي" في وسط إسرائيل وسفينة في بحر العرب، مشددين على أن "العدوان (الإسرائيلي) لن يزيد أبناء الشعب اليمني العظيمِ إلا إصرارا وعزما على الاستمرار في إسناد الشعب الفلسطيني".
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ قبل بلوغه أجواء البلاد.
وأوضح المتحدث باسم الجيش في بيان "تم اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل أن يخترق المجال الجوي الاسرائيلي. تم تفعيل الانذارات في وسط إسرائيل خشية سقوط شظايا عملية الاعتراض".
وأتت عملية أنصار الله غداة شنّ إسرائيل غارات على مناطق يسيطرون عليها في شمال اليمن وغربه، استهدفت خصوصا مطار صنعاء وقواعد ومحطات لتوليد الكهرباء وموانئ بحرية.
وأسفرت الضربات عن مقتل ستة أشخاص أربعة منهم في المطار.
وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس أنه كان في المطار خلال الضربة، مشيرا إلى "إصابة أحد أفراد طاقم طائرتنا".
وأكدت المنظمة صباح الجمعة أن مديرها العام لا يزال في اليمن.
وخلال مؤتمر صحفي، أعلن نائب وزير النقل في حكومة أنصار الله يحيى السياني أنه تمّ استئناف الرحلات من مطار صنعاء عند الساعة العاشرة صباح الجمعة (07,00 ت غ).
وقال السياني "اليوم يوم الجمعة نستأنف رحلاتنا في مطار صنعاء في الموعد المحدد حسب الجدولة ... بعد الاستهداف الذي شنّه العدوان الإسرائيلي المدعوم من أمريكا اليوم".
وأشار الى أن "الاستهداف كان مباشرا في مطار صنعاء. تم استهداف البرج بشكل مباشر، تم استهداف صالة المغادرة بشكل مباشر، كما تم استهداف الأجهزة الملاحية في المطار".
وأوضح أن الضربات وقعت أثناء استعداد رحلة للهبوط وأخرى للإقلاع، مضيفا "تمّ إجلاء وإخلاء الركاب وفق خطط الطوارئ".
وأظهرت صور لوكالة فرانس برس إقلاع طائرة تعود للخطوط الجوية اليمنية الجمعة.
ومنذ العام 2022، تقوم الشركة اليمنية بتسيير رحلات محدودة من مطار صنعاء وجهتها الأساسية عمّان. وبين 2016 و2022، توقف المطار عن العمل سوى للرحلات التي تنظّمها الأمم المتحدة، وذلك في ظل النزاع بين الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من تحالف تقوده السعودية، والمتمردين أنصار الله.