إسرائيل تقتل قياديا في حركة فتح بجنوب لبنان وآمال التهدئة تتضاءل
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
كثفت إسرائيل ضرباتها على لبنان المجاور، وقتلت أمس الأربعاء القيادي في الجناح العسكري لحركة فتح خليل المقدح في غارة في صيدا، في أول استهداف للحركة الفلسطينية منذ بدء الحرب في غزة، حيث نفذت مجددا ضربات دامية.
واتهمت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، إسرائيل بأنها تريد « إشعال المنطقة » عبر اغتيال خليل المقدح، في وقت أنهى وزير الخارجية أنتوني بلينكن جولة جديدة في المنطقة من دون إعلان انفراجة في جهود تأمين وقف لإطلاق النار في غزة.
وخلفت الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، عشرات آلاف القتلى في القطاع الفلسطيني، حيث يعيش حوالى 2,4 مليون نسمة تحت الحصار في ظروف وصفتها الأمم المتحدة بأنها « كارثية ».
خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، نفذ الجيش الإسرائيلي عدة غارات على جنوب وشرق لبنان أسفرت عن مقتل ستة أشخاص، بحسب السلطات اللبنانية، بينهم خليل المقدح القيادي في كتائب شهداء الأقصى الذي قضى في استهداف جوي لسيارته في صيدا (جنوب).
وقالت إسرائيل إنها استهدفت المقدح لارتباطه بالحرس الثوري الإيراني وقيادته هجمات ضدها في الضفة الغربية المحتلة.
ونعت كتائب شهداء الأقصى في بيان « الشهيد القائد البطل » خليل المقدح وأشادت « بالدور المركزي » الذي أداه « في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته خلال معركة طوفان الأقصى »، وبـ »دوره الكبير في دعم خلايا المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني على مدار سنوات طويلة في الضفة (الغربية) الباسلة ».
والمقدح هو أول مسؤول في حركة فتح يقتل بضربة إسرائيلية في لبنان، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب الدولة العبرية.
من جانبه، أطلق حزب الله صواريخ على شمال إسرائيل، حيث سجل الجيش الإسرائيلي إطلاق نحو مائة مقذوف على هذا القطاع وكذلك على الجولان السوري المحتل.
وحذر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر من أن « إسرائيل سترد بقوة على العدوان المستمر » لحزب الله، مضيفا أن « لبنان سيتحمل مسؤولية الإرهاب الذي ينطلق من أراضيه ».
في هذا السياق المتفجر، أكمل بلينكن جولته التاسعة في المنطقة منذ 7 أكتوبر.
وبعد زيارات قام بها إلى إسرائيل ومصر وقطر، نبه إلى أن الاقتراح الأمريكي الأخير بشأن هدنة في غزة قد يكون « الفرصة الأخيرة ».
وقال بلينكن إن إسرائيل وافقت على الخطة التي لم يتم الكشف عن تفاصيلها، وطلب من حماس أن تفعل الشيء نفسه.
وكانت حماس اعتبرت أن المقترح « يستجيب لشروط (رئيس الوزراء بنيامين) نتانياهو ويتماهى معها، وخصوصا رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة ».
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نتانياهو يريد الاحتفاظ بالسيطرة على الحدود، لكن بلينكن أكد معارضة بلاده « لاحتلال إسرائيلي طويل الأمد لغزة ».
تتمسك الحركة الفلسطينية بتنفيذ الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن نهاية ماي، ودعت الوسطاء إلى « إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه ».
وتنص تلك الخطة في مرحلتها الأولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والإفراج عن رهائن، وتتضمن مرحلتها الثانية انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع.
ومن المتوقع إجراء محادثات جديدة في مصر هذا الأسبوع بين إسرائيل والوسطاء الأمريكيين والقطريين والمصريين بعد محادثات مماثلة الأسبوع الماضي في الدوحة.
وترى الولايات المتحدة أن وقف إطلاق نار في غزة يمكن أن يساهم في تفادي اشتعال المنطقة في ظل مخاوف من شن إيران وحلفائها في المنطقة وفي طليعتهم حزب الله اللبناني، هجوما على إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران في ضربة نسبت إلى الدولة العبرية، واغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: خلیل المقدح فی غزة
إقرأ أيضاً:
عمرو خليل: مصر حاسمة في إحباط محاولات إسرائيل لتهجير سكان قطاع غزة
قال الإعلامي عمرو خليل، خلال تقديم برنامج «من مصر»، إن إسرائيل تستغل حالات الفوضى لتمكين نفسها وفرض خططها الاستيطانية والتوسعية على حساب شعوب الدول المجاورة، مشددًا على أنها لا تكترث بالقوانين أو الاتفاقيات الدولية، ولا تعبأ برأي المجتمع الدولي، موضحًا أن الاستراتيجيات الإسرائيلية ليست حديثة العهد، بل هي جزء من خطة طويلة الأمد.
المخططات الإسرائيليةوأشار «خليل»، خلال تقديمه برنامج «من مصر»، المذاع عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، إلى أن هذه الاستراتيجيات تبدأ بإجراءات عسكرية وأمنية تُسوَّق على أنها «مؤقتة ومحدودة»، لكن تتحول إلى فرض واقع جديد ومغاير على الأرض.
التوغل البري في غزةوأضاف: «شن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء 27 أكتوبر من العام الماضي 2023، توغلاً برياً في قطاع غزة، وبررت إسرائيل وقتها هذا التدخل بأنه مؤقت ويهدف إلى تحرير المحتجزين، لكن على مدار 14 شهراً رفضت جميع مقترحات تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار، مما أثار شكوكاً حول نواياها الحقيقية»، مؤكدًا أن المماطلة الإسرائيلية تهدف في الأساس إلى تهجير سكان القطاع، وهو ما كشفته مصر منذ بداية العدوان على غزة وذكر أن الجهود الدبلوماسية والسياسية المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كانت حاسمة في إحباط هذه المحاولات.
وتابع: «مصر شددت على رفضها القاطع لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين.. تهجير سكان غزة قسرياً سيكون سابقة قد تُطبق لاحقاً في الضفة الغربية».