تفاقمت أزمة الكهرباء في محافظة حضرموت، جنوبي شرق اليمن، مع توقف شركة بترومسيلة الوطنية للنفط عن تزويد محطات توليد الطاقة بالوقود، نتيجة خلافات مع حلف قبائل حضرموت الذي يقود احتجاجات شعبية منذ مطلع أغسطس/آب الجاري، للمطالبة بمنع تصدير النفط، وتخفيض أسعار الديزل لمحطات الكهرباء.

 

وقال سكان محليون لـ"العربي الجديد" إن عدد ساعات انقطاع التيار ارتفعت إلى 18 ساعة يومياً منذ يوم الأحد، ما فاقم معاناة السكان في المحافظة الساحلية التي تقع على البحر العربي، وتشهد صيفاً شديد الحرارة.

 

وحذرت مؤسسة الكهرباء العامة في حضرموت، الأحد الماضي، من انقطاع كلي للتيار بعد توقف شركة بترومسيلة عن تزويد محطات التوليد بالوقود اللازم للتشغيل من مادة الديزل، فضلاً عن احتجاز حلف قبائل حضرموت عدداً من قاطرات الديزل منذ منتصف الشهر الجاري.

 

وقالت مؤسسة الكهرباء، في بيان اطلعت عليه "العربي الجديد"، إن عدداً من المحطات العاملة بوقود الديزل خرجت عن الخدمة لعدم وصول قواطر الديزل للمحطات من شركة بترومسيلة. وأعلنت "بترومسيلة"، وهي شركة وطنية لإنتاج النفط، عن توقيف منشأة تقطير الديزل الخاصة بها، بسبب ما أسمته "الظروف القاهرة التي فرضتها الأوضاع الراهنة"، في إشارة إلى تدخلات حلف قبائل حضرموت، وإصراره على تخفيض سعر الديزل لمحطات الطاقة من 1400 ريال إلى 700 ريال مقابل اللتر الواحد (الدولار يعادل 1910 ريالات في مناطق الحكومة الشرعية).

 

وتعد منشأة تقطير الديزل مصدراً رئيسياً لتزويد محطات الكهرباء بالوقود، وأنشأتها الشركة لتغطية احتياجات منشآتها وحقول النفط من الطاقة، قبل أن تعتمد على الغاز الطبيعي المكتشف من حقولها، من أجل توليد الطاقة لمنشآتها، ومع توقف تصدير النفط منذ نهاية عام 2022 بدأت الشركة في بيع الديزل لمحطات الطاقة الحكومية، من أجل تغطية نفقاتها ورواتب عمالها.

 

وقال المحلل الاقتصادي، عبد الواحد العوبلي، لـ"العربي الجديد" إن منشأة تقطير الديزل هي مصفاة صغيرة لتغطية احتياجات الشركة ومنشآتها من الديزل، متوقعاً أن تعمل المنشأة بطاقة تكرير محدودة لا تتجاوز 8 آلاف برميل يومياً.

 

وقالت "بترومسيلة"، في بيان اطلعت عليه "العربي الجديد"، إن الشركة تتحمل تكاليف الإنتاج والمعالجة والتكرير، وكذا تشغيل محطة وادي حضرموت الغازية، وهي تكاليف طائلة، معظم مدخلاتها يجري استيرادها بالعملة الصعبة، وتشمل المواد الكيميائية، وقطع الغيار، والمستلزمات الأخرى. وأكدت أن الشركة لا تتلقى أي نفقات تشغيلية من الدولة منذ توقف التصدير قبل عامين.

 

وأضافت أن حلف قبائل حضرموت يسعى إلى تحقيق مكاسب شعبية على حساب الشركة النفطية الحكومية. وكان الحلف قد نصب نقاطاً مسلحة في مناطق الإنتاج النفطي، خلال الأسابيع الماضية، من أجل الضغط على الحكومة لتلبية مطالبه، قبل أن يسمح بمرور بعض الناقلات. وقال إن سماحه بمرور شحنات الديزل جاء من منطلق مسؤوليته تجاه المواطنين واستقرار خدماتهم.

 

واعتبر الباحث في هيئة استكشاف وإنتاج النفط لبيب ناشر، أن مطالبات حلف قبائل حضرموت تعد بمثابة حرب ضد شركات إنتاج النفط الوطنية. وقال ناشر لـ"العربي الجديد" إن "الشركات المنتجة للنفط تحتاج إلى عائدات لتغطية التكاليف من أجل الاستمرار في عملية الإنتاج، والضغط من أجل تخفيض أسعار بيع الديزل لمحطات الطاقة، أو تحويل النفط للاستهلاك المحلي، يعد بمثابة حرب ضد شركات إنتاج النفط، وقد يؤدي إلى تعطيل أعمالها والتوقف تماماً".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن حضرموت اقتصاد النفط حلف قبائل حضرموت العربی الجدید من أجل

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء ومحافظ الوادي الجديد يبحثان تدعيم قطاع الكهرباء

استقبل الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية بالقاهرة.

خلال ذلك تم عقد اجتماع لبحث الموقف التنفيذي لمشروعات التغذية الكهربائية بالمحافظة وتوفير الكهرباء اللازمة لمشروعات الاستصلاح والتصنيع الزراعي. 

كما تم مناقشة سبل التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية بالشراكة مع القطاع الخاص، وذلك بحضور المهندس جابر دسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر.

وناقش الاجتماع إمكانية توفير التمويل اللازم للتوسع في تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية، وتركيب العدادات الذكية بمنطقة أبو طرطور، وكذلك موقف إقامة محطات محولات بمراكز الخارجة وباريس والفرافرة؛ لتدعيم شبكات الكهرباء في إطار خطة الدولة لإقامة مجتمعات عمرانية جديدة والتوسع فى مشروعات الاستثمار والتصنيع الزراعي بنطاق المحافظة.

وأكّد "عصمت" حرص الوزارة على دعم خطط التنمية بالمحافظات من خلال توفير التغذية الكهربائية اللازمة للمشروعات التنموية والاستثمارية والخدمية بما يسهم في تحقيق الحياة الكريمة للمواطنين، ويضمن الاستغلال الأمثل للموارد.  

من جانبه أوضح "الزملوط" أنه تم تخصيص الأراضي اللازمة لإقامة محطات محولات الكهرباء الجديدة، وذلك وفق احتياجات مناطق المحافظة المختلفة. لافتًا أن المحافظة نفّذت حتى الآن عددًا من شبكات الطاقة الشمسية لتغطية دواوين المصالح الحكومية والمساجد والمدارس وآبار الري بقدرة إجمالية 290 ميجا وات؛ تماشيًا مع توجهات القيادة السياسية بالتحول نحو الطاقة النظيفة والمتجددة، مُثمنًا دور الوزارة وتعاونها البنّاء لدعم خطط التنمية بالمحافظة.

تاريخ الكهرباء في مصر

يعود تاريخ الكهرباء في مصر إلى عام 1893، وذلك عن طريق شركة ليبون الفرنسية لتوليد الطاقة، إذ حصلت على أول امتياز من الحكومة المصرية لإدخال الإضاءة بالكهرباء في العاصمة والإسكندرية عام 1893م.

كانت شركة ليبون بمدينة الإسكندرية صاحبة الامتياز في إنتاج غاز الاستصباح المستخرج من الفحم الحجري والمستخدم في إضاءة الشوارع وبعض القصور، حيث أنه حتى أواخر القرن التاسع عشر كانت البدايات الأولى لاستخدام الكهرباء قاصرة على إضاءة قصور الأمراء والنبلاء والأثرياء، كما أن مولدات الكهرباء في ذلك الوقت كانت محدودة القدرة.

أقيمت أول وحدة توليد بخارية في الإسكندرية بكرموز عام 1895، كان المحامي الفرنسي مانولدي الذي يقطن في 5 شارع صلاح سالم بالإسكندرية هو أول مشترك يصله التيار الكهربائي وذلك في 11 مايو 1895، وفي نفس العام وصلت الكهرباء إلى البنك العثماني بالإسكندرية فكان ثان مشترك تصله الكهرباء على مستوى الجمهورية، أما جمعية البحارة والجنود «المركز الثقافى اليونانى حالياً» فهي أول جمعية تصلها الكهرباء وذلك عام 1898، وفي 14 يناير 1901 وصلت الكهرباء إلى مسجد النبي دانيال بالإسكندرية فكان أول مسجد تصله الكهرباء، وفي 26 فبراير 1896 وصلت الكهرباء إلى الكنيسة الانجلية، أما أول قنصلية تشترك في التيار الكهربائي هي القنصلية الفرنسية بالإسكندرية عام 1898، وكان يحاسب المشتركون على استهلاك الكهرباء بناءُا على عدد المصابيح الموجودة لديهم وقوتها إلى أن تم تركيب عدادات الكهرباء. 

مقالات مشابهة

  • إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في مصر يشهد 6 صفقات لمشروعات جديدة
  • إعصار فرانسين يُقلّص إنتاج النفط والغاز الأميركي ويقطع الكهرباء عن لويزيانا
  • تحسن ملحوظ في خدمة الكهرباء في ساحل حضرموت
  • ديالى.. تراجع ساعات التجهيز ولجنة الطاقة توجه دعوة عاجلة لوزارة الكهرباء
  • احتجاجات في مطار نيروبي ضد صفقة أجنبية تؤدي إلى أزمة في حركة الطيران
  • حلف قبائل حضرموت: أي قرارات لا تلبي مطالبنا مرفوضة ولا تعنينا
  • أزمة كهرباء خانقة تعصف بساحل حضرموت وسط تبادل للاتهامات
  • حضرموت.. حلف القبائل والمؤتمر الجامع يدينان تهديد حياة الصحفي صبري بن مخاشن
  • وزير الكهرباء ومحافظ الوادي الجديد يبحثان تدعيم قطاع الكهرباء
  • المستشار المالي للسوداني: العراق سيواجه أزمة موازنة في 2025