مؤسسة فلسطينية تعليمية خيرية تقع في مدينة القدس، لها عدة أنشطة وفروع، أهمها مدرسة دار الطفل العربي في القدس. أنشئت لخدمة الأطفال الفلسطينيين الأيتام والمحتاجين، من خلال توفير الرعاية والإقامة والغذاء والترفيه.

كما تسعى المؤسسة إلى توفر لنزلائها خدمات إنسانية وتربوية وتعليمية وتثقيفية مميزة وذات جودة، في بيئة صحية آمنة من مختلف النواحي.

التأسيس والصفة

أنشئت مؤسسة دار الطفل العربي في القدس في 25 أبريل/نيسان 1948 على يد هند طاهر الحسيني. وتقع في حي الشيخ جراح، وبالضبط في حي الحسينية، حيث بيت محمد صالح الحسيني وسليم الحسيني، وبالقرب منهما بيت الشرق، الذي كان ملكا لإسماعيل الحسيني.

بعد تنفيذ العصابات الصهيونية المسلحة مجزرة دير ياسين، على حدود مدينة القدس عام 1948، آوت هند الحسيني 55 طفلا يتيما من الناجين من هذه المذبحة، وأسكنتهم في غرفتين صغيرتين في سوق صغير داخل البلدة القديمة في القدس، يسمى "سوق الحصر"، وقد سمي بهذا الاسم لكثرة من يبيعون فيه الحصر والسجاد.

انتقلت المؤسسة فيما بعد إلى البيت الذي تربت فيه هند، وهو بيت جدها محمد صالح الحسيني، وبعد أن هدأت الأوضاع قليلا، تزايد عدد الأطفال الأيتام والمحتاجين يوما بعد يوم.

وهكذا قررت هند أن تفتتح رسميا مؤسسة تعنى برعاية الأطفال الأيتام والمحتاجين الفلسطينيين وحتى العرب، أطلقت عليها اسم مؤسسة دار الطفل العربي، وكونت مجلسا للأمناء كانت هي رئيسته.

ابتدأت المؤسسة بإيواء 35 طفلا من كافة الأعمار والمستويات الأكاديمية المختلفة، وبمرور الوقت تطورت وتوسعت إلى أن أصبحت من أبرز مدارس مدينة القدس.

هند الحسيني أمام طلبة دار الطفل العربي (الصحافة الفلسطينية) النشاط والأهداف

دأبت مؤسسة دار الطفل العربي على التطور والتوسع وتقديم خدماتها للمجتمع الفلسطيني في مجالات عدة.

وتهدف مؤسسة دار الطفل إلى العناية باليتيمات والمحتاجات من بنات الشعب الفلسطيني وتوفير الحياة الكريمة لهن، وتأسيس مدارس لتعليمهن وتثقيفهن وتدريبهن على الاعتماد على أنفسهن.

وتهتم مؤسسة دار الطفل العربي بالأنشطة الترفيهية اللاصفية، وتعمل على توفير الجو الملائم لنزيلاتها، وإنشاء النوادي الأدبية والعلمية والفنية وتنمية الهوايات، والمحافظة على الثقافة العربية والتراث الشعبي الفلسطيني.

تعنى مدرسة دار الطفل العربي كذلك بتدعيم المعلومات التي يتلقاها الطلبة في الفصل بأخرى إضافية يستطيع الطلاب الحصول عليها من مكتبة المدرسة، والتي تتوفر فيها مراجع غنية ومتنوعة، من موسوعات وكتب وقصص وأفلام فيديو وألعاب تربوية وغيرها.

مصادر التمويل

تقول رئيسة مجلس أمناء مؤسسة دار الطفل العربي ماهرة جمال الديجاني إنها "جمعية خيرية تعتمد على تبرعات أهل الخير فقط، إلى جانب الرسوم المدرسية"، التي قالت إنها لا تكفي لتغطية نفقات 91 موظفا وكذا المصاريف الجارية، في ظل إمكانات مادية ضعيفة تتلاشى شيئا فشيئا مع انخفاض عدد المتبرعين بسبب الوضع الاقتصادي بشكل عام.

وتضيف الديجاني أن هناك لجنة تابعة للمؤسسة في جدة معظم أعضائها فلسطينيون يتبرعون للمدرسة بشكل شهري، فضلا عن متبرعين آخرين من عمان، وبعض الأفراد العرب الآخرين الذين تعرفوا على دار الطفل.

بشير بركات مدير مركز أبحاث مؤسسة دار الطفل العربي في القدس (الجزيرة) أقسام المؤسسة

توسعت المؤسسة وأصبحت تشمل الأقسام التالية:

القسم الداخلي لليتيمات والمحتاجات:

وفيه تحتضن اليتيمات والحالات الاجتماعية، وتؤمن لهن حياة كريمة، وتوفر لهن المبيت والمأكل والملبس والرعاية التعليمية والتربوية والصحية والنفسية والترفيهية. ويتسع هذا القسم لـ300 طالبة.

حضانة وروضة دار الطفل العربي:

وتستقبل كافة الأطفال من سن 3 أشهر وحتى سن 5 سنوات. وتتولى -إضافة إلى الرعاية والأمان- تعليم أساسيات المعرفة بطرق شيقة وجذابة، ليتمكن الأطفال من تقبل العالم الآخر والاندماج فيه. ومما عرف عن روضة المؤسسة تسابق الأهالي لتسجيل بناتهم فيها لتميز ما تقدمه من رعاية وتربية وتعليم. ووصل عدد الأطفال في الحضانة والروضة عام 2024 إلى 202.

مدرسة دار الطفل العربي:

وهي من أعرق مدارس مدينة القدس، ومن أكثرها تميزا بفرعيها العلمي والأدبي، من حيث تميز طاقمها التعليمي، وتفوق طالباتها أكاديميا وانخراطهن في مختلف الأنشطة اللاصفية محليا وإقليميا.

ومما عرف عن طالبات المدرسة مساهمتهن في مختلف الأنشطة الفكرية والتراثية، وكذا حصدهن مختلف الجوائز في المنافسات التي يشاركن فيها. وبلغ عدد طلاب المدرسة 822 طالبة عم 2024، من بينهن 73 طالبة يتيمة.

متحف التراث الفلسطيني:

تأسس المتحف على يد السيدة هند الحسيني عام 1962، ويهدف إلى تعريف العالم والجمهور المحلي على حد سواء بالتراث الفلسطيني الشعبي العريق.

وقد تم تجميع المقتنيات التراثية في البداية من خلال التبرعات الشخصية للفلسطينيين، إضافة إلى تبرع سخي من سيدة بريطانية تدعى فيوليت باربر، إذ أهدت المؤسسة مجموعة قيمة من الألبسة والقطع الأثرية العربية الأصيلة.

وكان أول افتتاح رسمي للمتحف عام 1978 في الطابق الأرضي من دار سليم الحسيني، تحت مسمى "مركز التراث الشعبي العربي الفلسطيني"، وتولت إدارته زينب جواد الحسيني.

وبعد سنوات أصبح المتحف يحتل جميع طوابق المبنى الثلاث؛ في ظل زيادة كمية ونوعية المقتنيات الثمينة من قطع تراثية متنوعة.

وأطلق اسم "متحف الشيخ أحمد الجفالي" على متحف التراث الفلسطيني عام 1994، بعد وفاة الشيخ الجفالي (أحد أهم الداعمين الدائمين لمؤسسة دار الطفل العربي في القدس).

ويضم المتحف قاعات للعرض الدائم، وأخرى للعرض المتغير، ومخازن وغرفة تحضير وترميم لمحتويات المتحف، وغرفة لآلات التصوير والطباعة، وقاعات مخصصة للفعاليات وورش العمل، ومكتبة ومكاتب الإدارة.

ومن أهم قاعات في المتحف:

قاعة غرفة الأفلام المخصصة لعرض الأفلام الوثائقية. قاعة غرفة دير ياسين التي تحتوي على مجسم لقرية دير ياسين مع مجسم لخارطة فلسطين التاريخية تظهر 450 قرية فلسطينية مدمرة. غرفة هند الحسيني، وتحتوي على بعض المقتنيات الشخصية الخاصة بالسيدة هند، تعبيرا عن التقدير الكبير لدورها في خدمة المؤسسة. قاعة القشيات التي تضم الأدوات التراثية التي كانت تستخدم في البيوت الفلسطينية التقليدية في الريف الفلسطيني. غرف الفخار والأدوات الزراعية والطبخ. قاعة الغزل والحياكة: وتحتوي على أدوات الغزل والحياكة، وماكينات الخياطة الآلية التي كانت تستخدم بشكل واسع في البيئة الفلسطينية خلال القرن الـ20. قاعة القدس، التي يعرض فيها الأثاث الدمشقي والمحلي الفلسطيني، الذي كان يستخدم في البيوت المقدسية في أوائل القرن الـ20 وحتى نكبة عام 1948. قاعة الأزياء الشعبية، التي تضم أزياء من مختلف المحافظات والمناطق الفلسطينية؛ والتي تعكس ذوقا رفيعا في التطريز. غرفة الحلي، التي تعرض مجموعات مميزة من الحلي الشعبية الفلسطينية. قاعة المخطوطات والوثائق العثمانية، التي تعرض فيها بعض فرمانات الدولة العثمانية الأصلية، وبعض الوثائق القديمة والمخطوطات التي تروي قصة نهايات فترة الحكم العثماني، وكذلك زي الباشا الرسمي العثماني. دار إسعاف النشاشيبي للثقافة والآداب والفنون:

ولم تعرف الدار باسم صاحبها فقط، بل بما تسهم به في السعي لجمع واقتناء ومعالجة ما أمكن من مخطوطات ومراجع ومكتبات للأدباء الفلسطينيين.

كما تساهم الدار في تشجيع وإنتاج ونشر المعرفة من خلال تشجيع التفاعل بين الباحثين وطالبي العلم.

أقسام ودوائر الخدمات المساندة في المؤسسة

تتوفر المؤسسة على العديد من الأقسام والدوائر الداعمة لعملها ومرافقها المختلفة، وكل ما هو مطلوب لحسن أدائها وجودة خدماتها.

وإضافة إلى ذلك تسعى هذه الأقسام إلى توفير البيئة الصحية والآمنة لمواصلة العطاء.

ومن هذه الأقسام:

الدائرة المالية. قسم تكنولوجيا المعلومات. قسم الخدمة الاجتماعية. قسم التمريض. عيادة الأسنان. قسم الحرس. قسم الصيانة. قسم المستودعات. كلية هند الحسيني للآداب. وعام 1982 أنشئت كلية الآداب الجامعية للبنات، وهي تمنح درجة البكالوريس.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مدینة القدس دیر یاسین

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية والمغتربين يزور مؤسسة بنيان التنموية ويشيد بدورها في دفع عجلة التنمية

الثورة نت|

زار وزير الخارجية والمغتربين، جمال أحمد عامر، اليوم، مؤسسة بنيان التنموية في إطار تعزيز وتقوية العمل التشاركي بين المؤسسة ومختلف الجهات والشركاء التنمويين في القطاعين الحكومي والخاص، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني الوطنية.

وخلال الزيارة، اطلع الوزير على منهجية وآلية العمل داخل المؤسسة، والدور الحيوي الذي تلعبه في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية على مستوى المديريات في المحافظات المحررة.

واستمع وزير الخارجية خلال تجواله في مختلف قطاعات المؤسسة إلى شروح مفصلة عن الأدوار التكاملية التي تقوم بها هذه القطاعات، والتي تهدف من خلالها المؤسسة إلى تحقيق الأهداف الوطنية بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني.

وأشاد بالدور البارز الذي تؤديه مؤسسة بنيان في دفع عجلة التنمية، من خلال رفع مستوى الوعي والتماسك المجتمعي، وتفعيل المشاركة المجتمعية، والاستجابة الإنسانية للتعافي من الكوارث، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين سبل المعيشة للأسر والفئات الأشد فقراً عبر دعم وتشجيع المشاريع الصغيرة والأصغر والأسر المنتجة كأهم ركائز للاقتصاد المجتمعي المقاوم. كما أن تحقيق الأداء والتميز المؤسسي يعتمد على تبني أفضل المعايير والممارسات الإدارية والتعلم المستمر من خلال تبادل المعارف والخبرات والتجارب.

وأعرب الوزير عامر عن تقديره لمستوى البناء المؤسسي وإدارة العمل الطوعي والمشاركة المجتمعية، مشددًا على الأهمية الكبيرة للاستمرار في تعزيز الأدوار الإيجابية في المجتمع. كما حث على ضرورة تطوير العمل التعاوني بين الحكومة والمجتمع وتعزيز المشاركة الفعالة للجميع في التنمية المحلية والعملية الإنتاجية، خاصة في المناطق الريفية التي تمتلك إمكانيات كبيرة يمكن استثمارها لتحقيق تأثير عميق ومستدام في حياة المواطنين.

وأكد أن هذه الزيارة تأتي تجسيدًا لرؤية حكومة البناء والتغيير في تعزيز التعاون والشراكة مع المؤسسات التنموية، كجزء من الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة في جميع أنحاء البلاد. مؤكدا أن هذه الزيارة تمثل فرصة هامة لتنسيق الجهود وتعزيز التعاون بين المؤسسة والجهات المعنية في قطاع التنمية، مما يساهم في تحسين الأوضاع التنموية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.

مقالات مشابهة

  • مؤسسة النفط تُناقش استراتيجيات التطوير وتعزيز دورها عالمياً
  • مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية.
  • وزير الخارجية والمغتربين يزور مؤسسة بنيان التنموية ويشيد بدورها في دفع عجلة التنمية
  • بن قدارة يناقش استراتيجيات تطوير مؤسسة النفط وتعزيز دورها عالمياً
  • إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية بمحافظةمأرب
  • مؤسسة النفط في ليبيا.. ميزانيات استثنائية كبيرة ومردود خجول
  • 16 مليون دينار قروض بدون فوائد للمزارعين في 2025
  • صدقة جارية وحب الخير.. مصروف طلاب «ابتدائي» في كفر الشيخ لمرضى الكبد
  • رئيس قطاع التعليم بمصر الخير: ندعم بالمدارس المجتمعية 33 ألف طالب
  • «حياة كريمة» تنظم احتفالات بعيد الطفولة في عدد من المحافظات