مؤسسة دار الطفل العربي.. صدقة جارية في القدس منذ مذبحة دير ياسين
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
مؤسسة فلسطينية تعليمية خيرية تقع في مدينة القدس، لها عدة أنشطة وفروع، أهمها مدرسة دار الطفل العربي في القدس. أنشئت لخدمة الأطفال الفلسطينيين الأيتام والمحتاجين، من خلال توفير الرعاية والإقامة والغذاء والترفيه.
كما تسعى المؤسسة إلى توفر لنزلائها خدمات إنسانية وتربوية وتعليمية وتثقيفية مميزة وذات جودة، في بيئة صحية آمنة من مختلف النواحي.
أنشئت مؤسسة دار الطفل العربي في القدس في 25 أبريل/نيسان 1948 على يد هند طاهر الحسيني. وتقع في حي الشيخ جراح، وبالضبط في حي الحسينية، حيث بيت محمد صالح الحسيني وسليم الحسيني، وبالقرب منهما بيت الشرق، الذي كان ملكا لإسماعيل الحسيني.
بعد تنفيذ العصابات الصهيونية المسلحة مجزرة دير ياسين، على حدود مدينة القدس عام 1948، آوت هند الحسيني 55 طفلا يتيما من الناجين من هذه المذبحة، وأسكنتهم في غرفتين صغيرتين في سوق صغير داخل البلدة القديمة في القدس، يسمى "سوق الحصر"، وقد سمي بهذا الاسم لكثرة من يبيعون فيه الحصر والسجاد.
انتقلت المؤسسة فيما بعد إلى البيت الذي تربت فيه هند، وهو بيت جدها محمد صالح الحسيني، وبعد أن هدأت الأوضاع قليلا، تزايد عدد الأطفال الأيتام والمحتاجين يوما بعد يوم.
وهكذا قررت هند أن تفتتح رسميا مؤسسة تعنى برعاية الأطفال الأيتام والمحتاجين الفلسطينيين وحتى العرب، أطلقت عليها اسم مؤسسة دار الطفل العربي، وكونت مجلسا للأمناء كانت هي رئيسته.
ابتدأت المؤسسة بإيواء 35 طفلا من كافة الأعمار والمستويات الأكاديمية المختلفة، وبمرور الوقت تطورت وتوسعت إلى أن أصبحت من أبرز مدارس مدينة القدس.
دأبت مؤسسة دار الطفل العربي على التطور والتوسع وتقديم خدماتها للمجتمع الفلسطيني في مجالات عدة.
وتهدف مؤسسة دار الطفل إلى العناية باليتيمات والمحتاجات من بنات الشعب الفلسطيني وتوفير الحياة الكريمة لهن، وتأسيس مدارس لتعليمهن وتثقيفهن وتدريبهن على الاعتماد على أنفسهن.
وتهتم مؤسسة دار الطفل العربي بالأنشطة الترفيهية اللاصفية، وتعمل على توفير الجو الملائم لنزيلاتها، وإنشاء النوادي الأدبية والعلمية والفنية وتنمية الهوايات، والمحافظة على الثقافة العربية والتراث الشعبي الفلسطيني.
تعنى مدرسة دار الطفل العربي كذلك بتدعيم المعلومات التي يتلقاها الطلبة في الفصل بأخرى إضافية يستطيع الطلاب الحصول عليها من مكتبة المدرسة، والتي تتوفر فيها مراجع غنية ومتنوعة، من موسوعات وكتب وقصص وأفلام فيديو وألعاب تربوية وغيرها.
مصادر التمويلتقول رئيسة مجلس أمناء مؤسسة دار الطفل العربي ماهرة جمال الديجاني إنها "جمعية خيرية تعتمد على تبرعات أهل الخير فقط، إلى جانب الرسوم المدرسية"، التي قالت إنها لا تكفي لتغطية نفقات 91 موظفا وكذا المصاريف الجارية، في ظل إمكانات مادية ضعيفة تتلاشى شيئا فشيئا مع انخفاض عدد المتبرعين بسبب الوضع الاقتصادي بشكل عام.
وتضيف الديجاني أن هناك لجنة تابعة للمؤسسة في جدة معظم أعضائها فلسطينيون يتبرعون للمدرسة بشكل شهري، فضلا عن متبرعين آخرين من عمان، وبعض الأفراد العرب الآخرين الذين تعرفوا على دار الطفل.
توسعت المؤسسة وأصبحت تشمل الأقسام التالية:
القسم الداخلي لليتيمات والمحتاجات:وفيه تحتضن اليتيمات والحالات الاجتماعية، وتؤمن لهن حياة كريمة، وتوفر لهن المبيت والمأكل والملبس والرعاية التعليمية والتربوية والصحية والنفسية والترفيهية. ويتسع هذا القسم لـ300 طالبة.
حضانة وروضة دار الطفل العربي:وتستقبل كافة الأطفال من سن 3 أشهر وحتى سن 5 سنوات. وتتولى -إضافة إلى الرعاية والأمان- تعليم أساسيات المعرفة بطرق شيقة وجذابة، ليتمكن الأطفال من تقبل العالم الآخر والاندماج فيه. ومما عرف عن روضة المؤسسة تسابق الأهالي لتسجيل بناتهم فيها لتميز ما تقدمه من رعاية وتربية وتعليم. ووصل عدد الأطفال في الحضانة والروضة عام 2024 إلى 202.
مدرسة دار الطفل العربي:وهي من أعرق مدارس مدينة القدس، ومن أكثرها تميزا بفرعيها العلمي والأدبي، من حيث تميز طاقمها التعليمي، وتفوق طالباتها أكاديميا وانخراطهن في مختلف الأنشطة اللاصفية محليا وإقليميا.
ومما عرف عن طالبات المدرسة مساهمتهن في مختلف الأنشطة الفكرية والتراثية، وكذا حصدهن مختلف الجوائز في المنافسات التي يشاركن فيها. وبلغ عدد طلاب المدرسة 822 طالبة عم 2024، من بينهن 73 طالبة يتيمة.
متحف التراث الفلسطيني:تأسس المتحف على يد السيدة هند الحسيني عام 1962، ويهدف إلى تعريف العالم والجمهور المحلي على حد سواء بالتراث الفلسطيني الشعبي العريق.
وقد تم تجميع المقتنيات التراثية في البداية من خلال التبرعات الشخصية للفلسطينيين، إضافة إلى تبرع سخي من سيدة بريطانية تدعى فيوليت باربر، إذ أهدت المؤسسة مجموعة قيمة من الألبسة والقطع الأثرية العربية الأصيلة.
وكان أول افتتاح رسمي للمتحف عام 1978 في الطابق الأرضي من دار سليم الحسيني، تحت مسمى "مركز التراث الشعبي العربي الفلسطيني"، وتولت إدارته زينب جواد الحسيني.
وبعد سنوات أصبح المتحف يحتل جميع طوابق المبنى الثلاث؛ في ظل زيادة كمية ونوعية المقتنيات الثمينة من قطع تراثية متنوعة.
وأطلق اسم "متحف الشيخ أحمد الجفالي" على متحف التراث الفلسطيني عام 1994، بعد وفاة الشيخ الجفالي (أحد أهم الداعمين الدائمين لمؤسسة دار الطفل العربي في القدس).
ويضم المتحف قاعات للعرض الدائم، وأخرى للعرض المتغير، ومخازن وغرفة تحضير وترميم لمحتويات المتحف، وغرفة لآلات التصوير والطباعة، وقاعات مخصصة للفعاليات وورش العمل، ومكتبة ومكاتب الإدارة.
ومن أهم قاعات في المتحف:
قاعة غرفة الأفلام المخصصة لعرض الأفلام الوثائقية. قاعة غرفة دير ياسين التي تحتوي على مجسم لقرية دير ياسين مع مجسم لخارطة فلسطين التاريخية تظهر 450 قرية فلسطينية مدمرة. غرفة هند الحسيني، وتحتوي على بعض المقتنيات الشخصية الخاصة بالسيدة هند، تعبيرا عن التقدير الكبير لدورها في خدمة المؤسسة. قاعة القشيات التي تضم الأدوات التراثية التي كانت تستخدم في البيوت الفلسطينية التقليدية في الريف الفلسطيني. غرف الفخار والأدوات الزراعية والطبخ. قاعة الغزل والحياكة: وتحتوي على أدوات الغزل والحياكة، وماكينات الخياطة الآلية التي كانت تستخدم بشكل واسع في البيئة الفلسطينية خلال القرن الـ20. قاعة القدس، التي يعرض فيها الأثاث الدمشقي والمحلي الفلسطيني، الذي كان يستخدم في البيوت المقدسية في أوائل القرن الـ20 وحتى نكبة عام 1948. قاعة الأزياء الشعبية، التي تضم أزياء من مختلف المحافظات والمناطق الفلسطينية؛ والتي تعكس ذوقا رفيعا في التطريز. غرفة الحلي، التي تعرض مجموعات مميزة من الحلي الشعبية الفلسطينية. قاعة المخطوطات والوثائق العثمانية، التي تعرض فيها بعض فرمانات الدولة العثمانية الأصلية، وبعض الوثائق القديمة والمخطوطات التي تروي قصة نهايات فترة الحكم العثماني، وكذلك زي الباشا الرسمي العثماني. دار إسعاف النشاشيبي للثقافة والآداب والفنون:ولم تعرف الدار باسم صاحبها فقط، بل بما تسهم به في السعي لجمع واقتناء ومعالجة ما أمكن من مخطوطات ومراجع ومكتبات للأدباء الفلسطينيين.
كما تساهم الدار في تشجيع وإنتاج ونشر المعرفة من خلال تشجيع التفاعل بين الباحثين وطالبي العلم.
أقسام ودوائر الخدمات المساندة في المؤسسةتتوفر المؤسسة على العديد من الأقسام والدوائر الداعمة لعملها ومرافقها المختلفة، وكل ما هو مطلوب لحسن أدائها وجودة خدماتها.
وإضافة إلى ذلك تسعى هذه الأقسام إلى توفير البيئة الصحية والآمنة لمواصلة العطاء.
ومن هذه الأقسام:
الدائرة المالية. قسم تكنولوجيا المعلومات. قسم الخدمة الاجتماعية. قسم التمريض. عيادة الأسنان. قسم الحرس. قسم الصيانة. قسم المستودعات. كلية هند الحسيني للآداب. وعام 1982 أنشئت كلية الآداب الجامعية للبنات، وهي تمنح درجة البكالوريس.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مدینة القدس دیر یاسین
إقرأ أيضاً:
«الأزهري» و«جمعة» يتفقدان إحدى الخيم الرمضانية التي تنظمها الأوقاف بالتعاون مع مصر الخير
تفقد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتور علي جمعة رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، والدكتور محمد رفاعي الرئيس التنفيذي لمؤسسة مصر، وعددٌ من قيادات وزارة الأوقاف ومؤسسة مصر الخير، إحدى الخيم الرمضانية بمدينة السادس من أكتوبر، وهي الخيم التي تنظمها وزارة الأوقاف بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير.
وحرص وزير الأوقاف والدكتور علي جمعة علي تفقد الخيمة ومصافحة المستحقين والتعرف على آرائهم ومدى رضاهم عن ما يقدم لهم في الخيمة الرمضانية، إلى جانب تهئنة الحاضرين بقرب حلول عيد الفطر المبارك.
وأعرب الوزير - في بيان اليوم- سعادته بالشراكة والتعاون مع مؤسسة مصر الخير وعلى رأسها فضيلة العالم الجليل والمربّي الفاضل الأستاذ الدكتور علي جمعة.
كما أعرب عن سعادته أن تكون الأوقاف في خدمة أهالينا في كل ربوع مصر، وهذا الإكرام الواجب حبًا لأبناء مصر، وأضاف: "مهمتنا أن نقدم كل ما في الوسع لخدمة أهلنا في كل المحافظات، مع توحيد المعايير الراقية لتقديم الخدمة والحرص على جودتها وعلى يسير آلية التعاون في تنفيذها".
وأضاف الأزهري: "التعاون بين وزارة الأوقاف ومصر الخير رسالة نؤكد من خلالها لكل مواطن أن مصر بلدكم، ومعكم وفي ظهركم، وأن مصر أرض الكنانة تقدم لكم كل الإكرام اللائق لأبنائها"، مشيرًا إلى أن "هذا التعاون شهد حشد كل الطاقات البشرية والمالية والإدارية والفكرية الممكنة من أجل خدمة الصائمين في كل المحافظات".
وأشار الوزير إلى أن هذا التعاون يشكل خطوة رائدة في حشد الجهود لتقديم الخدمة اللائقة للمستحقين، موضحًا أن وزارة الأوقاف نظمت ٢٧ خيمة رمضانية في مختلف محافظات الجمهورية بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير، بهدف تقديم وجبات الإفطار للصائمين وتعزيز روح التضامن بين أفراد المجتمع، انطلاقًا من دور الوزارة في دعم المستحقين، وذلك بجهود متعددة منها توفير ٥٠٠ وجبة إفطار ساخنة يوميًا للصائمين كل خيمة رمضانية بكل محافظة طوال الشهر الفضيل. ولفت الزير إلى أن الخيم الرمضانية شهدت إقبالاً من المواطنين في جميع المحافظات، وشاركهم فرحتهم بها علماء وزارة الأوقاف، وعددٌ من القيادات الدينية والوطنية، الذين أشادوا بالجهود المبذولة لإقامة هذه الخيام.
وكشف الوزير أن إقامة ٢٧ خيمة رمضانية بمختلف محافظات الجمهورية واكبه تنظيم مبادرة لتوزيع ١٠٠ ألف كرتونة غذائية ضمن مشروع صكوك الإطعام الذي تنفذه الوزارة، دعمًا للأسر الأولى بالرعاية طوال شهر رمضان المبارك، سعيًا إلى تعزيز قيم التكافل الاجتماعي خلال الشهر الفضيل، وتأكيدًا لرسالة الأوقاف في دعم الفئات الأكثر احتياجًا، بالتنسيق مع الجهات التنفيذية والمحافظات لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بكفاءة وشفافية.
ولفت إلى أن عملية التوزيع تمت وفق قوائم الأسر المستحقة المسجلة بقاعدة بيانات مؤسسة مصر الخير بالتعاون مع الجمعيات الشريكة وتحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي، وذلك لضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر احتياجًا بطريقة منظمة وعادلة، كما تم تنفيذ المبادرة بالتعاون مع مديريات الأوقاف في مختلف المحافظات، لضمان توزيع المساعدات في المناطق الأكثر احتياجًا، مع اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان وصولها للمستحقين قبل حلول عيد الفطر المبارك.
من جانبه أشاد الدكتور علي جمعة - رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، بالتعاون الوثيق مع وزارة الأوقاف، مؤكدًا أن هذا التعاون يثبت التكامل بين المؤسسات الدينية والمجتمعية لتحقيق أقصى استفادة للأسر المستحقة، وترسيخ قيم التكافل والتضامن التي تعد من أبرز سمات المجتمع المصري.
وأوضح أن تنفيذ الخيم الرمضانية وتوزيع الكراتين جاء ضمن حملة إفطار صائم التي نظمتها مؤسسة مصر الخير للعام الثالث عشر التوالي، مؤكدًا النجاح الكبير الذي حققته حملة "إفطار صائم" في وصولها لكل المستحقين وانتشارها الجغرافي الواسع في جميع المحافظات.
وقال الدكتور علي جمعة إن هدفنا في مؤسسة مصر الخير أن نصل للأسر الأكثر احتياجًا طوال أيام شهر رمضان المبارك، اتساقًا مع جهودنا على مدار العام سعيًا إلى تقديم خدمة متميزة من خلال برامجنا الإنسانية والمجتمعية المتنوعة.
وأكد رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير إن دخول حملة "إفطار صائم" عامها الثالث عشر على التوالي هو عنوان للثقة بين المؤسسة والمتبرعين والشركاء معنا، مشيدًا بالدعم الذي يقدمونه في سبيل الوصول لكل أسرة مستحقة. وقد أثنى فضيلته كثيرًا على أبناء المؤسسة والمتطوعين الذين يعملون ليلاً ونهارًا من أجل تحقيق النجاح المنشود.
وأشار إلى أن مؤسسة مصر الخير وكل العاملين بها يتحركون لخدمة المستحقين والأسر الأكثر احتياجًا على مدار ٢٤ساعة في كل القطاعات، لافتًا إلى أن المؤسسة تهتم بتقديم المساعدة والدعم في كل مناحي الحياة، كونها تهتم بجوانب التكافل الاجتماعي، والصحة، والتعليم، وحملات المواسم المختلفة في رمضان واستئناف الدراسة، فضلاً عن اهتمامها بالرياضة والفنون والثقافة، داعيًا جميع شركاء نجاح مؤسسة مصر الخير إلى تقديم مزيد من الجهود لخدمة أهالينا المستحقين في كل أنحاء الجمهورية.