الجزيرة:
2024-09-13@01:39:31 GMT

حي الشيخ جراح.. بؤرة تقاوم الاحتلال داخل القدس

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

حي الشيخ جراح.. بؤرة تقاوم الاحتلال داخل القدس

حي الشيخ جراح هو أحد أبرز أحياء مدينة القدس وأكثرها أهمية، يقع في الجانب الشرقي من البلدة القديمة في المدينة. وتكمن أهميته في كونه أول الأحياء الفلسطينية خارج أسوار القدس.

امتاز بضمه أبرز العناوين الرسمية الفلسطينية في القدس، مثل بيت الشرق، الذي كان مقرا لمنظمة التحرير الفلسطينية وأغلقته سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 2003، إضافة إلى المسرح الوطني الفلسطيني، والعديد من مقار البعثات الدبلوماسية.

الموقع

يقع حي الشيخ جراح شمالي البلدة القديمة في مدينة القدس، وهو من أحياء القدس الشرقية، ويوجد حول منعطف الطريق المؤدية إلى نابلس وتلك المؤدية إلى جبل المشارف (سكوبس).

سبب التسمية

سُمي حي الشيخ جراح بهذا الاسم نسبة إلى الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، وهو من عائلة "الجراحي" لذلك سمي الحي تيمنا باسمه منذ القرن الـ13 الميلادي.

وقال مجير الدين الحنبلي، عبد الرحمن بن محمد المقدسي العُمري (860-928هـ) في كتابه "الأُنس الجليل في تاريخ القدس والجليل" إنه رأى زاوية في القدس، باسم الزاوية الجراحية، تقع بظاهر القدس من جهة الشمال كما حددها، وأضاف أن لها وقفا ووظائف مرتبة، وأنه تمت نسبتها إلى واقفها الأمير حسام الدين الحسين بن شرف الدين عيسى الجراحي.

ويقول مجير الدين إن الجراحي هو أحد أمراء الملك صلاح الدين الأيوبي، محددا وفاته بسنة 598 هجرية، مؤكدا أنه دفن في تلك الزاوية، وأن هناك عددا من المدفونين في جهتها القبلية، قد يكونون من جماعة الجراحي.

السكان والمساحة

وتبلغ مساحة حي الشيخ جراح 808 دونمات (الدونم يعادل ألف متر مربع)، ويسكنه نحو 2800 نسمة، ويقع تحت السلطة الإدارية لبلدية الاحتلال في القدس.

وينقسم الحي إلى جزأين، أحدهما يضم المطاعم والقنصليات والفنادق، والآخر يأوي اللاجئين منذ الخمسينيات من القرن الـ20.

تقع في الحي عمارة مخيم الصمود، والتي كانت عبارة عن كلية سكنها المهجرون الذين هدم الاحتلال بيوتهم.

ومن الأحياء السكنية الموجودة في منطقة الشيخ جراح حي الحسينية، الذي كانت تقطنه عائلة إسماعيل بيك الحسيني، وسليم بيك ورباح الحسيني، وفيه فندق دار الطفل وبيت الشرق.

ويوجد فيه أيضا حي النشاشيبية، الذي يقع فيه فندق أمبسادور ومعهد الآثار البريطاني.

لم تقل قطع الأرض المخصصة للبناء في الشيخ جرّاح عن 800 متر مربع للبيت الواحد في القرن الـ19، ولم يزد علوّ البيوت عن طابقين.

وغالبا لم تكن المساحة المبنية في البيوت تتعدى 200 متر مربع، أمّا باقي المساحة فكانت تخصص للحدائق المزروعة بالورود والأشجار المثمرة المحيطة بالبيوت.

كما تميزت هذه البيوت بهندستها الفريدة وصالوناتها الفاخرة، وأيضا بالشبابيك المزخرفة ذات الطابع الشرقي.

المؤسسات في حي الشيخ جراح

توجد في جزء من حي الشيخ جراح مقرات عدة مؤسسات مهمة، منها: مؤسسة دار الطفل العربي، وقصر دار إسعاف النشاشيبي وقصر المفتي أو ما يعرف بفندق شبرد.

وتوجد في الحي أيضا فنادق ومساجد من بينها مسجد الشيخ جراح ومراكز طبية وملعب الشيخ جراح وفندق الكولونية الأميركية ومركز الحياة الطبي (مؤوحيدت).

وفي الحي أيضا عدد من القنصليات، من بينها القنصلية البريطانية والإيطالية والتركية.

تاريخ حي الشيخ جراح

تعود قصة حي الشيخ جراح إلى العام 1956، في أعقاب نكبة فلسطين عام 1948، فقد اضطرت نحو 28 عائلة من العائلات التي فقدت منازلها إلى الانتقال إلى حي الشيخ جراح وبدء حياة جديدة.

وبعد حرب 1948 تم تقسيم القدس، حيث كانت في ذلك الوقت تحت حكم الأردن، وجرى اتفاق آنذاك مع وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، على أن تتعهد الحكومة الأردنية بتوفير مساحة الحي من الأراضي ومنحها هبة للعائلات الفلسطينية الـ28، ويكون دور الأونروا بناء وتشييد 28 منزلا، مقابل مبلغ مالي رمزي يتم دفعه بشكل دوري، حتى يتم تمليك كافة المنازل في غضون سنوات.

وتم منح أراضي حي الشيخ جراح للعائلات المعنية، وكانت مساحة المنزل الواحد تبلغ نحو 800 متر مربع.

وبعد اندلاع حرب 1967 تغيرت قواعد اللعبة، وسيطرت قوات الاحتلال على الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس، وأصبح عدد العائلات 38 عائلة دون سند ملكية للأرض، وهو ما يعرضها للتهجير من جديد في أي وقت، وبدأت مرحلة جديدة من محاولة إثبات الملكية.

في عام 1972 لجأت طائفة اليهود السفارديم وكذا اليهود الأشكناز إلى ساحات القضاء مدعين ملكية الأرض منذ عام 1885، وادعوا أن العائلات الفلسطينية تملكت الأرض بوضع اليد عليها، إلا أن القضاء أنصف العائلات الفلسطينية في ذلك الوقت.

وفي عام 2008 أصدرت محكمة الاحتلال قرارا بتمكين إحدى عائلات المستوطنين من أحد المنازل التابعة لعائلة الكرد في حي الشيخ جراح، وأعقب ذلك قرار آخر عام 2009، وتم إخلاء منازل عائلتي حنون والغاوي.

وتواجه نحو 12 عائلة فلسطينية أخرى خطر التهجير نظرا للمزيد من القضايا المعروضة على محاكم الاحتلال.

إجراءات الاحتلال في الشيخ جراح

منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2008 طردت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قسرا عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح، والتي ظلت تسكنها منذ خمسينيات القرن الـ20.

والمنازل المهدّمة جزء من مجموعة من 28 منزلا فلسطينيا مهددا بالإخلاء والمصادرة من أجل بناء مستوطنة "شمعون هاتصديق".

يتألف مخطط بناء المستوطنة من 200 وحدة استيطانية فوق أرض مساحتها 18 دونما، وقد أعدته "اللجنة المحلية للتخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال في القدس المحتلة.

وتم تقديم المخطط الأصلي لبلدية الاحتلال بهدف الحصول على ترخيص لبناء مستوطنة إسرائيلية جديدة تتألف من 90 وحدة استيطانية تشمل 6 أبنية، يتكون كل مبنى من 8 طوابق وكنيس ورياض أطفال وحديقة عامة.

وفور الانتهاء من هذا المشروع، سيشكل فندق شبرد مستوطنة إسرائيلية رئيسية تقع في قلب الحي الفلسطيني، وستعمل جسرا يصل مستوطنة "شمعون هاتصديق" ومقرات شرطة الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنة التلة الفرنسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حی الشیخ جراح فی القدس متر مربع

إقرأ أيضاً:

46293 مستوطنًا اقتحموا الأقصى منذ 7 أكتوبر

القدس المحتلة - صفا قالت وحدة العلاقات العامة والإعلام في محافظة القدس، إن 68 مواطنًا استشهدوا، واعتقل 1711 منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي. وأضافت وحدة العلاقات العامة في المحافظة في تقرير لها، يوم الأربعاء، أن 46293 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى المبارك. وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال ما زالت تحتجز جثامين (43) شهيدًا مقدسيًا حتى تاريخ 8 أيلول/سبتمبر 2024، في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام. رصدت محافظة القدس نحو (138) اعتداءً للمستوطنين منها أكثر من (20) اعتداءً بالإيذاء الجسدي. وحسب التقرير، أصيب (234) مواطنًا، جراء إطلاق الرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح، إضافة إلى حالات الاختناق بالغاز. وخلال حزيران/يونيو الماضي، سلّمت بلدية الاحتلال رؤساء كنائس في القدس ويافا والناصرة والرملة قرارًا بأن بلدية الاحتلال ستتخذ إجراءات قانونية ضدهم بسبب عدم دفع الضرائب العقارية (الأرنونا)، وذلك بما يتعارض مع اتفاقية الوضع القائم والقوانين الدولية. وبشأن عمليات الاعتقال، رصد التقرير (1711) حالة اعتقال، منهم: (137) طفلًا و(96) سيدة، في كافة مناطق محافظة القدس. ووثق إصدار محاكم الاحتلال العنصرية (335) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، ولوحظ ارتفاع في وتيرة الإجراءات العقابية بحق المقدسيين، وخاصة في الأحكام القضائية واستغلال الوقت الحالي أي بعد السابع من أكتوبر لفرض هذه العقوبات، واستغلال انشغال العالم أجمع بجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب الحاصلة في قطاع غزة. وذكر أن سلطات الاحتلال أصدرت (99) قرارًا بالحبس المنزلي بحق مقدسببن، منذ السابع من أكتوبر. وأفاد بأن سلطات الاحتلال أصدرت (103) قرارات بالإبعاد، وتم رصد 11 قرارًا بالمنع من السفر. وحول عمليات الهدم والتجريف، بلغ عدد عمليات الهدم في محافظة القدس (307) عمليات، بذريعة إقامتها دون ترخيص. وصادقت سلطات الاحتلال على نحو (16) مشروعًا استيطانيًا جديدًا، عدا عن المشاريع التي يتم العمل عليها والمشاريع التي تم افتتاحها بشكل فعلي. ووفق التقرير، صادقت حكومة الاحتلال أيضًا، على بناء 1738 وحدة استيطانية تضم أبراجًا عالية ومدارس وشقق سكنية ومرافق عامة تخدم المستوطنين، وذلك على أراضي الفلسطينيين جنوب شرقي القدس المحتلّة. ونشرت ما تسمى "اللجنة المحلية للتنظيم والبناء" التابعة للاحتلال إعلانات قرب باب المغاربة من الخارج - أحد أبواب سور القدس - تُنذر بإخلاء أكثر من 30 عائلة مقدسية، بذريعة تلبية احتياجات الجمهور وتطوير المواصلات "العامة. كما صادقت سلطات الاحتلال خلال النصف الأول من العام 2024 على (13) مشروعًا استيطانيًا جديدًا، إضافة إلى الشروع بتنفيذ أكثر من 9 مشاريع تمت المصادقة عليها في وقت سابق.

مقالات مشابهة

  • أصابة 4 فلسطينيين برصاص الاحتلال في الحي جنوب الخليل
  • الاحتلال يهدم مبنىً بقرية الولجة
  • سرايا القدس تنعى 3 من مقاتليها في طولكرم
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من ارتكاب الاحتلال جريمة كبرى بحق الأقصى
  • الاحتلال بهدم مبنىً بقرية الولجة
  • تفاصيل القبض على المتهم بسرقة فيلا أيمن طاهر في الشيخ زايد
  • مخاوف لبنانية من حرب واسعة تعمق جراح الجنوب وتزيد خسائره
  • 46293 مستوطنًا اقتحموا الأقصى منذ 7 أكتوبر
  • ميارة: القضية الفلسطينية ومصير القدس الشريف كانت وستبقى قضية جميع المغاربة
  • أضرحة وأولياء| دشنا تُحي ذكري مولد الشيخ جلال الدين الكندي