أكاديمي إيراني ودبلوماسي براغماتي، من مواليد 1962، اقترن اسمه بالمفاوضات بين بلاده والمجموعة السداسية (الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين وروسيا) بشأن البرنامج النووي الإيراني، فقاد فريق بلاده التفاوضي مع القوى الغربية حتى تمكنت طهران من التوصل إلى اتفاق تاريخي عام 2015 يقضي بتخفيف العقوبات عنها مقابل قيود علی برنامجها النووي.

ويعتبر عراقجي من الدبلوماسيين المخضرمين الذين عملوا في السلك الدبلوماسي وتقلدوا مناصب رفيعة مع وصول كل من التيارين الإصلاحي والمحافظ إلى السلطة التنفيذية. وقد رشحه الرئيس مسعود بزشكيان عقب فوزه في رئاسيات 2024 لمنصب وزير الخارجية، وحظي بثقة البرلمان.

المولد والنشأة

ولد عباس عراقجي، يوم الخامس من ديسمبر/كانون الأول 1962 في عائلة محافظة بالعاصمة طهران، تعمل في التجارة والاقتصاد.

فقد والده وعمره 17 عاما، ورغم أن جده -الذي ينحدر من محافظة أصفهان وسط البلاد- كان تاجرا شهيرا للسجاد وكان يحث أفراد الأسرة على المضي قدما في التجارة، فإن حفيده عباس اختار طريقا مختلفا من بين شقيقاته الثلاث وأخويه.

فأحد شقيقيه يعمل في المجلس التنفيذي لاتحاد المصدرين الإيرانيين، في حين يعتبر الآخر عضوا بارزا في اتحاد التجار.

عباس عراقجي متزوج بهاره عبد اللهيان ولهما ولدان وابنة واحدة.

الدراسة والتكوين العلمي

دخل في السابعة من عمره إحدى المدارس الابتدائية بحي "بيج شميران" وسط طهران، وأتم بعدها المرحلتين المتوسطة والإعدادية في منطقة "هفت تير" قرب مسقط رأسه، وتزامن ذلك مع انتصار الثورة الإيرانية، التي أطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979.

وعندما كان ينوي المشاركة في اختبار دخول الجامعات الإيرانية، اندلت الحرب العراقية الإيرانية (1980- 1988) حيث أغلقت الجامعات أبوابها، فانضم إلى الحرس الثوري وشارك ضابطا في ساحات القتال.

نجح عام 1985 في اختبار دخول كلية العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الإيرانية، وتخرج فيها عام 1988 حاملا شهادة البكالوريوس، فغادر حينها الحرس الثوري وانضم رسميا إلى السلك الدبلوماسي، وبدأ مسيرته المهنية خبيرا في الدائرة الدولية بالخارجية الإيرانية.

وقد حرص على مواصلة دراساته العليا في "جامعة آزاد إسلامي" الأهلية إلى جانب عمله في الخارجية، حتى نال شهادة الماجستير في فرع العلوم السياسية. كما حصل على منحة دراسية من الخارجية الإيرانية وأوفد إلى بريطانيا ليناقش بعد عامين أطروحته لنيل الدكتوراه في الفكر السياسي في جامعة كينت.

عباس عراقجي تولى عدة مناصب أكاديمية ودبلوماسية قبل أن يصبح وزيرا للخارجية (الفرنسية) الوظائف والمسؤوليات

في بداية مشواره الدبلوماسي شغل عباس عراقجي -الذي يتقن اللغتين الإنجليزية والعربية– منصب القائم بأعمال البعثة الإيرانية الدائمة لدى منظمة التعاون الإسلامي عام 1994.

وفي عام 1999 عُيّن سفيرا لبلاده في فنلندا وإستونيا بشكل متزامن، ومكث في منصبه حتى عام 2003، وبعد عودته إلى طهران ترأس الدائرة الأولى لأوروبا الغربية في الخارجية لفترة عام تقريبا، ثم تقلد رئاسة كلية العلاقات الدولية، وبقي في منصبه حتى عام 2005.

وبعد تولي منوشهر متكي وزارة الخارجية عام 2005، عين عراقجي مساعدا له في الشؤون القانونية والدولية، وكان علي لاريجاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني آنذاك، مسؤولا عن المفاوضات النووية، فشارك عراقجي في فريق بلاده التفاوضي ممثلا قانونيا عن وزارة الخارجية.

وفي عام 2007 تم تعيينه سفيرا لطهران في طوكيو لفترة 4 أعوام، وبعد عودته من اليابان عام 2011 انتقل إلى مديرية شؤون آسيا في خارجية بلاده.

وفي أواخر حقبة الرئيس المحافظ الأسبق محمود أحمدي نجاد تم تعيين عراقجي في مايو/أيار 2013 متحدثا باسم الخارجية خلفا لرامين مهمانبرست لفترة لم تتجاوز 4 أشهر، ثم عينه وزير الخارجية الجديد محمد جواد ظريف نائبًا له للشؤون القانونية والدولية حتى عام 2017.

وخلال الولاية الثانية من رئاسة حسن روحاني للبلاد وتولي ظريف وزارة الخارجية، عُين عراقجي عام 2017 مساعدا للشؤون السياسية، ومكث في منصبه حتى 2021، واستقال من منصبه عقب فوز الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2021.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021 عينه رئيس المجلس الإستراتيجي للسياسات الخارجية كمال خرازي، أمينا للمجلس، ومكث في هذا المنصب حتى 21 أغسطس/آب 2024 حيث حصل علی ثقة البرلمان الإيراني بعد ترشيحه من قبل الرئيس بزشكيان لتولي حقيبة الخارجية.

المفاوضات النووية

عقب فوز روحاني في رئاسيات 2013، عين وزير الخارجية محمد جواد ظريف عباس عراقجي مساعدا له في الشؤون القانونية والدولية، فصار ثاني أكبر المسؤولين نفوذا في وزارة الخارجية، حتى قاد فريق بلاده في المفاوضات النووية.

وبعد مفاوضات شاقة استمرت حوالي 18 شهرا، توصلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقوى المجموعة السداسية يوم الثاني من أبريل/نيسان 2015 في مدينة لوزان السويسرية إلى اتفاق إطار لحل ملف البرنامج النووي الإيراني.

عباس عراقجي يدلي بتصريحات صحفية عام 2015 عندما كان رئيسا لوفد بلاده في المفاوضات النووية (رويترز) المؤلفات والمقالات

ألّف عباس عراقجي 6 كتب وله 39 مقالا بالفارسية و7 مقالات أخرى بالإنجليزية جُلها في السياسة والعلاقات الدولية. وفي ما يلي كتبه:

دبلوماسية المياه العابرة للحدود والنظام الدولي: دروس للسياسة الخارجية في جمهورية إيران الإسلامية، نشر عام 2016. الإرهاب والفضاء الإلكتروني في الشرق الأوسط، نشر عام 2017. السر المكتوم: الاتفاق النووي، جهود جبارة من أجل حقوق وأمن وتنمية إيران، في 6 مجلدات، نشر عام 2021. دبلوماسية المياه وضرورة الخروج من الوضع المتأزم، نشر عام 2022. إيران تايشي، مذكرات السيد عباس عراقجي سفير إيران في اليابان، نشر عام 2022. قدرة التفاوض، نشر عام 2023.

ومن أبرز المقالات التي كتبها عراقجي نجد العناوين التالية:

تحليل البيئة الإستراتيجية للأزمة اليمنية ومحاكاة الاتجاهات المستقبلية، عام 2019. الإستراتيجيات السياسية للدفاع الشامل في الحروب المحتملة مستقبلا، عام 2020. دبلوماسية المقاومة، إرث الحاج قاسم في السياسة الخارجية، عام 2020. دبلوماسية المقاومة، ثقافة الدبلوماسية، عام 2021. الصناعة النووية، ثمرة المقاومة الوطنية، عام 2021. سياسة حسن الجوار، حلول ومتطلبات السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، عام 2022. تنمية مُكران، المتطلبات الإقليمية والدولية، عام 2022. تحليل مكانة التقنيات الناشئة في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة الأميركية: دراسة حالة لتكنولوجيا "5 جي"، عام 2022.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الخارجیة الإیرانیة المفاوضات النوویة وزارة الخارجیة عباس عراقجی نشر عام عام 2021 عام 2022

إقرأ أيضاً:

الخارجية الإيرانية : أي مفاوضات ستقتصر فقط على الملف النووي ورفع العقوبات

الثورة نت|
قال نائب وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب آبادي، بأنه في حال إجراء مفاوضات مستقبلية محتملة، فإن الموقف المشترك لإيران والصين وروسيا هو أن هذه المفاوضات ستقتصر فقط على الملف النووي ورفع العقوبات.

وأضاف غريب آبادي، في مقابلة أجراها مع التلفزيون الإيراني اليوم الجمعة أنه ”
تم التأكيد في هذا الاجتماع على قضايا مختلفة، منها ضرورة إلغاء العقوبات الأحادية الجانب غير القانونية، والتركيز على الحلول الدبلوماسية والحوار لحل القضايا، وضرورة التخلي عن سياسة فرض العقوبات والضغط والتهديد باللجوء إلى القوة” .

كما أكد نائب وزير الخارجية الإيراني ضرورة النظر في “الأسباب الجذرية” للوضع الحالي، مشيرًا إلى أن الدول الثلاث متفقة على أن الأزمة الحالية “ناجمة عن الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وعدم وفاء الدول الأوروبية الثلاث بالتزاماتها بموجب الاتفاق”.

وتابع غريب آبادي بأن البيان الختامي للاجتماع أكد أیضاً على “ضرورة امتناع الأطراف الأخرى عن أي عمل من شأنه أن يقوض العمل الفني والموضوعي والنزيه للوكالة” و”استمرار المشاورات والتعاون والتنسيق بين الدول الثلاث بشأن هذه القضية وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك”، و”تعزيز التعاون والتنسيق في المنظمات الدولية والترتيبات المتعددة الأطراف مثل شنغهاي وبريكس”، و”حصرية أي مفاوضات بشأن الملف النووي ورفع العقوبات”.

وكانت إيران والصين وروسيا، قد أصدرت اليوم الجمعة ، بيانًا مشتركًا، عقب اجتماع نواب وزراء الخارجية الثلاثة في بكين، أكدوا فيه أن الأنشطة الفنية المحايدة للوكالة الدولية للطاقة الذرية “يجب ألا تُضعف”.

كما شدد البيان على أن “التفاعلات الدبلوماسية والحوار القائم على الاحترام المتبادل هو الخيار العملي الوحيد لمعالجة الملف النووي الإيراني”.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الإيرانية : أي مفاوضات ستقتصر فقط على الملف النووي ورفع العقوبات
  • الصين تطرح 5 نقاط بشأن التسوية المناسبة للقضية النووية الإيرانية
  • وزير الخارجية الصومالي يرفض استخدام بلاده في إعادة توطين الفلسطينيين
  • الصين تطرح خمس نقاط بشأن التسوية المناسبة للقضية النووية الإيرانية
  • اجتماع ثلاثي في بكين حول القضايا النووية الإيرانية
  • الخارجية الإيرانية: رسالة ترامب قيد المراجعة
  • الخارجية الإيرانية: التعليق على رسالة أمريكا قيد الدراسة
  • وزير الخارجية التايلاندي يشكر مصر على جهودها لإطلاق سراح رهائن بلاده المحتجزين في غزة
  • الخارجية الإيرانية: نتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. وهناك مقترح لحل القضايا العالقة
  • إيران تعلن تسلمها رسالة من ترامب بشأن المفاوضات النووية