عباس عراقجی.. من قيادة المفاوضات النووية إلى قيادة الخارجية الإيرانية
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
أكاديمي إيراني ودبلوماسي براغماتي، من مواليد 1962، اقترن اسمه بالمفاوضات بين بلاده والمجموعة السداسية (الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين وروسيا) بشأن البرنامج النووي الإيراني، فقاد فريق بلاده التفاوضي مع القوى الغربية حتى تمكنت طهران من التوصل إلى اتفاق تاريخي عام 2015 يقضي بتخفيف العقوبات عنها مقابل قيود علی برنامجها النووي.
ويعتبر عراقجي من الدبلوماسيين المخضرمين الذين عملوا في السلك الدبلوماسي وتقلدوا مناصب رفيعة مع وصول كل من التيارين الإصلاحي والمحافظ إلى السلطة التنفيذية. وقد رشحه الرئيس مسعود بزشكيان عقب فوزه في رئاسيات 2024 لمنصب وزير الخارجية، وحظي بثقة البرلمان.
المولد والنشأةولد عباس عراقجي، يوم الخامس من ديسمبر/كانون الأول 1962 في عائلة محافظة بالعاصمة طهران، تعمل في التجارة والاقتصاد.
فقد والده وعمره 17 عاما، ورغم أن جده -الذي ينحدر من محافظة أصفهان وسط البلاد- كان تاجرا شهيرا للسجاد وكان يحث أفراد الأسرة على المضي قدما في التجارة، فإن حفيده عباس اختار طريقا مختلفا من بين شقيقاته الثلاث وأخويه.
فأحد شقيقيه يعمل في المجلس التنفيذي لاتحاد المصدرين الإيرانيين، في حين يعتبر الآخر عضوا بارزا في اتحاد التجار.
عباس عراقجي متزوج بهاره عبد اللهيان ولهما ولدان وابنة واحدة.
الدراسة والتكوين العلمي
دخل في السابعة من عمره إحدى المدارس الابتدائية بحي "بيج شميران" وسط طهران، وأتم بعدها المرحلتين المتوسطة والإعدادية في منطقة "هفت تير" قرب مسقط رأسه، وتزامن ذلك مع انتصار الثورة الإيرانية، التي أطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979.
وعندما كان ينوي المشاركة في اختبار دخول الجامعات الإيرانية، اندلت الحرب العراقية الإيرانية (1980- 1988) حيث أغلقت الجامعات أبوابها، فانضم إلى الحرس الثوري وشارك ضابطا في ساحات القتال.
نجح عام 1985 في اختبار دخول كلية العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الإيرانية، وتخرج فيها عام 1988 حاملا شهادة البكالوريوس، فغادر حينها الحرس الثوري وانضم رسميا إلى السلك الدبلوماسي، وبدأ مسيرته المهنية خبيرا في الدائرة الدولية بالخارجية الإيرانية.
وقد حرص على مواصلة دراساته العليا في "جامعة آزاد إسلامي" الأهلية إلى جانب عمله في الخارجية، حتى نال شهادة الماجستير في فرع العلوم السياسية. كما حصل على منحة دراسية من الخارجية الإيرانية وأوفد إلى بريطانيا ليناقش بعد عامين أطروحته لنيل الدكتوراه في الفكر السياسي في جامعة كينت.
في بداية مشواره الدبلوماسي شغل عباس عراقجي -الذي يتقن اللغتين الإنجليزية والعربية– منصب القائم بأعمال البعثة الإيرانية الدائمة لدى منظمة التعاون الإسلامي عام 1994.
وفي عام 1999 عُيّن سفيرا لبلاده في فنلندا وإستونيا بشكل متزامن، ومكث في منصبه حتى عام 2003، وبعد عودته إلى طهران ترأس الدائرة الأولى لأوروبا الغربية في الخارجية لفترة عام تقريبا، ثم تقلد رئاسة كلية العلاقات الدولية، وبقي في منصبه حتى عام 2005.
وبعد تولي منوشهر متكي وزارة الخارجية عام 2005، عين عراقجي مساعدا له في الشؤون القانونية والدولية، وكان علي لاريجاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني آنذاك، مسؤولا عن المفاوضات النووية، فشارك عراقجي في فريق بلاده التفاوضي ممثلا قانونيا عن وزارة الخارجية.
وفي عام 2007 تم تعيينه سفيرا لطهران في طوكيو لفترة 4 أعوام، وبعد عودته من اليابان عام 2011 انتقل إلى مديرية شؤون آسيا في خارجية بلاده.
وفي أواخر حقبة الرئيس المحافظ الأسبق محمود أحمدي نجاد تم تعيين عراقجي في مايو/أيار 2013 متحدثا باسم الخارجية خلفا لرامين مهمانبرست لفترة لم تتجاوز 4 أشهر، ثم عينه وزير الخارجية الجديد محمد جواد ظريف نائبًا له للشؤون القانونية والدولية حتى عام 2017.
وخلال الولاية الثانية من رئاسة حسن روحاني للبلاد وتولي ظريف وزارة الخارجية، عُين عراقجي عام 2017 مساعدا للشؤون السياسية، ومكث في منصبه حتى 2021، واستقال من منصبه عقب فوز الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2021.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021 عينه رئيس المجلس الإستراتيجي للسياسات الخارجية كمال خرازي، أمينا للمجلس، ومكث في هذا المنصب حتى 21 أغسطس/آب 2024 حيث حصل علی ثقة البرلمان الإيراني بعد ترشيحه من قبل الرئيس بزشكيان لتولي حقيبة الخارجية.
المفاوضات النوويةعقب فوز روحاني في رئاسيات 2013، عين وزير الخارجية محمد جواد ظريف عباس عراقجي مساعدا له في الشؤون القانونية والدولية، فصار ثاني أكبر المسؤولين نفوذا في وزارة الخارجية، حتى قاد فريق بلاده في المفاوضات النووية.
وبعد مفاوضات شاقة استمرت حوالي 18 شهرا، توصلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقوى المجموعة السداسية يوم الثاني من أبريل/نيسان 2015 في مدينة لوزان السويسرية إلى اتفاق إطار لحل ملف البرنامج النووي الإيراني.
ألّف عباس عراقجي 6 كتب وله 39 مقالا بالفارسية و7 مقالات أخرى بالإنجليزية جُلها في السياسة والعلاقات الدولية. وفي ما يلي كتبه:
دبلوماسية المياه العابرة للحدود والنظام الدولي: دروس للسياسة الخارجية في جمهورية إيران الإسلامية، نشر عام 2016. الإرهاب والفضاء الإلكتروني في الشرق الأوسط، نشر عام 2017. السر المكتوم: الاتفاق النووي، جهود جبارة من أجل حقوق وأمن وتنمية إيران، في 6 مجلدات، نشر عام 2021. دبلوماسية المياه وضرورة الخروج من الوضع المتأزم، نشر عام 2022. إيران تايشي، مذكرات السيد عباس عراقجي سفير إيران في اليابان، نشر عام 2022. قدرة التفاوض، نشر عام 2023.ومن أبرز المقالات التي كتبها عراقجي نجد العناوين التالية:
تحليل البيئة الإستراتيجية للأزمة اليمنية ومحاكاة الاتجاهات المستقبلية، عام 2019. الإستراتيجيات السياسية للدفاع الشامل في الحروب المحتملة مستقبلا، عام 2020. دبلوماسية المقاومة، إرث الحاج قاسم في السياسة الخارجية، عام 2020. دبلوماسية المقاومة، ثقافة الدبلوماسية، عام 2021. الصناعة النووية، ثمرة المقاومة الوطنية، عام 2021. سياسة حسن الجوار، حلول ومتطلبات السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، عام 2022. تنمية مُكران، المتطلبات الإقليمية والدولية، عام 2022. تحليل مكانة التقنيات الناشئة في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة الأميركية: دراسة حالة لتكنولوجيا "5 جي"، عام 2022.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الخارجیة الإیرانیة المفاوضات النوویة وزارة الخارجیة عباس عراقجی نشر عام عام 2021 عام 2022
إقرأ أيضاً:
عراقجي لواشنطن: عهد الإملاءات قد ولى منذ 1979 ولا سلطة لكم علينا
انتقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأحد، السياسة الأمريكية تجاه بلاده، مؤكداً أن واشنطن "لا تملك أي سلطة أو حق في إملاء السياسة الخارجية الإيرانية"، مشيراً إلى أن "تلك الحقبة انتهت في عام 1979".
وفي منشور عبر منصة "إكس"، هاجم عراقجي الإدارة الأمريكية، قائلاً إن الرئيس الأمريكي جو بايدن "خُدع العام الماضي عندما سلّم 23 مليار دولار لنظام إجرامي غير معترف به"، في إشارة إلى إسرائيل.
وأضاف: "قتل أكثر من 60,000 فلسطيني، والعالم يحمّل أمريكا المسؤولية الكاملة. أوقفوا دعم الإبادة الجماعية والإرهاب الإسرائيلي. أوقفوا قتل الشعب اليمني".
وجاءت تصريحات عراقجي بعد قصف أمريكي عنيف استهدف العاصمة اليمنية صنعاء مساء السبت، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين. وفي تعليقه على الضربة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن واشنطن شنت "عملاً عسكرياً حاسماً وقوياً" ضد الحوثيين.
وتوعّد باستخدام "القوة المميتة الساحقة حتى تحقيق الهدف"، كما وجّه تحذيراً مباشراً إلى طهران وطالبها "بوقف فوري لدعمها للإرهابيين الحوثيين"، وفق تعبيره.
وفي وقت سابق، أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن بلاده لن تخضع للضغوط الأمريكية ولن تدخل في أي مفاوضات تحت التهديد. وفي رسالة مباشرة إلى ترامب، قال بزشكيان: "افعل ما تريد"، مضيفاً: "من غير المقبول أن تصدر الولايات المتحدة الأوامر وتهددنا. لن أتفاوض معكم على الإطلاق. افعلوا ما تشاؤون".
Relatedبأمر تنفيذي من ترامب.. واشنطن تصنف الحوثيين "جماعة إرهابية"قتلى وجرحى في غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع للحوثيين بالعاصمة اليمنية صنعاءالأمم المتحدة تعلق جميع الرحلات إلى مناطق الحوثيين بعد احتجاز موظفيهاوجاءت هذه التطورات في وقت أشارت فيه تقارير إلى محاولات من جانب إدارة ترامب لإعادة التفاوض مع إيران بشأن برنامجها النووي، وسط تسارع أنشطتها النووية، مع تهديدات بأن التعامل مع طهران سيكون إما عبر الخيار العسكري أو من خلال التوصل إلى اتفاق.
وخلال ولايته الأولى، فرض ترامب عقوبات اقتصادية صارمة على إيران، مستهدفاً قطاعي النفط والمصارف، ضمن استراتيجية "الضغوط القصوى" التي تهدف إلى شل الاقتصاد الإيراني وإجبار طهران على تقديم تنازلات في ملفها النووي.
ومع عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير، استأنف ترامب هذه السياسة، لكنه في الوقت ذاته تحدث عن رغبته في التوصل إلى اتفاق جديد، بدلاً من اتفاق 2015 الذي انسحب منه عام 2018.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إيران في مواجهة العقوبات: دعم الصين وروسيا يفتح الباب للحوار النووي اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الأمريكية عراقجي يلتقي لافروف ويؤكد: "إيران لن تتفاوض تحت الضغط والعقوبات" واشنطنإيراناليمندونالد ترامبالحوثيونطهران