لبنان ٢٤:
2024-09-17@01:05:16 GMT

حرب الاستنزاف المكلفة مستمرة حتى إنهاك الطرفين؟

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

حرب الاستنزاف المكلفة مستمرة حتى إنهاك الطرفين؟

تتوسع مشاركة إسرائيل و" حزب الله"في الحرب نحو قواعد اشتباك متحركة، إذ يشمل الصراع ضربات في عمق إسرائيل يرد عليها الجيش الإسرائيلي بضرب أهداف الحزب العسكرية.
وكتب مراسل" النهار" في باريس سمير توبتي: تغيير قواعد الاشتباك والتهديد المتزايد من الطرفين لا يعنيان تصعيدا ميدانيا. فالحرب النفسية ليست بالضرورة إشارة إلى أن الحرب الشاملة آتية، وفي ظل مخاوف الطرفين من التصعيد، قد يشكل ذلك بديلا.

ويدرك الطرفان تماما أن لا إسرائيل ولا "حزب الله" يستفيدان من مثل هذا السيناريو، إذ يعلم الحزب أن أكثرية اللبنانيين ترفض الحرب وأن توسع القتال سيؤدي إلى جر قوى الممانعة في المنطقة المدعومة من إيران إلى حرب تريد طهران تجنبها لعواقبها عليها أولا وارتداداتها على وكلائها.
وإسرائيل في هذا السياق لن ترغب في خوض حرب ضد "حزب الله" نظرا إلى قدراته الصاروخية، قبل تحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة في غزة، لأن السلطات العسكرية الإسرائيلية تعلم أنه لا يمكنها التعامل بمفردها مع معركة في غزة وشمال إسرائيل، ولم تحصل من حلفائها على الدعم للقيام بهذه المغامرة.
ولن ترغب الولايات المتحدة التي تستعد للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل في الانجرار إلى دعم إسرائيل في حربها، فيما كل المؤشرات تتخوف من توسع الحرب وتحول الشرق الأوسط إلى مستنقع تغرق في وحوله. لذلك يواصل الرئيس جو بايدن ضغوطه على الأطراف لتهدئة التصعيد بين إسرائيل والحزب، وقد أرسل موفده آموس هوكشتاين لحض الطرفين على وقف التصعيد. فهل تكون المحاولة الأخيرة؟

في الانتظار، من المرجح نظرا إلى عدم تقدم المفاوضات، أن تستمر إسرائيل والحزب في اللعب على حافة الهاوية واستخدام الحرب النفسية على نحو متزايد وتحدي الولايات المتحدة والغرب، فتتعثر مبادرتهم لوقف القتال أشهرا، إلى حين معرفة ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات الأميركية.

والحال أن هذا التصعيد موجه نحو جماهير الطرفين: نتنياهو يريد تأكيد تصميمه العسكري على إنهاء تنظيم "حماس" من جهة، وتأمين سلامة حدوده الشمالية من جهة أخرى لعودة المهجرين إلى ديارهم والإفراج عن الرهائن، فيبدو كمن يقاتل من أجل نصرة إسرائيل وشعبها، غير مبال بالضغوط الأميركية الذي ستنخفض مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.

ويريد "حزب الله" في المقابل المحافظة على صدقيته كطرف فاعل داخل محور المقاومة المدعوم من إيران والمعادي لإسرائيل والولايات المتحدة في نظر مناصريه الذين يتحملون تكلفة متزايدة من الخسائر البشرية وفي الممتلكات، في ظل وضع هش للغاية في لبنان.

وستستمر المواجهة بين الطرفين ما دام الصراع مستمرا في غزة. وكلما مر الوقت زاد احتمال توسع المواجهة، وتبدلت قواعد الاشتباك الخاصة بهما، مما يدل على أن مفاهيم وضع خطوط حمر لتجنب التصعيد أصبحت بلا أي معنى. وقد تتحول حرب المساندة التي بدأت في الثامن من تشرين الأول الماضي إلى حرب استنزاف مكلفة حتى يقتنع الطرفان بأن لا جدوى من استمرارها، لأنها لن تؤدي إلى أي مكتسبات إضافية، وتوقّفها اليوم يوفر مزيدا من القتل والدمار.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

محللون: إسرائيل لا يمكنها دخول حرب مع حزب الله اللبناني دون مشاركة أميركية

يرى خبراء أن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اتخاد قرار بشأن توسيع العمليات على جبهة لبنان يمثل تحديا كبيرا للولايات المتحدة ودفعا بالحرب نحو مزيد من التصعيد إقليميا وربما دوليا، "وإن كان الأمر قد لا يخلو من كونه مناورة سياسية" كما يقولون.

فقبل يومين من وصول المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين للمنطقة، أعلن نتنياهو أنه سيجتمع مع المجلس الحربي لبحث موعد توسيع المواجهة على الجبهة اللبنانية قبل أن تنقل وسائل إعلام إسرائيلية أنباء عن تأجيل الاجتماع إلى يوم الاثنين، أي يوم وصول هوكشتاين.

ووفقا للخبير في الشأن الإسرائيلي محمود يزبك فإن هذا التصعيد الجديد من جانب نتنياهو "يعني حسب ما قاله محللون عسكريون إسرائيليون بإيعاز من مكتب نتنياهو أنه سينهي الحرب في قطاع غزة خلال أشهر ليبدأ حربا جديدة في لبنان".

وقال يزبك -خلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- إن هذا التصعيد "يأتي بينما يشتد الخلاف بين نتنياهو وقادة جيشه بشأن نهاية المعركة في غزة، لأن الجيش يريد وقفها ويقول إنه حقق أهدافها بينما نتنياهو يريد مواصلة القتال".

تحدٍّ للولايات المتحدة

بدوره، يرى الباحث في الشؤون السياسية والدولية ستيفن هايز أن ما يقوم به نتنياهو "هو واحد من القرارات التي تتخذ في الفراغ، أي دون الرجوع  لواشنطن، لكنه يمثل تحديا صارخا للإدارة الأميركية بالنظر إلى توقيته".

وقال هايز إن نتنياهو لا يريد دعم نائبة الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات نظرا لرغبته في فوز خصمها الجمهوري دونالد ترامب، مضيفا "لا أتوقع أن تواصل واشنطن التعاون مع تل أبيب بشأن الحرب في الشرق الأوسط في حال قرر نتنياهو المضي قدما في الحرب".

مع ذلك، لم يستبعد هايز أن يكون حديث نتنياهو عن تصعيد في الشمال محاولة للفت الأنظار عن عمليات التهجير الجديدة التي يقوم بها للمدنيين في قطاع غزة، معربا عن شكوكه الكثيرة في أهداف هذه التصريحات.

وفيما يتعلق بالرد اللبناني على أي تصعيد إسرائيلي، قال العميد منير شحادة -المنسق اللبناني السابق لدى قوات حفظ السلام (يونيفيل)- إن المقاومة اللبنانية "لا تسعى لحرب شاملة مع إسرائيل لكنها جاهزة للرد بقوة".

ولفت شحادة إلى أن إسرائيل "لم تستعمل كلمة حرب أو عملية عسكرية وإنما استخدمت كلمة تصعيد، ومع ذلك فالمقاومة ليست مردوعة وهي مستعدة للتعامل بالمثل".

وبعيدا عن هذه التصريحات، فإن المحللين الإسرائيليين كافة يرون أن الجيش الإسرائيلي ليس مستعدا لخوض حرب برية بلبنان في ظل حالة الإجهاد والخسائر الكبيرة التي يعانيها جراء الحرب في غزة، كما يقول يزبك.

كما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية حديث نعيم قاسم -نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني– الذي قال فيه إن "على إسرائيل التعامل مع مزيد من الصواريخ" وهو ما يعني -برأي يزبك- أن هذه التصريحات أخذت على محمل الجد.

ووفقا للخبير في الشأن الإسرائيلي، فإن الجميع في إسرائيل يتحدث عن أن الحرب في لبنان لن تكون نزهة وفي مقدمتهم المحللون العسكريون الذين يرون أن الجيش غير جاهز لمثل هذه المواجهة في ظل خروج ألف جندي يوميا من الخدمة بسبب حرب غزة.

ويرى يزبك أن تأجيل اجتماع المجلس الحربي من الأحد إلى الاثنين يعني أن نتنياهو -الذي يحاول إظهار أنه فوق الولايات المتحدة- قد تعرض لضغوط أميركية شديدة هذه الليلة.

في المقابل، يقول هايز إن تأجيل الاجتماع يمثل بارقة أمل صغيرة لكن السؤال المهم هو متى سيعقد الاجتماع، هل سيكون بعد زيارة المبعوث الأميركي أم إنهم سيتخذون قرارا خلال زيارته؟

ما التصعيد المتوقع؟

وفي كل الأحوال، كما يرى شحادة، هناك "استحالة لدخول إسرائيل في مواجهة برية مع حزب الله دون وجود دعم أميركي مباشر"، مؤكدا أن الولايات "لن تدخل في هذه المواجهة أبدا"، كما يقول.

لذلك، فإن إسرائيل ربما تذهب إلى ضربات جوية لأهداف في لبنان برأي شحادة الذي لفت إلى أن هذه الضربات التي وصلت إلى مرحلة القصف العشوائي، سيوازيها رد قوي من المقاومة.

وأوضح شحادة أن المقاومة ليست مردوعة وأنها سترد على تصعيد بضرب أهداف إسرائيلية أكثر حساسية وعمقا كما ستجبر مئات آلاف المستوطنين على مغادرة شمال الأراضي المحتلة، مؤكدا أن أي اجتياح بري للبنان سيؤدي لحرب في المنطقة كلها.

الرأي نفسه ذهب إليه هايز بقوله إن أي حرب برية في لبنان قد تمتد إلى العالم كله وليس المنطقة خصوصا أن الموقف الإيراني سيكون حاسما في هذه اللحظة.

وقال هايز إن إيران لم ترد حتى الآن على اغتيال الزعيم السابق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد إسماعيل هنية على أراضيها، مؤكدا أنها "سترد بكل تأكيد"، وتوقع أن يؤدي هذا الرد أيضا لتفاقم الحرب.

مناورة سياسية

في الأخير، لفت يزبك إلى أن الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن نقل المدرعات والجنود للشمال، وقال إن نتنياهو يقول إن هدفه هو إعادة السكان إلى المستوطنات التي خرجوا منها بسبب صواريخ حزب الله مما يعني إبعاد الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني، وهذا لن يكون إلا بعملية برية.

لكنه في الوقت نفسه، لم يستبعد فرضية أن يكون الحديث كله مجرد مناورة سياسية خصوصا وأن صحيفة هآرتس تحدثت قبل قليل عن تقدم في المفاوضات مع حماس وتقول إنه يشمل التفاهم بشأن محور فيلادلفيا.

وتعليقا على حديث المفاوضات، قال هايز إن هوكشتاين "ربما ينقل مقترحا أميركيا مباشرا لإسرائيل بشأن استعادة الأسرى، وإنه قد يفعل هذا بحضور مجلس الحرب كله حتى لا يعطي نتنياهو فرصة الرفض".

وفي هذا الشأن قال شحادة "أيا كان ما سيقدمه هوكشتاين فإن المقاومة اللبنانية أكدت مرارا أن الاشتباكات لن تتوقف ما لم تتوقف الحرب في غزة"، مضيفا "لو كانت إسرائيل جاهزة لحرب مع لبنان لردت على ضرب الوحدة 8200 الاستخبارية مؤخرا".

وخلص شحادة إلى أن ما يجري "هو محاولة لفصل جبهة لبنان عن غزة وإطالة أمد الحرب لحين إجراء الانتخابات الأميركية".

مقالات مشابهة

  • جدل بإسرائيل حول التصعيد ضد حزب الله على وقع تصريحات نتنياهو
  • كاتب صحفي: إسرائيل مستمرة في تدمير غزة.. والمنشآت التعليمية خارج الخدمة للعام الثاني
  • الحرب على غزة مستمرة.. ولكن!
  • ما قصة الخلافات الحادة داخل إسرائيل حول توسيع الحرب مع حزب الله
  • محللون: إسرائيل لا يمكنها دخول حرب مع حزب الله اللبناني دون مشاركة أميركية
  • حزب الله:  الحرب الشاملة مع إسرائيل ستؤدي إلى نزوح مئات الالاف من الاسرائليين
  • حزب الله: لا توجد خطة للمبادرة في حرب مع إسرائيل.. بلا جدوى
  • «حزب الله»: شن الحرب لا جدوى لها.. لكن سنرد بالمثل على إسرائيل
  • ماذا يعني التصعيد بين حزب الله وإسرائيل وقرار إعادة مستوطني الشمال؟
  • قلق أميركي بسبب التصعيد بين إسرائيل وحزب الله