لا يزال الجميع في انتظار النتيجة النهائية للاتصالات الجارية من دون توقف بشأن وقف إطلاق النار في غزة، بالتزامن مع تكثيف الاتصالات الغربية لاحتواء التصعيد المحتمل مع لبنان . غير أن التعثّر الواضح في المفاوضات مع حركة حماس رفع من منسوب الخشية من تدهور الوضع في غزة، وتوسّع المواجهات في "ساحات الإسناد".
وكتبت" النهار": لعل الأخطر في هذا السياق، أن الهجمة الإسرائيلية اتخذت دلالات تعمّد التصعيد عبر تكرار الغارات الليلية الثقيلة على منطقة بعلبك في عمق البقاع التي تكاد تتحول خطّ المواجهة الثاني اللصيق بالخط الأزرق الفاصل بين الحدود اللبنانية والإسرائيلية جنوباً، وهو تطور ينذر في حال استفحاله بانهيار تام لكل ما سمي "قواعد الاشتباك" التي كانت تتّبع من إسرائيل و"حزب الله" في المواجهات الحدودية المباشرة بما يفتح الباب على أخطار تمدّد المواجهات إلى الأعماق بكل ما يثيره ذلك من مخاوف حيال تفلّت في أي لحظة ممكن أن يشعل المواجهة الشاملة.


وإذا كان لا يمكن فصل أو عزل الاندفاعة التصعيدية عن تهاوي المفاوضات في شأن وقف الحرب في غزة والتطورات الخطيرة الناشئة عن ذلك بما فيها ربطاً المواجهات في جنوب لبنان، فإن التصريح المدوي للنائب مروان حمادة بدا بمثابة تحذير متقدم غير مسبوق حيال خطر نشوب وشيك للحرب وأثار ترددات واسعة إذ أعلن حماده أن "لديه معلومات من ديبلوماسيين غربيين على علاقة مباشرة بالمفاوضات أنّ الاستعدادات لدى العدو كما لدى الحزب تشير إلى أن الحرب واقعة خلال أيام قليلة أو ساعات". وأوضح لاحقاً أن هذه التوقعات مبنية على تطورات الميدان ووقائع ديبلوماسية والضبابية حول استئناف المفاوضات.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما من تأكيدات واضحة بشأن مصير مجريات المواجهات بين العدو الإسرائيلي وحزب الله وبالتالي فإن التصعيد الحاصل حاليا يوحي بأن الأوضاع سلكت مسارا جديدا ما يعني أن جميع الاحتمالات واردة وعلى الرغم من ذلك ما من توجُّه حازم ولا يزال الانتظار قائما حتى أن الاتصالات الديبلوماسية للحؤول دون انحدار الأوضاع لم تُعلّق. 
وقالت المصادر إن هاجس الحرب لم يتبدد وإن المواقف السياسية عكست ذلك مع العلم ان المواقف شيء والتقديرات شيء اخر،  وفي هذا الوقت تتواصل المواكبة الرسمية لأي طارئ تحسبا لأي  سيناريو،  مشيرة إلى أن لا شيء فوق العادة إنما تجهيزات استباقية.
حسب مصادر سياسية متابعة، فإزاء التصعيد العسكري المعادي المتدرّج في جبهة الجنوب واستهداف المدنيين اكثر والتوغل بالغارات في عمق البقاع اكثر، وقرب الرد على اغتيال القائد العسكري للمقاومة الشهيد فؤاد شكر في حال التأكد من إفشال اسرائيل لمفاوضات التهدئة في غزة، يصبح الكلام الاميركي والغربي عموماً عن «الحرص على استقرار لبنان والمسعى لتطبيق القرار 1701 من جانبي الحدود لا من جانب لبنان فقط «حبراً على ورق او كلام في الهواء للإسترضاء».
وعلى هذا، تضيف لمصادر السياسية: «في حال فشلت مفاوضات غزة، قد يزور هوكشتاين لبنان مجدداً في محاولة جديدة للضغط على لبنان لمنع اي رد على الاغتيالات الاسرائيلية، وقد لا يحمل جديداً حول ترتيب الحدود البرية... وهناك احتمال ان لا يزور هوكشتاين لبنان اذا انفجر الوضع مباشرة بعد نعي مفاوضات غزة، وانتقل كيان الاحتلال الى التصعيد في الجنوب، واذا حصل رد محور المقاومة على الاغتيالات. لذلك باتت المسألة مسألة ساعات ربما وليس اياماً لتبيان مسار الوضع.

وكتبت" الاخبار": بالتزامن مع توسّع المواجهات بين المقاومة الإسلامية وقوات الاحتلال على الجبهة اللبنانية، رفع قادة العدو من مستوى تهديداتهم ضد حزب الله، وسط عملية تهويل إعلامية كبيرة في الإعلام الإسرائيلي حول «نقل قوات من غزة إلى الشمال وإيلاء أهمية أكبر لجبهة لبنان»، واستعدادات لتوجيه ضربات رداً على ما سماه الناطق باسم الجيش «قصف حزب الله منشآت مدنية». وصرّح رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بعد جولة في قاعدة «رمات ديفيد» قرب الحدود مع لبنان، بـ«أننا مستعدّون لأي سيناريو سواء في الدفاع أو الهجوم. سلاح الجو هو القبضة الحديد التي نستخدمها لضرب نقاط ضعف أعدائنا». احتمالات توسّع الحرب وردت أيضاً على لسان الرئيس الجديد للاستخبارات العسكرية شلومي بندر وسلفه المنتهية ولايته أهارون هاليفا، إذ قال الأول إن «احتمالات التوسع قائمة»، فيما أشار الثاني إلى أن هذه الإمكانية «موجودة على الطاولة».
وكتبت" الديار": محور المقاومة يعرف المخططات الاسرائيلية والاميركية جيدا، ولا يراهن على المفاوضات التي تجري في غياب حماس، وبالتالي مع من يتحاور الاميركيون والاسرائيليون؟؟ فحماس وحزب الله ومعهما كل محور المقاومة استعدوا جيدا لهذه المعركة المفتوحة ،ولن يتركوا الساحات كما يؤكد قياديون في هذا المحور، وهناك غرفة عمليات مركزية تدير الامور والتنسيق، والمبادرة بأيديهم، وحددوا مواعيد الردود والأهداف، وتركوا توقيت التنفيذ للميدان مهما كانت النتائج، والقلق الان اميركي اسرائيلي على كل الصعد، والسؤال الاول عند كل الاسرائيليين، متى يرد حزب الله؟ «ردوا وخلصونا»؟ لكن الرسالة الاقوى عبر «عماد ٤ «كانت، هناك «لبنان اخر تحت الارض» كما غزة وسوريا والعراق وايران واليمن، الرسالة وصلت للاسرائيليين، وهناك رسائل اخرى عن «الزحف الكبير» عندما تدق الساعة ويطلق النفير.

وكتبت" البناء": فيما تؤشر المعلومات والمعطيات والمواقف الآتية من الدوحة بتعثر جولة المفاوضات الأولى وفشل زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى المنطقة بالضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، ترجّح أوساط سياسية مطلعة خيار التصعيد في المنطقة في ظل قرار إسرائيلي بتغطية أميركية بجولة تصعيد في المنطقة لأسباب متعددة أهمها محاولة لتغيير موازين القوى ومعادلات الردع في المنطقة التي أفرزتها عملية طوفان الأقصى وأشهر الحرب العشرة بالإضافة الى جبهات الإسناد.
واستبعدت الأوساط عبر لـ»البناء» التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في جولة المفاوضات المرتقبة في القاهرة، لا سيما بعد فشل مفاوضات الدوحة وزيارة وزير الخارجية الأميركية الى «إسرائيل» ومصر والدوحة، بسبب تمسّك نتنياهو بشروطه. وشدّدت الأوساط على أنّه مع انسداد أفق الحلول وضيق خيارات حكومة «إسرائيل» باتت كافة الخيارات قائمة ومن ضمنها التصعيد الواسع في المنطقة لكن لا يعني ذلك حتمية الانزلاق الى حرب شاملة لغياب القرار عند كافة الأطراف بخوضها وبالشروع فيها كي لا تتحمّل المسؤولية أمام العالم، وثانياً تهيب نتائجها وتداعياتها في ظل قدرة التدمير لكافة الأطراف والمفاجآت المتوقعة.
جدّدت مصادر في فريق المقاومة لـ”البناء” التأكيد بأن الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر آتٍ لا محالة عاجلاً أم آجلاً، ولن تتأثر المقاومة بحملات التشويش والتحريض والاستفزاز وستقوم بما تراه مناسباً ويحقق المصلحة الوطنية وضرورات استمرار جبهات الإسناد انسجاماً مع رؤية واستراتيجية قيادة محور المقاومة باستنزاف كيان الاحتلال والربح بالنقاط.
اضافت “البناء” أن أكثر من مرجع دبلوماسي أبدى تشاؤمه من نتائج المفاوضات في الدوحة والقاهرة وحذّر جهات سياسية لبنانية من أن التصعيد سيكون سيّد الموقف خلال الأشهر المتبقية من الإدارة الأميركية الحالية وأن الملفات والتسويات في المنطقة سترحل الى الإدارة الجديدة.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: محور المقاومة فی المنطقة حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ترهن وقف تهديدها بانسحاب حزب اللهمن جنوب الليطاني

كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": توقفت مصادر لبنانية رفيعة أمام ما كشفه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، بأن إسرائيل أبلغت لبنان رسالة عبر وسطاء مفادها أنها غير مهتمة بوقف النار في الجنوب، حتى بعد التوصل إلى وقف للنار في غزة. وقالت المصادر إن الموفدين الأوروبيين إلى لبنان كانوا أبلغوا هذا الموقف للمسؤولين اللبنانيين، إضافة إلى أن الوسيط الأميركي أموس هوكستين، كان أبلغهم بموقف مماثل في زيارته قبل الأخيرة لبيروت، بأن تل أبيب لا توافق على أن ينسحب وقف النار في القطاع على الجبهة الجنوبية، ما لم يستجب «حزب الله» بإبعاد «قوة الرضوان» من البلدات الواقعة على تماس مع حدودها الشمالية، إلى عمق يتراوح بين 10 و12 كيلومتراً، لضمان عودة سكان مستوطناتها إلى أماكن سكنهم في الشمال الإسرائيلي، بعد أن اضطروا للنزوح منها تحت ضغط صواريخ الحزب التي استهدفتهم.
ولفتت المصادر السياسية إلى أن لبنان الرسمي فوجئ بالطرح الذي حمله هوكستين، واقترح طرحاً آخر ينطلق من أن عودة الهدوء إلى الحدود اللبنانية - الإسرائيلية تكمن في تطبيق القرار 1701، شرط أن يلتزم الطرفان بتنفيذه، وألا يقتصر على الجانب اللبناني، في ظل تمادي تل أبيب بخرقها المجال اللبناني، براً وبحراً وجواً، وفي مواصلتها احتلال قسم من أراضيه.
وفي هذا السياق، قالت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط»، إنه سبق للبنان أن رفض التنازل عن حقه في بسط سيادته الكاملة على النقاط الحدودية المتداخلة، في مقابل مقايضته بأرض تشكل جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ورأت أن تهديد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، بإعطاء أوامره للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لتغيير الوضع في الشمال الإسرائيلي، لم يحمل أي جديد، وكان سبق له أن أطلق تهديدات مماثلة للبنان بعد أيام على قيام «حزب الله» بمساندته لـ«حماس» في غزة.
وأكدت أن تهديداته للبنان تأتي من باب التهويل والضغط لضمان انكفاء «حزب الله» من جنوب الليطاني، إلا في حال استحصل على ضوء أخضر أميركي، وهذا ليس متوافراً له حتى الساعة. وقالت إنه يستخدم تهديده ليصرف الأنظار عن ملاحقته من قبل عائلات الأسرى المحتجزين لدى «حماس»، واتهامه بتعطيل المفاوضات للتوصل إلى وقف النار في القطاع كممر إلزامي للإفراج عن أسراهم.
وأضافت أنه يريد أيضاً التفلت من الحصار المضروب عليه من قبل عشرات الألوف ممن أخلوا بيوتهم في المستوطنات الواقعة بالشمال الإسرائيلي، واضطروا للنزوح إلى مناطق آمنة، رغم أنه تعهد لهؤلاء بأن يعيدهم إلى أماكن سكنهم قبل بدء العام الدراسي، ولم يفِ بوعده مع استئناف الدراسة.
لكن الجديد في تهديد نتنياهو يكمن في أنه قرن تهديداته هذه المرة باستهداف آلية كبيرة تقل عناصر الدفاع المدني، وهم في طريقهم لإطفاء الحرائق التي أشعلها الطيران الحربي الإسرائيلي بقصفه مناطق حرجية في بلدة فرون.
 

مقالات مشابهة

  • حزب الله يستهدف قاعدة “ناحل ‏غيرشوم” بالطائرات الانقضاضية
  • حزب الله يستهدف موقع بياض بليدا بقذائف المدفعية الثقيلة
  • من بيروت.. بوريل يدعو لخفض التصعيد بين حزب الله وإسرائيل
  • صحيفة تتحدث عن مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • هذا ما كشفته المواجهات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل
  • مفاوضات وتسوية ودية لاسترداد حقوق عمال بشركتين بالاسكندرية
  • بوريل في بيروت اليوم وغداً لمنع المزيد من التصعيد
  • حزب الله اللبناني يدك مستوطنات صهيونية بعشرات الصواريخ
  • إطلاق نار بالقرب من بيت الكتائب في طرابلس.. هذا ما حصل
  • إسرائيل ترهن وقف تهديدها بانسحاب حزب اللهمن جنوب الليطاني