استطلاع يكشف نسبة اهتمام الأميركيين بـ تيك توك لتصفح الأخبار.. وأعمارهم
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
كشفت دراسة حديثة أعدها مركز بيو للأبحاث أن متابعة القضايا السياسية تعد السبب الرئيسي لاستخدام 48 في المائة من الشباب الأميركي لتطبيق تيك توك، لا سيما الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما.
وتنخفض هذه النسبة، وفق تقرير للمركز، بين الفئات العمرية الأكبر، حيث تصل إلى 36 في المائة لمن تتراوح أعمارهم بين 30 و49 عاما، و22 في المئة فقط لمن تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عاما، و24 في المئة لمن هم في سن 65 عاما فأكثر.
أما فيما يتعلق بالحصول على الأخبار بشكل عام، فإن نصف المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما يستخدمون تيك توك لهذا الغرض.
وتتقلص هذه النسبة كلما تقدمت أعمار المستجوبين، حيث تصل إلى 41 في المائة للفئة العمرية بين 30 و49 عاما، و29 في المئة لمن تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عاما، و23 في المئة لمن هم في سن 65 عاما فأكثر.
يشار إلى أن تيك توك أصبح وجهة رئيسية للحصول على الأخبار في الولايات المتحدة وعدة بلدان أخرى، مما يعكس تحولاً في استخدام المنصة بالمقارنة مع مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.
وكانت دراسة مماثلة، أجريت في عام 2023 أظهرت أن المزيد من الأميركيين، خاصة الشباب، يعتمدون بشكل متزايد على تيك توك للحصول على الأخبار مقارنة بالسنوات السابقة.
مشاهدة ومشاركة المحتوى السياسيأفاد ما يقرب من نصف مستخدمي تيك توك (45 في المائة) أنهم يرون محتوى سياسيا على المنصة بشكل متكرر، بما في ذلك 6 في المائة من المستخدمين الذين يقولون إن المحتوى السياسي يشكل أكثر ما يشاهدونه.
والمستخدمون الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما أكثر متابعة للمحتوى السياسي مقارنة بالفئات العمرية الأكبر.
ومع ذلك، فإن نسبة صغيرة من المستخدمين يشاركون المحتوى السياسي.
أفاد نحو 7 إلى 8 في المئة من المستخدمين بين الفئة العمرية بين 18 و64 عاما بأنهم ينشرون محتوى سياسيا، بينما يقل هذا الرقم إلى 2 في المئة فقط بين المستخدمين الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما.
بالإضافة إلى ذلك، فإن 63 في المئة من المستخدمين لا ينشرون أي محتوى على الإطلاق.
New @pewresearch survey finds that just 36% of TikTok users say they ever post or share on the platform. But 57% of users report seeing news-related content on TikTok. https://t.co/iTcfYvlHbc
— Michael Piccorossi (@mpiccorossi) August 21, 2024
متابعة الأخبارحتى إذا لم يكن الحصول على الأخبار هو السبب الأساسي لاستخدام تيك توك، فإن معظم المستخدمين يشاهدون محتوى يتعلق بالأخبار، حيث قال 84 في المئة إنهم يشاهدون منشورات ساخرة مرتبطة بالأحداث الجارية، بينما قال 80 بالمئة إنهم يشاهدون آراء حول الأحداث الجارية.
وقال 57 في المئة إنهم يشاهدون مقالات إخبارية، فيما كشف 55 في المئة أنهم يبحثون على التطبيق عن المعلومات المتعلقة بالأحداث التي تقع آنيّا (وقت حدوثها).
وتبرز فئة المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما في مشاهدة هذا النوع من المحتوى مقارنة بالفئات العمرية الأكبر، وفق تقرير مركز البحث.
وعلى الرغم من الفوارق الحزبية في الرأي حول حظر تيك توك بالولايات المتحدة، إلا أن الاستطلاع يظهر تباينا طفيفا في الرؤى حول تأثيره على الديمقراطية بين المستخدمين من مختلف الانتماءات السياسية.
يُذكر أن الكونغرس الأميركي، اعتمد، في أبريل الماضي، قانونا يجبر "بايت دانس" الشركة المالكة لتطبيق تيك توك على بيع عملياته في الولايات المتحدة لمستثمرين محليين خلال تسعة أشهر وإلا تواجه خطر حظرها في الولايات المتحدة.
ويرى التطبيق أن هذا القانون ينتهك حرية التعبير التي يكفلها الدستور الأميركي في التعديل الأول منه.
لكن الحكومة الأميركية تؤكد أن القانون يهدف إلى الاستجابة لمخاوف تتعلق بالأمن القومي، وليس إلى الحد من حرية التعبير، معتبرة أن ليس بإمكان "بايت دانس" الاستفادة في هذه الحالة من الحماية التي ينص عليها التعديل الأول من الدستور.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: تتراوح أعمارهم بین المستخدمین الذین من المستخدمین على الأخبار فی المائة فی المئة تیک توک
إقرأ أيضاً:
بعدسة وقلم.. هكذا تمكن مصور محترف من إنهاء ظاهرة عمالة الأطفال في أميركا
لطالما امتلكت الصور الفوتوغرافية القدرة على التعريف بالقضايا الكبرى، فمنذ التقاط الصورة الأولى في الربع الأول من القرن الـ19، تم تطوير الفوتوغرافيا لتصل اليوم إلى واحدة من أبرز وسائل التعبير عن الرأي والتوثيق وحتى تحقيق العدالة.
وفي واحدة من المحطات الهامة في تاريخ التصوير، تمكّن المحقق الأميركي لويس هاين من وضع حدٍ لظاهرة عمالة الأطفال التي استشرت في أوج سنوات الثورة الصناعية بالولايات المتحدة، وذلك باستخدام عدسته وقلمه فقط.
آفة عمالة الأطفال في المجتمع الأميركيفي العام 1900، كشف التعداد الفدرالي الأميركي أن هناك 1.75 مليون طفل تقل أعمارهم عن 16 عاما، تم توظيفهم في مهن مختلفة في جميع أنحاء البلاد، وتراوحت هذه الوظائف بين المزارع والمطاحن والمصانع والمناجم.
وفي العام 1904، تم تشكيل اللجنة الوطنية لعمالة الأطفال على أمل إنهاء أهوال عمالة الأطفال. وتم إرسال فرق من المحققين لجمع الأدلة على الظروف القاسية التي يعمل فيها الأطفال.
وعندما أرادت اللجنة غير الربحية زيادة الوعي العام بهذه القضية، استأجرت عالم الاجتماع والمصور الأميركي هاين للسفر عبر البلاد، واستخدام عدسته لتوثيق ما يتعرض له الأطفال العاملون من استغلال وسوء معاملة وأحيانا عمل بالسُخرة، والذين بلغت أعمار بعضهم 4 سنوات فقط.
إعلان العمل الاستقصائي لكشف الجرائم والتجاوزاتكان هدف هاين هو فتح أعين المجتمع الأميركي على الطبيعة الاستغلالية لتشغيل الأطفال، والمساعدة في تحفيز التغيير التشريعي لإنهاء الممارسات المسيئة بحقهم.
وقد واصل المصور عمله في الفترة من 1906 حتى 1918، موثقا آلاف الحالات من الأطفال الذين انضموا للقوة العاملة في البلاد، وواجهوا شتى أنواع الظروف القاسية التي عملوا فيها بأدنى معدلات للأجور.
سافر هاين عبر البلاد، والتقط صورا لأطفال في سن ما قبل المراهقة وهم ينزلون إلى مناجم الفحم ويخاطرون بحياتهم في ظروف عمل مأساوية، كما صوّر الأطفال الحفاة في السابعة أو أقل من أعمارهم وهم يبيعون الصحف في الشوارع في البرد القارس والأمطار، ووثق أيضا معاناة الأطفال في الرابعة من العمر وهم يعملون في مزارع التبغ ويتعرضون للمواد المؤذية.
ورغم أن البلاد كانت لديها نقابات لحماية العمال في ذلك الوقت، فإن عمالة الأطفال كانت منتشرة ومقبولة على نطاق واسع. وتقدر هيئة إحصاءات العمل أنه بحلول مطلع القرن، كان ما لا يقل عن 18% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاما يعملون.
وباستخدام كاميرا "غرافليكس" ثقيلة، التقط هاين آلاف الصور التي تم إقرانها بتعليقات وقصص من مقابلاته مع الأطفال، الذين أخبروه بأعمارهم وخلفياتهم وظروف عملهم وصعوبات الحياة التي يواجهونها.
وبالفعل، جذبت صوره الاهتمام الوطني وساعدت في إقرار قوانين عمالة الأطفال. وعلى الرغم من أن التأثيرات المترتبة على الصور والمقابلات الصحفية مع الأطفال، التي تم نشرها في الصحف والمجلات، لم تكن فورية، فإن المشاهد المروعة التي التقطها بعدسته نجحت في لفت الانتباه إلى محنة الأطفال في مسار القوى العاملة آنذاك.
إعلان تشريعات الكونغرس لوقف عمالة الأطفالبحلول العام 1910، عندما ارتفع عدد الأطفال العاملين إلى مليوني طفل في أميركا، ووسط تنامي الاعتراض والأصوات المنادية بسن التشريعات المطلوبة، حاول الكونغرس معالجة القضية عام 1916، من خلال تمرير قانون "كيتنغ-أونز" الذي وضع معايير أكثر صرامة لمتطلبات تشغيل الأطفال.
وقد نص هذا القانون على أن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 14 عاما أو أقل لا يجوز لهم العمل في المصانع، وأن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 16 عاما أو أقل لا يجوز لهم العمل في المناجم، وأنه لا يجوز أن يتجاوز يوم العمل للطفل القاصر 8 ساعات، كما لا يجوز أن يبدأ القصّر وظائفهم قبل الساعة 6 صباحا أو ينتهون من العمل بعد الساعة 7 مساء.
وبالرغم من أن هذه المعايير الجديدة آنذاك كانت واعدة، فإنها لم تدم طويلا، فبعد عامين فقط اعتبرت المحكمة العليا القانون غير دستوري.
وقد تواصلت الأزمة بأشكال مختلفة عبر الولايات، ولم تبدأ الآراء السياسية بشأن عمالة الأطفال في التغيير إلا بعد فترة الكساد الكبير. وهنا ساعد عمل هاين واللجنة الوطنية لعمالة الأطفال في الدفع بإصلاحات قانونية شتى، منها "قانون الانتعاش الصناعي الوطني" و"قانون معايير العمل العادلة" لعام 1938.
وقد أدت هذه القوانين تدريجيا إلى تقليل عدد الأطفال في قوة العمل، ولأول مرة حددت معايير الحد الأدنى للأجور والحد الأقصى لساعات العمل على المستوى الوطني، علاوة على تحديد العمر الأدنى المسموح به في الوظائف.
تأثير خالد في حماية حقوق الأطفالأعادت صور هاين المروعة للأطفال العاملين صياغة التصور العام لعمالة الأطفال، وألهمت القوانين التي حظرتها في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية.
واليوم، تحتفظ مكتبة الكونغرس بمجموعة تضم أكثر من 5 آلاف صورة فوتوغرافية التقطها، بما في ذلك الآلاف التي التقطها للجنة الوطنية لعمالة الأطفال، والمعروفة باسم (NCLC).
وبحسب جيفري نيومان، الرئيس السابق للجنة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها "كان هاين هو الذي تأكد من أن ملايين الأطفال الأميركيين لا يعملون اليوم".
وبالرغم من هدفها الواضح، لم تكن مهمة هذه الصور المؤثرة تتلخص في إظهار أن الأطفال يتم استغلالهم لتحقيق مكاسب مالية، فقد كانت هذه حقيقة معروفة بالفعل.
إعلانففي ذلك الوقت، اعتقد الكثيرون أن هذه الممارسة لها فوائد كبيرة، باعتبار أنه يمكن للشباب أن يتعلموا قيمة العمل الشاق في سن مبكرة. كما رأوا أنه يمكن للشركات زيادة إنتاجيتها وخفض الأجر بالساعة، ويمكن للآباء الاعتماد على أطفالهم لدعم الأسرة، مما يعني أن البالغين يمكنهم العمل بنسبة أقل.
لكن في الواقع، أظهرت صور هاين الثمن في مقابل هذه "الإيجابيات المفترضة"، وهي ظروف عمل غير آمنة وتعرُّض أطفال صغار لآلات ومواد خطرة، وواجهوا أصحاب الأعمال الذين رفضوا تعليم الأطفال أو الحد من ساعات عملهم.
ورغم أن هناك تحقيقات جرت في الماضي حاولت الكشف عن هذه الظروف، فإن "الصناعة رفضت ببساطة تلك التقارير باعتبارها "أخبارا كاذبة".
لكن كما يقول هيو هندمان، المؤرخ في مجال عمالة الأطفال "عندما أتى هاين وأكمل التحقيقات بالصور الدامغة لمعاناة الصغار، فقد خلق مجموعة من الحقائق التي لا يمكن إنكارها أبدا".