قال  المبعوث الأميركي للسودان توم بيريللو، إنه تم بشكل مفاجئ إلغاء اللقاء الذي كان من المقرر عقده مع وفد الحكومة السودانية في مصر يوم الأربعاء، بسبب "خرق الوفد للبروتوكولات"، لكن بيان صادر عن الحكومة السودانية قال إن عدم عقد الاجتماع جاء لظروف تتعلق بوفد الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وأوضح بيريللو في تغريدة على منصة "إكس" حددت الحكومة المصرية موعدًا لعقد اجتماع مع وفد من بورتسودان، لكن قيل لنا إنه سيتم إلغاء الاجتماع بعد أن خرق الوفد البروتوكولات".

 

السودان يشارك في اجتماع السادس لآلية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث متحدث الصحة "للوفد": اتخذنا جميع الإجراءات الاحترازية حيال القادمين من السودان

وأردف: "نحن متحمسون لمواصلة رؤية نتائج جهودنا مع مصر والشركاء الدوليين في جنيف لتوسيع نطاق الوصول الإنساني والبرامج الأخرى لتخفيف معاناة الشعب السوداني".

 

روايات متباينة

على الجانب الآخر، قالت حكومة السودان إنها قررت إرسال وفد حكومي للقاهرة للقاء الوفد الأميركي، وقد وصل اثنان من أعضاء الوفد إلى القاهرة يوم الاثنين.

 

وأضافت "هذا تأكيد على جديتنا ورغبتنا الصادقة في استمرار التشاور السابق الذي ابتدرناه مع الولايات المتحدة بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية في الفترة من 9 وحتى 10 أغسطس الجاري".

وفيما أكدت تقارير إعلامية إن طبيعة تكوين الوفد كانت أحد الأسباب التي أدت إلى إلغاء الاجتماع، وأن الولايات المتحدة والوساطة قالت إنها تريد وفدا يمثل الجيش السوداني، أسندت الحكومة السودانية رئاسة الوفد لوزير المعادن محمد بشير أبو نمو القيادي في حركة مني أركي مناوي المتحالفة مع الجيش والذي ترأس وفدا التقى بالوساطة في جدة قبل نحو أسبوعين دون تحقيق اي تقدم.

 

تداعيات

وفقا للكاتبة الصحفية صباح محمد الحسن، فإن ما يحدث من كر وفر في ميادين التفاوض ما هو إلا تراكم تخوف "أشبه بمرض الرهاب الاجتماعي".

 

وفي حين قال مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إن المشاورات التي كان من المزمع عقدها مع الوفدين الأميركي ليست لديها علاقة بمفاوضات جنيف، بل "تهدف توضيح رؤيتنا حول تنفيذ إعلان جدة. ترى الكاتبة السودانية أن القيادة العسكرية "أضاعت فرصة جدة وجاءت حاليا لتبحث عنها في حين تقول واشنطن إنها تحترم رغبته في العودة الي جدة، ولكنها تؤكد له بشدة على أن محادثات جنيف مبنية على ما جرى التوصل إليه في منبر جدة (...) أي أن الولايات المتحدة تكتم سخريتها بأن ليس هناك مهرب وأن ليس ثمة فرق بين اتفاق جدة وجنيف لطالما أن الوساطة هي الراعي لجدة وجنيف".

ووصف الناشط السياسي حسن بكري تصريحات عقار بـ "الكارثية"، وقال إنه لا يمكن فهمها بمعزل عن “طريقة التفكير الرسمي حول موقفهم الحقيقي من جنيف والتفاوض عموما (...) فالجيش يريد أن يحقق من التفاوض ما فشل في تحقيقه عبر المعارك".

 

ويرى بكري أن الأمر سينتهي بتدخل أممي، متوقعا فشل رهان الجيش السوداني على روسيا بمنع أي خطوة قد تقود إلى عودة السودان للبند السابع.

 

وأضاف "مالم يحدث اختراق في الأيام القادمة، فإننا سندخل لمربع مختلف كليا عن كل ما سبق، وستتعقد الأمور بشكل مُربك وستحول الحرب الى حروب متعددة وتكون الفوضى هي عنوان القادم".

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: واشنطن وفد الحكومة السودانية الحکومة السودانیة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ماذا يحدث في ود مدني السودانية؟.. الجيش السوداني يعلق

 

 

تصاعدت حدة الجدل بشأن وقوع انتهاكات إنسانية خطيرة في مدينة ود مدني، وسط السودان، بعد دخول الجيش السوداني إلى المدينة التي انسحبت منها قوات الدعم السريع، والتي كانت تسيطر عليها لأكثر من عام.

مشاهد صادمة واتهامات متبادلة

أكد ناشطون سودانيون أن عمليات قتل واعتقال جرت بحق مدنيين من قبل مسلحين يرتدون زي الجيش السوداني، تحت ذريعة تعاونهم مع قوات الدعم السريع.

وظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي توثق اعتقالات لمواطنين معصوبي الأعين، إضافة إلى تحقيقات مع فتاة يُزعم تعاونها مع الدعم السريع، إلى جانب مشاهد لجثث مدنيين ملقاة على الأرض.

وفي تعليق على هذه الأحداث، قال الباشا طبيق، مستشار مليشيا الدعم السريع، إن "الجيش السوداني وكتائب البراء والمجموعات المسلحة التابعة له، قاموا بحملات انتقامية استهدفت مجموعات عرقية معينة في ود مدني"، واصفًا تلك الانتهاكات بأنها "وحشية وبربرية".

وأضاف طبيق أن "هذه الممارسات تعكس الهدف الحقيقي للحرب التي أشعلها الجيش، بإيعاز من الحركة الإسلامية".

من جانبه، صرّح أيوب نهار، مستشار مليشيا الدعم السريع، بأن "الانتهاكات التي وقعت في اليوم الأول لدخول الجيش السوداني استهدفت المدنيين من أبناء دارفور على أساس الهوية".

وأضاف أن "الجيش السوداني منذ تأسيسه متورط في جرائم جسيمة، وأي دعم له يعد مشاركة في تلك الجرائم".

رد الجيش السوداني

في المقابل، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانًا، يوم الثلاثاء 14 يناير 2025، أدانت فيه ما وصفتها بـ "التجاوزات الفردية" التي حدثت في بعض مناطق ولاية الجزيرة بعد تطهير ود مدني.

وأكد البيان التزام الجيش بالقانون الدولي، مشيرًا إلى حرصه على محاسبة أي شخص يثبت تورطه في تجاوزات ضد المدنيين.

وجاء في البيان: "نتابع عن كثب الحالة الأمنية بالتنسيق مع لجنة أمن ولاية الجزيرة لتأمين كافة المناطق، وإحباط محاولات الجهات المتربصة بالبلاد لاستغلال أي تجاوزات فردية ونسبها للقوات المسلحة".

أوضاع إنسانية متدهورة


تأتي هذه التطورات في ظل أزمة إنسانية متفاقمة بالسودان، حيث تسبب الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية لملايين المدنيين. وتطالب المنظمات الحقوقية الدولية بضرورة احترام حقوق الإنسان، ووقف استهداف المدنيين من كافة الأطراف، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني.

مقالات مشابهة

  • الحكومة السودانية تستنكر عقوبات واشنطن على البرهان وتعتبرها “استخفافا” بالشعب
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على قائد الجيش السوداني البرهان
  • الاعيسر: قرار الولايات المتحدة الظالم ضد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يفتقر للشرعية القانونية
  • رويترز: الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على قائد الجيش السوداني
  • رويترز: واشنطن تعتزم فرض عقوبات على قائد الجيش السوداني
  • بث مباشر.. مؤتمر صحفي لمدبولي عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي
  • المبعوث الأمريكي: استهداف سد مروي يخالف بروتوكولات اتفاقيات جنيف
  • مؤتمر صحفى لرئيس الوزراء عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي
  • جنايات القاهرة تلغي عقوبة رجل الأعمال مجدي راسخ في قضية «الغاز»
  • ماذا يحدث في ود مدني السودانية؟.. الجيش السوداني يعلق