صحيفة الاتحاد:
2025-02-08@21:30:28 GMT

الأب الروحي للعصر الرقمي

تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT

الفاهم محمد

أخبار ذات صلة «أدنيك» تطلق تقرير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية مخيم صيفي في «أبوظبي للإدارة» لتعزيز مهارات ريادة الأعمال لطلاب المدارس

يعود الفضل لمارشال ماكلوهان Herbert Marshall McLuhan في رسم المعالم الأساسية للتحولات الكبرى التي سيعرفها العصر الرقمي لاحقاً. كان ماكلوهان من الرواد الأوائل في فهم التأثير الحاسم لتكنولوجيا الوسائل الإعلامية، وما تحدثه من تغيير في وعي وسلوك البشر.

ولد في كندا سنة 1911 وتوفي سنة 1980. كان سباقاً ببصيرة نبوئية إلى ابتكار العديد من المفاهيم، التي نستعملها اليوم بشكل واسع. مثل العولمة، والقرية العالمية، والوسيلة هي الرسالة، والإعلام الساخن والبارد وغيرها من المفاهيم. أكد ماكلوهان أن وسائط الاتصال التي سيعرفها العصر الرقمي، ستؤدي حتماً إلى توحيد البشر، والعودة بهم إلى المشاركة والتقاسم والتضامن الجماعي. 
بل أكثر من ذلك اعتقد أن وسائل الاتصال الحديثة، ستؤدي إلى تغيير نمط الوعي والوجود البشري. كتب مارشال ماكلوهان خلال مسيرته العلمية العديد من الكتب، أشهرها «العروس الميكانيكية» 1951، «مجرة غوتنبورغ» 1962، «فهم وسائط الاتصال» 1964، «الإعلام هو الرسالة» 1967، ثم «الحرب والسلام في القرية العالمية» 1968 ما هو إذن المنظور الجديد الذي يرسمه مارشال ماكلوهان للعصر الرقمي؟ وكيف ستتمكن وسائط الاتصال الجديدة، من تغيير العلاقات الاجتماعية ووعينا بالواقع والعالم؟ مجرة غوتنبورغ الجديدة يقدم مارشال ماكلوهان في كتاب «مجرة غوتنبورغ»، تفسيراً فريداً للحقب التي مرت منها الحضارة الإنسانية، رابطاً إياها بالتغير الحاصل في وسائل التواصل. لقد مرت الحضارة الإنسانية في نظره بأربع مراحل هي كما يلي:
1- العصر الشفاهي: وهو العصر المبكر الذي كان يعتمد على الكلام والصوت المباشر، كما كانت المجتمعات البشرية تعيش في لحمة واحدة، قريبة من بعضها البعض.
2- العصر الكتابي: مع اكتشاف الكتابة في بلاد الرافدين، ستنتقل المجتمعات البشرية من الثقافة الشفوية إلى الثقافة الكتابية، وبالتالي سيبدأ البشر في تدوين المعلومات وتخزينها، مما يضمن استمراريتها في الزمان والمكان.
3- العصر الطباعي: أحدث اكتشاف المطبعة على يد يوهان غوتنبورغ تأثيراً حاسماً، في تعزيز انتشار المعرفة بسهولة، بوساطة طباعة الكتب. لقد غيرت هذه العملية ليس فقط البنية الذهنية للإنسان، بل أيضاً البنية الاجتماعية. لقد كانت القبيلة هي المهيمنة في العصر الشفاهي، بينما عزز ظهور المطبعة الشعور بالفردانية والاستقلال.
4- العصر الإلكتروني: مع ظهور التقنيات الإلكترونية والحاسوبية، سيبرز نمط جديد من الاتصال، يعتمد على الوسائط المتعددة والتفاعلية. كما سيتم تجاوز الطابع التجزيئي، الذي ميز العصر الطباعي، نحو طابع أكثر شمولية وتكاملية. كما سيتنبأ ماكلوهان في هذا الكتاب، بعودة الطابع القبلي ضد الفردانية، التي ميزت العصر الطباعي. وفي خاتمة الكتاب يبدي ماكلوهان تخوفاته من أن يؤدي التركيز المفرط على وسائل الاتصال الحديثة، إلى انفصال الإنسان عن الإدراك الحسي المباشر للعالم نتيجة الإدمان على الشاشات والأجهزة الإلكترونية. لا بد إذن في نظر ماكلوهان من الحفاظ على التوازن المطلوب، بين القدرات الحسية والعقلية، حتى لا يلغي التقدم التكنولوجي البعد الإنساني. باختصار تدل مجرة غوتنبورغ الجديدة، على مجمل التغيرات الحاصلة في النمط الثقافي والاجتماعي، سواء الذي ظهر أو الذي سيظهر لاحقاً نتيجة التقدم التكنولوجي، وبالخصوص الانتشار السريع لوسائل الإعلام الإلكترونية. 
الوسيلة هي الرسالة في كتابه السابق الذكر يدافع مارشال ماكلوهان عن أطروحة لافتة للنظر، سرعان ما ستنتشر كي تصبح عبارة عن قاعدة مميزة، لطبيعة العصر الرقمي الذي نعيشه. «إن الوسيلة هي الرسالة» معناها أن وسائط التواصل الجديدة، مثل التليفزيون والراديو والإنترنت، هي في حد ذاتها، كوسائل تترك تأثيرات جذرية على الإنسان، بغض النظر عن المحتوى والمضمون الذي تعرضه. فالوسيلة الإعلامية ليست محايدة، بل هي تشكل الرسالة وتحدد طريقة صياغتها، ومن ثم فهي تؤثر على طريقة تلقيها وفهمنا لها. يقول ماكلوهان:«نحن نشكل أدواتنا وبعد ذلك تشكلنا هذه الأدوات». على سبيل المثال كل وسيلة من وسائل التواصل، تفرض طريقة خاصة في صياغة الرسالة. لا يمكننا أن نتجاوز 280 حرفاً في التويتر، كما أن الإنستغرام والتيك توك يفرضان فيديوهات قصيرة. في هذا السياق كذلك يميز ماكلوهان بين الوسائل الساخنة والباردة. 
الأولى هي الوسائل التي تتطلب مشاركة محدودة من المتلقين، نظراً لكونها توفر معلومات متكاملة، مثل الراديو والتلفاز والسينما. أما الثانية فهي توفر معلومات أقل تفصيلية، مما يتطلب مشاركة فعالة من قبل المتلقين، سواء من أجل استكمال المعلومة أو تأويلها أو إعادة صياغتها. وكأمثلة على الوسائل الباردة، يمكن أن نذكر التلفزيون التفاعلي، والهواتف الذكية والإنترنت. القرية الكونية دافع مارشال ماكلوهان كذلك، عن فكرة كون التطورات التكنولوجية في مجال الاتصالات، ستجعل العالم شبيهاً بقرية عالمية. وهذا من شأنه أن يعزز التواصلات والترابطات بين البشر. لقد انهارت الحواجز الثقافية والجغرافية، ودفعت هذه الظاهرة العالم إلى الانكماش حيث أصبح صغيراً. فمهما كانت الثقافات والحضارات الأخرى بعيدة عنا، بإمكاننا الانفتاح عليها والتفاعل معها، بفضل الثورة التي تعرفها وسائل التواصل الحديثة. من المؤكد أن مارشال ماكلوهان قد استطاع وصف الميزة الأساسية للعولمة، ألا وهي الانفتاح وزوال الحدود، إلا أن فكرة القرية العالمية مازالت تواجهها اليوم العديد من التحديات. نلاحظ على سبيل المثال، أنه في العديد من المناطق مازالت الحواجز الثقافية والأيديولوجية والاقتصادية كبيرة وراسخة، بحيث تحول بين أي تفاهم عالمي. ينعكس هذا على سبيل المثال على مسألة إيجاد إجماع عالمي حول قضايا شائكة، مثل الحد من الاحتباس الحراري، أو مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة. كما يرى البعض أنه من الأفضل الدفاع عن عالم متعدد الأقطاب/ ألكسندر دوغين، بدل الدفاع عن فكرة القرية العالمية، التي قد تنطوي على الكثير من السيطرة، التي تفرضها المركزية الغربية على باقي دول العالم. 
التغيير في النمط إن تأثير وسائط التواصل لا تطال فقط وعي الإنسان، بل هي تشمل كذلك كافة مظاهر الحياة الإنسانية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الجوانب. يسمي مارشال ماكلوهان هذا التحول العميق في السلوك البشري والحضارة، بالتغيير في النمط. فبالإضافة إلى سرعة انتشار المعلومات على نطاق عالمي، وتحول الوسيلة كي تصبح هي الرسالة، يمكننا الإشارة كذلك إلى أننا انتقلنا من الطريقة التقليدية الأحادية في التواصل إلى التواصل الشبكي الواسع. كما انتقلنا من الثقافة التي تعتمد على الكلمة إلى نوع آخر من الثقافة، تعتمد بالأساس على الصورة. وهكذا كما يقول الكاتب:«عندما تتغير التكنولوجيا تتغير البنى الاجتماعية» الحتمية التكنولوجية واحد من المفاهيم الأساسية ضمن الجهاز المفاهيمي لمارشال ماكلوهان، مفهوم الحتمية التكنولوجية. ومعناه أن التكنولوجية تلعب الدور الحاسم في تحديد تطور المجتمعات البشرية. بحيث تعمل على تشكيل البنية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمجتمع. نلاحظ هنا أن النظرية التي يقدمها ماكلوهان هنا تتعارض مع الكثير من النظريات المعروفة، مثل النظرية الماركسية التي تركز أكثر على الاقتصاد، والنظرية الفرويدية. بالنسبة لمفكرنا، فإن التكنولوجيا هي القوة المهيمنة الأساسية، التي تحدد مصير المجتمع وليس العكس. بمعنى أن البشر يجدون أنفسهم منجرفين، للتغييرات التي تحدثها التكنولوجيا في حياتهم رغماً عنهم. إن هذا من شأنه أن يطرح السؤال حول قدرة الإنسان على التحكم في مصيره، وتأكيد دوره في التاريخ. امتداد الإنسان لا ينظر مارشال ماكلوهان إلى الأدوات التقنية كمجرد وسائل خارجية، بل هي في نظره امتدد لحواس الإنسان، وتطوير لقدراته. إن هذا معناه أن هذه الوسائل تسمح للإنسان بتوسيع قدراته الطبيعية. يقول مارشال ماكلوهان: «ان التقنيات والوسائط الإعلامية، هي امتدادات لحواسنا البشرية. 
العجلة هي امتداد للقدم. الكتاب هو امتداد للعين... التليفزيون هو امتداد للعين والأذن معاً»، ونعلم جميعاً أن مسألة امتداد الإنسان، لم تتوقف عند ما ذكره مارشال ماكلوهان، بل وصلت اليوم إلى آفاق لم يكن حتى كاتبنا الرؤيوي يحلم بها. فالإمكانات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال مفاجئة وصادمة. وهكذا نلمس كيف أن مسالة امتداد الإنسان، تتجه تحو آفاق مخيفة، قد تهدد مستقبل الهوية البشرية. خاتمة مما لا شك فيه، امتلك مارشال ماكلوهان بصيرة ثاقبة، كي يحدس بعمق الوضع الذي نعيشه حالياً. لقد اجتاح الواقع الافتراضي والرقمي حياتنا بشكل لا مثيل له. نحن نعاين اليوم كيف تعيد هذه الوسائط تشكيل وعينا، ووضعنا خارج الحدود الضيقة للزمان والمكان. لم تكن نظرية ماكلوهان إذن مجرد نظرية تقنية في الاتصال، يتم عطفها على باقي النظريات، لقد كانت نبوءة حقيقية لما سيحدث في العصر الرقمي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: العصر الرقمي التكنولوجيا القرية العالمية القریة العالمیة على سبیل المثال العصر الرقمی هی الرسالة العدید من

إقرأ أيضاً:

خلافات زوجية.. حيثيات إثبات محكمة الأسرة حضانة طفل لأمه

ينشر موقع صدى البلد حيثيات حكم محكمة الأسرة برئاسة المستشار أحمد عاصم عبدالجبار بإثبات حضانة طفل لوالدته و إلزام زوجها المدعى عليه بتسليمه لها، وألزمت المدعى عليه بالمصاريف ومبلغ خمسة وسبعين جنية مقابل أتعاب المحاماة.


قالت المحكمة في حيثيات حكمها إنه بعد سماع المرافعة ومطالعة الأوراق والمداولة قانوناً، تخلص واقعات الدعوى في أن المدعية عقدت لواء الخصومة فيها بموجب صحيفة موقعة من محامٍ اودعت قلم الكتاب واعلنت قانونا للمدعى عليه طلبت فى ختامها الحكم اولا: بثبوت حضانة المدعية على طفلها والزام المدعى عليه بتسليمه لها مع عدم تعرض المدعى عليه لها فى ذلك، ثانيا: إلزام المدعى عليه بالمصاريف ومقابل اتعاب المحاماة بحكم مشمول بالنفاذ المعجل وبلا كفالة، وذلك علي سند من القول بأن المدعية كانت زوجة المدعى عليه بصحيح العقد الشرعي وأنجبت منه على فراش الزوجية طفل وحدثت خلافات بينهما فقام المدعى بتطليقها، وامتنع المدعى عليه عن تسليم الصغير للمدعية، فأقامت دعواها للقضاء لها بطلباتها أنفة البيان.


وأضافت الحيثيات أن المدعية قدمت ـ طلباً إلى مكتب تسوية المنازعات المختص لتسوية النزاع موضوع الدعوى ودياً، ولم تسفر جهود ذلك المكتب عن تسوية النزاع، وقدمت سندا لدعواها حافظة طويت على صورة ضوئية من قيد ميلاد الصغير وصورة ضوئية من اشهاد طلاق المدعية على المدعى عليه، وإذ تداولت الدعوى بالجلسات على النحو الثابت بمحاضرها و مثلت المدعية بوكيل عنها ـ محام ـ ولم يمثل المدعى عليه ، وارفق تقرير الخبيرين الاجتماعى و النفسى طالعتهما المحكمة، ومثلت المدعية بوكيل عنها محام، ولم يمثل المدعى عليه والمحكمة عرضت الصلح فرفضت، وفوضت النيابة الرأى، وقررت المحكمة حجز الدعوى للحكم.


وأكدت الحيثيات أنه عن موضوع الدعوى فإنه لما كان من المقرر قانونا طبقا لنص المادة20من القانون رقم25لسنة1929المعدل بالقانون رقم 4 لسنة 2005 والتى تنص على أنه "ينتهي حق حضانة النساء ببلوغ الصغير أو الصغيرة سن الخامسة عشرة ويخير القاضي الصغير أو الصغيرة بعد بلوغ هذه السن فى البقاء فى يد الحاضنة دون أجر حضانة وذلك حتى يبلغ الصغير سن الرشد وحتى تتزوج الصغيرة ويثبت الحق فى الحضانة للأم ثم للمحارم من النساء مقدما فيه من يدلى بالأم على من يدلى بالأب ومعتبرا فيه الأقرب من الجهتين على الترتيب التالي الأم فأم الأم وإن علت فأم الأب وإن علت فالأخوات الشقيقات".


وأوضحت الحيثيات أنه من المستقر عليه بقضاء النقض أن " النص فى الفقرة الخامسة من المادة 20. مفاده أن أحق النساء بحضانة الصغير أمه ما دامت أهلا للحضانة ، وإذا لم توجد الأم أو كانت غير أهل للحضانة ، أنتقل حق الحضانة إلى أم الأم مهما علت ، وقدمت أم الأم على أم الأب فى الحضانة مع تساويهما فى درجة القرابة ، لأن قربة الأولى من جهة الأم ، وقرابة الثانية من جهة الأب ، وحق الحضانة مستفاد من جهة الأم ، فالمنتسبة بها تكون أولى من المنتسبة بالأب.


ويستند النص المطروح إلى قول الله تعالى (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله) من الآية6من سورة الاحزاب وقول رسولنا الكريم(صلى الله عليه وسلم) لمن جاءت شاكية له رغبة الأب فى ضم أبنه إليه (أنت أحق به منه ما لم تتزوجى) ولما كان الصغار لما بهم من العجز عن النظر لأنفسهم والقيام بحوائجهم جعل الشرع ولاية ذلك إلى من هو أشفق عليهم، فجعل حق التصرف إلي الآباء لقوة رأيهم مع الشفقة والتصرف يستدعى قوة الرأى ، وجعل حق الحضانة إلي الأمهات لرفقهن وذلك مع الشفقة وقدرتهن على ذلك بلزوم البيت ، والظاهر أن الأم أحن وأشفق من الأب على الولد فتتحمل فى ذلك من المشقة ما لا يتحمله الأب وفى تفويض ذلك إليها منفعة للولد ، ويثبت على الطفل منذ ولادته ثلاث ولايات الأولي هى ولاية التربية والثانية هى الولاية على نفسه والثالثة هى الولاية على أمواله إن كان للصغير أموال ، والحضانة هى ولاية التربية وغايتها الاهتمام بالصغير وضمان رعايته والقيام على شئونه فى الفترة الأولي من حياته والأصل فيها مصلحة الصغير وهى تعني ضم الصغير إلي من يعنى بتربيته والإشراف عليه فى مدة معينو وإن لفظ الحضانة إنما يطلق على ثبوت يد الحاضنة من النساء طالما كان الصغير فى هذه السن ، فإن بلغ أقصي سن الحضانة كان للعاصب ضمه حيث ينحسر لفظ الحضانة عن يد العاصب على الصغير فى الحالة الأخيرة ، والحاضنة هى من كانت صاحبة حق فى الحضانة سواء كان الصغير فى يدها أو فى يد الغير تطالب بضمة إليها باعتبارها صاحبة الحق الشرعى فى حضانته ، ويبتدى زمن حضانة النساء للصغير من حين الولادة وإلى أن يبلغ الصغير أو الصغيرة خمسة عشرة عاما.


ويشترط فى الأم أو ذوات الحق فى الحضانة من النساء عدد من الشروط هى : (1) أن تكون الحاضنة بالغة عاقلة حرة غير مرتدة. (2) أن تخلو من الأمراض أو العاهات مما يعجزها عن الحضانة.(3) أن تكون أمينة على المحضون لا يضيع الولد عندها.(4) ألا تكون متزوجة من أجنبى عن الصغير سواء دخل بها أو لم يدخل. (5) ألا تقيم به فى بيت من يبغضه.


والأصل أن الحاضنة تتوافر فيها الشروط المطلوبة وعلى من يدعى تخلف إحداها أن يثبت ما يدعيه ، وتقدير توافر أسباب السقوط من عدمه من أمور الواقع التي تقدرها محكمة الموضوع ، ويثبت تخلف الشروط وعدم الصلاحية للحاضنة بكافة طرق الإثبات ، وترتيب المشرع لأصحاب الحق فى الحضانة ملزم ولا يجوز الاتفاق على مخالفته كما لا يجوز القضاء بغيره ، والحضانة لا تنتقل من حاضن إلى أخر إلا بحكم قضائي نهائي.


وحيث أنه ومن المقرر شرعا أنه لا يجوز لحاضنة أبعد في ترتيب المستحقات للحضانة أخذ الصغير من حاضنته ، وكذا لا يجوز للأب أو العاصب في حالة عدم وجود الأب أخذ الصغير منها في فترة حضانتها له وقد استقرت أحكام محكمتنا العليا على أنه " الأصل فى الأحكام الصادرة فى دعاوى الحضانة أنها ذات حجية مؤقتة لأنها مما تقبل التغيير والتبديل بسبب تغير دواعيها ، إلا أن هذه الحجية المؤقتة تظل باقية طالما أن دواعي الحضانة وظروف الحكم بها لم تتغير، والحكم الذى ينكر هذه الحجية يكون قد خالف القانون ويجوز الطعن فيه بالنقض عملا بالمادة 249 مرافعات متى كان الحكم قد حاز قوة الأمر المقضي وحيث انة ومن المستقر علية فقها ان للمحكمة ان توافق على تقرير الخبير او ترفضة او تستسقى معلوماتها من اى مصدر اخر.


واختتمت الحيثيات أنه ما تقدم من وقائع وتقريرات قانونية ولما كانت المدعية قد أقامت دعواها الراهنة بغيه القضاء لها بإثبات حضانتها للطفل وكان الثابت من أوراق الدعوى أن الصغيرفى سن حضانة النساء الأمر الذى تتوافر معه شروط الحضانة للمدعية وهو ما تكون معه أحق بحضانة الصغير ولم يبين من الأوراق ما يدلل علي انتفاء أي من شروط الحضانة في المدعية وهو ما تأيد بتقرير الخبيرين والذي تطمئن إليه المحكمة الأمر الذي يكون معه طلب المدعية قد جاء علي سند صحيح من الواقع والقانون وتقضي به المحكمة علي نحو ما سيرد النص عليه بالمنطوق.

لهـذه الأسبـــاب حكمت المحكمة :- بإثبات حضانة الصغير للمدعية و الزام المدعى عليه بتسليمه لها، وألزمت المدعى عليه بالمصاريف ومبلغ خمسة وسبعين جنية مقابل أتعاب المحاماة.

مقالات مشابهة

  • جمال عبدالرحيم: التحول الرقمي لنقابة الصحفيين خطوة تاريخية تواكب العصر
  • جمال عبدالرحيم: التحول الرقمي للنقابة خطوة تاريخية تواكب العصر
  • جمال عبدالرحيم: مشروع التحول الرقمي لنقابة الصحفيين خطوة تاريخية تواكب العصر
  • هند سعود: الأم هي الأساس في ترابط الأبناء أو تفرقهم
  • خلافات زوجية.. حيثيات إثبات محكمة الأسرة حضانة طفل لأمه
  • ‬المركز الوطني للوثائق والمحفوظات يطلق الموقع الإلكتروني لمؤتمر “الأرشيف في العصر الرقمي”
  • الثلوج قد تُلامس الـ650 متراً.. الأب إيلي خنيصر: هكذا سيُصبح الطقس مساء اليوم
  • يعود للعصر الفاطمي.. «فانوس رمضان» حين يلتقي التراث بالذكاء الاصطناعي
  • مُنخفض جويّ جديد سيضرب لبنان الأسبوع المقبل... الأب خنيصر: تحضّروا للثلوج
  • المخرج الروماني كورنيليو بورومبويو ضيف مهرجان Visions du Réel