مطر الطنيجي: القرية التراثية اعتزاز بماضي الإمارات وأصالته
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
محمد عبدالسميع (الشارقة)
الوفاء للتراث يتخذ أشكالاً عديدةً، وما دامت الروح التراثية تظلّ تسكن الأجيال، فإنّ هذا التراث سيُعمِّر ويؤتي أكُلَهُ في لقطاتٍ رائعة يتنفّس الزوار فيها عبق المكان ومقتنياته، بل يعودون إلى ذلك الزمان الأول، تماماً كما فعل المواطن الإماراتي مطر سعيد الطنيجي في منطقة الذيد بالشارقة، إذ لجأ إلى تخصيص مزرعته لتكون قريةً تراثيةً يؤمّها الزوار، حيث يعجبون بمظاهر الحياة التقليدية التي عاشها الآباء والأجداد وتروي تعايشهم ومعاناتهم أو تأقلمهم مع الصحراء، في المسكن والملبس والمشرب، لتكون «قرية زايد التراثية» نموذجاً ناجحاً ومميزاً كفكرة وكتطبيق في هذا المجال.
أراد الطنيجي أن يستعيد كلّ تلك السنين من تراث الدولة الضارب في جذور التاريخ، وأن يحتفي بمنطقة الوسطى بشكلٍ خاص، ويُظهر تنوع البيئة الإماراتية في هذه المناطق، ما بين البيئات الجبلية والصحراوية وغيرها من البيئات.
تتكون القرية التراثية التي أنشأها الطنيجي من مساكن بُنيت من الخوص وجريد النخيل وأغصان الأشجار، لتحاكي البيوت القديمة، كما أنها عولجت بطريقة هندسية تمنع دخول الأمطار، وتضمّ الكثير من الأدوات والمعدات التراثية التي كانت تستعمل يومياً، إضافةً إلى ألعاب شعبية قديمة كانت متداولة ومقتنيات أثرية ومعدات وفخاريات وأدوات طبخ ودلال نحاسية، والكثير الكثير في هذا المجال.
تعكس مظاهر ومحتويات القرية مئات السنين، ويتجول الزائر فيها ليمرَّ على نموذج «دكان حارب»، وما فيه من سلع كانت تباع في ذلك الدكان، مثل الحبوب والدقيق والحطب والفحم «السخام»، كما اشتملت القرية على تصميم نموذج لمطعم شرباز القديم في الشارقة.
تعريف الأجيال
يذكر الطنيجي أنه قام ببناء العديد من المساكن القديمة والمتنوعة التي كان يعيش فيها الأهالي في مواسم القيظ والمصنوعة من النخيل، ذاكراً صفات الأدوات المستخدمة وأنواعها وأسماءها ومناسبتها للعيش.
ويقول: إنّ أيّ إنسان عليه أن يخلص لتراثه ويهتم به، مؤكداً أن «قرية زايد» التي أنشأها لهذا الغرض، جاءت انعكاساً لحبّه التراث والتعبير عن هذا الحب بتطبيق الأفكار وتعريف الأجيال بماضيهم، وإعطاء فكرة للسياح والزوار عن أصالة وغنى هذا التراث.
كما يشير إلى صناعات ذلك الجيل مما يحتاجونه ومما هو مشتقٌّ مما بين أيديهم، كصناعات الألبان على سبيل المثال، مثل «الظبية»، و«الركابة»، و«الشكوى» وغيرها، إضافةً إلى الحرف اليدوية والأزياء ومستلزمات الطعام من النحاسيات والقدور والسعن والصناديق الخشبية والكثير مما يبهج الزائر ويضعه بصورة ذلك الزمان. وتظلّ القرية التراثية شعاعاً ممتداً ما بين الماضي والحاضر، وتبقى عيناً على المستقبل: وفاءً للتراث، واحتراماً لمكانته في فكر الدولة والأهالي والناس.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التراث الإمارات التراث الإماراتي القرية التراثية
إقرأ أيضاً:
نائب: إحياء الحرف التراثية يساهم في دعم الاقتصاد المصري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، إن فتح ملف الحرف اليدوية التراثية والتقليدية داخل مجلس الشيوخ خطوة مهمة جدًا لإحياء هذه الحرف التي لعبت دورًا مهمًا في تعزيز الصناعة الوطنية ودعم الاقتصاد المصري لعقود وسنوات طويلة، فضلًا عن أنها جزءً من هويتنا المصرية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى توفيرها فرص عمل عديدة، مشيرًا إلى أن الحرف اليدوية والتراثية عانت كثيرًا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة والمعوقات التي تواجهها سواء فيما يتعلق بالتمويل وأعباء الإنتاج مما ضاعف من أعبائها وتحدياتها.
وأضاف "الهضيبي"، أن هناك حرف توقفت وأخرى متعثرة وغيرها تعاني أشد المعاناة في محاولاتها لمواصلة العمل والإنتاج، ووجود صعوبة في توفير التمويل وتسويق منتجاتها، مشيرا إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في الآونة الأخيرة بدعم وإحياء الحرف اليدوية والتراثية، مطالبًا بخطة عاجلة من الحكومة لدعم وتنمية وتطوير الحرف اليدوية والتراثية، وتوفير بدائل تمويلية لها ومساعدتها على مواجهة أعباء الإنتاج وتوفير فرص تسويقية لمنتجاتها داخل وخارج مصر، من خلال إقامة معارض وغيرها، علاوة على ضرورة توفير حماية للعاملين فيها والتأمين الصحي والاجتماعي لهم وضمهم للقطاع الرسمي للدولة ودعمهم لمواجهة أعباء المعيشة وتوفير حياة كريمة لهم.
وأكد عضو مجلس الشيوخ، أن دعم وإحياء الحرف اليدوية والتراثية سيساهم في دعم الاقتصاد المصري، لما تتمتع به من ميزة تنافسية وتميزها، مطالبا بسرعة إطلاق استراتيجية لتطوير الحرف اليدوية والتراثية (2025 - 2030)، التي أعلنت عنها الحكومة وتهدف إلى رفع معدلات نمو حجم الطلب على المبيعات المحلية والصادرات للحرف اليدوية والتراثية وزيادة الصادرات إلى 450 مليون دولار بحلول عام 2030، فضلا عن العمل على استحواذ المنتجات اليدوية المحلية على نصيب 50% من السوق المحلي والمقدر حجمه حاليا بحوالي 7.5 مليار جنيه.