محمد عبدالسميع (الشارقة) 
الوفاء للتراث يتخذ أشكالاً عديدةً، وما دامت الروح التراثية تظلّ تسكن الأجيال، فإنّ هذا التراث سيُعمِّر ويؤتي أكُلَهُ في لقطاتٍ رائعة يتنفّس الزوار فيها عبق المكان ومقتنياته، بل يعودون إلى ذلك الزمان الأول، تماماً كما فعل المواطن الإماراتي مطر سعيد الطنيجي في منطقة الذيد بالشارقة، إذ لجأ إلى تخصيص مزرعته لتكون قريةً تراثيةً يؤمّها الزوار، حيث يعجبون بمظاهر الحياة التقليدية التي عاشها الآباء والأجداد وتروي تعايشهم ومعاناتهم أو تأقلمهم مع الصحراء، في المسكن والملبس والمشرب، لتكون «قرية زايد التراثية» نموذجاً ناجحاً ومميزاً كفكرة وكتطبيق في هذا المجال.

أراد الطنيجي أن يستعيد كلّ تلك السنين من تراث الدولة الضارب في جذور التاريخ، وأن يحتفي بمنطقة الوسطى بشكلٍ خاص، ويُظهر تنوع البيئة الإماراتية في هذه المناطق، ما بين البيئات الجبلية والصحراوية وغيرها من البيئات.
تتكون القرية التراثية التي أنشأها الطنيجي من مساكن بُنيت من الخوص وجريد النخيل وأغصان الأشجار، لتحاكي البيوت القديمة، كما أنها عولجت بطريقة هندسية تمنع دخول الأمطار، وتضمّ الكثير من الأدوات والمعدات التراثية التي كانت تستعمل يومياً، إضافةً إلى ألعاب شعبية قديمة كانت متداولة ومقتنيات أثرية ومعدات وفخاريات وأدوات طبخ ودلال نحاسية، والكثير الكثير في هذا المجال.

أخبار ذات صلة لقى البحر وآثاره.. تروي تاريخ الإمارات مهمة وطنية

تعكس مظاهر ومحتويات القرية مئات السنين، ويتجول الزائر فيها ليمرَّ على نموذج «دكان حارب»، وما فيه من سلع كانت تباع في ذلك الدكان، مثل الحبوب والدقيق والحطب والفحم «السخام»، كما اشتملت القرية على تصميم نموذج لمطعم شرباز القديم في الشارقة.
تعريف الأجيال 
يذكر الطنيجي أنه قام ببناء العديد من المساكن القديمة والمتنوعة التي كان يعيش فيها الأهالي في مواسم القيظ والمصنوعة من النخيل، ذاكراً صفات الأدوات المستخدمة وأنواعها وأسماءها ومناسبتها للعيش.
ويقول: إنّ أيّ إنسان عليه أن يخلص لتراثه ويهتم به، مؤكداً أن «قرية زايد» التي أنشأها لهذا الغرض، جاءت انعكاساً لحبّه التراث والتعبير عن هذا الحب بتطبيق الأفكار وتعريف الأجيال بماضيهم، وإعطاء فكرة للسياح والزوار عن أصالة وغنى هذا التراث.

كما يشير إلى صناعات ذلك الجيل مما يحتاجونه ومما هو مشتقٌّ مما بين أيديهم، كصناعات الألبان على سبيل المثال، مثل «الظبية»، و«الركابة»، و«الشكوى» وغيرها، إضافةً إلى الحرف اليدوية والأزياء ومستلزمات الطعام من النحاسيات والقدور والسعن والصناديق الخشبية والكثير مما يبهج الزائر ويضعه بصورة ذلك الزمان. وتظلّ القرية التراثية شعاعاً ممتداً ما بين الماضي والحاضر، وتبقى عيناً على المستقبل: وفاءً للتراث، واحتراماً لمكانته في فكر الدولة والأهالي والناس.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التراث الإمارات التراث الإماراتي القرية التراثية

إقرأ أيضاً:

ذكرى وفاة إسماعيل عبد الحافظ.. ليلة بكى فيها «مخرج الروائع»

«الشهد والدموع» «ليالي الحلمية» «امرأة من زمن الحب» وغيرها من الأعمال الخالدة، قدمها المخرج إسماعيل عبد الحافظ، على الرغم من الشهرة الواسعة التي حققها في الوسط الفني، من خلال تقديمه لأعمال فنية حفرت اسمه بحروف من ذهب في الدراما المصرية، كانت حياته الشخصة بمثابة العمل الدرامي الذي لم يخرج للنور إلا بعد وفاته، وبالتزامن مع ذكراه التي تصادف اليوم الـ13 من سبتمبر، ذكرى وفاته الـ12، نستعرض في هذا التقرير بعض الأسرار في حياة إسماعيل عبد الحافظ. 

طريقة تعامله مع الفنانين 

خلال استضافة الفنان محمد حافظ نجل المخرج الكبير، في إحدى حلقات برنامج «الستات مبيعرفوش يكدبوا» على قناة «cbc»، كشف عن بعض الكواليس في حياته وأسلوب تعامله في الفنانين، حيث كان يتعامل مع الجميع معاملة الأب لأبنائه، ولا تقتصر علاقته بالممثل على العمل الفني الذي يجمعهما فقط، بل تصل العلاقة مع العبض للجوء إليه واستشارته في الأمور الفنية والشخصية «هو كان شيخ عرب الفن، وكان أب لكثير من الفنانين، كان يقول للولاد أنتم زي محمد ابني، وللبنات أنتم زي لمياء وصفاء بناتي، والجلابية اللي كان بيلبسها كان بيتعامل بالأصول بتاعتها». 

ممثل لا يحب التعامل مع عبد الحافظ

الكثير من النجوم لمعت أسماؤهم على يد إسماعيل عبد الحافظ، ولكن خلال اللقاء نفسه كشف نجله عن الفنان الذي كان لا يحب التعامل معه في أي عمل فني قائلًا:«اللي كان عامل فيها نجم، إسماعيل عبد الحافظ مكنش عنده نجوم ودي كانت عبقريته، وكان لما تقرأي المسلسل عليه اسم إسماعيل عبد الحافظ كان بيتباع، عشان معروف إن في قيمة في العمل اللي بيقدمه» 

بكاء إسماعيل عبد الحافظ 

ربما يأتي في أذهان الكثيرين، أن أحلى مشهد في حياة إسماعيل عبد الحافظ، كان يديره من خلف الكاميرا بسبب طبيعة كمخرج، لكن أحلى مشهد في حياته الذي اتخذه بعينه وليس بالكاميرا، وذلك عند رؤيته لحفيده الذي يحمل اسمه «إسماعيل» لأول مرة ليعبر نجله عن هذه اللحظة قائلًا: «ده من أحلى المشاهد في حياته، أول ما شاف إسماعيل قعد يقرأ له قرآن، وقعد يبص له كتير أوي من غير ما يتكلم وفجأة دموعه نزلت، وهي دمعته نادرة أوي».

 

مقالات مشابهة

  • ليلة لم ينم فيها السُكان.. جنازة مهيبة لضحايا عقار «شبرا المنهار»
  • محافظ الإسماعيلية يؤدي صلاة الجمعة بمسجد القرية النموذجية
  • بيسكوف: تصريحات بوتين حول عواقب ضرب أراضينا واضحة ولا لبس فيها
  • محافظ الإسماعيلية يفتتح "مسجد القرية" بسرابيوم
  • ذكرى وفاة إسماعيل عبد الحافظ.. ليلة بكى فيها «مخرج الروائع»
  • السنوار يوجه رسالة إلى حسن نصر الله.. هذا ما جاء فيها
  • المفتي دريان يوجّه رسالة إلى اللبنانيين.. اليكم ما جاء فيها
  • غالانت يكشف وثيقة حماس كانت مرسلة إلى السنوار.. هذا ما جاء فيها
  • حتى لو الشقة مغلقة.. حالات يتم فيها خصم الرصيد من عداد الكهرباء
  • رسالة من السنوار للمنسق العام لـ جبهة العمل الإسلامي.. هذا ما فيها