تحل فى 23 أغسطس سنويًا، ذكري وفاة زعيم الحركة الوطنية المصرية والوفد المصري، سعد زغلول، والشائع إن الزعيم دُفن بضريحه الشهير، المواجه لبيته ـــ مُتحف بيت الأمة حاليا، وسط القاهرة، غير أن جبّانة الإمام الشافعي تضم قبرًا مماثلًا معنونًا حتي وقتنا هذا باسمه، وهو المرقد المؤقت الذي دُفن فيه الزعيم، إلى أن نقلت رفاته فى سنوات لاحقة إلى ضريحه الشهير وسط القاهرة.

 

 

فلم يكن سعد زغلول، يُخطط أن يدفن جوار بيته، أو يُقام له ضريحًا فخمًا بطراز العمارة المصرية القديمة، إختار الزعيم أن يُدفن فى مقابر عادية ككل المصريين، في جبانة الإمام الشافعي. 

من مرويات شهود العيان على مكان المرقد المؤقت للزعيم سعد زغلول  بمقابر الإمام الشافعي، وجنازته، الراحل نجيب محفوظ، يروي أديب نوبل بمذكراته «صفحات من مذكّرات نجيب محفوظ» التي كتبها الراحل رجاء النقاش.. أما يوم جنازة سعد زغلول فهو يوم من الأيام التي لا أنساها أبدًا، خرجت مع شلة العباسية وإنتظرنا موكب الجنازة فى ميدان الإوبرا، كان المنظر مهيبًا، وسرنا على الأقدام مع الجماهير الحاشدة التي رفعت نعش الزعيم على أكتافها حتي مدافن الإمام، قد كان الناس يحبونه لدرجة العبادة، وينزلونه منزلة التقديس والإجلال. 

 

توفي سعد زغلول فى العاشرة مساءً وخرجت جنازته الحاشدة فى اليوم التالي مباشرة من بيته ــــ مُتحف بيت الأمة حالياً، حسب شهادة الأديب نجيب محفوظ فى مذكراته السالف الإشارة إليها. ساعة الوفاة وتاريخها وثقت لها السيدة صفية زغلول «أم المصريين» في بيت الزوجية عندما أوقفت التقويم والساعة على تاريخ رحيل زوجها، وكأنها إعتبرت أن الحياة توقفت بعد رحيل سعد!. 

هي نفسها الزوجة الوفية التي ناضلت 9 سنوات لبناء وتخصيص ضريح يليق بالزعيم، إلى أن تولى الزعيم مصطفى النحاس رئاسة الوزارة وصدر قرار نقل رفات سعد زغلول باحتفال رسمي من مقابر الإمام الشافعي إلي ضريحه الحالي بشارع الفلكي. 

كتبت «صفية» إلى «النحاس» تشكره بعد صدور قرار نقل الرفات فى 12 يونيو 1936 وكانت لهجة الخطاب تقول إن الزوجة المخلصة ارتاح قلبها أخيرًا بعد نجحت مساعيها فى تخليد اسم زوجها أبد الدهر. 

تقول صاحبة العصمة.. «تشرفت بكتاب دولتكم الرقيق الذى تبلغنى به قرار مجلس الوزراء بنقل رفات زوجى المغفور له سعد زغلول باشا الى الضريح الذى بنى من أجله. وقد كان لهذا القرار أبلغ الأثر فى نفسى فلدولتكم وللمجلس جميعا أوفر الشكر وأجزل الحمد.

على أننى نظرا للحوادث التى جرت فى هذا الشأن، وشعورًا بواجبى نحو فقيدى وفقيد البلاد، لا يسعنى ألا أن آذن بهذا النقل الا إذا كنت على يقين من أن ما تفضلتم بتقريره من تخصيص الضريح بزوجى وبى، ويظل باقيا أبد الدهر، فان تكفل القانون بذلك فحبًا وكرامة». 

 

مدفن فريد من نوعه: 

وسط صفوف المقابر التي تتراص بشكل عمودي منتظم فى الشوارع وتتقاطع أحيانًا، بجبّانة الإمام الشافعي، يقع مدفن سعد زغلول الذي لم يكن مميزًا فى مدخله فقد أحيطت وحدات المدفن بسور غير مرتفع وباب صغير من الحديد.

 

كان التفرد والمغايرة هو المُلفت فى مدفن سعد زغلول من الداخل مقارنةً بمنشأت الدفن الكثيرة فى مقابر «الإمام»، أقيمت حجرة الدفن الرئيسية بنظام الجمالون الفراغي وهو هيكل إنشائي مصنوع من الدعامات المتشابكة فى نمط مثلث من خامات الخشب والحديد وارتكز السقف على حوائط بنائية. ويعد هندسيًا من أحسن الأنظمة 

المستخدمة فى تغطية المساحات الواسعة دون الحاجة إلى أعمدة داخلية، ويمتاز هذا النمط بالشكل المغاير وتوفير الإضاءة والتهوية الطبيعية. 

المدفن من الداخل

داخل غرفة الدفن ظهرت مزايا استخدام ذلك النمط الهندسي، حيث توافرت الرحابة والاتساع فى المساحة والتهوية والإنارة الطبيعية  من خلال السقف والشرفات الخشبية فى الحوائط، ومع الرحابة كانت هناك البساطة فلا شواهد قبور فخمة ممهورة بخطوط مذهبة،  مجرد طبقة مرتفعة تتوسط أرضية غرفة الدفن و مكسوة بالرخام الأبيض ويزينها أصيص صبّار! أما الجدران فكانت تزينها آيات من الذكر الحكيم. 

 

 وبقيت هذه المقبرة أو المدفن في حيازة سلسال عائلته من بعده، فقد حوت لوحة رخامية صغيرة على واجهة غرفة الدفن ما نصه.. «مدفن عائلة الحاجة صفية زيد حفيدة سعد باشا زغلول» على الجانب الأخر من هذه الواجهة لوحة أخري باسم ورثة المرحوم شلبي إبراهيم زغلول.

 كما ضمت الواجهة لوحات  أسماء متوفين من العائلة.. محمود رشاد زغلول 2004، إبراهيم زغلول محمد البسيوني زغلول 2011، محمد عصام محمد شلبي بركات 2010، الدكتور محمد علاء الدين بركات 2012، المستشار محمد كمال زغلول مارس 2012، والشيخ محمد البسيوني إبراهيم زغلول يوليو 1979. 

فى الوقت ذاته لا يوجد تاريخ مُحدد لبناء قبره فى الإمام 

الشافعي فقد خلت غرفة الدفن من تاريخ الإنشاء، لكن المرجح إنه أقيم قبل سنة 1927، لأن سعد زغلول دُفن فيه فى اليوم التالي مباشرة لوفاته وهو ما يُوكد أن المقبرة كانت متممة وجاهزة، ويمكن تقدير عمر المدفن بحوالي 96 سنة استنادًا على تاريخ وفاة سعد زغلول. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الزعيم سعد زغلول الزعيم سعد زغلول 23 أغسطس الإمام الشافعي مقابر الإمام الشافعي ضريح سعد زغلول الإمام الشافعی سعد زغلول

إقرأ أيضاً:

الإفتاء توضح حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم

قالت دار الإفتاء المصرية، إن من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم من غير تهاونٍ ولا تقصيرٍ لا يكون آثمًا شرعًا، ويلزمه قضاؤها ظهرًا اتفاقًا.

دار الإفتاء توضح المراد بالاحتفال بـ مولد النبي الشريف وكيفيته كيفية تحديد وقت إجابة الدعاء يوم الجمعة؟... دار الإفتاء توضح

وأضافت دار الإفتاء، أن على المسلم أن يحتاطَ لأمر صلاة الجمعة ويحرص على حضورها، وأن يأخذَ بما يعينه على أدائها من الأساليب والأسباب؛ كالنوم باكرًا وعدم السهر بلا فائدة، أو كأن يعهد إلى أحدٍ أن يوقظَه، أو أن يضبط ساعته أو منبه هاتفه لإيقاظه ونحو ذلك من الوسائل التي تعين المرء على أداء صلاة الجمعة في وقتها؛ قيامًا بالفرض، وتحصيلًا للأجر وعظيم الفضل.

وتابعت دار الإفتاء، أن صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين؛ قال الإمام التقي السبكي في "فتاويه": [والمقصود بالجمعة: اجتماعُ المؤمنين كلِّهم، وموعظتُهم، وأكملُ وجوه ذلك: أن يكون في مكانٍ واحدٍ؛ لتجتمع كلمتهم، وتحصل الألفة بينهم].

قرَّر جمهور الفقهاء أنَّ صلاة الجمعة واجبة على كلِّ مسلمٍ حرٍّ بالغٍ عاقلٍ مقيم صحيحٍ ليس به علة، -فلا تجب على الصبي، ولا المرأة، ولا المريض، ولا المسافر-، ولا يجوز تركها أو التَّخلف عنها إلَّا لعذرٍ شرعي، وأنَّ من تخلَّف عنها لغير عذر كان آثمًا.

كيفية قضاء صلاة الجمعة لمن فاتته

وبينت دار الإفتاء أن قضاء الجمعة أن يصلِّيَها المكلف ظهرًا أربع ركعات بالإجماع؛ حيث قال الإمام ابن قدامة: "فأمَّا إذا فاتته الجمعة فإنَّه يصير إلى الظهر؛ لأنَّ الجمعة لا يمكن قضاؤها؛ لأنَّها لا تصح إلا بشروطها، ولا يوجد ذلك في قضائها، فتعيَّن المصير إلى الظهر عند عدمها، وهذا حال البدل".

وفيما يتعلق بحكم صلاة الجمعة خلف التلفاز، قالت دار الإفتاء المصرية، إن صلاة الجمعة خلف البث المباشر في المذياع أو التلفاز أو غيرهما لا يتحقق فيه معنى الاجتماع الحقيقي الذي من أجله شرعت صلاة الجمعة بإجماع العلماء؛ وهو: اجتماعُ جمعٍ في مكانٍ واحدٍ عرفًا، كما أنه مخالف لما اتفق الفقهاء على اشتراطه في الاقتداء بإمام الجمعة؛ من اتصال الصفوف حقيقةً أو حكمًا، واتحاد المكان حقيقةً أو عرفًا، مع إمكان متابعة المأموم لتنقلات الإمام بسماعٍ أو رؤية.

وأضافت دار الإفتاء أن العلماء اشترطوا الحضور المكاني لخطبة الجمعة ولو لم يحصل سماع؛ فدلّ على أن المعتبرَ هو الحضورُ لا مجرد السماع؛ فلا يُكتَفَى بالسماع عن الحضور، وإنما يمكن الاكتفاء بالحضور عن السماع، كما أنهم اشترطوا في الصلاة خارج المسجد: اتصال الصفوف حتى لو كان المأموم يرى الإمام، والذي يصلي في البيت خلف المذياع أو التلفاز أو نحوهما: لا يُعَدُّ حاضرًا لها حضورًا حقيقيًّا أو حكميًّا؛ لا في اللغة، ولا في الشرع، ولا في العرف، بل هو منقطعٌ عن المسجد وعن الإمام والمأمومين، ولا اتصال بينه وبين الصفوف بأيّ وجهٍ من وجوه الاتصال.

مقالات مشابهة

  • الزعيم كيم يزور منشأة لتخصيب اليورانيوم.. ويضع خطة إنتاج
  • عزيز الشافعي لـ "الفجر الفني": لا أهتم بالتصريحات المُسيئة.. أغنية "بتمنى أنساك" ليست لها علاقة بحياة شيرين (حوار)
  • «الزعيم» يستعد لبداية «الرحلة الآسيوية» بـ «صفقات استثنائية»
  • بسام الدخيل: من اختار ‎مانشيني لا يعرف المنتخب السعودي.. فيديو
  • علا الشافعي في وثائقي «سيرة الفن»: ريادة الفن منعكس وموجود بـ «المتحدة»
  • الإفتاء توضح حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم
  • أيرلندا الشمالية: الزعيم السابق للحزب الوحدوي ينكر التهم الموجهة إليه بالاغتصاب أمام المحكمة
  • صور.. أصحاب المحلات تغلق شارع الزعيم "سعد زغلول " بالإسماعيلية
  • ضبط مواطن مخالف لنظام البيئة لارتكابه مخالفة الصيد دون ترخيص بمحمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية
  • ضبط مخالف لارتكابه مخالفة الصيد دون ترخيص بمحمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية