مدينة حمد في غزة .. تدمير ممنهج وإرهاب صهيوني متواصل
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
الثورة / متابعات
على غير موعد جاء الخبر إلى المهندس ناجي الفقعاوي بأن جيش الاحتلال يأمر بإخلاء مدينة حمد السكنية شمال خانيونس، ليكون بمنزلة صاعقة وقعت على نفسه.
خبر زلزل الأركان، برهة من الزمن مطلوب فيها من الفقعاوي، أن يجهز نفسه وأطفاله، وما خف وزنه من أغراضه ووثائقه للنزوح الجديد.
يسترق الأنفاس وتضطرب القلوب رعباً وخوفاً، القذائف تتساقط فوق الرؤوس وتستهدف الشقق السكنية، ويصرخ الفقعاوي على أطفاله وزوجته، لا شيء يشبه هذه اللحظات.
لحظات أليمة
يقول الفقعاوي: لحظات أليمة وقاسية مرت علينا، كان يتطلب منا جمع حاجاتنا وحمل أطفالنا والنزوح مرة أخرى إلى المجهول.
يضيف أن لا مواصلات ولا شاحنات متوفرة لحمل الأغراض، القصف في كل مكان، واضطررنا لحمل متاعنا والسير على الأقدام.
يتابع أنه استدان وباع مصاغ زوجته لشراء الشقة السكنية في مدينة حمد، “ما لحقت أفرح عليها، وما خلصت دينها”.
الاحتلال يحاول قهرنا، وكسرنا، لكن خاب وخسئ، يتابع: مدينة حمد كانت مستقراً لكثير من المسحوقين، وذوي الدخل المحدود، كانت حلمنا وحاضرنا ومستقبلنا.
مدينة حمد
وتضم مدينة حمد عشرات العمارات السكنية المكون كل واحدة منها من 5 طوابق وكل طابق به 4 شقق سكنية، بنيت بتمويل قطري، بعد عدوان 2014، وهي تضم نحو 2500 شقة، وتحمل اسم الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتقع شمال غربي خانيونس.
والمدينة كانت ملتقى لعوائل من مناطق القطاع كافة، تلفها المحبة والوئام والوداعة، إلا أن ذلك لم يرق لجيش الاحتلال، الذي حول فوهات دباباته ومقذوفات طائراته نحو الأبراج الجميلة، محولا إياها أكوام من الركام والحجارة مخفيا تحتها ذكريات وأحلام وسعادة لم تكتمل.
وسبق أن اجتاحت قوات الاحتلال في مارس الماضي مدينة حمد ودمرت العديد من مبانيها، واعتقلت العديد من سكانها، وبعد انسحاب الاحتلال من خانيونس في إبريل الماضي، عاد السكان إلى ما تبقى من المدينة، وأنشأ عشرات الآلاف من النازحين خيامهم داخلها وفي محيطها، إلا أن ذلك لم يرق للاحتلال مجددا.
تدمير لأجل التدمير
فقد بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل عدة أيام عملية عسكرية جديدة في المدينة فيما يبدو لإكمال تدميرها بهدف التدمير من أجل التدمير.
المواطن محمد ناصر الدين يقول لمراسلنا: إنه اضطر للنزوح من محيط مدينة حمد تحت حمم القصف العشوائي قائلا: منذ أيام ونحن في الشوارع ونبحث عن مأوى.
يضيف في حديث لمراسلنا إن ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة جريمة وظلم لا يطاق، متسائلاً: هل وصل العجز العربي والإسلامي لهذا الحد.
ومنذ يوم الجمعة لا تتوقف الغارات على المدينة أو سماع التفجيرات فيها، حيث تقصف قوات الاحتلال بعض العمارات وتنسف أخرى.
ويعد تدمير مدينة حمد شمال خان يونس شاهدا على جريمة الإبادة والتدمير الممنهج للحياة الحضرية والإنسانية في قطاع غزة والمستمرة منذ ١١ شهراً.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
«القسام» تعلن تدمير آليات وقتل وإصابة جنود إسرائيليين في غزة
أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، تمكن مقاتليها من “مهاجمة عدد من الآليات الإسرائيلية في محاور التوغل، مؤكدة إيقاع جنود إسرائيلي بين قتلى وجرحى”.
وقالت في بيان: “في عملية مركبة.. تمكن مجاهدو القسام من قنص جندي صهيوني واستهداف قوة راجلة بقذيفتين مضادتين للأفراد وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح في مدينة جباليا شمال قطاع غزة”.
وأضافت: “تمكن مجاهدو القسام من استهداف قوة صهيونية تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفة مضادة للأفراد في حي القصاصيب بمخيم جباليا شمال القطاع”، مشيرة إلى تمكن “مجاهديها من استهداف قوة صهيونية قوامها 7 جنود داخل أحد المنازل بقذيفة “TBG” مضادة للتحصينات والإجهاز عليها من مسافة صفر بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية قرب مسجد “أولي العزم” في بيت لاهيا شمال قطاع غزة”.
وبحسب بيان “القسام”، استهدافوا “دبابة صهيونية من نوع “ميركفاه” بقذيفة “الياسين 105” تم اعتلاؤها والإجهاز على طاقمها واغتنام رشاش منها قرب مدرسة “الفاخورة”، وجرافةً صهيونية من نوع “D9” بقذيفة “الياسين 105” قرب مدرسة “شادية أبو غزالة” غرب معسكر جباليا شمال القطاع، وشمال غرب مدينة غزة، “تمكن مجاهدو القسام من استهداف قوة صهيونية متمركزة في أحد المنازل بقذيفة مضادة للأفراد وإيقاعها بين قتيل وجريح”.
هذا وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل أربعة جنود في اشتباكات بشمال قطاع غزة، حيث تواصل القوات الإسرائيلية التوغل في المنطقة، بحجة منع إعادة تنظيم صفوف المقاومة هناك.