يمانيون – متابعات
يواصل العدو الصهيوني حرب الإبادة الجماعية لسكان غزة في فلسطين المحتلة، مرتكباً أبشع الجرائم بحق المدنيين.

.وأمام هذه المأساة المهولة، فضلت الدول العربية والإسلامية الصمت المطبق، بل أن دولاً عربية تجاوزت الإطار العروبي والأخوي إلى الانحياز والوقوف الكامل مع الكيان الصهيوني في معركة مفصلية، أفرزت الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب.

وعلى الرغم من التواطؤ الدولي إزاء أكبر مأساة إنسانية في التاريخ المعاصر، برزت مواقف شجاعة لمحور المقاومة، حيث دخل إلى المعركة كجبهة اسناد قوية، أملاً في ثني العدو الصهيوني على إيقاف جرائمه، والانسحاب من قطاع غزة.

وخلال خطاباته الأسبوعية يركز السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- على ما تقدمه جبهات الإسناد في هذه الملحمة البطولية، مستعرضاً أبرز إنجازاتها، وعملياتها المتصاعدة ضد العدو الصهيوني، مؤكداً أن الأحرار من أبناء الأمة صنعوا معادلة جديدة، وفتحوا جبهات الإسناد المتصاعدة لدعم غزة، والتي تطورت بشكل كبير لم يكن العدو الصهيوني يتوقعها، وأن عمليات محور المقاومة في كل جبهة من جبهات الإسناد في أتم الجاهزية والتصعيد مستمر.

تطور كبير وملموس

وفي السياق يرى الخبير والمحلل العسكري العقيد هاشم وجيه الدين أن هناك تطور ملموس ومستمر في عمليات اسناد المقاومة الفلسطينية خصوصاً في جبهات حزب الله وكذلك جبهة اليمن”.

ويوضح في تصريح خاص “للمسيرة” أن هذا التطور الكبير الذي يشير إليه السيد القائد في خطابه الأسبوعي يشمل عدة جوانب، أهمها التطوير المستمر للأسلحة المستخدمة في عمليات الإسناد كالطيران المسير، حيث يتم تطويره من حيث زيادة المدى، وزيادة القدرة التدميرية، وكذلك تطوير الخصائص الفنية لناحية التخفي من الكشف الراداري المعادي، مشيراً إلى أن هذا ما ظهر جلياً في عملية المسيرة (يافا) التي استهدفت مؤخراً هدفاً حساساً في عمق مدينة “يافا” أو ما يسميها العدو “تل أبيب”.

ويضيف أن هناك تطور كبير في القوة الصاروخية وتطوير الصواريخ الفرط صوتية دقيقة التوجيه، وزيادة ملحوظة في القوة التدميرية لهذه الصواريخ عبر تطوير الرأس الحربي لها، مؤكداً أن هناك تطور في توسيع رقعة الأهداف والمناطق المستهدفة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو في البحرين الأحمر، والعربي، والمحيط الهندي، لافتاً إلى أن القوات المسلحة اليمنية

نفذت عمليات عسكرية متعددة في البحر الأحمر، منها استهداف المدمرة الأمريكية كول، وحاملة الطائرات الأمريكية ايزنهاور، والمدمرة البريطانية دايموند، حيث استخدمت القوات المسلحة اليمنية، الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، وكانت الاصابات مباشره وحققت العمليات أهدافها بنجاح.

ويؤكد أن هذه الوتيرة العالية لها دلالة على استمرار عمليات الإسناد للمقاومة الفلسطينية في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وتطورها بشكل كبير جداً، لافتاً إلى أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في قرراها بحظر دخول السفن إلى موانئ العدو في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأفشلت كل محاولات القوات الأمريكية وحلفائها في اضعاف هذه العمليات، أو التأثير على فاعليتها، ليس هذا فحسب، بل أن القوات المسلحة اليمنية تراكم قدراتها، وتعمل على تطويرها وتحديثها أكثر وأكثر بشكل مستمر ومتصاعد.

ويواصل وجيه الدين: “الحال نفسه ينطبق في عمليات حزب الله اللبناني في شمال الأراضي المحتلة، فهناك تطور كبير وملحوظ في تركيز العمليات ونوعية المواقع المستهدفة وحساسيتها بالنسبة للعدو، واتساع رقعة الاستهداف وشموليتها ودخول أسلحة جديده إلى مسرح العمليات”.

تحجيم قدرات العدو

من جانبه يقول المحلل السياسي الدكتور عارف العامري إن التطور الملحوظ واللافت في الاستراتيجية العسكرية للقوات اليمنية، كان مفاجئاً لكل المراقبين، مؤكداً أن جبهات الإسناد اللبنانية والعراقية واليمنية استطاعت أن تناصر القضية الفلسطينية، وأن تخفف الضغط على المحاصرين في غزة.

ويضيف العامري في تصريح “للمسيرة”: “نرى سماحة قادة المقاومة قد وضعوا نصب أعينهم نصرة فلسطين، كأولوية قصوى، وكموقف ثابت مبدئي لا يخضع لأية خطوط”، مؤكداً أن القضية “الأم” اليوم في العالم أجمع هي “القضية الفلسطينية”، التي “لا تعتبر فلسطينية وعربية وإسلامية بحتة فقط؛ بل صارت قضية الضمير الإنساني الأخلاقي العالمي، وهذا تطور يمكن أن يبنى عليه الكثير من أجل مستقبل القضية”.

ويرى أن كل ذلك يأتي في إطار الضغط الذي مارسه اليمن في مواجهة الكيان الغاصب، ومنع دخول أو وصول أية سفينة إسرائيلية، أو لها ارتباط بالكيان الصهيوني، وأيضاً الأمريكية والبريطانية.

ويتابع حديثه: “من هنا نرى أن تصريحات القادة العظماء حول التطور التصنيعي العسكري والاستخباراتي، تعتبر من مصدر قوة وثقة بالنفس ليس لها نظير، بل أنها أرهبت أعداء الله وحجمت قدراتهم التي كانوا يتشدقون بها كأقوى جيوش في العالم”، مؤكداً أن كل انتصار نحققه اليوم في فلسطين سَيُضعِف ويوهن تأثير النفوذ الاستعماري والغزاة في العالم كله، وها نحن نلاحظ تراجع الولايات المتحدة الأمريكية في العالم مع تراجع الكيان الصهيوني أمام هجمات المقاومة المشتركة منها والأحادية.

ويشير إلى أنه كلما نجحنا في هزيمة الصهيونية نتقدم على طريق هزيمة الآلة العسكرية الغربية، وهزيمة الصهيونية العالمية، التي تحاول أن تتحكم بمصائر الشعوب، وتخوض الحروبَ بالوكالة عن طريق تحريك أذنابهم وعملائهم أينما وجدوا، فالحروب تخوضها الأنظمة الغربية لمصالحها الذاتية وضد مصالح الشعوب، لافتاً إلى أن ما نراه أيضاً بأن القيادة الثورية وهي توجه الدائرة الميدانية لبذل المزيد من الجهد، لتطوير قدرات المجاهدين التدريبية والتأهيلية، والتصنيعية ،التي باتت اليوم في مصاف الدول المتقدمة، واستطاعت أن تفرض نفسها كقوة حامية مدافعة عن قضايا الأمة الإسلامية حاملة راية النصر.

ويؤكد أن ما يشهده العالم اليوم، من حرب ودمار، وخاصة في فلسطين المحتلة، وما يتعرض له سكان قطاع غزة الصامدة من قتل وإبادة وتهجير بأحدث آلة عسكرية مدعومة من أمريكا وبريطانيا والأنظمة الغربية، جعل محور المقاومة، يقوم بدوره الهام في نصرة الشعب الفلسطيني، ووضع حداً لأولئك الذين يعبثون بأنفس الشعوب.

ويكرر التأكيد على أن التطور الكبير في جبهة الإسناد والانتصار للقضية الفلسطينية، سواء في حزب الله اللبناني، أو في اليمن يعد مؤشراً إيجابياً جداً، لفضح المواقف الهزيلة للأنظمة العربية، وتخاذلهم عن نصرة الشعب الفلسطيني، وكذا قبح وازدواجية الموقف الدولي في الجرائم التي يرتكبها الكيان اللقيط.

– المسيرة / محمد الكامل

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة العدو الصهیونی جبهات الإسناد فی العالم إلى أن

إقرأ أيضاً:

كتاب “تطور العلوم الحديثة” يروي مسارات التطور العلمي عند البشرية عبر 3 آلاف عام

دمشق-سانا

خلاصة خمسة عشر عاماً في تعليم العلوم الإنسانية والدراسات العليا في تاريخ العلوم قضاها الباحث البريطاني توماس لـ. ايزينهاور، ضمنها في كتاب “تطور العلوم الحديثة”، والذي تناول خلاله تطور العلوم منذ اليونان القديمة حتى عصرنا الحاضر.

ويجد ايزينهاور في الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب أن العلم أهم مواصفات الإنسان العصري، وأن العلم أيضاً يقدم لنا كل الأجوبة حول العالم الطبيعي، وما يشهده من ظواهر.

ويتناول الكتاب الذي ترجمه للعربية علي ناصر في ثلثه الأول زمن ما قبل التاريخ حتى 600 قبل الميلاد، مستعرضا بصورة موجزة المنجزات العلمية للبابليين والمصريين والهند والصين القديمة في علوم الهندسة والفلك والطب.

ويعطي المؤلف فسحة أكبر للعلوم اليونانية القديمة، بدءاً بالفلسفة التي كانت من أهم مآثر علماء بلاد الإغريق، وأفكارهم، ثم يعرض لسير حياة علماء يونانيين، أمثال طاليس المالطي وفيثاغورث في الرياضيات وأناكسيماندر وأفلاطون وأرسطو في الفلسفة وديموقريطوس في علوم الطبيعة وأرخميدس في الفيزياء.

ويتوقف المؤلف عند فترة العصور الوسطى والتي يسميها العصور المظلمة ليشير إلى أن توقف حركة العلوم في الغرب سايره عصر ذهبي أشرق على بلاد العرب، وتجلى في إسهامات المسلمين بالفترة الواقعة بين القرن السابع والقرن الثالث عشر الميلادي في تطوير علوم الزراعة والفلك والكيمياء والجغرافيا والرياضيات والميكانيك والطب والبصريات، مع علماء أمثال الصوفي وعمر الخيام وجابر بن حيان والخوارزمي.

ثم ينتقل في الثلث الثاني إلى تطورات عصر النهضة التي مهدت الطريق للثورة العلمية، مع علم الكونيات وعلمائه الأوروبيين الرواد، أمثال كوبر نيكوس وجيوردانو بروخو وتيخو براهي وغاليلو غالي وكبلر.

ويسهب المؤلف في التعريف بالثورة العلمية والتنوير في الغرب ما بين عامي 1500و1700، شارحاً خصائصها، ولا سيما الالتزام بالمراقبة والتجريب، وتأثرها بتحسن الطباعة وبتقدم التكنولوجيا المضطرد، وظهور الاختراعات الكبرى كالمجهر والتلسكوب.

ويعرض ايزينهاور لحياة علماء أوروبيين في مجالات الميكانيك والفضاء وتطبيق المناهج العلمية، منهم العالم الإنكليزي اسحق نيوتن بوقفة مطولة، معتبراً أن الأخير أحدث ثورة علمية سماها نيوتونية.

ويستمر المؤلف على هذا المنوال في رصد تطور العلوم بالغرب وأعلامها في مختلف المجالات مروراً بالثورة الصناعية، وصولا إلى العصر الذري وثورة الكمبيوتر، مخصصا في الوقت نفسه فقرة حول البيئة وحركة المحافظة عليها.

يذكر أن توماس ايزينهاور باحث وأستاذ محاضر من جامعة أولد دومنيون في فيرجينيا بأمريكا، له العديد من الأعمال المترجمة للعربية، منها مقدمة في برمجة الكمبيوتر للكيميائيين واجتياز طالب الكيمياء المهارات والمفاهيم الأساسية.

مقالات مشابهة

  • سماحة المفتي يوجه رسالة للمقاومة الفلسطينية
  • حزب الله وحركة أمل يؤكدان رفضهما بقاء العدو الصهيوني على أي جزء من الأراضي اللبنانية
  • ماجر: “كرة القدم الإفريقية في تطور كبير”
  • الخارجية الفلسطينية تطالب جهات القانون الدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه جرائم العدو الصهيوني
  • المقاومة الفلسطينية تسلم جثامين 4 أسرى “إسرائيليين” في خان يونس
  • الخارجية الفلسطينية تدين اقتحام العدو مدارس “الأونروا” في القدس وقلنديا
  • الخارجية الفلسطينية تدين اقتحام العدو الصهيوني مدارس الأونروا في القدس وقلنديا
  • كتاب “تطور العلوم الحديثة” يروي مسارات التطور العلمي عند البشرية عبر 3 آلاف عام
  • الكشف عن تفاصيل أكبر مرحلة في صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني
  • إب.. تطبيق قتالي لخريجي دورات “طوفان الأقصى” بمديرية بعدان