لجريدة عمان:
2025-03-29@11:20:04 GMT

النخب العربية ودورها المأمول في التنوير

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

النخب العربية ودورها المأمول في التنوير

لعل الظاهرة الأكثر بروزًا في عالمنا العربي اليوم، والتي تثير القلق وتحتاج إلى مراجعة عميقة وجدية، تتمثل في انسحاب النخب الثقافية والفكرية من المشهد السياسي والاجتماعي، وتخلّيها عن أدوارها الحقيقية في إنتاج الأفكار، وتشكيل الوعي، وتوجيه الرأي العام، وصناعة التغيير.

فالنخب العربية بمستوياتها وشرائحها الثقافية المتعددة، لم تعد على رأس المشهد الاجتماعي أو حتى بموازاته، مثلما كان دورها في إحداث التحولات الاجتماعية والسياسية، فاعلًا وفارقًا في فترات تاريخية سابقة، فمن الواضح بجلاء أنها خسرت الرهان في التأثير الاجتماعي وقيادة المجتمع تأثرًا بسياقات العولمة وثورة الاتصالات والفضاءات المفتوحة وتعدد منابر «الهيمنة الفكرية» في الواقع الافتراضي.

هذا «الاغتراب النخبوي» -إذا صحَّت التسمية- ربما يعود إلى أسباب ومرجعيات مختلفة، يتعلّق بعضها بالنخب العربية نفسها، أو هو نتيجة لشعور هذه النخب بالإحباط وجفاء المجتمع وعدم القدرة على التأثير والانسجام مع القيم الاجتماعية، والتغيرات المتسارعة في عالم اليوم.. وفي مقابل ذلك التراجع، تولت كتائب من أنصاف المثقفين وأشباه الكتّاب مهمة تسطيح الوعي الفكري العربي وتشويه الهوية الثقافية والحضارية، وتضليل الجماهير بالشائعات والأوهام.

ما يدعو إلى الريبة والاستغراب في هذا الشأن، افتتان بعض المثقفين العرب بأضواء الشهرة وتحشيد الأتباع من العوام على منصات التواصل الرقمية، حيث يتحوّل المثقف من أداة تنوير وبناء إلى معول تخريب وهدم. وتحت طائلة الإغراء وخدمة المصالح، قد تجد محسوبًا على الثقافة العربية يحتفل بالأفكار الشاذة، ويعمل على التشكيك في المسلَّمات وتفتيت المجتمعات وتأجيج الخلافات الطائفية والمذهبية، وتبنّي أفكار مستوردة وأطروحات مضادة للقيم العربية والإسلامية.. وهذا الانحطاط القيمي والأخلاقي في حقيقته انحراف عن الرؤية، الصحيحة لدور المثقف العضوي وما يفترض أن يقوم به من جهد في إعادة هندسة الوعي والحياة بما يسهم في تحديث المجتمعات ويصون أنماطها الثقافية.

ولأجل الحفاظ على هوية الأوطان.. تتأكد أهمية أن تعمل نخب الثقافة العربية بجهد مشترك مع مختلف المؤسسات والأوساط في العالم العربي للقيام بأدوارها الفاعلة في التنوير وصياغة الوعي، وإعادة الاعتبار لمفردات الثقافة الأصيلة وأدواتها وعناصرها ورموزها الفاعلة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

لقاء مرتقب حول القيم المهنية للصحافة ودورها في الدفاع عن الوطن

كشف وزير الاتصال، محمد مزيان، عن تنظيم لقاء مرتقب يجمع الاعلاميين الجزائريين بكل فئاتهم لمناقشة القيم المهنية للصحافة ودورها في الدفاع عن الوطن.

وأورد الوزير، في تصريح له على هامش اختتام دورة الصحافة الرياضية لكرة القدم داخل القاعة سهرة أمس الخميس: “لقد اتفقنا أنا وأخي مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالمديرية العامة للاتصال، كمال سيدي السعيد، أنه بعد شهر رمضان. سيتم تنظيم لقاء للإعلاميين الجزائريين حول القيم المهنية ضمن المشروع الوطني. الذي لابد أن يبنى على أسرة إعلامية واحدة موحدة من أجل تشكيل هذه الجبهة الوطنية. التي تجتمع أساسا على القيم الوطنية وتكون دون أدنى شك قيمة مضافة للعمل الذي تؤديه مؤسسات الدولة جملة وتفصيلا”.

وفي حديثه عن الصحافة الرياضية، قال مزيان أنها “بحاجة ماسة إلى تخصص أكبر للتحكم في المهارات المهنية”.

مشيرا الى أن “قيمتها المضافة ستكون في المستقبل القريب من خلال تقمص تلك القيم الرياضية القائمة على التضامن والمنافسة الشريفة”.

وأضاف الوزير، أن الصحافة الرياضية “إذا تمكنت من التحكم في هذه القيم وامتلكت المهارات المهني. فإن المستقبل سيكون مثمرا للرياضة الجزائرية ولمؤسسات الدولة بشكل عام”.

مقالات مشابهة

  • وزير الشئون النيابية: النخب السياسية والأحزاب عليها دور فى توعية الرأى العام
  • لماذا يكره الحداثيون التونسيون تركيا؟
  • اختتام البرامج والأنشطة الثقافية والعلمية بجوامع الحمراء
  • لقاء مرتقب حول القيم المهنية للصحافة ودورها في الدفاع عن الوطن
  • إبادة فلسطين والمقاومة الثقافية والأكاديمية
  • ثقافة سوهاج تختتم ليالي رمضان الثقافية والفنية
  • لبنان: نثمن مساهمة فرنسا في قوات اليونيفيل ودورها في حفظ السلام
  • سواعد من بعيد تبني الديار.. تجربة المغتربين في المجتمعات العربية
  • معلومات الوزراء يطرح قضيتين جديدتين حول دعم الدولة للصناعات الثقافية والإبداعية والنسيجية
  • الهرمونات ودورها في تجديد شباب البشرة