لجريدة عمان:
2024-09-14@00:06:05 GMT

النخب العربية ودورها المأمول في التنوير

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

النخب العربية ودورها المأمول في التنوير

لعل الظاهرة الأكثر بروزًا في عالمنا العربي اليوم، والتي تثير القلق وتحتاج إلى مراجعة عميقة وجدية، تتمثل في انسحاب النخب الثقافية والفكرية من المشهد السياسي والاجتماعي، وتخلّيها عن أدوارها الحقيقية في إنتاج الأفكار، وتشكيل الوعي، وتوجيه الرأي العام، وصناعة التغيير.

فالنخب العربية بمستوياتها وشرائحها الثقافية المتعددة، لم تعد على رأس المشهد الاجتماعي أو حتى بموازاته، مثلما كان دورها في إحداث التحولات الاجتماعية والسياسية، فاعلًا وفارقًا في فترات تاريخية سابقة، فمن الواضح بجلاء أنها خسرت الرهان في التأثير الاجتماعي وقيادة المجتمع تأثرًا بسياقات العولمة وثورة الاتصالات والفضاءات المفتوحة وتعدد منابر «الهيمنة الفكرية» في الواقع الافتراضي.

هذا «الاغتراب النخبوي» -إذا صحَّت التسمية- ربما يعود إلى أسباب ومرجعيات مختلفة، يتعلّق بعضها بالنخب العربية نفسها، أو هو نتيجة لشعور هذه النخب بالإحباط وجفاء المجتمع وعدم القدرة على التأثير والانسجام مع القيم الاجتماعية، والتغيرات المتسارعة في عالم اليوم.. وفي مقابل ذلك التراجع، تولت كتائب من أنصاف المثقفين وأشباه الكتّاب مهمة تسطيح الوعي الفكري العربي وتشويه الهوية الثقافية والحضارية، وتضليل الجماهير بالشائعات والأوهام.

ما يدعو إلى الريبة والاستغراب في هذا الشأن، افتتان بعض المثقفين العرب بأضواء الشهرة وتحشيد الأتباع من العوام على منصات التواصل الرقمية، حيث يتحوّل المثقف من أداة تنوير وبناء إلى معول تخريب وهدم. وتحت طائلة الإغراء وخدمة المصالح، قد تجد محسوبًا على الثقافة العربية يحتفل بالأفكار الشاذة، ويعمل على التشكيك في المسلَّمات وتفتيت المجتمعات وتأجيج الخلافات الطائفية والمذهبية، وتبنّي أفكار مستوردة وأطروحات مضادة للقيم العربية والإسلامية.. وهذا الانحطاط القيمي والأخلاقي في حقيقته انحراف عن الرؤية، الصحيحة لدور المثقف العضوي وما يفترض أن يقوم به من جهد في إعادة هندسة الوعي والحياة بما يسهم في تحديث المجتمعات ويصون أنماطها الثقافية.

ولأجل الحفاظ على هوية الأوطان.. تتأكد أهمية أن تعمل نخب الثقافة العربية بجهد مشترك مع مختلف المؤسسات والأوساط في العالم العربي للقيام بأدوارها الفاعلة في التنوير وصياغة الوعي، وإعادة الاعتبار لمفردات الثقافة الأصيلة وأدواتها وعناصرها ورموزها الفاعلة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

رئيس الأكاديمية العربية يشارك في المؤتمر المصرفي العربي 2024 بالدوحة

شارك الدكتور إسماعيل عبد الغفار اسماعيل فرج  رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ، في المؤتمر المصرفي العربي 2024،بعنوان متطلبات التنمية المستدامة ودور المصارف وبتنظيم اتحاد المصارف العربية ، والذي عُقد في العاصمة القطرية الدوحة،تحت رعاية وحضور الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني، محافظ مصرف قطر المركزي، وبمشاركة رفيعة المستوى من كبار مسئولى القطاعات الإقتصادية والمالية والبنوك فى العالم العربى وعلى المستوى العالمى وفي مقدمتهم  على بن احمد الكوارى وزير المالية القطرى وجاسم محمد البديوى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربى والدكتور فهد التركى رئيس مجلس ادارة صندوق النقد العربى والدكتورة رولا دشتى ، وكيل الأمين العام للامم المتحدة والأمين العام لمنظمة الاسكوا ومحمد الاتربى رئيس اتحاد المصارف العربية والسفير الدكتور على المالكى الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشئون الاقتصادية بجامعة الدول العربية والدكتور  وسام فتوح الأمين العام لاتحاد المصارف العربية ومن الأكاديمية الدكتور على فهمى  عميد كلية الذكاء الاصطناعى .


ويهدف المؤتمر الى تسليط الضوء على التحديات الاقتصادية الراهنة ، اضافة الى ايجاد حلول مبتكرة لتعزيز دور المؤسسات المالية فى تلبية متطلبات التنمية المستدامة .

من جانبه ترأس الاستاذ الدكتور اسماعيل عبد الغفار  رئيس الاكاديمية العربية ،جلسة العمل الرئيسية للمؤتمر حول التكنولوجيا المالية من أجل التنمية المستدامة ، والتى ركزت على العناصر التالية : تسخير التكنولوجيا من اجل التمويل المستدام ،والشمول الرقمى للوصول الى المعلومات للجميع ،وحلول التكنولوجيا المالية للتمويل المستدام ،و التكنولوجيا المالية وامكانية الحصول على التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الاعمال.  

وأكد الدكتور  إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية ،في كلمته خلال رئاسته  لجلسة العمل  على أهمية التعاون بين المؤسسات المالية والتعليمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن المصارف تلعب دوراً حيوياً في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال تقديم الدعم المالي للمشاريع المستدامة.

كما اشار عبدالغفار،الى مجموعة من الموضوعات المتعلقة بدور الذكاء الإصطناعى والإبتكار في القطاع المصرفي والتمويل المستدام، وأهمية الاستثمارات في تكنولوجيا الذكاء الإصطناعى لتعزيز كفاءة المصارف وقدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية المعاصرة.

وقد أعرب سعادته عن تقديره لإتحاد المصارف العربية على تنظيم هذا المؤتمر الهام، والذي يساهم في تبادل المعرفة والخبرات بين الدول العربية في مجال المصارف والتنمية المستدامة.

على جانب اخر ، فقد تم على هامش فعاليات المؤتمر عقد احتفالية  اليوبيل الذهبى بمناسبة مرور 50 سنة على تأسيس اتحاد المصارف العربية .

وفى ذات السياق ، فقد تم على هامش فعاليات المؤتمر ايضا  ،  عقد الدورة ( 48 ) للجمعية العمومية العادية لاتحاد المصارف العربية .

وقد تضمن المؤتمر مجموعة من جلسات العمل والتي شارك فيها عدد من الخبراء والمختصين، حيث تم استعراض أفضل الممارسات والتجارب الناجحة في دعم التنمية المستدامة من خلال القطاع المصرفي.

و في ختام المؤتمر ، تم التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة بين الدول العربية والمنظمات العربية المتخصصة وعلى رأسها الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى لتحقيق الأهداف التنموية المستدامة ، وتعزيز دور الذكاء الاصطناعى فى تنمية كفاء المصارف العربية .
ويعتبر المؤتمر المصرفى العربى 2024 حدثا هاما لتبادل الأفكار والخبرات حول سبل دعم التنمية المستدامة وتعزيز دور القطاع المصرفى فى تحقيقها .

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة يستعرض تحديات الصناعة الثقافية الرقمية في «منتدى بطرسبرج»
  • بيت مصر في باريس يستضيف الملتقى الأول للكتاب العربي بفرنسا
  • رئيس الأكاديمية العربية يشارك في المؤتمر المصرفي العربي 2024 بالدوحة
  • رئيس صندوق التنمية الثقافية يبحث جذب الشباب للمشاركة في الأنشطة
  • «بيت مصر» في باريس يستضيف الملتقى الأول للكتاب العربي
  • شخصية العام الثقافية للصويان.. تكريم صادف أهله
  • ندوة تناقش تعزيز الوعي المالي لطلبة المدارس والاستفادة من التجارب الدولية والإقليمية
  • رأي.. سامية عايش تكتب لـCNNعن مقابلة جمال سليمان الأخيرة.. كيف يعيد الفنان المثقف الثقة بالدراما العربية؟
  • وزير الثقافة يستعرض «رؤية مصر» لتعميق الروابط الثقافية مع دول «البريكس»
  • وزير الثقافة يطلق حوارًا وطنيًا موسعًا مع مختلف الأطياف الثقافية