النخب العربية ودورها المأمول في التنوير
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
لعل الظاهرة الأكثر بروزًا في عالمنا العربي اليوم، والتي تثير القلق وتحتاج إلى مراجعة عميقة وجدية، تتمثل في انسحاب النخب الثقافية والفكرية من المشهد السياسي والاجتماعي، وتخلّيها عن أدوارها الحقيقية في إنتاج الأفكار، وتشكيل الوعي، وتوجيه الرأي العام، وصناعة التغيير.
فالنخب العربية بمستوياتها وشرائحها الثقافية المتعددة، لم تعد على رأس المشهد الاجتماعي أو حتى بموازاته، مثلما كان دورها في إحداث التحولات الاجتماعية والسياسية، فاعلًا وفارقًا في فترات تاريخية سابقة، فمن الواضح بجلاء أنها خسرت الرهان في التأثير الاجتماعي وقيادة المجتمع تأثرًا بسياقات العولمة وثورة الاتصالات والفضاءات المفتوحة وتعدد منابر «الهيمنة الفكرية» في الواقع الافتراضي.
هذا «الاغتراب النخبوي» -إذا صحَّت التسمية- ربما يعود إلى أسباب ومرجعيات مختلفة، يتعلّق بعضها بالنخب العربية نفسها، أو هو نتيجة لشعور هذه النخب بالإحباط وجفاء المجتمع وعدم القدرة على التأثير والانسجام مع القيم الاجتماعية، والتغيرات المتسارعة في عالم اليوم.. وفي مقابل ذلك التراجع، تولت كتائب من أنصاف المثقفين وأشباه الكتّاب مهمة تسطيح الوعي الفكري العربي وتشويه الهوية الثقافية والحضارية، وتضليل الجماهير بالشائعات والأوهام.
ما يدعو إلى الريبة والاستغراب في هذا الشأن، افتتان بعض المثقفين العرب بأضواء الشهرة وتحشيد الأتباع من العوام على منصات التواصل الرقمية، حيث يتحوّل المثقف من أداة تنوير وبناء إلى معول تخريب وهدم. وتحت طائلة الإغراء وخدمة المصالح، قد تجد محسوبًا على الثقافة العربية يحتفل بالأفكار الشاذة، ويعمل على التشكيك في المسلَّمات وتفتيت المجتمعات وتأجيج الخلافات الطائفية والمذهبية، وتبنّي أفكار مستوردة وأطروحات مضادة للقيم العربية والإسلامية.. وهذا الانحطاط القيمي والأخلاقي في حقيقته انحراف عن الرؤية، الصحيحة لدور المثقف العضوي وما يفترض أن يقوم به من جهد في إعادة هندسة الوعي والحياة بما يسهم في تحديث المجتمعات ويصون أنماطها الثقافية.
ولأجل الحفاظ على هوية الأوطان.. تتأكد أهمية أن تعمل نخب الثقافة العربية بجهد مشترك مع مختلف المؤسسات والأوساط في العالم العربي للقيام بأدوارها الفاعلة في التنوير وصياغة الوعي، وإعادة الاعتبار لمفردات الثقافة الأصيلة وأدواتها وعناصرها ورموزها الفاعلة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
أحمد الشرع يتسلم دعوة رسمية من العراق للمشاركة في القمة العربية المقبلة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- سلّم العراق دعوة رسمية للرئيس المؤقت للإدارة الحالية في سوريا، أحمد الشرع، للمشاركة في القمة العربية المزمع عقدها في العاصمة بغداد في 17 مايو/أيار المقبل.
وأفادت وكالة الأنباء السورية أن الشرع تسلم الدعوة، الأحد، لدى استقباله المبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي، وزير الثقافة والسياحة والآثار، أحمد فكاك البدراني.
وقال البدراني، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية إنه "بناء على تكليف من رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، سلّمنا دعوة للرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية في 17 من الشهر القادم في بغداد"، مؤكدًا أن "القمة العربية ستناقش التحديات التي تواجه الأمة العربية".
وأضاف البدراني أنه "التقى على هامش زيارته إلى دمشق وزير الثقافة السوري وتم تناول تعزيز التعاون الثقافي في كلا البلدين".
من جانبه، قال وزير الثقافة السوري محمد ياسين إن البلدين "يرتبطان بحضارة عمرها آلاف السنين وإخوة بالتراب الواحد ولن تفرقنا الحدود الاصطناعية، ونحن شعب واحد يشترك بالعديد من الصفات"، بحسب وكالة الأنباء العراقية.
وتابع ياسين: "منفتحون على التعامل والتعاون والاشتراك مع العراق في مختلف المجالات ونذهب باتجاه الحياة الثقافية التشاركية".
كان سياسيون ومجموعات عراقية موالية لإيران قد عبروا عن رفضهم لدعوة الشرع إلى زيارة بغداد.