بشر الخبير في مجال الزراعة والمياه، عادل المختار، العراقيين بظاهرة (النينيا) بعد كانون الأول المقبل.

وقال المختار في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان :”العالم يعاني حالياً من ظاهرة (النينو) وهي من تقف وراء ارتفاع درجات الحرارة، بمعدلات قياسية في معظم البلدان وسببت تبخر المياه وانحسار مناسيبها وزادت من معدلات التلوث”.

وأضاف، انه “وبعد كانون الأول سيشهد العراق ظاهرة رديفة وهي (النينيا) وتعني غزارة في الأمطار بمعدلات قياسية جداً” داعيا وزارتي الزراعة والموارد المائية الى “الاهتمام بالخزين أولا بعدها الزراعة لتفادي انتكاسة أخرى”، مؤكداً بان “أغلب الدول ومنها الخليجية رغم ندرة الموارد المائية لجئت الى الزراعة الذكية في تقليل هدر المياه واعتماد أطر متقدمة في الزراعة”.

وأشار الى ان “العراق واجه 3 مواسم جفاف ثم رابع مطري لكن للأسف لم يجر اسثتماره بالشكل المطلوب بسبب سوء الإدارة في وزارتي الموارد المائية والزراعة التي لم تستغل وفرة السيول والأمطار والثلوج في الشتاء وعمدت الى توسيع الخطة الزراعية من خلال طرق السقي التقليدية التي تستنزف كميات كبيرة من المياه”.

وتابع المختار، ان “الزراعة تستهلك 85% من الموارد المائية” لافتا الى، ان “العراق وصل الى أسوء خزين في تاريخه منذ الثلاثنيات وفق تأكيدات وزارة الموارد المائية ما يعني اننا في وضع خطر وقلق جداً يجب اعتماد سياسة عليا في ملف المياه والزراعة لمواجهة التحديات”.

وكانت وزارة الموارد المائية، توقعت أن تسهم الأمطار المتوقع هطولها بنحو جيد خلال الموسم الشتوي المقبل، في تجاوز العراق لأزمة المياه الخانقة التي مرت به وعانى من آثارها للأعوام الأربعة الماضية.

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

كلمات دلالية: الموارد المائیة

إقرأ أيضاً:

إيران والخيار المر : ترك “العراق”قبل أن تُقضَم من جهة أذربيجان! الجزء الثالث !

بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا: نكمل اليوم وفي الجزء الثالث هذا مانشرناه في الجزء الاول والثاني وخصوصا حول أخطر تهديد مرتقب ومتصاعد ضد النظام الإيراني وتحديدا من جهة أذربيجان .وعلى ما يبدو ان ورائه جبهة تنسيقية تتألف من إسرائيل وتركيا والمايسترو الاميركي. فتركيا التي غنمت سوريا لن تترك ايران لتفكر بالعودة لسوريا وكذلك إسرائيل تُفكر بنفس التوجه . فلقد تكلمنا في الجزء الثاني عن الديموغرافية الاذرية داخل إيران والتي تتماهى قوميا مع أذربيجان وتتكون من 5 محافظات إيرانية يقطنها 20 مليون مواطن إيراني من اصل آذري يتأثرون بالسياسات الأذربيجانية .وكيف وان التصعيد الأخير ضد النظام الإيراني جاء على لسان الرئيس الأذربيجاني شخصيا. ويبدو أن هذا التصعيد مرتبط بمخطط الشرق الأوسط الجديد الذي تعمل عليه إسرائيل وبدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية وبتمويل خليجي .فنستطيع القول ان طهران دخلت في فصل الخوف والرعب الحقيقي لأن الخاصرة الأذربيجانية وفي حال تفجرها سوف تحرك طموحات واماني القوميات الكبرى في إيران نحو الانفصال وهي ” القومية الكردية ، القومية العربساتية ، وقومية البلوش… الخ ” وهي القنبلة التي يرتجف منها النظام الايراني كونها بوابة لتقسيم ايران. لا سيما وان ثروات ايران المهمة تحت اقدام ابناء هذه القوميات!
ثانيا : وهناك الفرع الثاني من الخاصرة الأذربيجانية والذي يهدد إيران بشكل مباشر وخطير والمتمثل بمعبر او ممر ” زنغزور” والذي يعتبر ممرا استراتيجيا إلى دول اسيا الوسطى . ويتكون هذا المعبر من شريط بري يبلغ طوله 40 كيلومترا، ويمر عبر منطقة “زنغزور” الأرمنية، ويربط أذربيجان بإقليم نخجوان المتمتع بالحكم الذاتي و التابع لأذربيجان إداريا، والمنفصل عنها جغرافيا. والتي تريد أذربيجان فتحه لتصل إلى إقليم ” نخجوان” ومن ثم تتصل بتركيا .علما ان هذا الممر من أكثر القضايا الخلافية بين أرمينيا وأذربيجان ومنذ حربهما عام 2020، حيث تتهم أذربيجان أرمينيا بالتنصُّل من التزاماتها وفق الاتفاق المبرم بينهما، وتهدد أذربيجان بفتح الممر بالقوة،وحينها سيمتد الصراع ليشمل دولا إقليمية أخرى مثل تركيا وإيران وروسيا.
ثالثا:وممر زنغزور هو مشروع حيوي واستراتيجي تسعى أذربيجان لتنفيذه بهدف ربط إقليم نخجوان الذاتي بأراضيها الرئيسية عبر الأراضي الأرمنية، وتحديداً من خلال مقاطعة سيونيك بمحاذاة الحدود الأرمينية الإيرانية.و أن إيران تعارض فتحه لعدة أسباب منها خوفها من التأثير الجيوسياسي، إذ تعتبر أن استيلاء أذربيجان عليه يهدد بقطع اتصالها البري مع أرمينيا والقوقاز، مما يضعف روابطها مع أوروبا.كما تخشى إيران من تعزيز النفوذ التركي، إذ يؤدي المشروع إلى توسيع نفوذ تركيا في القوقاز، ما قد يؤثر على التوازن الإقليمي.وأخيرا، تشعر طهران بالقلق من تغيير الحدود الدولية ، فقد أكدت مراراً رفضها لأي تغيير في الحدود المعترف بها دولياً، معتبرة ممر زنغزور تهديداً لوحدة الأراضي الإيرانية .
رابعا: فعندما تنجح أذربيجان بالاستيلاء على ممر ” زنغزور”والوصول إلى الاقليم الأذري ” نخجوان” فسوف تفتح الطريق لتركيا ودول الاتحاد الأوربي واوربا نحو القوقاز ونحو دول اسيا الوسطى وسوف يصبح ممرا دوليا ( اي إعلان التمدد التركي والوصول إلى الجمهوريات الناطقة بالتركية) وهذا يعني تطويق إيران من جهة ،والوصول إلى ثروات بحر قزوين من جهة اخرى . لان هذا الممر يشكل أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة لأذربيجان وتركيا لانه يعزز التجارة الإقليمية. أي يلعب دوراً حيوياً في التجارة الإقليمية وحركة النقل، ما يعزز من المكانة الاقتصادية لتركيا وأذربيجان على حساب إيران خصوصا عند الاستيلاء على هذا الممر سوف ينقطع الاتصال بين إيران وأرمينيا .وان التهديد الذي خرج من الرئيس الأذربيجاني ضد ايران قبل ايام قليلة شمل ارمينيا كذلك عندما قال عنها ( أرمينيا تشكل تهديدا «فاشيا» يتعين القضاء عليه. إما على يد القيادة الأرمينية أو على أيدينا. فلا يوجد أي سبيل آخر) وهنا باتَ واضحا ً ان الرئيس الأذربيجاني يمهد لجولة حرب جديدة ضد ارمينيا وسوف تشترك بها تركيا هذه المرة . لانه في الجولة الاولى من الحرب استعادت أذربيجان في سبتمبر (أيلول) 2023 السيطرة على كاراباخ مما دفع كل الأرمن في الإقليم، البالغ عددهم 100 ألف نسمة، إلى الرحيل جماعيا إلى أرمينيا
خامسا: إيران بدأت بالتحرك لحماية نفوذها ولكنه تحرك متأخر جداً . فلقد باشرت بإقامة رادارات حديثة ثلاثية الأبعاد (نذير) بمدى 800 كيلومتر في شمال البلاد. تُظهر الصورة 1 مدى تغطية هذه الرادارات، التي ترصد سماء أذربيجان‬⁩ و ⁧‫أرمينيا‬⁩ وجزءًا من سماء ⁧‫روسيا‬⁩ و ⁧‫تركيا‬⁩.” وهو تحسب استباقي متأخر جدا لانها صبت تفكيرها وانشغالها على غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن . وبما انها خسرت غزة ولبنان وسوريا وفي طريقها لخسارة اليمن فتراهن على العناد وصنع الفوضى في العراق ولكن هذا سوف يكلفها لخسائر جسيمة من جهة أذربيجان ،وحتى من جهة القوميات الإيرانية الكبرى وصولا للتصدع الداخلي في إيران والذي سيمهد لأنتفاضة الشعب الإيراني ضد النظام وهذا ما يريده النظام العالمي الجديد !
الخلاصة : فليس امام إيران خياراً إلا الخروج من العراق وبسرعة وقبل فوات الاوان . والتخلي عن جميع حلفاءها داخل العراق لانهم كانوا سببا ولازالوا بكراهية الشعب العراقي لإيران. وان فعلت ايران ذلك قد تحصل على مصالح جيدة بعد التغيير في العراق. وان قررت البقاء والمراهنة على الفوضى والمنازلة في العراق فنقول لها ستخسري المواجهة مع النظام العالمي. وحينها ستحلمي ان يكون لديك سفارة في العراق بعد التغيير !
سمير عبيد
١١ يناير ٢٠٢٥

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • ما الشاهقة المائية التي شوهدت في السعودية مؤخرا؟
  • بحوث الصحراء: مبادرة لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الزراعية بسيناء
  • “المياه الوطنية” تنفذ حزمة مشاريع تطويرية لخدمات بيئية بمحافظة جدة
  • الموارد المائية: إنجاز 25% من أعمال تأهيل التكسية الحجرية في بغداد
  • مصر: نرفض التصرفات الأحادية في الموارد المائية المشتركة
  • إيران والخيار المر : ترك “العراق”قبل أن تُقضَم من جهة أذربيجان! الجزء الثالث !
  • وزارة الزراعة تستعد لإطلاق منصة وبوابة الخدمات الإلكترونية “تبسيط”
  • “إنفيديا” الأمريكية تنتقد القيود التي تعتزم إدارة بايدن فرضها
  • التركيز على “الزراعة المستدامة” سيساهم في تعزيز صمود الشعب اليمني أمام التحديات
  • حماس توافق على قائمة “الرهائن” التي قدمها الاحتلال للمرحلة الأولى