في خطوة غير متوقعة، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عزمه زيارة قطاع غزة وسط تصاعد وتيرة الحرب، مما يضع هذه الزيارة في سياق محفوف بالمخاطر إذا ما تمت بموافقة جيش الاحتلال الإسرائيلي. ورغم أن البعض يرونها استعراضًا سياسيًا، إلا أنها تحمل في طياتها رسالة واضحة موجهة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، تؤكد على عزم السلطة الفلسطينية استعادة سيادتها على قطاع غزة من حركة حماس، وأنها لن تتنازل عن دورها كجزء أساسي في أي تسوية سياسية مستقبلية تحدد هوية الحاكم في القطاع.

كما يمكن اعتبار هذه الخطوة محاولة للدفاع عن حق السلطة في استعادة مقارها الحكومية والأمنية في غزة، حتى لو تطلب الأمر المخاطرة بحياته.


في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أكد كل من الدكتور أيمن الرقب والدكتور يسري عبيد أن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لقطاع غزة تواجه صعوبات كبيرة، نظرًا لرفض إسرائيل وجود السلطة الفلسطينية في القطاع.

عبيد شدد على أن هذا الرفض يعكس مساعي إسرائيل لمنع إقامة دولة فلسطينية في غزة، بينما يرى الرقب أن الزيارة تعبر عن محاولة لاستغلال العواطف دون تحقيق فوائد حقيقية.

خطوة مهمة لتوحيد الصف

 
قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي الفلسطيني، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أعلن في كلمة، وصفها البعض بالعاطفية، في البرلمان التركي، عن نيته زيارة قطاع غزة. وأوضح أبو مازن أنه سيطلب من الأمم المتحدة ومجلس الأمن توفير الحماية اللازمة لهذه الزيارة، مشيرًا إلى أن دخول قطاع غزة يتم فقط عبر معبرين؛ معبر رفح الذي يسيطر عليه الاحتلال الإسرائيلي، ومعبر إيريز (بيت حانون) الذي يتحكم به أيضًا الاحتلال.

وأضاف «الرقب» في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن هناك تقارير تفيد بأن أبو مازن طلب من الإسرائيليين التنسيق لهذه الزيارة، لكن من المحتمل أن ترفض إسرائيل هذا الطلب، خاصة في ظل مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعارض مثل هذه التحركات.

وأكد الرقب أن الزيارة، في رأيه، تعبر عن محاولة لاستغلال العواطف، مشيرًا إلى أن الأوضاع الراهنة تجعل من الصعب تحقيق هذه الزيارة، ورغم أن حديث الرئيس عن معاناة الشعب الفلسطيني يُعتبر خطوة إيجابية، خاصة بعد تصريحاته السابقة التي وصف فيها الحرب بأنها معركة بين حماس وإسرائيل، إلا أن الرقب يشكك في وجود أي فوائد حقيقية من هذه الزيارة.

وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إلى أن الأولوية بالنسبة للشعب الفلسطيني هي وقف الحرب وتحقيق المصالحة الوطنية، ورغم الاجتماعات التي جرت في بكين والتي خرجت بتوصيات لم تنفذ حتى الآن، إلا أنه يعتقد أن مفتاح تحقيق المصالحة يكمن في تشكيل حكومة وفاق وطني أو إعادة صياغة منظمة التحرير الفلسطينية بمشاركة جميع الفصائل دون استثناء.

 

عدم إقامة دولة فلسطينية 


من جانبه آخر، أكد الدكتور يسري عبيد أن إسرائيل لن تسمح للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بالذهاب إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل ترفض أي وجود رسمي للسلطة الفلسطينية في القطاع.


وأضاف «عبيد» في تصريحات خاصة لـ «الفجر»،  أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح بوضوح بأنه لا يريد "حماس ستان" ولا "فتح ستان" في غزة، مما يعكس رفض إسرائيل لوجود السلطة الفلسطينية حتى على معبر رفح.

وأوضح الدكتور عبيد أن هذا الموقف الإسرائيلي يهدف إلى القضاء على أي بادرة لإقامة الدولة الفلسطينية في قطاع غزة. وأضاف أن إسرائيل لن تستهدف أبو مازن شخصيًا لأنها لن تسمح له بالمرور إلى غزة من الأساس.

علاوة على ذلك، أشار إلى أن إسرائيل تفرض حصارًا على الرئيس الفلسطيني في رام الله، بينما يستمر التنسيق الأمني بين قوات الاحتلال وقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

واختتم المحلل في الشأن الدولي، أن أجهزة الأمن الفلسطينية تقوم بملاحقة عناصر المقاومة الفلسطينية من حماس والجهاد وكتائب القسام.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غزة زيارة أبو مازن توحيد الصف الفلسطيني فلسطين الرئيس الفلسطيني محمود عباس اسرائيل الفلسطینی محمود عباس الرئیس الفلسطینی الفلسطینیة فی هذه الزیارة أن إسرائیل أبو مازن قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

عضو بـ«الشيوخ»: إطلاق برنامج جديد للحماية الاجتماعية خطوة مهمة لتخفيف الأعباء

أكد المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة في وضع وتنفيذ برامج الحماية الاجتماعية، لضمان حياة كريمة للمواطنين، خاصة الفئات الأكثر احتياجًا، لافتا إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بشأن العمل على صياغة برنامج للحماية الاجتماعية لعرضه على الرئيس تمهيدا لإطلاقه، يأتي ضمن خطوات مهمة تتخذها القيادة السياسية لتخفيف الأعباء من على كاهل المواطن.

رفع مخصصات الإنفاق العام على برامج الحماية الاجتماعية

وأضاف أن الدولة رفعت مخصصات الإنفاق العام على برامج الحماية الاجتماعية إلى 635.9 مليار جنيه في موازنة العام المالي 2024/ 2025، والتي شملت برامج الحماية الاجتماعية الدعم الغذائي، والتأمين الاجتماعي والصحي، والإسكان الاجتماعي، وبرامج التحويلات النقدية.

وأوضح أن برنامج تكافل وكرامة يعد أكبر برنامج نقدي مشروط في المنطقة يهدف إلى تحسين أوضاع الأسر الأشد فقرا، حيث ارتفع عدد المستفيدين ليصل إلى 4.7 مليون أسرة، و500 ألف أسرة بالتعاون مع المجتمع المدني ليصل إلى 22 مليون فرد عام 2024 بتكلفة 41 مليار جنيه.

تعزيز مفاهيم التمكين الاقتصادي

وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن هذه الجهود شملت أيضا تعزيز مفاهيم التمكين الاقتصادي بخلاف الدعم النقدي المباشر، فقد تم إطلاق برامج التمكين التى استفاد منها 1.3 مليون أسرة برأس مال متجدد يصل إلى نحو 5 مليارات جنيه، موضحًا أن هذه البرامج وضعت في اعتبارها دعم المرأة المصرية لتستحوذ على أكثر من 70%، من المستفيدين من هذه المبادرات، وذلك خلال العشر سنوات الماضية، مشيداً أيضا بجهود الحكومة في دعم العمالة غير المنتظمة خلال التحديات الماضية.

وأوضح المهندس هاني العسال، أن الدولة قدمت الدعم للعمالة غير المنتظمة، إذ جرى صرف 6 مليارات و261 مليون جنيه، منها صرف 500 جنيه على 6 دفعات للعمالة غير المنتظمة المتضررة من جائحة كورونا، وإنشاء صندوق لدعم العمالة غير المنتظمة ضد المخاطر المختلفة في سابقة تعكس مدى اهتمام الدولة بالمواطن البسيط، مشيراً إلى أن برامج الحماية الاجتماعية أداة مهمة لتنفيذ مفاهيم حقوق الإنسان، لا سيما أن هذه البرامج تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفجوة الاقتصادية بين المواطنين، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والتنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • أبو مازن يُبدي ترحيبه بموقف جوتيريش الرافض لتهجير الفلسطينيين
  • نائب رئيس «المؤتمر»: اجتماع وزراء الخارجية العرب خطوة جادة لدعم القضية الفلسطينية
  • عضو بـ«النواب»: بيان وزراء الخارجية العرب خطوة مهمة لدعم فلسطين
  • بيان عربي مشترك: لا لتهجير الشعب الفلسطيني.. وتأكيد قيام الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطني
  • فاس..خبراء يكشفون عن تطورات مهمة في علاج سرطان الجهاز البولي التناسلي
  • الرئيس الفلسطيني يهنئ الشرع برئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية
  • أبو مازن يعرب عن تقديره للرئيس السيسي على مواقف بلاده الثابتة برفض التهجير من غزة
  • بعد تأجيل زيارة بركة لمشروع الربط المائي بالشمال... بايتاس يقول إن الزيارة ستتم حين تنتهي التجارب
  • إسرائيل تستعد للإفراج عن 110 أسرى فلسطينيين مقابل ثلاثة محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية
  • عضو بـ«الشيوخ»: إطلاق برنامج جديد للحماية الاجتماعية خطوة مهمة لتخفيف الأعباء