أوباما مهاجماً ترامب: لا يتوقف عن النحيب.. وأمريكا «مستعدة للرئيسة هاريس»
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
شيكاغو"أ.ف.ب ": قال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أمام المؤتمر العام للحزب الديموقراطي إن "الشعلة مُررت" إلى كامالا هاريس مشددا على أن البلاد مستعدة لأن تصبح المرشحة الديموقراطية رئيسة لها.
وأكد أوباما الذي استقبل بالتصفيق والهتاف الحار في المركز الذي يقام فيه المؤتمر العام للحزب لتسمية كامالا هاريس رسميا، إن نائبة الرئيس الأمريكي "ستكافح من أجل الأمريكيين" معتبرا أن منافسها في انتخابات نوفمبر دونالد ترامب "خطر".
وقال في خطاب حماسي ألقاه إنّ "أمريكا مستعدة للرئيسة كامالا هاريس، وكامالا هاريس مستعدّة للمنصب. إنها شخص أمضى حياته في النضال من أجل أولئك الذين يحتاجون لأن يُسمعوا صوتهم".
وشدد على أن هاريس "شخص يراكم ويصغي إليكم وينهض كل يوم للنضال من أجلكم".
وأكد "نعم، يمكنها ذلك"، مستعيدا بذلك الشعار الانتخابي الذي أوصله إلى البيت الأبيض قبل 16 عاماً وأدخله التاريخ كأول رئيس أسود للولايات المتحدة.
وقد ردد الحضور الشعار وراءه مرارا.
من جهتها، تعهدت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية كامالا هاريس، بأن تقاتل بقوة في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية، وحثت حزبها على الاستعداد لـ "سباق متقارب" أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وذلك أثناء مخاطبتها لأنصارها خلال تجمع حاشد في ميلووكي بولاية ويسكونسن الامريكية.
وقالت هاريس: "نعلم أن هذا سيكون سباقا متقاربا حتى النهاية. أمامنا عمل شاق، ولكننا نحب العمل الشاق. إن العمل الشاق هو عمل جيد".
واستمرت هاريس 59 عاما في الرد على صيحات الجمهور، قائلة: "لا، لا، لم نفز بالفعل... أمامنا 77 يوما من العمل الذي يجب القيام به".
ورغم تقدم هاريس قليلا على منافسها الجمهوري في استطلاعات الرأي المحلية، عادة ما يقع تقدمها ضمن هامش الخطأ.
وقد تم رسميا تأكيد ترشيح هاريس عن الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل، خلال المؤتمر الوطني للحزب بشيكاغو أمس.
"نعم يمكنها ذلك"
في غضون ذلك، خصّص أوباما حيّزا من خطابه لتحية نائبه السابق الرئيس جو بايدن وحيّزاً أكبر لمهاجمة منافس هاريس في الانتخابات المقبلة الرئيس الجهوري السابق دونالد ترامب، مسلّطا الضوء على الاختلافات الكثيرة بين هذا "الملياردير البالغ من العمر 78 عاماً والذي لا يتوقف أبداً عن النحيب" و"يخشى الخسارة" وهاريس التي "لن تنشغل بمصالحها بل ستنشغل بمصالحكم (..) وستعمل لصالح كل مواطن أمريكي".
وقبل خطابه، قالت زوجته ميشال أوباما التي تتمتع بشعبية جارفة أيضا أمام المؤتمر "ثمة شيء ساحر ورائع في الأجواء.. إنها قوة الأمل المعدية" مؤكدة ان "الأمل يعود" وهو شعار ردده زوجها في حملته الانتخابية الظافرة الأولى في 2008.
وزاد خطاب باراك أوباما الحيوي من الحماسة المسيطرة على المندوبين في مؤتمر الحزب الذي انطلق الاثنين الماضي بعد كلمة ألقاها الرئيس جو بايدن بعد أقل من شهر على انسحابه من السباق الرئاسي.
وقالت المشاركة في المؤتمر توامارا هال البالغة 35 عاما من كاليفورنيا "في 2012 صوتت لصالحه والجميع كان يدفع ميشال أوباما إلى الترشح لكن الآن لدينا كامالا لذا أظن أن ما يحصل هو أنهما يمرران الشعلة إليها".
وفي كلمة شخصية الطابع، ركز داغ امهوف زوج هاريس على خصالها قائلا للمشاركين إنها "جاهزة".
وشدد وسط التصفيق الحار على أنها "تجلب الفرح والصلابة إلى هذا المنصب".
وأضاف "في هذه المرحلة من تاريخ أمتنا هي الرئيس المناسب بالتحديد".
ويؤمن الديموقراطيون بإمكان إلحاق الهزيمة بدونالد ترامب مع وحدة الصف الظاهرة في صفوف الحزب ونتائج استطلاعات الرأي الأخيرة.
وكان يبدو أن المرشح الجمهوري بصدد العودة إلى البيت الأبيض بنتيجة انتخابات الخامس من نوفمبر إلى أن قرر بايدن الانسحاب من السباق لتحل مكانه نائبته في الرئاسة.
ويتوقع مؤيدون لأوباما أن يتكرر ما حصل في حملة العام 2008 عندما حملته موجة من الحماسة والزخم إلى البيت الأبيض.
وسمى المندوبون في تصويت رمزي هاريس مرشحة لهم بعد تصويت سابق تم عبر الانترنت حصلت فيه على غالبية الأصوات.
"مناهضة للشرطة"
الى ذلك، وسعيا منه لتحويل انتباه الاعلام عن مؤتمر الحزب الديموقراطي، ينظم ترامب لقاءات انتخابية طوال الأسبوع الحالي. وتطرق امس إلى ما اعتبره موقف هاريس "المناهض للشرطة".
وفي تجمع في هاول في ولاية ميشيجن حمل على ما أسماه "موجة جرائم كامالا".
وقال محاطا بعناصر شرطة وآلياتهم "لا يمكن للمرء عبور الطريق لشراء الخبز إلا ويتعرض لإطلاق نار" مدعيا زورا أن الجرائم العنيفة ارتفعت بنسبة 43 %.
وفيما دعا حلفاء ترامب الرئيس السابق إلى التركيز على السياسات والتوقف عن الشتائم الشخصية ضد هاريس، يستمر الأخير على هذا النهج.
وفي سياق آخر، سلّط السباق الانتخابي إلى البيت الأبيض بين كامالا هاريس ودونالد ترامب الضوء على فجوة واضحة في التصويت بين النساء والرجال، وفقا لاستطلاعات رأي ومحلّلين.
وتسعى الديموقراطية كامالا هاريس لأن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة، في مواجهة ترامب الذي يُعرف بتعليقاته المهينة للمرأة فضلا عن كونه من دعاة تقييد حقوق الإجهاض.
وفي استطلاع نشرته شبكة "سي بي اس" هذا الأسبوع، قال 56 في المائة من النساء إنهن سيصوّتن لهاريس، بينما دعمت 44 في المائة المرشّح الجمهوري دونالد ترامب.
على الجهة الأخرى، أيّد 54 في المائة من الرجال ترامب، بينما قال 45 في المائة إنّهم سيصوّتون لهاريس.
وبدت الأرقام التي توصّل إليها أحدث استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز وجامعة سيينا أكثر إثارة للدهشة، إذ أبدى 56 في المائة من الناخبات دعمهن لهاريس، بينما دعمت 35 في المائة ترامب.
وبالمقارنة، قال 52 في المائة من الناخبين الرجال إنّهم يفضّلون المرشّح الجمهوري، بينما أبدى 39 في المئة دعمهم لمرشحّة الحزب الديموقراطي، وفقا للاستطلاع ذاته.
وعلى مدى سنوات، مالت أصوات الناخبات في الولايات المتحدة للديموقراطيين، لكنّ محلّلين يشيرون إلى الانقسام الصارخ بين الجنسين في هذه الانتخابات.
وقال فرانسكى لانتز أحد خبراء استطلاعات الرأي المؤثرين، على شبكة سي ان ان مؤخرا، "إنها ليست فجوة بل هوة عميقة"، مضيفا "لم نشهد مثل هذا من قبل".
وذهب لانتز إلى حد التنبؤ بأنّ "هناك احتمالا لحدوث طلاق بسبب المعركة" الانتخابية.
وأشار المحلل خصوصا إلى استراتيجية ترامب المستمرّة في شنّ هجمات شخصية ضد هاريس، بما في ذلك انتقاد مظهرها وذكائها وحتى ضحكتها.
وقال "لا تهِن خصمك بسبب مظهره وطريقة كلامه. النساء لا يتحمّلن ذلك"، مضيفا أن الناخبات يبحثن عن مرشح يركّز على المستقبل، وليس على "الغضب بشأن الماضي".
ويبدو أن هجمات ترامب على هاريس كان لها تأثير غير مقصود تمثل في تحفيز القاعدة الديموقراطية في بعض الحالات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إلى البیت الأبیض کامالا هاریس دونالد ترامب فی المائة من
إقرأ أيضاً:
روسيا وأمريكا تتبادلان إطلاق سراح «ثان» للسجناء منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض
واشنطن «أ.ف.ب»: أجرت الولايات المتحدة وروسيا اليوم الخميس ثاني عملية تبادل سجناء منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فـي إشارة إضافـية إلى تحسن العلاقات بين القوتين العظميين بمبادرة من واشنطن. وتزامن التبادل مع انعقاد لقاء روسي أمريكي جديد فـي إسطنبول، وهو علامة أخرى على التقارب.
تم فـي أبوظبي تبادل المواطنة الروسية الأمريكية كسينيا كاريلينا التي حُكم عليها بالسجن لمدة 12 عاما بتهمة «الخيانة» فـي روسيا فـي عام 2024، بالمواطن الألماني الروسي آرثر بتروف.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو فـي منشور على منصة إكس: «الأمريكية كسينيا كاريلينا استقلت الطائرة التي تعيدها إلى الولايات المتحدة. لقد سجنتها روسيا ظلما لأكثر من عام ونجح الرئيس (دونالد) ترامب فـي الإفراج عنها»، من دون أن يشير إلى عملية تبادل سجناء.
وأكد محاميها ميخائيل موشايلوف لوكالة فرانس برس الإفراج عنها.
بدوره، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي اليوم الخميس تبادل كسينيا ببتروف الذي أوقف فـي 2023 بتهمة تصدير مكونات إلكترونية إلى روسيا فـي شكل غير قانوني. أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف ومسؤولا كبيرا فـي الاستخبارات الروسية قادا المفاوضات بشأن عملية التبادل.
وقالت متحدثة باسم «سي آي إيه» للصحيفة الأمريكية إن «هذا التبادل يظهر أهمية الحفاظ على التواصل مع روسيا، رغم الصعوبات الجمة التي تواجه علاقاتنا الثنائية». وأضافت «ننظر إلى هذا التبادل باعتباره خطوة إيجابية إلى الأمام». عملية تبادل السجناء هذه هي الثانية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فـي يناير، بعد أن قاد تقاربا بين البلدين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
واتفقت القوتان على إصلاح شامل لعلاقاتهما الثنائية المتضررة بشدة بسبب سنوات من التوترات التي بلغت ذروتها منذ عام 2022 وبداية الهجوم الروسي على أوكرانيا المدعومة من واشنطن.
وعقدت عدة اجتماعات ثنائية بالفعل، وبدأت محادثات جديدة بين الروس والأمريكيين بشأن تفعيل البعثات الدبلوماسية للبلدين اليوم الخميس فـي إسطنبول خلف أبواب مغلقة فـي القنصلية الروسية، وفق ما أفاد صحفـي من وكالة فرانس برس خارج المبنى.
وقال مصدر روسي لوكالة أنباء ريا نوفوستي اليوم الخميس «ستكون المناقشات معمقة وستستمر عدة ساعات، ولكن من غير المرجح أن تكون مطولة» مثل تلك التي جرت فـي 27 فبراير.
ولدت كسينيا كاريلينا عام 1991، وحُكم عليها فـي عام 2024 بالسجن لمدة 12 عاما بسبب تبرعها بحوالي خمسين دولارا لمنظمة أوكرانية.
وقالت محكمة روسية إن هذه الأموال «استخدمت لشراء معدات طبية وأسلحة وذخيرة من قبل القوات المسلحة الأوكرانية».
كانت كاريلينا تقيم فـي كاليفورنيا، وأوقفت أثناء زيارة عائلتها فـي روسيا، وقد أنكرت الاتهامات التي وجهها لها القضاء الروسي.
من جانبه، اتهم القضاء الأمريكي آرثر بتروف الحامل للجنسيتين الألمانية والروسية بتصدير مكونات إلكترونية بشكل غير قانوني إلى روسيا للاستخدام العسكري، فـي انتهاك للعقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو بسبب النزاع فـي أوكرانيا.
وبحسب السلطات الأمريكية، كان بتروف يمتلك شركة واجهة فـي قبرص حيث أوقف فـي أغسطس 2023 قبل تسليمه إلى الولايات المتحدة.
فـي منتصف فبراير، وبعد أول مكالمة بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب منذ عودة الملياردير إلى البيت الأبيض، تم إطلاق سراح كالوب واين بايرز، وهو أمريكي يبلغ 28 عاما أوقف فـي مطار موسكو لنقله حلوى تحتوي على القنب. وفـي أوائل فبراير، قامت واشنطن وموسكو بتبادل المدرس الأمريكي مارك فوغل بخبير الحاسوب الروسي ألكسندر فـينيك.
ثم فـي الأول من أغسطس 2024، جرت أكبر عملية تبادل منذ نهاية الحرب الباردة بين القوتين المتنافستين، وأسفرت عن إطلاق سراح صحفـيين، من بينهم مراسل صحيفة وول ستريت جورنال إيفان غيرشكوفـيتش، إضافة إلى معارضين محتجزين فـي روسيا مقابل إطلاق سراح جواسيس روس مفترضين محتجزين فـي الغرب. ولا يزال عدد من الأمريكيين محتجزين فـي السجون الروسية، وتدين واشنطن «احتجاز الرهائن» لتأمين إطلاق سراح روس من بينهم جواسيس مفترضون مسجونون فـي الغرب.