شيكاغو"أ.ف.ب ": قال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أمام المؤتمر العام للحزب الديموقراطي إن "الشعلة مُررت" إلى كامالا هاريس مشددا على أن البلاد مستعدة لأن تصبح المرشحة الديموقراطية رئيسة لها.

وأكد أوباما الذي استقبل بالتصفيق والهتاف الحار في المركز الذي يقام فيه المؤتمر العام للحزب لتسمية كامالا هاريس رسميا، إن نائبة الرئيس الأمريكي "ستكافح من أجل الأمريكيين" معتبرا أن منافسها في انتخابات نوفمبر دونالد ترامب "خطر".

وقال في خطاب حماسي ألقاه إنّ "أمريكا مستعدة للرئيسة كامالا هاريس، وكامالا هاريس مستعدّة للمنصب. إنها شخص أمضى حياته في النضال من أجل أولئك الذين يحتاجون لأن يُسمعوا صوتهم".

وشدد على أن هاريس "شخص يراكم ويصغي إليكم وينهض كل يوم للنضال من أجلكم".

وأكد "نعم، يمكنها ذلك"، مستعيدا بذلك الشعار الانتخابي الذي أوصله إلى البيت الأبيض قبل 16 عاماً وأدخله التاريخ كأول رئيس أسود للولايات المتحدة.

وقد ردد الحضور الشعار وراءه مرارا.

من جهتها، تعهدت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية كامالا هاريس، بأن تقاتل بقوة في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية، وحثت حزبها على الاستعداد لـ "سباق متقارب" أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وذلك أثناء مخاطبتها لأنصارها خلال تجمع حاشد في ميلووكي بولاية ويسكونسن الامريكية.

وقالت هاريس: "نعلم أن هذا سيكون سباقا متقاربا حتى النهاية. أمامنا عمل شاق، ولكننا نحب العمل الشاق. إن العمل الشاق هو عمل جيد".

واستمرت هاريس 59 عاما في الرد على صيحات الجمهور، قائلة: "لا، لا، لم نفز بالفعل... أمامنا 77 يوما من العمل الذي يجب القيام به".

ورغم تقدم هاريس قليلا على منافسها الجمهوري في استطلاعات الرأي المحلية، عادة ما يقع تقدمها ضمن هامش الخطأ.

وقد تم رسميا تأكيد ترشيح هاريس عن الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل، خلال المؤتمر الوطني للحزب بشيكاغو أمس.

"نعم يمكنها ذلك"

في غضون ذلك، خصّص أوباما حيّزا من خطابه لتحية نائبه السابق الرئيس جو بايدن وحيّزاً أكبر لمهاجمة منافس هاريس في الانتخابات المقبلة الرئيس الجهوري السابق دونالد ترامب، مسلّطا الضوء على الاختلافات الكثيرة بين هذا "الملياردير البالغ من العمر 78 عاماً والذي لا يتوقف أبداً عن النحيب" و"يخشى الخسارة" وهاريس التي "لن تنشغل بمصالحها بل ستنشغل بمصالحكم (..) وستعمل لصالح كل مواطن أمريكي".

وقبل خطابه، قالت زوجته ميشال أوباما التي تتمتع بشعبية جارفة أيضا أمام المؤتمر "ثمة شيء ساحر ورائع في الأجواء.. إنها قوة الأمل المعدية" مؤكدة ان "الأمل يعود" وهو شعار ردده زوجها في حملته الانتخابية الظافرة الأولى في 2008.

وزاد خطاب باراك أوباما الحيوي من الحماسة المسيطرة على المندوبين في مؤتمر الحزب الذي انطلق الاثنين الماضي بعد كلمة ألقاها الرئيس جو بايدن بعد أقل من شهر على انسحابه من السباق الرئاسي.

وقالت المشاركة في المؤتمر توامارا هال البالغة 35 عاما من كاليفورنيا "في 2012 صوتت لصالحه والجميع كان يدفع ميشال أوباما إلى الترشح لكن الآن لدينا كامالا لذا أظن أن ما يحصل هو أنهما يمرران الشعلة إليها".

وفي كلمة شخصية الطابع، ركز داغ امهوف زوج هاريس على خصالها قائلا للمشاركين إنها "جاهزة".

وشدد وسط التصفيق الحار على أنها "تجلب الفرح والصلابة إلى هذا المنصب".

وأضاف "في هذه المرحلة من تاريخ أمتنا هي الرئيس المناسب بالتحديد".

ويؤمن الديموقراطيون بإمكان إلحاق الهزيمة بدونالد ترامب مع وحدة الصف الظاهرة في صفوف الحزب ونتائج استطلاعات الرأي الأخيرة.

وكان يبدو أن المرشح الجمهوري بصدد العودة إلى البيت الأبيض بنتيجة انتخابات الخامس من نوفمبر إلى أن قرر بايدن الانسحاب من السباق لتحل مكانه نائبته في الرئاسة.

ويتوقع مؤيدون لأوباما أن يتكرر ما حصل في حملة العام 2008 عندما حملته موجة من الحماسة والزخم إلى البيت الأبيض.

وسمى المندوبون في تصويت رمزي هاريس مرشحة لهم بعد تصويت سابق تم عبر الانترنت حصلت فيه على غالبية الأصوات.

"مناهضة للشرطة"

الى ذلك، وسعيا منه لتحويل انتباه الاعلام عن مؤتمر الحزب الديموقراطي، ينظم ترامب لقاءات انتخابية طوال الأسبوع الحالي. وتطرق امس إلى ما اعتبره موقف هاريس "المناهض للشرطة".

وفي تجمع في هاول في ولاية ميشيجن حمل على ما أسماه "موجة جرائم كامالا".

وقال محاطا بعناصر شرطة وآلياتهم "لا يمكن للمرء عبور الطريق لشراء الخبز إلا ويتعرض لإطلاق نار" مدعيا زورا أن الجرائم العنيفة ارتفعت بنسبة 43 %.

وفيما دعا حلفاء ترامب الرئيس السابق إلى التركيز على السياسات والتوقف عن الشتائم الشخصية ضد هاريس، يستمر الأخير على هذا النهج.

وفي سياق آخر، سلّط السباق الانتخابي إلى البيت الأبيض بين كامالا هاريس ودونالد ترامب الضوء على فجوة واضحة في التصويت بين النساء والرجال، وفقا لاستطلاعات رأي ومحلّلين.

وتسعى الديموقراطية كامالا هاريس لأن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة، في مواجهة ترامب الذي يُعرف بتعليقاته المهينة للمرأة فضلا عن كونه من دعاة تقييد حقوق الإجهاض.

وفي استطلاع نشرته شبكة "سي بي اس" هذا الأسبوع، قال 56 في المائة من النساء إنهن سيصوّتن لهاريس، بينما دعمت 44 في المائة المرشّح الجمهوري دونالد ترامب.

على الجهة الأخرى، أيّد 54 في المائة من الرجال ترامب، بينما قال 45 في المائة إنّهم سيصوّتون لهاريس.

وبدت الأرقام التي توصّل إليها أحدث استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز وجامعة سيينا أكثر إثارة للدهشة، إذ أبدى 56 في المائة من الناخبات دعمهن لهاريس، بينما دعمت 35 في المائة ترامب.

وبالمقارنة، قال 52 في المائة من الناخبين الرجال إنّهم يفضّلون المرشّح الجمهوري، بينما أبدى 39 في المئة دعمهم لمرشحّة الحزب الديموقراطي، وفقا للاستطلاع ذاته.

وعلى مدى سنوات، مالت أصوات الناخبات في الولايات المتحدة للديموقراطيين، لكنّ محلّلين يشيرون إلى الانقسام الصارخ بين الجنسين في هذه الانتخابات.

وقال فرانسكى لانتز أحد خبراء استطلاعات الرأي المؤثرين، على شبكة سي ان ان مؤخرا، "إنها ليست فجوة بل هوة عميقة"، مضيفا "لم نشهد مثل هذا من قبل".

وذهب لانتز إلى حد التنبؤ بأنّ "هناك احتمالا لحدوث طلاق بسبب المعركة" الانتخابية.

وأشار المحلل خصوصا إلى استراتيجية ترامب المستمرّة في شنّ هجمات شخصية ضد هاريس، بما في ذلك انتقاد مظهرها وذكائها وحتى ضحكتها.

وقال "لا تهِن خصمك بسبب مظهره وطريقة كلامه. النساء لا يتحمّلن ذلك"، مضيفا أن الناخبات يبحثن عن مرشح يركّز على المستقبل، وليس على "الغضب بشأن الماضي".

ويبدو أن هجمات ترامب على هاريس كان لها تأثير غير مقصود تمثل في تحفيز القاعدة الديموقراطية في بعض الحالات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إلى البیت الأبیض کامالا هاریس دونالد ترامب فی المائة من

إقرأ أيضاً:

دول خاسرة وأخرى مستعدة.. أوروبا في مواجهة انقطاع الغاز الروسي

روما- في مستهل سنة 2025، أثار عدم تجديد العقد بين أوكرانيا وروسيا لنقل الغاز، جدلا ومخاوف متفاوتة بين الدول الأوروبية، الأكثر اعتمادا على الغاز الروسي القادم عبر الأراضي الأوكرانية.

وتواجه سلوفاكيا والمجر (هنغاريا)، الواقعتين في أوروبا الوسطى، صعوبات متفاوتة في جلب الغاز الروسي، بسبب الحرب في أوكرانيا، أما بلغاريا وصربيا، فتُعتبران الأقل تأثرا في أوروبا الشرقية، أما إيطاليا جنوبا فلم تستسلم لانقطاع إمدادات الغاز الروسي، والأمر نفسه بالنسبة لألمانيا وفرنسا والنمسا، التي اتخذت تدابير احترازية منذ مدة.

سلوفاكيا والمجر.. الحل هو البحر

خلال صيف 2024، ظهرت لأول مرة تقارير إعلامية غربية متفرقة حول جهود سياسية لحل النزاع المتعلق بعبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى سلوفاكيا والمجر، ثم زادت وتيرة الحديث عن الموضوع بشكل متكرر ومتزايد في الربع الأخير من العام المنصرم، مع بروز إشارات حينها من الجانب السلوفاكي إلى إمكانية التوصل إلى حل.

وظلت سلوفاكيا، المحاذية للحدود الأوكرانية، والمتضررة كثيرا، تسابق الزمن في المشاورات لإيجاد سند أوروبي وأوكراني، بسبب اعتمادها على نحو 85% من الغاز الروسي، رغم انخفاض إمدادات غاز موسكو المتدفق عبر محطة "فيليكي كابوشاني" إلى سلوفاكيا في الربع الثالث من العام المنصرم، إلى أقل من 34.5 مليون متر مكعب.

إعلان

وبدت سلوفاكيا وكأنها خارج السياسة الأوروبية الهادفة إلى التخلي عن الغاز الروسي، وظلت قيادتها السياسية تلح على استمرار عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا، حيث عقد رئيس وزرائها روبيرت فيكو لقاءات مع المسؤولين الأوكرانيين ودعّم جهود شركة "إس بي بي"، للتوصل إلى اتفاق بيِّن.

كما أن المجر دعمت هذا الاتجاه أيضًا، رغم أن درجة تضررها تبقى أقل، بوقف عبور الغاز القادم من روسيا عبر الأراضي الأوكرانية.

فالمجر، مازالت تستفيد من الغاز الروسي، من خلال معبر آخر وهو خط الأنابيب "بلقان ستريم"، الذي هو في الأصل امتداد لخط الأنابيب "ترك ستريم"، وهو بنية تحتية دعمتها أنقرة بقوة (واكتمل بناؤه قبل حرب أوكرانيا) ويربط الاتحاد الروسي بالقارة البيضاء عبر البحر الأسود.

وتعتمد المجر على نحو 4.5 مليارات متر مكعب من الغاز الروسي سنويًا، وذلك بموجب اتفاقية مدتها 15 عامًا وقّعت في عام 2021، من ضمنها إمدادات عبر أوكرانيا أيضا، مما يعني أن قرار كييف بعدم تجديد العقد الذي ينظم نقل الغاز، بين مؤسستها "نفطوغاز" ونظيرتها الروسية غازبروم، قد يفرض على المجر البحث عن مسارات أو مصادر بديلة للإمداد، كما هو الشأن أيضا بالنسبة لسلوفاكيا.

وبهذا الخصوص، يقول الباحث الإيطالي (من أصل عراقي) د.عامر الطائي "إن انقطاع إمدادات الغاز القادم عبر أوكرانيا نحو سلوفاكيا والمجر، قد يهدد كثيرا قطاع التدفئة والصناعة".

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن "نقص الغاز سيؤدي إلى ارتفاع مطّرد في أسعار الطاقة، مما سيزيد من الضغط على المستهلكين وعلى الحكومات، خاصة أن هذين البلدين ذوا دخل متوسط".

وأكد مهندس الطاقة عامر الطائي -وهو مهندس طاقة وأكاديمي من بوليتيكنيكو تورينو- أن سلوفاكيا والمجر تواجهان صعوبة في إيجاد بدائل بسبب غياب الموانئ والبنى التحتية، "فهما بلدان ليس لديهما أي سواحل. كل هذا يستلزم استثمارات كبيرة وطويلة الأمد".

إعلان

وتابع "هذان البلدان سيضطران لإيجاد توازن بين دعم عقوبات الحكومات الأوروبية على روسيا وضمان إمدادات الغاز. مما يضعهما في موقف جيوسياسي حساس لا يحسدان عليه".

صربيا وبلغاريا.. تعاون واستيراد

تنهج كل من صربيا وبلغاريا، في أوروبا الشرقية، إستراتيجيات مغايرة، عن الدول التي تشترك حدودها مع أوكرانيا، وتهدف الدولتان إلى تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الغاز الروسي، من خلال تطوير البنية التحتية والتعاون الدولي.

وتستورد صربيا نحو 81% من احتياجاتها الإجمالية من الغاز من روسيا، وهو ما يعادل نحو 3 مليارات متر مكعب سنويًا.

أما بالنسبة لبلغاريا، فحسب آخر الإحصائيات، استوردت البلاد سنة 2023 نحو 2.8 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وجاء جزء كبير منه من روسيا.

ويوضح عامر الطائي، أن صربيا وبلغاريا، يتجهان لتنويع مصادر الطاقة لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي، ويتم ذلك عن طريق ربطهما بخط الأنابيب "تاب"، لنقل الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى أوروبا.

ووفق الطائي فإن البلدين معا يعززان نقاط الاتصال لتوريد الغاز مع شركات التوزيع الرومانية اليونانية، حيث يتم استخدام محطة استيراد الغاز المسال الموجودة.

في وحدة عائمة لتخزين وتحويل الغاز الطبيعي المسال، بسعة تصل إلى 5.5 مليارات متر مكعب، في إشارة إلى محطة ألكسندروبوليس (معززة بأنابيب بحرية وبرية)، والتي انطلق تشغيلها في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024.

وأقدمت صربيا وبلغاريا، على تأسيس بنيات تحتية للغاز المسال في موانئ قريبة مثل كرواتيا، وكل هذا -يقول الطائي- يتطلب اتفاقيات وإيجاد عقود مع موردين بديلين مثل قطر أو الجزائر أو الولايات المتحدة، وهذا ما يتعلق بالسيناريوهات قريبة الأجل".

أما بالنسبة للإستراتيجية بعيدة المدى فيؤكد المتحدث ذاته أنه يجب أيضا الاستثمار في الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الكهرومائية، وتطوير مشاريع الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة، مع التأكيد على أهمية أن تكون هناك حملات توعية في هذين البلدين لترشيد استهلاك الطاقة.

إعلان إيطاليا.. حلول استباقية

مع انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، سعت إيطاليا للبحث عن بدائل عاجلة للغاز الروسي حتى لا تجد نفسها تحت رحمة موسكو.

فقد تمكن ماريو دراغي (رئيس الوزراء الإيطالي السابق)، بعد اندلاع الحرب بنحو شهرين من إقناع قصر المرادية بالجزائر لإمداد بلده بالغاز، ومن تم انطلق الرجل في تنويع مصادر الغاز، من خلال البحث عن مورّدين بديلين آخرين.

ومنذ الأيام الأولى للحرب الروسية الأوكرانية، نجحت إيطاليا في اعتماد سياسة تقليل الاعتماد على الغاز الروسي لتغطية احتياجاتها.

وبالفعل خلال أقل من 3 سنوات خفضت إيطاليا هذا الاعتماد من نحو 50% إلى 20%، وقامت الدولة الإيطالية بتوقيع اتفاقيات مهمة مع الجزائر وقطر، وأذربيجان، يقول الطائي.

لكن الطائي لفت إلى أن تكلفة هذا الغاز تظل أعلى من تكلفة الغاز الروسي وهو تحد اقتصادي مهم بالنسبة للدولة الإيطالية، يقول مهندس الطاقة عامر الطائي.

 

وأهم الإستراتيجيات التي تتبعها إيطاليا حسب المتحدث ذاته:

زيادة واردات الغاز المسال بناء محطات جديدة توسيع السعة للمحطات المتوفرة حاليا توقيع عقود طويلة الأجل مع دول أخرى مثل مصر، موزنبيق، ثم بعض الدول الشمال أفريقية الاستثمار في الطاقة المتجددة، الشمس، الرياح، الطاقة الكهرومائية  الاستثمار في الطاقة الخضراء، الهيدروجين الأخضر تحسين كفاءة الطاقة في المباني والمصانع من أجل ترشيد الاستهلاك تعزيز التعاون مع باقي الدول الأوروبية لتطوير مرافق خزن الغاز وآليات طوارئ في حالة حدوث أي عطب في بعض الأنابيب مثل ما حدث في أنبوب نوردستريم.

هذه الإجراءات، وفق الطائي- قد تعطي إيطاليا استقلالية أكبر بمجال الطاقة وقد تؤدي إلى استقرار الأسعار، فـ"إيطاليا لديها دور محوري وقيادي خاصة في دول الاتحاد الأوروبي بما أن لديها كثيرا من الموانئ وهي قريبة من المصادر البديلة لتوفير الغاز الطبيعي".

إعلان

من جهته، يرى المحلل الجيوسياسي، والمحامي فرانشيسكو كاتانيا، أن مسألة القطع مع الغاز الروسي، لها أهمية لمنع روسيا من تحقيق أرباح من نقل أو بيع الغاز.

ويقول للجزيرة نت "رغم طلبنا من أوكرانيا نقل الغاز المخصص لسلوفاكيا، يجب ضمان أن هذا الغاز ليس من أصل روسي".

 

عامر الطائي: صربيا وبلغاريا، يتجهان لتنويع مصادر الطاقة لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي (الجزيرة)

ويضيف "سلوفاكيا، بالرغم من صغر حجمها وكونها تعادل مدينة كبيرة في إيطاليا، فهي تواجه خطر التعرض لأزمات بدون إمدادات طاقة كافية".

ويعتقد كاتانيا أن إيطاليا، على عكس بعض الدول الأوروبية الأخرى، تحركت لتنويع مصادرها الطاقية، مستغلة موقعها كمنصة لوجستية في البحر المتوسط.

ويتابع بالقول "هذا الوضع سمح لإيطاليا باستبدال الغاز الروسي بمصادر أخرى ودعم دول أوروبية أخرى مثل النمسا ومولدوفيا عن طريق بيع جزء من احتياطياتها، وإنها (إيطاليا) قادرة على فعل الأمر نفسه مع سلوفاكيا".

وينتقد كاتانيا القيادة السياسية في سلوفاكيا، خاصة رئيس الوزراء روبيرت فيكو، لعدم تخطيطه لاستراتيجية تقلل من اعتماد بلاده الطاقي على روسيا.

ألمانيا وفرنسا والنمسا.. الخلاص

في باقي بلدان أوروبا خفضت ألمانيا من واردات الغاز الروسي تدريجيا انطلاقا من سنة 2022، ثم بدأت في تنويع إمداداتها من الغاز بشكل كبير في سنة 2023، من خلال اتفاقيات مع دول موردة أخرى، وزيادة استخدام الغاز الطبيعي المسال.

وفي فرنسا، وبعد مرور نصف عام من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون في الخامس من سبتمبر/أيلول 2022 أن نسبة الغاز الروسي بالنسبة للإجمالي من احتياجات أوروبا قد انخفضت من 50% التي كانت قبل الحرب إلى 9%، وكان هذا الانخفاض كبيرا.

وفي عام 2023، خفضت فرنسا بشكل كبير واردات الغاز الروسي، حيث انخفضت من نحو 20% إلى 10% من إجمالي الاستهلاك.

إعلان

أما في النمسا فقد استوردت البلاد في العام ذاته، نحو 98%، غير أنها كانت تستعد مع قرب انتهاء سنة 2024 للتخلص من التبعية للغاز الروسي، من خلال إيجاد بدائل تزويد ضمنها ألمانيا وإيطاليا، والتعاقد مع موردين آخرين لا يجلبون الغاز الروسي.

مقالات مشابهة

  • مكايدة سياسية.. الرئيس الأمريكي المنتخب يأسف لتنكيس الأعلام يوم تنصيبه.. البيت الأبيض يرفض التراجع عن قرار بايدن بالحداد على وفاة كارتر 30 يومًا
  • شاهد | واقع اليمن والكيان الصهيوني وأمريكا.. كاريكاتير
  • مركز دراسات: “إسرائيل” تتعمد تدمير البنى التحتية في اليمن وأمريكا تتحمل المسؤولية الأكبر
  • عراقجي: إيران مستعدة لهجوم إسرائيلي محتمل
  • الرئيس الأوكراني يربط نهاية سريعة للحرب بموقف «قوي» من ترامب
  • الرئيس الأوكراني: دونالد ترامب “قوي ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته”
  • زيلينسكي: الرئيس الأمريكي المنتخب قادر على وقف بوتين
  • دول خاسرة وأخرى مستعدة.. أوروبا في مواجهة انقطاع الغاز الروسي
  • مخاوف أمريكية من ان لا يتوقف الحوثيون حتى بعد التوصل لاتفاق بشأن غزة
  • مالية الاقليم: الحكومة الاتحادية غير مستعدة لإرسال المستحقات المالية لكوردستان