لجريدة عمان:
2025-03-10@02:55:59 GMT

الشعر الذي ولد من خيمة

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

الشعر الذي ولد من خيمة

(خنجر في النشيد) كتاب شعري صدر قبل أيام عن (دار كل شيء) في حيفا، للشاعر الغزي الشاب محمود الجبري، هذا شعر لا يصف الألم، لا وقت لديه للوصف، بل يصف دلالته وإشاراته البعيدة وما بعده، صحيح هو ينام في خيمة وتحت قصف، يأكل المعلبات مثل الناس في غزة ويأرق في الليل، ويخرج في ليل البلاد الدامي راكضا في الشوارع المدمرة بانتظار شاحنة طحين، نعم الشعر يرغب في الطحين فهو جائع مثل أهل غزة، لكنه يعيش تأملاته الخاصة، ونخبويته المثقفة النابعة من الألم الأرضي، هذا شعر طبيعي صاف بريء يتعارك مع الحشرات، ويتذمر من سخونة الرمل ونحول الفرشة، هذا شعر قرر أن يولد من رحم خيمة، وسط آلاف الخيمات المزروعات بهشاشة على رمل ساخن ليكون شاهدًا على نذالة العالم وسقوط الحضارة، نعم الحضارة، إذ ماذا يعني أن يسكن الإنسان في المريخ، بينما هو على الأرض يرتكب المجازر ضد البشر والحجر والشجر، أية حضارة هذه، أي تمدن، أية حداثة، هذا شعر بطل، من زاوية أنه لم يفكر أن يوجد بعد الحرب، ليحمي نفسه من موت ربما يأتي، لقد قرر أن يغامر ويولد في قلب العاصفة عله ينجو من شبهة الاتزان المزيف، و أصر على الوجود في الحرب، اختبارا لصمود لغته وتماسك مجازاته في مهبات القتل والدم، هذا شعر فلسطيني عالمي خاص يكتب نفسه بذكاء وغموض وحزن في قلب شاعر شاب هو محمود الجبري.

لم أعرف شعرا بهذه المواصفات،: عامر بغير استعراض، وهادر بغير صوت. ومجنون بغير ادعاء، وهامس بغير افتعال، وحزين دون دمعة، ومجنون دون فقدان للعقل، هذا شعر كتب في أشد مراحل تاريخ غزة التباسا وسريالية، الحرب ليست موضوعا مفضلا هنا، الحرب موجودة كخلفية أو كمقدمات، أو كحواش، لكن التفاصيل أو الحشوة فهي الحياة ببردها وغرابتها وحنينها وسقوطها وبطولتها وجنونها، الحياة هنا بكل خياراتها المحبوسة ترقص على جمر الرمل، وأن يفكر شاعر شاب بكتابة الشعر وإصداره على شكل كتاب بوجود مجزرة متنقلة تسكن نفس سرير القصيدة والشاعر، فهذه ليست فقط بطولة، إنها أقوى حالات رفض الواقع والتحايل عليه.

جاء الكتاب في 150 صفحة من القطع المتوسط، بعناوين ملفتة تنسجم مع غرابة الجو الذي ولدت فيه القصائد: الأرض مكتظة بالكلام وبقايا ترحال ونجاة ونعي فتى فاضل وصدمة وحلم أخير وفي رجفة النداء ومنابر الفراغ وهذيان ورحلة وبكاء ويقظة أقدام تائهة واستحضار وغيرها.

بالإمكان النظر إلى ديوان خنجر في النشيد على أنه سفر قاس في الهشاشة، هشاشة كائن غزي، شاب شهد عددا من الحروب، وجد نفسه فجأة نازحا عن بيته المدمر هائما على وجهه، فاقدا بعض أصدقائه الشهداء، يقف في طوابير طويلة أمام مرحاض واحد، وينام جائعا وظمآنا، كيف يمكن أن يخرج شعرا من هذا المناخ الكابوسي؟ ولمّا كان الشاعر ناضجا وخبيرا ويعرف أن الكتابة ليست نقلا فوتوغرافيا عن الواقع وليست صدى مباشرا له، فقد، حوّل كل هذا الكابوس إلى أسئلة ونزعات تأملية عالية وعميقة، ولغة لا تقول كل ما يتوقع منها، يقول في قصيدة:

رحلة

ناقما من كل الطرق

أبدأ الرحلة بخنجر في النشيد

أهرول إلى المشيئة

بحظ النعام النائم فوق سرير الحطب

بعكاز الصمت

أقفل الباب المفتوح على ضوئه

وأرنو إلى اتجاهي بعماء مثقل بالصدمة

فلا أسمع سوى صداي.

هذا كتاب شعري منفصل تماما عن نمط الكتابة في غزة، منفصل حتى عن طوفان النصوص الحالية، كيف لا وهو ابن كابوس ما زال مستمرا، وهو عصيّ عن التفسير والقولبة، فلا هو شعر فلسفي ولا ثوري ولا رومانسي ولا تجريدي ولا واقعي، ولا نرى فيه جنودا قذرين يرقصون على الجثث وضحايا فلسطينيين يئنون، ويموتون بسهولة كما ينتظر القارئ العادي، لكننا سنجد فيه بشاعة الإنسان، ووحشية الحضارة، وسقوط اللغة.

لقد قرأ الشاعر دلالة الحرب المجنونة من فوق، وترك الشعارات والصرخات وسيارات الإسعاف لشعراء الشعار، أو شعراء سيارات الإسعاف كما سماهم هنري مللر ذات نقد لرواية إيطالية نسيت اسمها.

ولد الكتاب من خيمة وخرج إلى العالم ليحكي قصة سقوط الإنسان.

جدير بالذكر أن للشاعر مجموعة شعرية سابقة بعنوان «هل تتأخر البداية» عن دار الكلمة بغزة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذا شعر

إقرأ أيضاً:

ما يبقى من الشعر وما يبقى للشعراء

حاتم الصكر

رغم أن تفوهات الشعراء في الاستجوابات الصحافية والنقدية تُعد متوناً خارج نصوصهم، أجدني مهتماً بها ومتابعاً لتفاصيلها بفضول معرفي للمقارنة بينها وما يتحقق في النصوص. بهذا الإحساس قرأت التحقيق الذي أجراه وقدم له الصديق الناقد عبد اللطيف الوراري (القدس العربي-14 شباط/ فبراير2025) وهو ممن يحرصون على متابعة شؤون الشعر وشجونه، وتقلبات كتابته وتلقيه. لذا وضع عنواناً دالّاً بأقل العبارات. إنه يستفتي أربعة من (شعراء اللحظة الراهنة) كما يصفهم العنوان عبر سؤال جوهري (هل ما زال في جعبة الشعر ما يقوله ويصطنع الدفاع عنه؟).

في التقديم خلص الوراري إلى رسم مشهد شديد التفاؤل براهن الكتابة الشعرية. وجدتني أشاطره إياه، مستذكراً تجربتي حين كنت أجمع نصوص كتابي عن الميتاشعري في قصيدة النثر العراقية، ونصوصاً عربية لجزء تالٍ عن قصيدة النثر العربية. فقد أحسست أن النصوص تشي بكثير من المزايا الفنية والجمالية اللافتة، ذكّرني بها ما تحدث عنه الوراري في التقديم. فقد ارتقت الهوامش الشعرية إلى مقام المراكز التقليدية وبرزت حساسيات شعرية جديدة، ووعي منشقّ متسم بالرفض والغضب والجرأة المضمونية والشكلية.

لكن الوراري يضع يده من بعد على أزمة التلقي، فوجد أن (الجمهور) لا يرى في الشعر الجديد ما يرجوه بالمقايسة مع ما عهده في ذخيرته. إن الأزمة في جانب مهم منها في (التلقي)، كما أود تسميته توسيعاً لمصطلح (الجمهور)، وتخلصاً من إحالاته العامة التي يشير لها وضع الجمهور بإزاء الإلقاء والحالة الشفاهية لتوصيل الشعر. وهو عنصر مهم في صراع النصوص الجديدة مع تداوليتها الناقصة. فالجمهور يقيس بما يعيد لذاكرته (دور الشعر) في التحفيز ومعالجة الأدواء الاجتماعية والسياسية الراهنة، فيما يبدو واضحاً أن الكتابة الشعرية لم تعد قادرة على أن تكون صوتاً مناسباً لتسارع ما يجري، وما يتغير كل ساعة من حولنا. ويقابل ذلك إهمال التلقي المطلوب بكيفيات تحفظ شعرية الشعر وحداثته، وأدبية الكتابة أيضاً. وهو ما سنعالجه في فقرة تالية.

استطاع الوراري إذاً أن يضع طرفيْ المشكلة في صلب استفتاءٍ قصد به استجلاء ما يراه الشعراء في تلك التساؤلات، ما داموا ممن يكتبون الجديد، ويمثلون حساسيات عربية من خمسة بلدان.

وبالعودة إلى الإجابات سنرى أن الشاعرة نجاة علي (مصر) تؤكد ما تشهده القصيدة الجديدة، وهي قصيدة النثر عندها، فهي تتطور وتحرر الكتابة من كون الشعر مجرد شكلٍ لحمل مضامين تسلب روحه الحقيقية. وترى أن الشعر ينجو بالعودة إلى ذات الشاعر وأسئلته. ونفهم أن هذا هو دوره في رأيها.

أما سعيف علي – تونس، فيرى أن التلقي بخير، ويحتكم إلى ما تمثله القراءة عبر المنافذ المستحدثة خلافاً لطريقة التلقي التقليدية أي النشر الورقي حيث الأعداد متواضعة. وهو يذهب إلى الكتابة الشعرية ذاتها وينزع عنها أي دور، فهي تقوم بوظيفتها عبر ما تحققه من إنجاز وتلغي المنبرية وتتجه نحو علاقات تلقٍ يراها مناسِبة. ويأخذنا العراقي أحمد ضياء إلى ما هو قريب من قناعات زملائه في فك ارتباط الشعر بالسياسة كعمل مباشر، وهجْر المنبرية والخطابية، ويلفت النظر إلى ما تفعله الثورة الرقمية من تشتيت التلقي. ويكمل عبد الجواد العوفير من المغرب ما يراه زملاؤه، فالشعر ليس له دور حقيقي في التغيير المطلوب اليوم، لكنه يغير عبر مهمة شعرية أكبر يقوم بها الشاعر للتحرر من المسلمات. ويختم اليمني محيي الدين جرمة بالقول إن التغيير بالمعنى السياسي المباشر والنمطي لا يقوم به الشعر، ويوكل له مهمة جمالية تقترب مما يعوّل عليه زملاؤه عبر عزلات مشروعة ورؤى جديدة لكونه اختياراً جمالياً فرديا.

لاحظت من الإجابات أن ثمة قناعة لدى المستفتين بأن الشعر غادر دوره المرتبط بالمنبرية، وتبعية الجماعة. وأنه ينجز دوره مع تعديل الوظيفة والمصطلح عبر الاقتراب من ذات الشاعر والابتعاد عن الدور السياسي المباشر، لا لتعالٍ أو تجنب لما هو مشروع في الحياة، وحق يتعلق بالحرية والعدالة، ولكن دون خضوع لصوت أعلى من صوت الشعر الذي يصر الشعراء على أنه غادر المنبر والخطابية، واكتفى بجمالياته القادرة على استيعاب ما يجري عبر وعي (مضاد) وعميق ينطلق من ذات الشاعر لا من قناعات جمعية جاهزة، لا تدع له مكاناً خاصاً لتوصيل رؤيته.

حسناَ. للشعراء أن يقولوا ما يرون. فهم أمراء الكلام يصرفونه أنّى شاءوا، كما ينقل حازم القرطاجني في «منهاج البلغاء» عن الخليل بن أحمد. ويستطرد حازم على كلام الخليل بصدد حرية أمراء الكلام، فيقول إنهم لا يقولون شيئاً لا وجهَ له. وذلك يتطلب تأوُّل ما يقولون بوجه من الصحة وتخريج كلامهم عليه.

وهم بحسب هولدرلين في مقولته «ما يبقى يؤسسه الشعراء» موكلين بإنجاز حضاري كبير، لكونهم كما في إحدى قصائده:

الشعراء أوعيةً مقدسة

تُحفَظ فيها خمر الحياة

وروح الأبطال

لكن الفرضية التي يحتج بها العرب لتعظيم دور الشاعر، وحقه في التصريف الحر مشروطة أيضاً. لأن الشعراء موكلون (باستخراج ما كلَّت الألسن عن وصفه ونعته، والأذهان عن فهمه وإيضاحه. فيقربون، البعيد ويبعدون القريب، ويُحتج بهم ولا يُحتج عليهم). وهذا يحيلنا إلى ما ورد من تصريح في نماذج الإجابات لشعراء الجيل الراهن. فإعلاء شأن الشاعر يجب أن يكتمل بتقديم ما لا تستطيعه الألسن الأخرى غير الشعرية. ويعني التنبه إلى كثرة التكرار والتماثل في الأصوات والأساليب حتى في نماذج من شعر الحداثة.

وإذا كنا بصدد الكتابة الجديدة وقصيدة النثر تحديداً، فليكن لنا الحق في افتراض أن لكل شاعر قصيدة نثره. بمعنى تلك التي تعبر عن ذاته ورؤيته. وإلا فقد نجد أنفسنا أمام تقليدية جديدة وهو ما حذّر منه بعض من ساهم في الإجابة على تساؤلات الوراري.

ليكن للشعراء الحق في الابتعاد عن منهجيات الخطاب المباشر ونثره الذي لا يناسب مقاصد القصيدة الجديدة. ولكن علينا أن نتعرف ما تعنيه دعوة الشعراء للعودة إلى الذات. وهو ما يتطلب إزالة غموض والتباس كبيرين يحايثان ذلك. فالذات ليست تلك المقصودة في الشعر الرومانسي مثلاً، أو التي تقف مناوئة للأنا الجمعية التي يندرج الشاعر تلقائياً واختيارياً فيها، حين يكون عليه الاصطفاف مع الآخر في حقوقه وفي عصر يتسم بالقسوة وافتقاد العدالة والانحدار السريع نحو الدكتاتوريات وتجلياتها الاجتماعية.

أما ما يشير له الشعراء في إجاباتهم، وكذلك تقديم الناقد الوراري، حول أزمة التلقي فهو إعلان صادق عن إحساس عام لدى الشعراء بأن القراءة أصبحت بعيدة عن مطمحهم. فهم لا يجدون الصدى والرجع المطلوب لما يكتبون، لا بكونهم أفراداً بانتظار تقويم تجاربهم بقدر الحاجة لمعرفة أصداء كتاباتهم الجديدة وموقعها في الخط الشعري المتنامي، والمعبر عن راهن شعري متميز بمعايشة التحولات الكبرى في الحياة وذلك ما لا تحققه لهم ردّات فعل القراءة الراهنة. فالشعر يأخذ شيئاً فشيئا مكانة قصية من اهتمامات الأجيال والدارسين. ويمكننا أن نعزو ذك لعدة أسباب منها عودة الشفاهية الجديدة بسبب الثورة الرقمية والاستغناء عن القراءة والمتابعة. إنها وباء حضارة الفرجة: نقلة أو ردّة شفاهية لا أريد حصرها شعرياً في تراجع الحداثة وتصدر المنبر والوزن، لكنها سياق عام أهم من ذلك، وأخطر بالضرورة تتمثل في الفرجة والشفاهية.

وفي حوار مع ماريو فارغاس يوسا ترجمة الشاعر اسكندر حبش (ضفة ثالثة. 18/12/24) يجيب على سؤال عما يخص الاتجاه الذي يسلكه العالم اليوم؟ وهل نحن على الدرب السليم؟ فيقول يوسا: إننا في حضارة الفرجة صرنا نعيش تراجعاً أو انحطاطاً (فالحرية الاقتصادية وحرية السوق لم ترافقهما حياة ثقافية مكثفة ولا حياة روحانية، لقد أصبحت الثقافة لعبة، ترفيهًا، وتسلية. لقد هُمّشت بطريقة كبيرة إزاء الزينة والسهولة والسوق). وأحسب أن البصر يتفرج الآن، ويرى لاهياً من دون أن يبصر ما يجري، حتى في حالتنا العربية التي يعوزها التبصر بمآلات حاضرنا ووجودنا.

وها نحن نعيش سطحيات العصر الإلكتروني كما يرى أولتر أونج. عصر «يعادل مرحلة ثانوية من الشفاهية، لا يعتمد فيها الفهم والتصور على مجردات الكتابة، بقدر اعتماده على الحكايات المروية والصور التوضيحية ومغامرات الأبطال، حيث تأخذ المؤثرات السمعية والبصرية بلبّ المتلقي وتسلبه قوة التركيز الذهني».

ولدينا عربياً ما يدعو للإحباط وإضعاف التلقي، متمثلاً بدعوات النقد الثقافي الممنهجة بنسخته العربية إلى نبذ جماليات الشعر، والتهشيم المتعمد لرموزه ومشروعه الحضاري، وتراثه وحداثته، بدعوى نسقيته، والحكم عليه بنفاد صلاحيته.

وأحسب أن مناقشة تلك التفاصيل ستفضي إلى التعرف على ما يمكن للشعر أن يفعله في عالم لا شعري بجدارة.

ولكن يبقى الشعر علامة على إنسانية الإنسان  وتجدد خطاب مواجهة الفناء والانحسار الروحي الخطير.

المصدر: القدس العربي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • هل تلاحظون الصمت الذي ضرب على خيمة خالد سلك؟!
  • ما يبقى من الشعر وما يبقى للشعراء
  • غزة… أهناك حياة قبل الموت؟ أنطولوجيا شعرية توثق صمود الروح
  • صحفيون لحقوق الإنسان: فى ذكري اليوم العالمي للمرأة (8 مارس) … أوقفوا الحرب القائمة على اجساد النساء
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • عايدة الأيوبي تحيى حفلا فى خيمة رمضانية بالتجمع الخامس |صور
  • مصطفى بكري ناعيا اللواء أحمد أبو طالب: رحل الإنسان الذي عرفت فيه كل معاني المروءة
  • «الأوقاف» تشارك في إعداد 27 خيمة رمضانية بجميع المحافظات.. وتوزع 100 ألف كرتونة غذائية
  • وزارة الأوقاف تشارك في إعداد 27 خيمة رمضانية بجميع المحافظات
  • الغرياني: اللجوء للنفوذ لحل القضايا الأمنية حكم بغير ما أنزل الله