«وفاء».. تصنع مذكرات وكتيبات للحكومات والسفارات العربية والأجنبية من جلود نادرة
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
«تعزيز الهوية المصرية والعربية والحفاظ عليها» كان الشعار الأساسي في العمل الحرفي واليدوي الذي أتقنته وفاء محمود، 48 سنة، مع زوجها وأبناءها، عقب تخرجها في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية بجامعة القاهرة 2004، لتوثق بذلك علاقات قوية مع مختلف الدول العربية والأجنبية، ولكن كيف ذلك؟
فى سن مُبكرة اهتمت وفاء بالحرف اليدوية الخاصة بالتغليف والديكور والتجليد بشكل مستمر حتى تخرجت في الجامعة، ورغم عملها في مجال السياحة والترجمة الفورية لمدة 4 سنوات بعد التخرج والاتجاه لتدريس اللغة الفرنسية في المدارس الدولية، فإنها لم تترك هذه الهواية إلى أن تزوجت نبيل عبدالظاهر، الذي أسس مؤسسة لهذه الحرفة، وما إن تزوجت «وفاء» وفق حديثها لـ«الوطن»، تفرغت تماماً لحرفة التجليد والتغليف وعمل هدايا للشركات وأعمال الديكور والأدوات المنزلية، سواء خشبية أو نحاسية و«ستانلس»، بخامات مصرية بشكل مُعاصر.
عناصر رئيسية تركز فيها وفاء في المنتجات تمثلت في الاهتمام بالشعر العربي والشعراء وتدوينه على المُنتج، انطلاقاً من رؤيتها فى الحفاظ عليه والاهتمام به، بجانب التركيز على الخامات المصرية وبجودة تفوق أي مُنتج مستورد، كما اهتمت بتعزيز علاقات قوية مع جهات حكومية عربية وأجنبية: «عملت شغل خاص بالسفارات والحكومات العربية مثل الحكومة الليبية والكويت وبلجيكا»، مؤكدة: «شغلنا بالجلد الطبيعي والنادر مثل جلود السمك البلطي والغزال».
أهم أعمال وفاء وعائلتهاضمن الأعمال المُهمة لوفاء وزوجها تغليف كتاب «وصف مصر» في السفارة الفرنسية بالقاهرة، بجانب عملها مع بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر، مؤكدة أن فكرة مؤسسة الحرف اليدوية يمتد عمرها لأكثر من 36 عاماً، وأيضاً تجليد كُتب خاصة بملك بلجيكا.
المؤسسة تعتمد على أسرة «وفاء»، إذ أنشأها زوجها نبيل عبدالظاهر، وتعمل بها هى وأبناؤها بجانب 45 آخرين منهم ذوو الهمم وأشخاص مُحالون على المعاش: «باب رزق لكل أسرة»، لافتة إلى أن زوجها يعمل فى التغليف وإعادة التدوير بشكل مُعاصر منذ فترة تعليمه بالثانوية العامة.
لأبناء «وفاء» دور مُهم فى هذه الحرفة رغم تعليمهم، إذ تشارك لوجينا نبيل، طالبة بكلية طب الفم والأسنان بالجامعة البريطانية، مع أسرتها فى الأعمال الحسابية، بينما تهتم «ريتاج»، طالبة بكلية الحقوق قسم اللغة الفرنسية بجامعة القاهرة، بأعمال الديكور والتصميم، وأخيراً يوجد زياد، 11 سنة، وسط العُمال بالمؤسسة فى أعمال التغليف سواء للأطباق أو الفازات.
طريقة عمل وفاءآلية مُهمة تتبعها «وفاء» في عملها تتمثل في طباعة ضمان للقطع النحاسية مُدون عليه أبيات شعر وأسماء شعرائها: «الضمان مدى الحياة على المنتجات النحاسية مثل الأطباق والفازات»، مؤكدة أن هذه الطريقة تعزز الثقة لدى العميل، كما صممت مكتبة مدون عليها أبيات شعرية للشاعر أحمد شوقى للسفارة المصرية في فرنسا، بجانب مجموعة كاملة من الفازات، وغرفة داخل السفارة بكل محتوياتها: «مكتبة وأنتريه وترابيزة»، وأيضاً الكتيبات الخاصة بخطط الحكومة الليبية والأوسمة سواء النحاسية أو المصنوعة بالجلود لتوزيعها على موظفى الحكومة.
دائماً ما يُقدر العرب والأجانب المنتجات المصرية، إذ تؤكد وفاء أن منتجاتها لاقت استحساناً كبيراً لديهم لاهتمامها بالتراث والشعر العربي، وأيضاً جودة المنتجات العالمية.
وعبرت «وفاء» عن سعادتها بالمشاركة فى معرض تنمية الأسرة بمهرجان العلمين الجديدة، مؤكدة أن المشاركة تتيح الفرصة للترويج لمنتجاتها وجذب عملاء من نوع مختلف، خاصة أن هناك أكثر من 104 جنسيات زارت مدينة العلمين الجديدة، بجانب زيارة المسؤولين المصريين: «كل ده يؤكد أهمية المكان وبالتالي هيكون فرصة للترويج لمنتجاتنا وأفكارنا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العلمين الحرف اليدوية تنمية الأسر
إقرأ أيضاً:
الصين والدول العربية.. ازدهار التبادلات الثقافية وتعزيز العلاقات الاستراتيجية | تفاصيل
أكد مازن إسلام، مراسل "القاهرة الإخبارية"، أن العلاقات بين الصين والدول العربية شهدت طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة، لاسيما في مجال التبادل الثقافي والشعبي.
وأوضح أن هذا التطور يرجع إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها إقبال الشباب العربي على تعلم اللغة والثقافة الصينية، حيث يوجد في مصر حوالي 30 قسمًا متخصصًا في تدريس اللغة الصينية، بالإضافة إلى أربعة معاهد كونفوشيوس التي أنشأتها الحكومة الصينية لتعريف الشباب بالثقافة الصينية.
وأشار إلى أن مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية قد أدرجت تعليم اللغة الصينية ضمن برامجها التعليمية الوطنية.
وذكر في تصريحات عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك إقبالًا متزايدًا في الصين على تعلم اللغة العربية، حيث تضم أكثر من 50 جامعة ومعهدًا مخصصًا لتدريسها.
ولفت، إلى أن التبادلات الثقافية بين الجانبين تزداد بشكل مستمر، مما يعزز فهم الطلاب من الجانبين لثقافة الآخر، موضحًا، أن الدراما الآسيوية، خاصة الصينية، لعبت دورًا كبيرًا في تعريف الشباب العربي بالتقاليد والثقافة الصينية، لا سيما أن هناك العديد من العادات المتشابهة بين الصين والمجتمعات العربية.
وأوضح أن الرحلات الجوية المباشرة بين الصين والدول العربية ساهمت في زيادة تدفق السياح الصينيين إلى المنطقة.
وذكر أن مصر والسعودية سجلتا أرقامًا قياسية في عدد السياح الصينيين، حيث أشار تقرير لوكالة "شينخوا" الصينية إلى أن مصر تعد من أبرز الوجهات السياحية المفضلة لدى السياح الصينيين، نظرًا لما تتمتع به من تاريخ عريق وثقافة غنية.
وشدد على أن العام المقبل سيشهد انعقاد القمة الصينية العربية، وهو الحدث الذي من المتوقع أن يعزز العلاقات الثقافية والتعليمية بين الجانبين بشكل أكبر.
وذكر، أن الدول العربية تُعتبر شريكًا استراتيجيًا مهمًا للصين، خصوصًا في إطار مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني، والتي تهدف إلى تعميق التعاون الاقتصادي والثقافي بين الصين والدول المشاركة.