لجريدة عمان:
2024-12-16@11:06:27 GMT

قيادة أوروبا لعملية إعادة إعمار أوكرانيا

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

من عليه دفع تكاليف عملية إعادة بناء أوكرانيا بعد انتهاء الحرب؟ بعد فترة وجيزة من الحرب الروسية الأوكرانية، قمتُ أنا مع المؤلفين المشاركين بتقدير تكلفة إعادة بناء أوكرانيا بحوالي 200-500 مليار يورو (220-550 مليار دولار) ودعونا أوروبا إلى قيادة جهود التعافي. وبعد أكثر من 500 يوم من الموت والدمار، ربما تضاعفت التكاليف المتوقعة، إن لم تكن هناك تكاليف إضافية.

ونتيجة لذلك، أصبحت الحاجة إلى تدخل أوروبا وتحملها المسؤولية ملحة بشكل متزايد.

تعمل الولايات المتحدة أيضا على الاستثمار بشكل متزايد في مستقبل أوكرانيا، كما يتضح من دعمها الاقتصادي والعسكري الهائل لأوكرانيا، لكن هناك العديد من الأسباب التي تدفع أوروبا إلى أخذ زمام المبادرة في تنسيق وتمويل عملية التعافي في أوكرانيا بعد انتهاء الحرب. أولا وقبل كل شيء، تتماشى مصالح أوروبا بشكل وثيق مع مصالح أوكرانيا. وفي حين استفادت الولايات المتحدة إلى حد كبير من سقوط جدار برلين عام 1989، كانت الفوائد التي تعود على الدول الأوروبية أكبر بكثير. وعلى نحو مماثل، فقد تتحمل أوروبا خسائر أكبر في مقابل العودة إلى الوضع القائم قبل الحرب، ناهيك عن التهديد الوشيك بالتصعيد النووي. ثانيا: يجب على الأوروبيين إدراك أنه حتى لو ظل الدعم العسكري الأمريكي لأوروبا وأوكرانيا على حاله بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2024 - وهو أمر صعب، نظرًا للوضع الحالي للسياسة الأمريكية - فمن المرجح أن يتلاشى حماس أمريكا لتقديم الدعم المالي طويل الأجل، بغض النظر عن النتيجة. يعمد كل من الديمقراطيين والجمهوريين إلى تبني المواقف الشعبوية على نحو متزايد، حيث يُركز الشعبويون في الغالب على القضايا المحلية، مع أقل قدر من الاهتمام ببقية العالم. ثالثا: منح الاتحاد الأوروبي أوكرانيا بالفعل مركز المرشح للانضمام إليه، وبذلك أقر بأن أوكرانيا أصبحت تُشكل جزءًا لا يتجزأ من أوروبا ويجب أن تكون جزءًا من الكتلة. وبالنظر إلى أن أوكرانيا ستحتاج على الأرجح إلى مساعدة تقنية كبيرة لتحسين معايير الحوكمة الخاصة بها وتلبية شروط الانضمام، يتعين على الاتحاد الأوروبي بذل كل ما في وسعه لتسريع هذه العملية. فضلا عن ذلك، استفادت الدول الأوروبية من الإنفاق العسكري الأمريكي لعقود من الزمان. واليوم، تنفق الولايات المتحدة ضعف ما تنفقه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على الدفاع الوطني كحصة من الناتج المحلي الإجمالي. وإذا تمكنت الولايات المتحدة من خفض ميزانيتها العسكرية إلى المستويات الأوروبية، فستوفر ما يقرب من 400 مليار دولار سنويا. وعلى النقيض من ذلك، إذا رفعت أوروبا الإنفاق إلى مستويات الولايات المتحدة، فسوف تنفق ما لا يقل عن 300 مليار دولار سنويًا، وهو ما يكفي بسهولة لدفع تكاليف إعادة بناء أوكرانيا وأكثر من ذلك بكثير. سيغطي هذا المبلغ أكثر من الشطر الذي خصصه الاتحاد الأوروبي لإعادة بناء أوكرانيا بعد الحرب.

وبطبيعة الحال، لا يسعنا إلا التساؤل عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيمتنع عن مهاجمة أوكرانيا في حال عززت أوروبا قدراتها الدفاعية. ومع ذلك، فإن التقرير الصادر عن الجمعية الوطنية الفرنسية في فبراير، والذي يشير إلى أن فرنسا ستستنفد ذخيرتها الحالية في غضون أسابيع بحالة نشوب نزاع مسلح حاد، لا يوحي بالكثير من الثقة في الاستعداد العسكري للدول الأوروبية. وفي حين اتخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطوات لزيادة الإنفاق الدفاعي، تسعى هذه التدابير ببساطة إلى تلبية عتبة 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي التي حددها حلف شمال الأطلسي.

لماذا تنفق أوروبا على دفاعها أقل بكثير مما تنفقه الولايات المتحدة؟ في بحثهما المتميز الصادر عام 1966 بعنوان «النظرية الاقتصادية للتحالفات»، جادل الاقتصاديان مانكور أولسون وريتشارد زيكهاوزر بأن البلدان الأكبر حجما غالبا ما تتحمل حصة غير متناسبة من التكاليف المرتبطة بالأعمال التي تخدم الصالح العام. وتُعد المساهمات الضئيلة من قبل الدول الأعضاء الأصغر حجمًا في حلف شمال الأطلسي مثالاً واضحًا على ذلك. على سبيل المثال، تنفق دولة مثل كندا 1.3٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع لأنها تعلم أن الولايات المتحدة ستتحمل العبء الأكبر، الأمر الذي يجعل التقلبات في ميزانيتها الدفاعية المتواضعة ضئيلة نسبيًا. لكن هذه النظرية لا تخلو من النقائص: كما أظهرت حرائق الغابات غير المسبوقة هذا الصيف، لا تسعى الحكومة الكندية إلى إنفاق الكثير على مكافحة حرائق الغابات أيضًا. لكنها تقدم نظرة ثاقبة حول الأسباب وراء تحمل الولايات المتحدة في كثير من الأحيان تكاليف احتياجات الدفاع القومي للدول الأخرى. ومع ذلك، فقد أكد تقرير حديث صادر عن معهد كيل للاقتصاد العالمي مدى تراجع مساهمة بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، في جهود الحرب الأوكرانية. وفي حين تعهد الاتحاد الأوروبي مؤخرا بتزويد أوكرانيا بمبلغ إضافي قدره 50 مليار يورو بحلول عام 2027، فإن ثلث هذا المبلغ فقط سوف يُقَدم كمنح صِرفة. وسيتم تقديم الباقي كقروض لن تتمكن أوكرانيا على الأرجح من سدادها. من المؤكد أن إعادة بناء أوكرانيا مهمة ضخمة ومكلفة سيعتمد نجاحها على العديد من العوامل، بما في ذلك التزام أوكرانيا بتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية اللازمة. ومع ذلك، يتعين على الدول الأوروبية أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية لقيادة هذه الجهود، حتى لو كان ذلك يعني ارتفاع مستوى الديون وتباطؤ النمو بالنسبة لاقتصاداتها في المستقبل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الدول الأوروبیة

إقرأ أيضاً:

قرعة التصفيات الأوروبية لمونديال 2026 تسفر عن مجموعات متوازنة

أجريت الجمعة قرعة التصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2026، المقرر إقامتها في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، حيث أسفرت عن المجموعات التالية:

المجموعة الأولى: الفائز من مباراة دور الثمانية بدوري أمم أوروبا بين ألمانيا وإيطاليا، وسلوفاكيا، وأيرلندا الشمالية، ولوكسمبورغ.

المجموعة الثانية: سويسرا، والسويد، وسلوفينيا، وكوسوفو.

المجموعة الثالثة: الخاسر من مباراة دور الثمانية لدوري أمم أوروبا بين البرتغال والدنمارك، واليونان، واسكتلندا، وبيلاروس.

المجموعة الرابعة: الفائز من مباراة دور الثمانية لدوري أمم أوروبا بين فرنسا وكرواتيا، وأوكرانيا، وأيسلندا، وأذربيجان.

المجموعة الخامسة: الفائز من مباراة دور الثمانية لدوري أمم أوروبا بين إسبانيا وهولندا، وتركيا، وجورجيا، وبلغاريا.

المجموعة السادسة: الفائز من مباراة دور الثمانية لدوري أمم أوروبا بين البرتغال والدنمارك، والمجر، وجمهورية أيرلندا، وأرمينيا.

المجموعة السابعة: الخاسر من مباراة دور الثمانية لدوري أمم أوروبا بين إسبانيا وهولندا، وبولندا، وفنلندا، وليتوانيا، ومالطا.

المجموعة الثامنة: النمسا، ورومانيا، والبوسنة والهرسك، وقبرص، وسان مارينو.

المجموعة التاسعة: الخاسر من مباراة دور الثمانية لدوري أمم أوروبا بين ألمانيا وإيطاليا، والنرويج، وإسرائيل، وإستونيا، ومولدوفا.

المجموعة العاشرة: بلجيكا، وويلز، ومقدونيا الشمالية، وكازاخستان، وليشتنشتاين.

المجموعة الحادية عشر: إنجلترا، وصربيا، وألبانيا، ولاتفيا، وأندورا.

المجموعة الثانية عشر: الخاسر من مباراة دور الثمانية لدوري أمم أوروبا بين فرنسا وكرواتيا، وجمهورية التشيك، والجبل الأسود، وجزر فارو، وجبل طارق.

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تبحث مع الولايات المتحدة دعم قدرات الأمن السيبراني
  • باحث: السياسة الأمريكية تحت قيادة ترامب تثير القلق في أوكرانيا
  • اجتماعات في الأردن بشأن سوريا ودعم أممي لعملية سياسية شاملة
  • أستاذة اقتصاد سياسي: إعادة إعمار سوريا تحتاج 100 مليار دولار كبداية
  • مصطفى بكرى: إعادة إعمار سوريا وعودة اللاجئين يتطلبان تشريعات واضحة
  • تقرير لـ"ترانسبارنسي" يشير إلى "فشل الدولة" في إعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال الحوز
  • أول باخرة تجارية تصل إلى ميناء درنة بعد كارثة إعصار دانيال
  • مجموعات متوازنة بقرعة التصفيات الأوروبية لكأس العالم 2026
  • تعرف على التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026
  • قرعة التصفيات الأوروبية لمونديال 2026 تسفر عن مجموعات متوازنة