بوريل ووزير خارجية السعودية يبحثان سبل وقف التصعيد في المنطقة
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
بحث مفوض السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل مع وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان سبل وقف التصعيد في قطاع غزة ومنطقة الشرق الأوسط.
الأسهم الأوروبية تستقر قبيل بيانات اقتصادية من منطقة اليورو أسعار العملات الأوروبية والآسيوية خلال التعاملات المسائيةوكتب بوريل في حسابه على منصة "إكس": "تحدثت اليوم مع سمو الأمير فيصل بن فرحان حول السبل الكفيلة بإنهاء الحرب في غزة والتوصل إلى حلول مستدامة".
وأضاف: "سنواصل العمل من أجل خفض التصعيد، سواء في بلاد الشام (منها لبنان وفلسطين وإسرائيل والعراق) أو في منطقة البحر الأحمر، بالتعاون الوثيق مع الشركاء العرب وكل المهتمين بالسلام".
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي للقطاع منذ الـ7 من أكتوبر إلى 40223 شخصا، والمصابين إلى 92981.
ومع دخول الحرب في غزة شهرها الـ11 دون أفق واضح لإنهاء الحرب ووضع حد لمعاناة المدنيين غير المسبوقة إنسانيا وأمنيا وديموغرافيا، ينذر القصف الإسرائيلي المتبادل مع لبنان والتوعد الإيراني بالرد على اغتيال إسماعيل هنية، بتصعيد الوضع وربما الانزلاق إلى حرب إقليمية واسعة.
وما يزيد في الوضع الحرج بالمنطقة وصول قطع عسكرية أمريكية وغربية إلى المنطقة معلنة صراحة وقوفها إلى جانب إسرائيل ضد أي رد قادم يستهدفها من لبنان أو إيران على حد سواء.
وتحول البحر الأحمر ومنطقة الخليج ومياه البحر المتوسط إلى منطقة تعج بأساطيل الولايات المتحدة وزادت في منسوب العسكرة.
الخارجية الروسية: تصريحات الخارجية الألمانية كاذبة
قالت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تصريحات ألمانيا حول تبادل المعلومات مع روسيا عن تفجير أنابيب غاز "السيل الشمالي" من روسيا إلى ألمانيا في بحر البلطيق، عارية عن الصحة.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي لزاخاروفا اليوم الأربعاء، تعليقا على تصريحات ممثل الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر، الذي قال في وقت سابق إن برلين "تتبادل بعض المعلومات مع موسكو" حول الهجمات الإرهابية على خطي الأنابيب "السيل الشمالي-1" و"السيل الشمالي-2".
وأضافت زاخاروفا: "على مدى عامين تقريبا، استجاب الجانب الألماني لجميع طلبات السلطات الروسية المختصة بشأن قصف (السيل الشمالي) حصرا بردود وأعذار واهية، دون أي وثيقة واحدة تتضمن أية معلومات واقعية".
وأشارت زاخاروفا إلى أن كلمات السيد فيشر غير صحيحة تماما، وتابعت: "دعونا نصفها، لنسهل عمل المترجمين إلى الألمانية، بأنها: كذب".
ووقعت انفجارات خطي أنابيب "السيل الشمالي-1"، و"السيل الشمالي-2" في 26 سبتمبر 2022، ولم تستبعد ألمانيا والدنمارك والسويد وقوع أعمال تخريبية مستهدفة، فيما أفادت الشركة المشغلة لخطي الأنابيب Norg Stream AG، بأن تدمير خطوط أنابيب الغاز غير مسبوق، ومن المستحيل تقدير الإطار الزمني للإصلاحات.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تفجيرات "السيل الشمالي" بأنها أعمال إرهاب دولي، مشيرا إلى المسؤولية عنها تقع على عاتق الأنغلوساكسونيين، الذين "لم تعد العقوبات المفروضة على روسيا كافية بالنسبة لهم، فانتقلوا إلى التخريب".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان سبل وقف التصعيد قطاع غزة ومنطقة الشرق الأوسط السیل الشمالی
إقرأ أيضاً:
الأسد بين فكي كماشة.. هل يُسقط النظام تحالفه مع إيران مخافة التصعيد الإسرائيلي؟
تتصاعد حدة الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية بوتيرة موازية للزيارات الإيرانية رفيعة المستوى المتتالية إلى دمشق للقاء مع النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، الذي يلتزم الحياد إزاء التصعيد الإسرائيلي العنيف في المنطقة والغارات المتواصلة على بلاده.
ويواجه الأسد ضغوطا متزايدة من عدة أطراف فاعلة على المشهد الإقليمي من أجل إعادة تقييم تحالفه الاستراتيجي مع إيران التي تمتلك نفوذا واسعا على الأرض السورية عبر المليشيات الموالية لها، والتي كانت أحد الركائز الأساسية في منع انهيار النظام السوري إبان الثورة التي انطلقت عام 2011.
وتتمحور الضغوطات التي تحدثت عنها تقارير صحفية إسرائيلية حول تحذير الأسد من التدخل في العدوان المتواصل على لبنان وقطاع غزة أو السماح بتنفيذ هجمات ضد دولة الاحتلال انطلاقا من الأراضي السورية.
كما تتمحور حول تقديم "إغراءات" من قبل الإمارات التي تلعب دور الوسيط، من أجل دفع النظام السوري إلى التخلي عن تحالفه مع إيران وحزب الله، لصالح اتخاذ موقفا أقرب من الاحتلال الإسرائيلي، حسب تقرير لصحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله.
تترافق هذه المساعي المتواصلة خلف الكواليس مع تطورات متسارعة على الساحة الميدانية، حيث نفذت دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الماضي غارات عنيفة على مناطق متفرقة من الأراضي السورية، ما أسفر عن عشرات الشهداء والمصابين.
وكانت هذه الغارات التي تركزت في محيط العاصمة دمشق من أعنف الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية وأكثر دموية، منذ بدأت بانتهاك الأجواء السورية قبل سنوات بوتيرة متواصلة من أجل استهداف مواقع تابعة لإيران وحزب الله.
وتهدد هذه الهجمات بتصعيد إضافي في الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط، سيما أنها تأتي على وقع مخاوف من توسيع الاحتلال الإسرائيلي لدائرة النار في المنطقة لتشمل الأراضي السورية.
الزيارات الإيرانية إلى دمشق
في إطار التصعيد المستمر في المنطقة، شهدت دمشق مؤخرا سلسلة من الزيارات الإيرانية رفيعة المستوى. كان أبرز هذه الزيارات زيارة علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني الأعلى، الذي التقى مع الأسد في زيارة سعت إيران من خلالها إلى التأكيد على أن "محور المقاومة" لا يزال متماسكا، رغم الضغوط والهجمات العسكرية المستمرة.
كما أجرى وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصر زاده، زيارة إلى دمشق في إطار تعزيز التعاون العسكري والتنسيق بين البلدين في مواجهة التهديدات المتصاعدة في المنطقة.
خلال هذه الزيارات، شدد المسؤولون الإيرانيون على التزام إيران العميق بالحفاظ على العلاقات مع دمشق، موضحين أن الدعم الإيراني لسوريا في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية يبقى ثابتا.
ووفقا للتصريح الذي أدلى به لاريجاني في مقابلة مع قناة "الميادين" اللبنانية، فإن الرسالة التي جلبها معه إلى النظام السوري تتعلق بدعم "محور المقاومة" في مواجهة التحديات المشتركة.
والاثنين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن زيارة لاريجاني إلى دمشق وبيروت "تحمل رسالة دعم واضحة للشعبين السوري واللبناني وللمقاومة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية".
وفي الإطار ذاته، وصل وزير خارجية النظام السوري بسام الصباغ إلى العاصمة الإيرانية طهران في أول زيارة له منذ توليه منصبه، حيث التقى نظيره الإيراني عباس عراقجي لبحث "القضايا ذات الاهتمام المشترك وأهم القضايا في المنطقة"، حسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وخلال مؤتمر صحفي مع الصباغ، شدد عراقجي الذي أجرى بدوره زيارة إلى سوريا في تشرين الأول /أكتوبر الماضي، على وقوف طهران إلى جانب النظام السوري و"محور المقاومة".
موقف الأسد والضغوطات المتصاعدة
في المقابل، تتحدث تقارير عن تعرض نظام الأسد لضغوط متزايدة من بعض الدول العربية والغربية من أجل إحداث تحول في سياساته الاستراتيجية.
هذا التغيير يتطلب إعادة النظر في تحالفه مع إيران، على اعتبار أن التقارب مع الاحتلال الإسرائيلي قد يفتح له أبوابا أوسع نحو تطبيع العلاقات مع الدول الغربية والعربية التي كانت قد عزلت النظام في وقت سابق بسبب الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري عقب انطلاق الثورة عام 2011.
ولا يظهر بشار الأسد حتى الآن أي توجه علني نحو تغيير موقفه من التحالف مع إيران، رغم هذه الضغوط والهجمات الإسرائيلية المتواصلة.
ومع ذلك، يرى سمير العبد الله، مدير قسم التحليل السياسي في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، أن الأسد "يلعب على كل الحبال"، ويراهن على التوازنات الإقليمية والدولية.
ويوضح العبد الله في حديثه مع "عربي21"، أن الأسد "يوحي للعرب بأنه سيتخلى عن إيران ولكنه يريد ضمانات"، بينما "يوحي لإيران بأنه ما زال ضمن محورها، ولكنه مضطر للمناورة".
وأضاف أن الأسد يعتمد على الوقت وتغيير الأوضاع في المنطقة، مشيرا إلى أن "بشار الأسد يبقي حاليا كل الخيارات مفتوحة ريثما تظهر ملامح التغيرات الإقليمية، لا سيما في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض أو تغييرات في سياسة الإدارة الأمريكية".
إيران ومخاوف التغير في موقف النظام
أما عبد الرحمن الحاج، الخبير بالشأن الإيراني ومدير مؤسسة الذاكرة السورية، فيرى أن "هناك قلقا إيرانيا متزايدا من الإغراءات والضغوط الغربية التي قد تدفع بشار الأسد إلى تعديل علاقاته مع إيران".
ويشير الحاج في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن الزيارات الإيرانية الأخيرة، بما في ذلك زيارة لاريجاني، كانت بمثابة "رسالة تأكيد من إيران على أن محور المقاومة ما يزال متماسكا رغم الضغوط والضربات التي تلقتها"، مضيفا أن "إيران تسعى إلى دعم موقفها في المنطقة ولا تريد أن يرى أحد تغيرا في علاقة الأسد معها".
وأشار الحاج أيضا إلى أنه "في حال تراجعت علاقة الأسد مع الإيرانيين فسيهدد ذلك حياته بشكل مباشر"، نظرا لأن "بشار الأسد يمتلك معلومات حيوية حول الانتشار الإيراني وحزب الله في سوريا"، وهذا يعطيه تأثيرا كبيرا على الوجود الإيراني في البلاد.
ومع ذلك، يعتقد الحاج أن الأسد يبقى في موقف الصمت المريح حاليا، حيث لا يزال يجد في هذا الصمت أقل الخيارات خطرا، لكنه يضيف أن "بشار الأسد سيتعين عليه في النهاية اتخاذ موقف حاسم، وسيكون عليه في لحظة ما الانحياز إلى أحد الطرفين".
روسيا "أكبر المستفيدين"
وإلى جانب إيران، تعد روسيا التي فرضت واقعا عسكريا وسياسيا جديد في سوريا بعد تدخلها العسكري في الأزمة السورية عام 2015 لصالح الحفاظ على نظام الأسد، أحد أهم اللاعبين على الساحة السورية.
وبالرغم من اتفاق حليفا الأسد، روسيا وإيران، على ضرورة تثبيت حكم بشار الأسد، إلا أن التطورات في المنطقة تضع سوريا في معادلات إقليمية جديدة بعيدا عن الأزمة المحلية التي جرى تجميدها بموجب الاتفاقات الدولية بين الدول الفاعلة.
وفي حين يواجه النفوذ الإيراني في سوريا ضربات عنيفة من الاحتلال الإسرائيلي بهدف إحداث خرق في الوجود الإيراني على الساحة السورية، فإن "روسيا تعد من أكبر المستفيدين من أي تغييرات في سوريا"، حسب سمير العبد الله.
ويقول العبد الله إن "روسيا تعتبر أن أي تراجع في الوجود الإيراني في سوريا قد يكون في صالحها، حيث ستزيد من نفوذها العسكري والسياسي".
كما يرى مدير قسم التحليل السياسي في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، أن "روسيا تعول على عودة ترامب للبيت الأبيض من أجل إعادة بناء التفاهمات مع الإدارة الأمريكية، وهو ما قد يتيح لها المزيد من المناورة في سوريا".