كاتب بريطاني: محاكمة خان ونافالني والتاريخ الطويل للنفاق الأميركي والبريطاني
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
وصف مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني امتناع أميركا وبريطانيا عن إدانة سجن السياسي الباكستاني عمران خان بأنه مجرد تفضيل للحكام المستبدين من أجل مصالحهما، قائلا إن هذا السلوك له تاريخ طويل في واشنطن ولندن.
وقارن كاتب المقال بيتر أوبورن الحاصل على جائزة أفضل مقال/مدونة في عامي 2017 و2022؛ بين رد فعل أميركا وبريطانيا تجاه الحكم على المنشق الروسي أليكسي نافالني بتهمة تمويل التطرف وإعادة تأهيل الفكر النازي، ورد فعلهما على الحكم ضد عمران خان، حيث أدانتا فورا الأول، ورفضتا إدانة الثاني.
وقال إن حالتي نافالني وخان متشابهتان تماما، إذ إن قليلا من الناس يعتقدون بصدق التهم الموجهة إليهما، وعدالة الأحكام ضدهما، وإن كلا الرجلين تريد القوى المسيطرة في بلديهما إبعادهما عن المسرح السياسي.
وأشار إلى أن نافالني قد تعرض لمحاولة تسميم قبل 3 سنوات، بينما أصيب خان في محاولة اغتيال أواخر العام الماضي، قائلا إن كلاهما سجين سياسي محتجز بتهم ملفقة من قبل السلطات الروسية والباكستانية.
ازدواج المعايير الصارخومع ذلك، يقول الكاتب، لا يهتم الغرب إلا بمصير واحد منهما، إذ سارع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إدانة حكم السجن على نافالني ووصفه بأنه ذو دوافع سياسية، وطالب بإطلاق سراحه. كما سارع وزير الخارجية البريطانية برد فعل مماثل لرد فعل بلينكن.
وأضاف أوبورن أن بريطانيا وأميركا تدركان جيدا أن التهم الموجهة إلى خان -التربح من الهدايا الرسمية- واهية، لأن خان، خلال توليه منصب رئيس الوزراء الباكستاني، غيّر القانون بحيث يكون من الصعب على السياسيين الاستفادة من الهدايا التي يتم تلقيها في زيارات خارجية، وإنه من المحتمل أن يكون خان هو السياسي الأقل فسادا في تاريخ باكستان الحديث.
واستمر الكاتب بالقول إن واشنطن ولندن لا تهمهما نزاهة خان أو فساد غيره من حكام باكستان، بل يهمهما وجود حكام مطيعين لمصالحهما حتى إن كانوا مستبدين، وقد أثبت التاريخ الطويل لباكستان ذلك، مشيرا إلى تعاملهما مع الرئيس محمد أيوب خان، والجنرال محمد ضياء الحق، ومؤخرا الجنرال برويز مشرف.
وأشار أوبورن إلى أن التاريخ يثبت أن أميركا وبريطانيا معاديتان لأي زعيم سياسي باكستاني يحكم بتفويض ديمقراطي.
كما أشار إلى أن سياسة خان تحدت نظام الحزبين الفاسد للغاية والذي هيمن على السياسة الباكستانية، من خلال حزب الشعب الباكستاني والرابطة الإسلامية الباكستانية لأكثر من نصف قرن، وسعت إلى إنهاء وضع البلاد كدولة عميلة لأميركا، وتمسك بمبادئه وخاض معاركه وحيدا ضد الحرب الأميركية الوحشية على "الإرهاب"، وأدان ضربات الطائرات بدون طيار ودافع عن سيادة القانون، وظل شوكة في جسد أميركا بمجرد توليه السلطة، لكنه دفع الثمن.
قائمة أعداء أميركاووصف الكاتب رفض إدارة الرئيس جو بايدن التنديد بسجن خان بأنه يرقى إلى درجة التواطؤ، وقال إن خان اليوم هو السياسي الأكثر شعبية في البلاد، وإجراء أي انتخابات في باكستان بدونه ستكون بلا معنى.
وأشار إلى أن خان انضم إلى القائمة الطويلة للقادة الوطنيين الشرعيين ديمقراطيا الذين تجرؤوا على تحدي أميركا باتباع سياسة خارجية مستقلة مثل محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في مصر، وسلفادور أليندي في تشيلي، وذو الفقار علي بوتو أول زعيم باكستاني منتخب ديمقراطيا، ومحمد مصدق في إيران، وكثيرون غيرهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
دينا أبو الخير: غياب الزوج الطويل يهدد استقرار الأسرة ويوقعه في الإثم
أكدت الدكتورة دينا أبو الخير، الداعية الإسلامية، أن السفر لتحصيل الرزق وتحسين الدخل أمر مشروع ومقبول شرعًا، شريطة أن يتم بالتخطيط المسبق بين الزوجين ومعرفة الهدف من السفر ومدته.
قالت الدكتورة دينا أبو الخير خلال تقديم برنامجها وللنساء نصيب، المذاع على قناة صدى البلد، إن السفر لابد أن يكون مرتبًا بين الزوج والزوجة حتى تتم قيادة المشهد بشكل سليم، مع تحديد فترة الغياب بشكل واضح.
وأشارت إلى أن الشرع وضع تقديرًا لغياب الزوج عن زوجته، مستشهدة بقول الإمام أحمد بن حنبل، "أقصى مدة تستطيع المرأة الصبر فيها على غياب زوجها هي ستة أشهر".
وذكرت بما فعله الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان لا يرسل الجند إلى الغزوات أو السفر أكثر من ستة أشهر، شهران للسفر والعودة وأربعة أشهر للإقامة.
وشددت الدكتورة دينا على أن العصر الحديث وفر وسائل اتصال تساعد على تقليل آثار الغياب، ولكن بالرغم توفر وسائل التواصل الحديثة، إلا أن ضعف التقوى والأخلاق قد يؤدي إلى انهيار الروابط الأسرية في حال طال البعد.
وأوضحت أن غياب الزوج لفترات طويلة دون متابعة أسرته وتربية أولاده يؤدي إلى الإثم.