الفيلم الهندي "حياة الماعز" يثير جدلا على مواقع التواصل بسبب نظام الكفيل في السعودية
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
أثار الفيلم الهندي "حياة الماعز" الذي عرض على نتفلكس ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب قصته التي أغضبت الكثيرين وخاصة السعوديين لما يتناوله من أحداث وصفوها بالمسيئة لهم بسبب نظام الكفيل.
ويعرف نظام الكفيل في السعودية؛ هو أن يجلب صاحب عمل ما، عاملا ويكون هو كفيله ومسؤول عنه وعن إقامته وكل تفاصيله.
ولعلمه بأن الفيلم سيحدث جدلا وربما مشاكل مع السلطات السعودية، وضع المخرج في مقدمة الفيلم ملاحظة تقول إن "الفيلم لا يقصد الإساءة لأي بلد أو شعب أو مجتمع أو عرق".
ومع ذلك أثار الفيلم الهندي موجة جدل واسعة بين النقاد، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الخليجيين، بين معترض على طريقة طرح فكرة نظام الكفالة في المملكة العربية السعودية، وآخرون رأوا أنه عمل إبداعي يندرج تحت عنوان حرية الإبداع ولا يعبر عن الواقع.
ويروي الفيلم قصة لشخص اسمه (نجيب)، شاب هندي سافر إلى السعودية بحثا عن عمل ليجد نفسه أمام شخص سعودي ادّعى أنه كفيله وأخذه إلى الصحراء ليرعى الغنم، حيث عاش هناك لسنوات في الصحراء مجبرا ولا يستطيع الفرار.
قصة مستوحاة من محنة حقيقية
قصة الفيلم تعتبر تجسيدا لقصة حقيقية بطلها مواطن هندي يحكي ما تعرض له من مآسٍ بشعة أثناء رحلة عمله في المملكة العربية السعودية على يد ما يعرف باسم الكفيل والذي جسد دوره الفنان العُماني طالب البلوشي.
أدوجيفيثام هو فيلم باللغة المالايالامية الهندية، يصور محنة فقراء الهند الذين يسعون لطلب الرزق في الشرق الأوسط، وقد حاز اهتمام حشود من المشاهدين في دور السينما.
وكلمة "أدوجيفيثام" تعني "حياة الماعز"، وهو اسم مقتبس من الكتاب المالايالامي الأكثر مبيعاً لعام 2008، وهو من بطولة بريثفيراج سوكوماران الذي يلعب دور (نجيب)، المهاجر الهندي إلى السعودية، الذي اختُطِف واستُعبِد ليعمل راعيا للغنم في الصحراء.
والقصة مستوحاة من محنة حقيقية لرجل يحمل نفس الاسم، اختُطف في البلاد في التسعينيات، وتمكن من الفرار بعد عامين.
وقد أصبحت الرواية المثيرة حجر االزاوية الثقافي في ولاية كيرالا جنوبي الهند التي تتحدث اللغة الماليالامية، حيث صدرت منها الطبعة الـ 250 هذا العام، وحازت إشادة واسعة النطاق، كما أثارت نقاشاً حول قسوة حياة المهاجرين في الخليج.
وبلغ من نجاح الفيلم الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات، أن حقق في الأسبوع الأول من طرحه أكثر من 870 مليون روبية (أي ما يعادل 8.23 مليون جنيه إسترليني، أو 10.4 مليون دولار) في جميع أنحاء العالم.
ما قصة الفيلم؟
في الفيلم، يظهر (نجيب) معزولا عن العالم، وحيدا مع سيده وحيواناته، يكتوي بالحرارة الشديدة في صحراء قاسية، على بُعد أميال من أقرب طريق، دون أن يتمكن من الوصول إلى هاتف أو ورقة أو قلم للكتابة، ودونما صديق، يشرب الماء من نفس الحوض الذي تشرب منه حيواناته.
يتوسل (نجيب) في مشهد مؤثر يمزق القلب، والدموع تنهمر على وجهه وهو يحكي كيف باع كل شيء وغادر عائلته، كل ذلك سعيا وراء وظيفة موعودة؛ لكن كلماته باللغة المالايالامية لم تجد صدى لدى رئيسه الذي لا يتحدث سوى العربية.
وجدير بالذكر أن نحو مليوني هندي و100 ألف من ولاية كيرالا يعيشون في الخارج، هاجر منهم ما يقرب من 90 في المئة إلى دول الخليج، متأثرين بالعلاقة طويلة الأمد التي امتدت لأكثر من خمسة عقود، والتي تربط الولاية بالبحرين والكويت وعُمان وقطر والسعودية والإمارات في شبه الجزيرة العربية.
والعديد من هؤلاء العمال ينحدرون من أسر فقيرة كادحة، تعيش في ظل نظام الكفالة في هذه البلدان، الذي يضمن للكفيل السيطرة التامة على إقامتهم وتحركاتهم، ما يجعلهم عرضة للإساءة والاستغلال.
يقول (نجيب) الحقيقي: "لقد غادرت كيرالا في عام 1991 مُحملاً بالكثير من الأحلام؛ لكن التجارب التي مررت بها هناك، والسيد الرهيب والحياة بين الماعز، أفقدتني إحساسي بذاتي، وفقدت عقلي".
وفي عام 2008، حصل المخرج السينمائي (بليسي) على حق تعديل الكتاب، وقال (سوكوماران) بطل الفيلم لبي بي سي، إنه يعتقد أنه كان يعرف كل شيء عن الكتاب عندما سلمه المخرج نسخة منه العام المقبل.
"كنت أعرف كل أحداث القصة، إلى هذا الحد كانت حديث الناس، خاصة في صناعة السينما. ومع ذلك، فقد أذهلتني".
وأضاف: "من السمات البارزة لهذه القصة هو امتزاج الهويات بين الإنسان والحيوان، فهذا الرجل يفقد هويته ببطء كإنسان، ويصبح واحدا من تلك الحيوانات، لم أقرأ شيئا كهذا من قبل".
في الفيلم، يتوقف (نجيب) تدريجيا عن التحدث باللغة المالايالامية، ومن وقت لآخر، يُصدر أصواتاً من حلقه شبيهة بأصوات الحيوانات التي يعتني بها.
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
الكويت: منع أفراد الشرطة من نشر صورهم عبر مواقع التواصل
أصدرت وزارة الداخلية الكويتية قراراً رسمياً بحظر ظهور جميع منتسبيها إعلامياً، أو نشر صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأصدرت الوزارة بياناً عبر حسابها على منصة إكس، أشارت خلاله إلى إصدارها تعميماً إلى جميع قطاعاتها للمحافظة على سرية الأعمال التي تخص وظائفهم، أو يطلعون عليها بحكم هذه الوظائف، وعدم تداول أية معلومات أو بيانات أو القيام بتصوير المستندات والحوادث ونشرها.
وكذلك عدم نشر الأمور الشخصية لمنتسبي الوزارة مع صورهم باللباس العسكري، وذلك عبر أية وسيلة من وسائل الاتصال بما في ذلك وسائل الإتصال الإلكترونية وغيرها.
وتضمّن التعميم أيضاً عدم الإدلاء بتصريحات أو الظهور في مقابلات بكافة وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة دون إذن من الإدارة المختصة (الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني)، بالإضافة إلى عدم الظهور بكافة وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أثناء تأدية الواجب.
وأكدت الوزارة أن هذا القرار يأتي في إطار الحفاظ على سرية العمل الأمني وخصوصيته، ومنع أي استغلال غير قانوني أو إساءة استخدام للمعلومات أو الصور التي قد تؤثر على الأمن أو تسيء لسمعة المؤسسة الأمنية.
وشددت الوزارة على ضرورة الالتزام بمضمون التعميم من قِبل جميع منتسبيها، محذرة من أي مخالفة لهذا التعميم حيث سيتم إحالة كل من يخالف ذلك إلى الجهة المختصة للتحقيق معه، تمهيداً لمساءلته انضباطياً أو تأدبيباً حسب الأحوال.
حظر ظهور جميع منتسبي وزارة الداخلية إعلامياً أو ونشر صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي pic.twitter.com/mMLxEA78eB
— وزارة الداخلية (@Moi_kuw) January 20, 2025