كيف نحتفل بذكرى زعماء الوفد؟
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
فى الأسبوع الماضى كتبت فى المكان ذاته، عن سمات حاكمة فى سير زعماء الوفد العظام: سعد زغلول، ومصطفى النحاس، وفؤاد سراج الدين، الذين شاءت إرادة الله أن يرحلوا فى شهر واحد صار من الممكن أن نسميه شهر الأحزان وهو أغسطس.
رحل سعد زغلول فى الثالث والعشرين من أغسطس سنة 1927، ورحل مصطفى النحاس فى اليوم نفسه سنة 1965، ثم رحل فؤاد سراج الدين فى التاسع من أغسطس سنة 2000.
وقلت فى مقالى السابق إن أهم السمات المميزة للزعماء التاريخيين للوفد تمثلت فى مجموعة من القيم الأخلاقية العظيمة، والمبادئ النبيلة التى تصلح أن تؤسس لميثاق للعمل السياسى المصرى فى مختلف عصوره. ولا شك أن الصدق، والنبل، والوفاء، وعفة اللسان، والكرامة، والإيمان بالديمقراطية مثّلت المسار الحاكم لهذا التراث.
وإذا كان المصريون فيما مضى قد اعتادوا بشكل دورى الاحتفال بذكرى سعد زغلول رسميا وشعبيا حتى عام 1952، حيث عمدت السلطات بعد ذلك إلى منع الاحتفال بذكرى سعد، ثم حددوا إقامة مصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، وبذلوا كل جهد لتشويه الزعماء الثلاثة، وتوجيه الإساءة للوفد ورموزه. غير أن الناس ظلوا أوفياء للذكرى، فأحيوها كل على طريقته، حتى رحيل مصطفى النحاس من بعد، ليحتفوا بذكرى الزعيمين كل عام.
وفى تصوري، فإن أعظم احتفال بذكرى الزعماء الثلاثة، هو استعادة، واستذكار دروسهم الخالدة فى الأخلاق، وفى الوطنية، وفى السعى الدائم للعدالة والحرص على النزاهة.
نحن فى حاجة للتذكير بمواقفهم العظيمة فى ترسيخ تراث من القيم الخالدة، والرد على حملات الإساءة التى ظلت لعقود طويلة منهجا عاما يتصور أن سب الماضى ضرورة سياسية، وأن كل ما هو سابق يمثل رجعية.
ولا بد من نشر الأعمال التاريخية والسير والمذكرات والشهادات المحجوبة والمهملة والمنسية التى ترد الاعتبار لسعد والنحاس، وسراج الدين، تأكيدا على كون الوفد ليس مجرد حزب سياسى مثل باقى الأحزاب القائمة، وإنما هو بوتقة ومنبع الوطنية والفكر السياسى الحر فى التاريخ المصرى.
ينبغى أيضا أن نفكر بموضوعية فى إحياء ذكر الزعماء من خلال أعمال فنية، سواء درامية أو سينمائية، تقدم للأجيال الجديدة سير هؤلاء العظماء، الذين كافحوا من أجل استقلال مصر، ورفعتها، ودافعوا عن الديمقراطية وعن الحق الأمة المصرية فى صناعة سياساتها. وفى رأيى فإن الأعمال الفنية أكثر قدرة على تغيير الصور الذهنية النمطية السائدة فى مجتمعنا، وليس أدل على ذلك من أن بعض المسلسلات التى قدمت روايات جديدة للتاريخ لاقت إقبالاً جماهيرياً واسعاً.
يُمكننا أيضا أن نتبنى فى حزب الوفد وباسمه مسابقات سنوية فى بعض مجالات الفكر مثل العلوم السياسية، وفى الثقافة العامة وفى مبادئ القانون، وفى التاريخ يتم تسميتها بأسماء زعماء الوفد، وتُشكل لها لجان علمية رفيعة، ويكون هدفها تحفيز الأجيال الجديدة على الاستفادة من تراث الزعماء التاريخيين العظيم.
إننا ندرك يقينا أن زعماء الوفد يستحقون علينا أكثر من مجرد احتفال دوري، ويجب تخليد ذكراهم تخليدا حقيقيا، جزاء ما قدموه من كفاح وما بذلوه من تضحيات فى سبيل الوطن، وهذا أقل ما يجب. وسلام على الأمة المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د هانى سرى الدين سعد زغلول ومصطفى النحاس السياسى المصرى زعماء الوفد
إقرأ أيضاً:
الصين تتحرك لزيادة صادرات النحاس وسط اضطرابات السوق
أصدرت الصين المزيد من التراخيص التي تسمح لمصاهر النحاس بتصدير المعدن معفى من الضرائب، في خطوة تهدف إلى دعم المنتجين المحليين وفتح المجال أمام زيادة المبيعات الخارجية في وقت يشهد اضطرابات في السوق العالمية.
حصلت شركة "تشاينا كوبر ساوث إيست كوبر" (China Copper Southeast Copper)، التابعة لشركة "ألمنيوم كورب أوف تشاينا"، على الموافقة لممارسة ما يُعرف بتجارة التصنيع التعاقدي، وفقاً لبيان صادر عن الشركة. وفي سياق منفصل، حصلت أيضاً شركة "قوانغشي نانغو كوبر" (Guangxi Nanguo Copper) المملوكة للقطاع الخاص على تصريح مماثل، حسبما أفاد تقرير لشركة "شنغهاي ميتالز ماركت"" (Shanghai Metals Market) دون الإشارة إلى مصادر محددة.
تشهد السوق العالمية للنحاس اضطرابات كبيرة في الوقت الحالي، إذ ارتفع السعر القياسي للمعدن في لندن اليوم إلى أعلى مستوى له في 4 أشهر. في الصين، أكبر مورد للنحاس المكرر في العالم، تكافح المصاهر المحلية للحصول على إمدادات خام تعاني من الندرة، ما يؤثر على ربحيتها، إذ انخفضت رسوم المعالجة في القطاع إلى مستوى قياسي منخفض في وقت سابق من العام الجاري.
الرسوم الجمركية الأميركية
في الولايات المتحدة، أدت إشارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن احتمال فرض رسوم جمركية على واردات النحاس إلى ارتفاع الأسعار الأميركية بشكل كبير مقارنة بالمعدلات العالمية في بورصة لندن للمعادن. دفع هذا التباين جزءاً من المخزون لمغادرة آسيا مع سعي المتداولين في الأسواق لتحقيق أرباح من الفروقات السعرية. كما نفذت الإدارة اليوم عملية فرض رسوم جمركية على الألمنيوم والصلب.
تخطط اثنتان من كبرى المصاهر الصينية لشحن ما يصل إلى 45 ألف طن للتسليم في مارس الجاري إلى المستودعات المعتمدة والمخازن الآسيوية ضمن شبكة بورصة لندن للمعادن، وفق أشخاص على اطلاع على التجارة طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم. ستكون هذه الكميات إضافة إلى مبيعاتهما السنوية المخطط لها.
يعني التراخيص الجديدة أن أكثر من 10 مصاهر رئيسية في الصين حصلت حالياً على الموافقة لممارسة تجارة التصنيع التعاقدي، التي تتضمن تصدير النحاس المكرر المُنتج من خام مستورد مع إعفاءات ضريبية.