بوابة الوفد:
2024-09-16@22:13:25 GMT

كيف نحتفل بذكرى زعماء الوفد؟

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

فى الأسبوع الماضى كتبت فى المكان ذاته، عن سمات حاكمة فى سير زعماء الوفد العظام: سعد زغلول، ومصطفى النحاس، وفؤاد سراج الدين، الذين شاءت إرادة الله أن يرحلوا فى شهر واحد صار من الممكن أن نسميه شهر الأحزان وهو أغسطس.

رحل سعد زغلول فى الثالث والعشرين من أغسطس سنة 1927، ورحل مصطفى النحاس فى اليوم نفسه سنة 1965، ثم رحل فؤاد سراج الدين فى التاسع من أغسطس سنة 2000.

وقلت فى مقالى السابق إن أهم السمات المميزة للزعماء التاريخيين للوفد تمثلت فى مجموعة من القيم الأخلاقية العظيمة، والمبادئ النبيلة التى تصلح أن تؤسس لميثاق للعمل السياسى المصرى فى مختلف عصوره. ولا شك أن الصدق، والنبل، والوفاء، وعفة اللسان، والكرامة، والإيمان بالديمقراطية مثّلت المسار الحاكم لهذا التراث.

وإذا كان المصريون فيما مضى قد اعتادوا بشكل دورى الاحتفال بذكرى سعد زغلول رسميا وشعبيا حتى عام 1952، حيث عمدت السلطات بعد ذلك إلى منع الاحتفال بذكرى سعد، ثم حددوا إقامة مصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، وبذلوا كل جهد لتشويه الزعماء الثلاثة، وتوجيه الإساءة للوفد ورموزه. غير أن الناس ظلوا أوفياء للذكرى، فأحيوها كل على طريقته، حتى رحيل مصطفى النحاس من بعد، ليحتفوا بذكرى الزعيمين كل عام.

وفى تصوري، فإن أعظم احتفال بذكرى الزعماء الثلاثة، هو استعادة، واستذكار دروسهم الخالدة فى الأخلاق، وفى الوطنية، وفى السعى الدائم للعدالة والحرص على النزاهة.

نحن فى حاجة للتذكير بمواقفهم العظيمة فى ترسيخ تراث من القيم الخالدة، والرد على حملات الإساءة التى ظلت لعقود طويلة منهجا عاما يتصور أن سب الماضى ضرورة سياسية، وأن كل ما هو سابق يمثل رجعية.

ولا بد من نشر الأعمال التاريخية والسير والمذكرات والشهادات المحجوبة والمهملة والمنسية التى ترد الاعتبار لسعد والنحاس، وسراج الدين، تأكيدا على كون الوفد ليس مجرد حزب سياسى مثل باقى الأحزاب القائمة، وإنما هو بوتقة ومنبع الوطنية والفكر السياسى الحر فى التاريخ المصرى.

ينبغى أيضا أن نفكر بموضوعية فى إحياء ذكر الزعماء من خلال أعمال فنية، سواء درامية أو سينمائية، تقدم للأجيال الجديدة سير هؤلاء العظماء، الذين كافحوا من أجل استقلال مصر، ورفعتها، ودافعوا عن الديمقراطية وعن الحق الأمة المصرية فى صناعة سياساتها. وفى رأيى فإن الأعمال الفنية أكثر قدرة على تغيير الصور الذهنية النمطية السائدة فى مجتمعنا، وليس أدل على ذلك من أن بعض المسلسلات التى قدمت روايات جديدة للتاريخ لاقت إقبالاً جماهيرياً واسعاً.

يُمكننا أيضا أن نتبنى فى حزب الوفد وباسمه مسابقات سنوية فى بعض مجالات الفكر مثل العلوم السياسية، وفى الثقافة العامة وفى مبادئ القانون، وفى التاريخ يتم تسميتها بأسماء زعماء الوفد، وتُشكل لها لجان علمية رفيعة، ويكون هدفها تحفيز الأجيال الجديدة على الاستفادة من تراث الزعماء التاريخيين العظيم.

إننا ندرك يقينا أن زعماء الوفد يستحقون علينا أكثر من مجرد احتفال دوري، ويجب تخليد ذكراهم تخليدا حقيقيا، جزاء ما قدموه من كفاح وما بذلوه من تضحيات فى سبيل الوطن، وهذا أقل ما يجب. وسلام على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د هانى سرى الدين سعد زغلول ومصطفى النحاس السياسى المصرى زعماء الوفد

إقرأ أيضاً:

بين مولد النبي وبعث الأمة

(1)

وُلدَ الهُدى، فالكائناتُ ضياءُ

وفمُ الزمانِ تبسّم، وثناءُ

نحتفل بالمولد النبويّ، نحتفل بمولد أمة، وُلدت عظيمة، ولم يبقَ منها إلا تاريخ يُغنّى.

(2)

في ليلة من ليالي القدر، كان قمر الأمة يبزغ، لم يكن هنالك غير فرد واحد، خرج من عباءته ملايين المؤمنين.

(3)

ليس بالمحاضرات وحدها نحتفل بمولد سيد الأنام، هناك ما هو أهم.. إنه التطبيق الذي فقدناه.

(4)

قليلة هي قصائد المناسبات الدينية، والروحانية، وكأن الشاعر يفقد شاعريته في مثل هذه المناسبات، هناك فجوة لا يمكن تفسيرها بين الروح والقلب أحيانا.

(5)

مليار نسمة أو يزيدون هم المنتمون للإسلام، بينما تموت غزة جوعا، وهم يتفرجون.. أي هوان هذا؟!

(6)

بينما ينتشر الإسلام في العالم، تتراجع قيمه في نفوس كثيرين من أبنائه المنتمين له بالولادة.. يبدو أنها هجرة إيمانية عكسية.

(7)

انتشر الإسلام بالسيف كما انتشر بالكلمة الطيبة، وهذا لا يحدث إلا حين تكون الأمة ذات قوة، وهيبة.

(8)

علماء الحكام، ما زالوا يرون العالم من ثقب باب خزائن الملوك.

(9)

لطالما قرأنا، وتشبّعنا بهذه الآية «إنَّما المؤمنون إخوة».. ولكن لا أدري لماذا وقفت هذه العبارة عند حدود غزة.

(10)

كيف يمكن أن ندّعي الإسلام؟.. ونحن لا نستطيع مقاطعة وجبة تدعم قاتلي الأطفال في فلسطين.. ما أضعف العرب أمام بطونهم.

(11)

في كل مولد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، تولد شمس جديدة لساعة البعث.. بعث الأمة من جديد، وهنا يصحو الأمل من أسرّة الأحلام الخائبة.

(12)

حين تفقد الأمة إرادتها، يفقد أفرادها قيمتهم.

مسعود الحمداني كاتب وشاعر عماني

مقالات مشابهة

  • بين مولد النبي وبعث الأمة
  • مصطفى كامل: حمو بيكا سيعود للنقابة بشروط
  • نقيب الموسيقيين: أغاني المهرجانات لا تمثل مصر
  • لماذا نحتفلُ بالمولد النبوي الشريف؟
  • د.عبدالسند يمامة : كفر الشيخ مسقط رأس زعماء الوفد وأشعر بسعادة لتكريم أبنائها المتفوقين
  • نهى النحاس: مصر لأول مرة تتحدث عن تجربتها في صناعة الإعلام أمام مؤتمر «IBC»
  • كيف نحتفل بالرسول؟
  • لبحث الأزمات الأخيرة.. مؤتمر طارئ لنقابة الموسيقيين (غدًا)
  • رئيس الوزراء يهنئ الشعب المصري بذكرى المولد النبوي الشريف
  • فى ظل المناخ الصحى للرئيس: الوفد ونقابة المحامين حصن الحقوق والحريات