عندما قالت نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب الأمريكى السابقة، إن كل ما يهمها ألا تطأ قدم دونالد ترمب البيت الأبيض مرة أخرى، تصورنا أن هذا الأمر يهمها وحدها، ولكن تبين لنا أن الموضوع أكبر منها وأوسع.
وعندما انعقد مؤتمر الحزب الديمقراطى الأمريكى لتزكية كامالا هاريس فى السباق إلى البيت الأبيض، جاء انعقاده وكأنه علامة من بين علامات على أن المعركة التى يخوضها ترمب مرشحًا عن الحزب الجمهورى، ليست فقط فى مواجهة هاريس، ولكنها فى مواجهة الحزب الديمقراطى المنافس بأكمله.
ففى المؤتمر جاءت هاريس، ومن ورائها جاء الرئيس الأمريكى جو بايدن، ومعهما جاء الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، والرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، وزوجته هيلارى كلينتون، ومعهم جميعًا جاء ابن الرئيس الأسبق جيمى كارتر!
جاءوا جميعًا بربطة المعلم.. وكما ترى فجميعهم رموز كبيرة فى الحزب الديمقراطى، وجميعهم يلتقون على رغبة واحدة لا تهدأ هى اسقاط ترمب وإنجاح هاريس!
لم يحدث من قبل أن اتخذت المعركة الانتخاببة هذه الأبعاد الواسعة، ولم يحدث أن كان السباق محمومًا إلى هذا الحد نحو البيت الأبيض، ولم يحدث أن كان المرشح الديمقراطى وراءه هذا الحشد أو هذا الاحتشاد.
وبالطبع.. فإن عيون العالم تتركز على ما يجرى فى بلاد العم سام، وهى لا تتركز على ما يدور فيها لأن المعركة تشتد وتحتدم وفقط، ولكن لأن المرشح الذى ستكتب له السماء أن يستقر فى المكتب البيضاوى بالبيت الأبيض، يظل يحكم العالم بشكل أو بآخر، ويظل نفوذه أوسع من حدود مكانه، ويظل نفوذ بلاده ممتدًا ومتمددًا خارج حدودها على الخريطة بين المحيطين الهادى والأطلنطى.. فالقوة الأمريكية ليست عسكرية وحسب، ولكنها فى الأساس اقتصادية هائلة، ولا تزال الولايات المتحدة هى الإقتصاد رقم واحد فى العالم، وهذا وحده كفيل بأن يجعل السباق نحو البيت الأبيض سباقًا عالميًا، وكفيل بأن يجعل كل الأحداث المرافقة للسباق محل متابعة واهتمام بالغين فى كل مكان من أركان الأرض الأربعة.
من هنا إلى يوم ٥ نوفمبر الذى من المقرر أن تجرى فيه الانتخابات، ستظل أنظار الدنيا مُعلّقة بما يشهده السباق هناك من مفاجآت، وبالذات على مستوى تقدم مرشح على الآخر، فاستطلاعات الرأى تلعب بأعصاب متابعيها، وهى لا تكاد تضع هاريس فى المقدمة حتى تنقلب مؤشراتها بعدها بساعات ليتقدم ترمب، الذى كان يُمنى نفسه بمعركة سهلة مع بابدن قبل انسحابه، فإذا بهاريس تفاجئه كمرشحة بديلة لبايدن، وإذا بها تؤرقه فتجعله لا يعرف كيف ينام!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة دونالد ترمب البيت الأبيض الحزب الجمهوري الحزب الديمقراطي الأمريكي البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
ترامب يطرح فكرة ترشحه لولاية ثالثة في البيت الأبيض.. نخبرك ما نعرفه
طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرة جديدة، فكرة ترشحه لولاية ثالثة في 2028، خلال احتفال بمناسبة شهر "تاريخ السود"، على الرغم من أن الدستور يحدد الولايات الرئاسية باثنتين فقط.
ما اللافت في الأمر؟
قد يكون ترامب قالها على سبيل المزاح لكنه "هزل يراد به جد" إذ أنها ليست المرة الأولى التي يثير ترامب فيها القضية، لكنه بالتأكيد لا يريد أن يكون ديكتاتورا يخرق دستور البلاد.
مؤخرا
وصف ترامب نفسه بـ"الملك"، وكتب على صفحته على منصة "تروث سوشيال" التي يملكها بعد أن قرر إنهاء تعرفة الازدحام في نيويورك، قائلا: "يحيا الملك".
وتطرّق ترامب إلى فرضية ترشّحه لفترة ثالثة، خلال خطاب ألقاه أمام أعضاء ونواب منتخبين من الحزب الجمهوري في واشنطن، بعد فوزه في الانتخابات بمواجهة الرئيس السابق، جو بايدن.
ماذا يقول الدستور؟
يمنع الدستور في التعديل الثاني والعشرين انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من ولايتين، ويمنع أي شخص تولى مسؤوليات الرئاسة أكثر من عامين خلفا لرئيس منتخب - لسبب أو آخر - من أن يصبح رئيسا لأكثر من مرة.
هل هو مستحيل؟
لا ليس مستحيلا، هنالك طريقتان - نظريا - يمكن لترامب من خلالهما أن يصل إلى منصب الرئاسة لمرة ثالثة بشكل صحيح دستوريا.
خيارات ممكنة
◼ وإن كان الدستور يمنع انتخاب شخص ما لمنصب الرئاسة مرتين، إلا أنه لا يمنعه من الترشح لمنصب نائب الرئيس، وعليه يمكن أن يصبح رئيسا في حال، مات، أو أقيل، أو استقال الرئيس الذي ينوبه.
◼ الحالة الثانية؛ هي أن يقنع ترامب الكونغرس الأمريكي، والولايات الأمريكية، بتعديل الدستور للسماح للرئيس بحكم البلاد لولاية ثالثة، وهو أمر ممكن وإن كان شبه مستحيل.
ماذا قالوا؟
◼ قال ترامب أمام أعضاء الحزب الجمهوري العام الماضي: "أظنّ أنني لن أترشّح إلا إذا اعتبرتم أنني جيّد ولا بدّ إذن من التفكير في شيء آخر".
◼ قال المستشار السابق لترامب، ستيف بانون: "نريد ترامب في عام 2028 وهذا ما لا يستطيعون تحمله (خصوم ترامب) رجل مثل ترامب يأتي مرة أو مرتين فقط في تاريخ البلد.
◼ قال وزير العمل السابق، روبرت رايش إن "الخيار الآن هو الديمقراطية أو الديكتاتورية. ونحن ننزلق بشكل أسرع مما كنت أعتقد".
◼ قال حذر حاكم ولاية إلينوي جي. بي. بريتزكر: "ليس لدينا ملوك في أمريكا ، ولا أنوي الانحناء لواحد".
◼ قالت حاكمة نيويورك كاثي هوشول إن "دونالد ترامب ليس ملكا ولن نسمح له باستغلال سكان نيويورك".
◼ قالت النائبة الجمهورية لورين بويبرت: "نحن بحاجة إلى ضمان بقاء أغلبيتنا الجمهورية في مجلس النواب قوية، ويجب أن نتجمع وراء الرئيس ترامب لتأمين فترة ولايته الثالثة".
◼ قال النائب الجمهوري تيم بورشيت: "كانت تلك مزحة. من الواضح أنها كانت مزحة ".
◼ قال النائب الجمهوري آندي بيغز: "ستكون العناوين الرئيسية غدا بأن ترامب يحاول إعاقة الدستور".
◼ قال النائب الجمهوري إيلي كرين: "كانت مزحة وهو يمزح طوال الوقت لكن لا يمكنك أن تقول نكتة دون أن تتعرض للانتقاد".
◼ قالت أستاذة السياسة في جامعة كورنيل، ومديرة مركز الديمقراطية العالمية، راشيل بيتي ريدل، إن خطاب ترامب دليل واضح على أجندة لرفض المبادئ الديمقراطية.
◼ قالت المتحدثة السابقة باسم وزارة العدل الأمريكية سارة إيسغور إن تعديل الدستور أمر صعب جدا في ظل الانقسام الجمهوري الديمقراطي.
هل فعلها رئيس قبله؟
نعم، كان الرئيس فرانكلين روزفلت أول وآخر رئيس انتخب لأكثر من ولايتين، إذ وصل إلى البيت الأبيض أربع مرات، لكنه توفي قبل أن ينهي ولايته الرابعة، بل قبل أن يتم 100 يوم فيها عام 1945.
بعد ولايات روزفلت الأربع، اتفق الحزبان الجمهوري والديمقراطي على تحديد ولايات الرئيس وتم الموافقة على التعديل الثاني والعشرين في عام 1951 بموافقة 36 ولاية من أصل 48 آنذاك.
ماذا يلزم لتعديل الدستور؟
لتعديل الدستور في الولايات المتحدة، يجب اتباع طريق صعب الهدف منه الحد من التعديلات الدستورية لإبقاء البلاد في استقرار سياسي.
يتعين على ثلثي أعضاء مجلسي النواب (288 من 435) والشيوخ (67 من 100) في الكونغرس الأمريكي الموافقة على طرح التعديل الدستوري ليوسد الأمر بعد ذلك إلى الولايات.
يتعين بعد ذلك على ثلاثة أرباع برلمانات الولايات الأمريكية الخمسين الموافقة على التعديل (38 من 50) وإرسال إخطار بالموافقة إلى مكتب السجل الفيدرالي ليتم إعلانه تعديلا دستوريا معتمدا.
ومنذ اعتماد الدستور الأمريكي عام 1787 تم اقتراح ما يزيد على 11 ألف تعديل، نجح منها 27 تعديلا فقط في اجتياز العملية المعقدة.
الخلاصة
لن نرى ترامب في البيت الأبيض عندما يغادره في نهاية ولايته الثانية، وفي غالب الأمر لن يفكر الكونغرس في اقتراح تعديل دستوري آخر يضاف إلى آلاف التعديلات التي لم تنجح من أجل ضمان ولاية ثالثة.