الخبير المثمن محمد أحمد فؤاد: العاصمة الإدارية فرصة لتطوير مناطق سكنية تلبي احتياجاتها ذاتيا
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
تعد العاصمة الإدارية الجديدة في مصر أحد أكبر مشروعات التطوير العمراني في العالم العربي. تأتي المدينة الجديدة كمحاولة لتخفيف العبء عن القاهرة وتعزيز التنمية الاقتصادية والبنية التحتية الحديثة.
وفي ظل هذا التطوير الهائل، تبرز أهمية نظرية الأحياء الذاتية (Self-sustaining Neighborhoods) كأحد الابتكارات الحضرية التي يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز استدامة هذا المشروع الطموح.
قال محمد أحمد فؤاد الخبير المثمن ، إن نظرية الأحياء الذاتية تعتمد على فكرة تطوير مناطق سكنية قادرة على تلبية احتياجاتها الخاصة دون الاعتماد الكبير على الموارد الخارجية. هذه الأحياء تكون مصممة لتكون مستقلة من حيث إنتاج الطاقة، وإدارة النفايات، وتوفير الغذاء والمياه. الهدف الأساسي من هذه النظرية هو تقليل البصمة البيئية وتحقيق استدامة حقيقية من خلال إنشاء مجتمعات تعتمد على ذاتها بشكل كامل أو شبه كامل.
وأضاف أن العاصمة الإدارية الجديدة تمثل فرصة فريدة لتطبيق نظرية الأحياء الذاتية على نطاق واسع. من خلال الاستفادة من أحدث التقنيات والابتكارات في مجالات الطاقة المتجددة، والزراعة الحضرية، وإدارة الموارد، يمكن تحقيق مجتمع متكامل ومستدام.
ويتمثل أحد الجوانب الرئيسية لنظرية الأحياء الذاتية في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وفي العاصمة الإدارية الجديدة يمكن تصميم الأحياء بحيث تحتوي على محطات صغيرة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على أسطح المباني، مما يقلل من الاعتماد على الشبكات الوطنية للطاقة.
وأضاف أن الزراعة الحضرية هي عنصر آخر أساسي في الأحياء الذاتية. من خلال تصميم حدائق على الأسطح وأماكن مخصصة للزراعة داخل الأحياء، يمكن للمقيمين إنتاج جزء كبير من احتياجاتهم الغذائية محليًا. هذا الأمر لا يقلل فقط من تكلفة النقل والتخزين، بل يعزز أيضًا الأمن الغذائي ويقلل من التلوث البيئي.
كما أن إدارة المياه والنفايات هي عنصر حيوي آخر في تحقيق أحياء ذاتية من خلال تقنيات مثل إعادة تدوير المياه الرمادية واستخدامها في الزراعة، بالإضافة إلى تحويل النفايات العضوية إلى سماد، يمكن للأحياء تحقيق درجة عالية من الاكتفاء الذاتي وتقليل التلوث البيئي.
تطبيق نظرية الأحياء الذاتية في العاصمة الإدارية الجديدة يمكن أن يؤدي إلى تحقيق فوائد كبيرة من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية. على المستوى الاقتصادي، سيقلل ذلك من التكاليف طويلة الأمد المرتبطة بالطاقة والمياه والنقل، أما من الناحية الاجتماعية، فإنه يعزز من الترابط المجتمعي والاستقلالية، حيث سيصبح لكل حي طابعه الخاص وقدرته على دعم سكانه.
ورغم الفوائد الواضحة لنظرية الأحياء الذاتية، فإن تطبيقها في مشروع ضخم مثل العاصمة الإدارية الجديدة قد يواجه تحديات. من بين هذه التحديات التكلفة الأولية.
فإنشاء البنية التحتية اللازمة للأحياء الذاتية قد يكون مكلفًا في البداية، مما يتطلب استثمارات كبيرة.
كما أن توفير بند التنسيق والتخطيط ، يتطلب تنسيقًا عاليًا بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة لضمان تكامل الأنظمة، والسكان بحاجة إلى التكيف مع نمط حياة جديد يعتمد على مزيد من المشاركة المجتمعية والمسؤولية الفردية.
وتابع فؤاد :" الخلاصة أن العاصمة الإدارية الجديدة فرصة ذهبية لتطبيق نظرية الأحياء الذاتية على أرض الواقع، مما يضع مصر في مقدمة الدول التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة. من خلال تبني هذه النظرية، يمكن للعاصمة الإدارية الجديدة أن تصبح نموذجًا عالميًا للتطوير الحضري المستدام، مما يساهم في تحسين جودة الحياة لسكانها ويسهم في الحفاظ على البيئة."
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العاصمة الإدارية العاصمة الإدارية الجديدة التطوير العمراني العالم العربي التطوير محمد أحمد فؤاد العاصمة الإداریة الجدیدة من خلال
إقرأ أيضاً:
خالد عباس: البدء في أعمال البنية التحتية للمرحلة الثانية للعاصمة الإدارية في أقرب وقت
استقبل المهندس خالد عباس رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية ACUD، وفداً من مملكة البحرين، وعلى رأسهم النائب أحمد قراطة النائب الثاني لرئيس مجلس النواب رئيس الوفد، والدكتورة فاطمة الكوهجي عضو مجلس الشورى ونائب رئيس الوفد، وعدداً من أعضاء الوفد المرافق، وذلك ضمن برنامج زيارتهم للعاصمة الإدارية الجديدة بغرض التعرف على المشروع.
هذا وقد بدء اللقاء بترحيب المهندس خالد عباس بالوفد البحريني، مع عرض فيلم وثائقي عن أبرز التطورات التي وصلت إليها العاصمة الإدارية الجديدة على أرض الواقع، والتي شملت التعرف على أسلوب تنفيذ وتشغيل وإدارة العاصمة الإدارية باستخدام التكنولوجيات المختلفة ومراكز التحكم والسيطرة ومراكز البيانات بالإضافة الي التعرف على مشروعات البينة التحتية بما تشمله من كهرباء وطاقة متجددة ومياه وأسس البناء الأخضر والهوية البصرية.
50 ألف موظف بالعاصمة الإدارية
وأكد المهندس خالد عباس، أن هناك ما يصل إلى 50 ألف موظف يعملون من العاصمة حاليًا، كما تعمل بها 6 جامعات دولية و12 مدرسة دولية، ما يعني أن العاصمة أصبحت واقع بنبض الحياة، لافتاً إلى أنه سيتم البدء في أعمال البنية التحتية للمرحلة الثانية للعاصمة في أقرب وقت ممكن، بالإضافة إلى بدء أعمال مجلسي النواب والشورى ومقرات البنوك
إصلاحات جديرة بالثناء.. صندوق النقد يوافق على منح مصر قرضا بقيمة 1.2 مليار دولارزيادة المعاشات 2025.. رفع الحد الأقصى رسميًا إلى أكثر من 11 ألف جنيهمن جانبه عبر النائب أحمد قراطة النائب الثاني لرئيس مجلس النواب البحريني عن سعادته بهذا الإنجاز العظيم وحفاوة الاستقبال قائلا: " لم أشاهد أي مشروع في كل الوطن العربي يضاهي مشروع العاصمة الإدارية الجديدة في مصر كما أن هذا المشروع العملاق سينقل مصر نقلة حضارية وتاريخية على كافة المستويات، مؤكداً على أن ما تحقق على أرض الواقع في هذا المشروع إعجاز مصري غير مسبوق، وأن مملكة البحرين حريصة على الاستفادة من خبرات مشروع العاصمة الإدارية وانه من جانبه سيحث الشركات البحرينية للتواجد في المشروع والاستثمار فيه ... تلي اللقاء الذي تم زيارة مدينة الفنون والثقافة ومجلس النواب.