بوابة الوفد:
2024-09-14@12:50:51 GMT

كورسك والدفرسوار

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

بينما كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يستقبل محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية فى العاصمة الروسية موسكو كانت القوات الأوكرانية تتوغل فى منطقة كورسك الروسية وتقطع الكيلو مترات فى طريق السيطرة التامة على المقاطعة لإجبار روسيا على إعادة نشر وحدات شرق أوكرانيا، وتخفيف الضغط على الدفاعات الأوكرانية المحاصرة، وتحسين الوضع التفاوضى للتوصل لتسوية سلمية.

كان التقدم الأوكرانى قد سبق زيارة عباس بأيام، ورغم ذلك بدا بوتين واثقا مطمئنًا وكأن شيئا لم يحدث من استقطاع أجزاء من أراضيه فظهرت رباطة الجأش، والإنصات والرد دون تغيير فى نبرات الصوت أو قسمات الوجه المعبر عن مستجدات الوضع السيئ على الجبهة الحدودية.

ورغم أن مستجدات الأحداث تجعل أى قائد يغير حساباته وجدول المقابلات وتأجيل كل شيء فى ضوء الأنباء الحزينة القادمة من كورسك التى تبعد 536 كم فقط من موسكو، وتمثل وضعا شاذا باحتلال أراضى روسية -لأول مرة- منذ الحرب العالمية الثانية، والتقدم السريع يرسم صورة قاتمة وحالة من القلق، حيث تتسع القبضة الأوكرانية على بلدات روسية بكورسك ساعة بعد ساعة فى جرأة من الغرب والأمريكان وخاصة البريطانيين بتقديم أسلحة ومعدات ودبابات نوعية تصنع الفارق، لدرجة شعور البعض أنها محاولة لاستدراج الأوكران داخل روسيا والقضاء عليهم.

بوتين دائمًا يحاول الظهور فى صورة القيصر بكل ماتحمله الكلمة من معنى، وأنّ سمات القائد تظهر وقت الشدة بثباته وبث الطمأنينه بداخله أولًا لتنعكس على من حوله، وإرسال طاقة سلبية لأعدائه، فهى رسالة للداخل والخارج باستمرار جدول مقابلاته دون تغيير، وسفره بعدها لأذربيجان للتأكيد على أن ما يحدث وضع مؤقت وحساباته مدروسة وتحت السيطرة والتشديد على ما يتمتع به بوتين من صفات القائد الفريدة وكـ شخصية تتسم بالسيطرة، والثقة،والطموح.

بوتين رغم ثباته يشعر بمرارة مختلفة هذه المرة منذ قيادته لروسيا الحديثة، فـ كورسك تمثل له جرح غائر حتى ولو تخلص من الأعداء، فالتاريخ سيسجل احتلال الأرض الروسية بعد عقود طويلة، وتلقيه ضربتين خلال عام تقريبا بعد تمرد قائد قوات فاجنر رغم نجاحه والتخلص منه، وتضميد جرح «كورسك» يمثل العقبة الكبرى لأنها ضربةً قويةً لكل الدائرة المحيطة به» سياسية واستخباراتية وعسكرية»، ما يعنى أنها لطمة فريدة ونقطة سوداء فى القميص الأبيض لـ القيصر.

ورغم السيطرة الروسية على مقاطعات دونيتسك وخيرسون ولوهانسك زابوريجيجيا، فى الشرق الأوكرانى بجانب جزيرة القرم التى احتلتها العام 2014، تبقى ثغرة كورسك أكثر إيلامًا، وتشبه فى المغزى ثغرة الدفرسوار المصرية بمنطقة الإسماعيلية وسط قناة السويس من 15- 23 أكتوبر 73، رغم اختلاف الظروف والزمان والمكان حيث كان هدف إسرائيل التقليل من انتصار 6 أكتوبر وتحسين الوضع التفاوضى بعد استعادة المصريين لجزء من سيناء المحتلة، وتتشابه مع كورسك بهدف الضغط على روسيا واستنزافها ماديا وجيوسياسيا وتفاوضيا.

صمت بوتين على جرأة الأوربيين ومد أوكرانيا تخطيطا وعتادا لصنع الفارق سيزيد من إقدامهم وتخطى الخطوط الحمراء، وفى هذه الحالة لن يكون التلويح بالخيار النووى كافيًا بل سيتم دفع بوتين دفعا نحوه، وهنا سيكون انتحارًا للجميع..!

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تسلل الرئيس الروسي فلاديمير فلاديمير بوتين محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية العاصمة الروسية موسكو

إقرأ أيضاً:

بعد السيطرة الأوكرانية.. روسيا تعلن بدء الهجوم المضاد في «كورسك»

بعد مرور أكثر من شهر على العملية العسكرية والتوغل البري الأوكراني في مدينة كورسك الروسية، والتي كبدت موسكو خسائر فادحة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية بدء القتال في «كورسك» بشكل رسمي، وقالت إنها استعادت السيطرة على 10 مدن سيطرة عليها القوات الأوكرانية في توغلها الشهر الماضي، بحسب وكالة «رويترز».

وأوضحت روسيا أن قواتها - تقصد وحدات الشمال - استعادت السيطرة تمامًا على المستوطنات على مدى يومين، إذ بدأت منذ العاشر من سبتمبر الجاري، وذلك في الجانب الغربي من المنطقة التي احتلتها أوكرانيا في توغلها يوم 6 أغسطس الماضي.

زيلينسكي: روسيا بدأت إجراءات هجومية مضادة

وفي أول تعليق له على الهجوم الروسي، أكد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي اليوم الخميس، أن روسيا بدأت إجراءات هجومية مضادة، تتوافق مع خطتنا الأوكرانية.

وقال ضابط أوكراني يقاتل في منطقة «كورسك»، إن الهجوم المضاد الروسي بدأ، مضيفً أن القتال صعب للغاية والوضع ليس في صالحنا حتى الآن.

كما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الخميس، إن القوات الأوكرانية، تتعرض الآن للضغط بشكل مُطرد من كورسك، وسيتم طردها من المدينة بالكامل، بحسب وكالة أنباء «ريا نوفوستي».

وحدات أكثر خبرة في القتال لشن الهجوم المضاد

وبحسب شبكة «CNBC NEWS» الأمريكية، فقد أشار معهد دراسات الحرب، إلى أن الأدلة المرئية تشير إلى أن القوات الروسية المنتشرة في كورسك الروسية كانت تعمل في وحدات بحجم سرية تتألف من 100 إلى 250 جنديًا، وربما تستخدم وحدات أكثر خبرة في القتال لشن الهجوم المضاد.

وبحسب معهد دراسات الحرب، إذا تأكدت هذه الاستراتيجية، فإنها تشير إلى الأهمية التي توليها روسيا لإنهاء التوغل الذي أحرج «الكرملين» والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكشف عن نقاط ضعف في الأمن القومي الروسي.

مقالات مشابهة

  • الدفاعات الروسية تُسقط 19 مسيرة أوكرانية فوق مقاطعتي كورسك وبيلغورود
  • الخارجية الروسية: واشنطن ولندن تقودان الوضع بأوكرانيا لمرحلة التصعيد الخارجة عن السيطرة
  • روسيا تعلن استعادة 103من جنودها تم أسرهم في مقاطعة كورسك مقابل إعادة 103 جنود أوكرانيين
  • تهديد بوتين بحظر بعض الصادرات يربك الشركات الروسية
  • «الدفاع الروسية»: دمرنا 4 ألوية أوكرانية في مقاطعة كورسك
  • روسيا تعلن استعادة 10 قرى في «كورسك»
  • بعد السيطرة الأوكرانية.. روسيا تعلن بدء الهجوم المضاد في «كورسك»
  • روسيا تعلن استعادة 10 قرى من القوات الأوكرانية في منطقة كورسك
  • الدفاع الروسية تعلن تطهير 10 بلدات وقرى من قوات كييف في كورسك
  • كورسك الروسية تدمر صاروخا أوكرانيا