بينما كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يستقبل محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية فى العاصمة الروسية موسكو كانت القوات الأوكرانية تتوغل فى منطقة كورسك الروسية وتقطع الكيلو مترات فى طريق السيطرة التامة على المقاطعة لإجبار روسيا على إعادة نشر وحدات شرق أوكرانيا، وتخفيف الضغط على الدفاعات الأوكرانية المحاصرة، وتحسين الوضع التفاوضى للتوصل لتسوية سلمية.
كان التقدم الأوكرانى قد سبق زيارة عباس بأيام، ورغم ذلك بدا بوتين واثقا مطمئنًا وكأن شيئا لم يحدث من استقطاع أجزاء من أراضيه فظهرت رباطة الجأش، والإنصات والرد دون تغيير فى نبرات الصوت أو قسمات الوجه المعبر عن مستجدات الوضع السيئ على الجبهة الحدودية.
ورغم أن مستجدات الأحداث تجعل أى قائد يغير حساباته وجدول المقابلات وتأجيل كل شيء فى ضوء الأنباء الحزينة القادمة من كورسك التى تبعد 536 كم فقط من موسكو، وتمثل وضعا شاذا باحتلال أراضى روسية -لأول مرة- منذ الحرب العالمية الثانية، والتقدم السريع يرسم صورة قاتمة وحالة من القلق، حيث تتسع القبضة الأوكرانية على بلدات روسية بكورسك ساعة بعد ساعة فى جرأة من الغرب والأمريكان وخاصة البريطانيين بتقديم أسلحة ومعدات ودبابات نوعية تصنع الفارق، لدرجة شعور البعض أنها محاولة لاستدراج الأوكران داخل روسيا والقضاء عليهم.
بوتين دائمًا يحاول الظهور فى صورة القيصر بكل ماتحمله الكلمة من معنى، وأنّ سمات القائد تظهر وقت الشدة بثباته وبث الطمأنينه بداخله أولًا لتنعكس على من حوله، وإرسال طاقة سلبية لأعدائه، فهى رسالة للداخل والخارج باستمرار جدول مقابلاته دون تغيير، وسفره بعدها لأذربيجان للتأكيد على أن ما يحدث وضع مؤقت وحساباته مدروسة وتحت السيطرة والتشديد على ما يتمتع به بوتين من صفات القائد الفريدة وكـ شخصية تتسم بالسيطرة، والثقة،والطموح.
بوتين رغم ثباته يشعر بمرارة مختلفة هذه المرة منذ قيادته لروسيا الحديثة، فـ كورسك تمثل له جرح غائر حتى ولو تخلص من الأعداء، فالتاريخ سيسجل احتلال الأرض الروسية بعد عقود طويلة، وتلقيه ضربتين خلال عام تقريبا بعد تمرد قائد قوات فاجنر رغم نجاحه والتخلص منه، وتضميد جرح «كورسك» يمثل العقبة الكبرى لأنها ضربةً قويةً لكل الدائرة المحيطة به» سياسية واستخباراتية وعسكرية»، ما يعنى أنها لطمة فريدة ونقطة سوداء فى القميص الأبيض لـ القيصر.
ورغم السيطرة الروسية على مقاطعات دونيتسك وخيرسون ولوهانسك زابوريجيجيا، فى الشرق الأوكرانى بجانب جزيرة القرم التى احتلتها العام 2014، تبقى ثغرة كورسك أكثر إيلامًا، وتشبه فى المغزى ثغرة الدفرسوار المصرية بمنطقة الإسماعيلية وسط قناة السويس من 15- 23 أكتوبر 73، رغم اختلاف الظروف والزمان والمكان حيث كان هدف إسرائيل التقليل من انتصار 6 أكتوبر وتحسين الوضع التفاوضى بعد استعادة المصريين لجزء من سيناء المحتلة، وتتشابه مع كورسك بهدف الضغط على روسيا واستنزافها ماديا وجيوسياسيا وتفاوضيا.
صمت بوتين على جرأة الأوربيين ومد أوكرانيا تخطيطا وعتادا لصنع الفارق سيزيد من إقدامهم وتخطى الخطوط الحمراء، وفى هذه الحالة لن يكون التلويح بالخيار النووى كافيًا بل سيتم دفع بوتين دفعا نحوه، وهنا سيكون انتحارًا للجميع..!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تسلل الرئيس الروسي فلاديمير فلاديمير بوتين محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية العاصمة الروسية موسكو
إقرأ أيضاً:
بوتين يدعو سلطان عمان للمشاركة في “قمة روسيا والدول العربية”
روسيا – انطلقت في الكرملين المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، الذي وصل إلى روسيا في زيارة دولة مساء الاثنين.
ونشر الكرملين فيديو يظهر لقاء الزعيمين في قاعة غورغييفسكي الكبيرة في الكرملين ومصافحة سلطان عمان مع أعضاء الوفد الروسي في المحادثات.
وفي مستهل اللقاء رحب الرئيس الروسي بسلطان عمان والوفد المرافق له، وقال “اسمحوا لي قبل كل شيء أن أشكركم على اتخاذكم قرار زيارة بلادنا”.
وأشاد بوتين بعلاقات روسيا مع سلطنة عمان، داعيا لتعزيز التعاون في مجالات عدة منها النقل والاستثمارات المتبادلة والزراعة.
وتطرق الرئيس الروسي إلى موضوع “قمة روسيا والدول العربية” المزمع عقدها خلال العام الجاري، وقال: “بالطبع، كانت هناك معلومات قد وصلت عبر قنوات وزارة الخارجية. نحن نخطط لعقد قمة بين روسيا والدول العربية هذا العام. العديد من أصدقائنا في العالم العربي يدعمون هذه الفكرة. وإذا وجدتم وقتا يا صاحب الجلالة، سنكون سعداء برؤيتكم أيضا في هذه القمة بين جامعة الدول العربية وروسيا”.
من جانبه، أكد هيثم بن طارق اهتمام بلاده ببناء علاقات متينة وطيبة مع روسيا، والسعي إلى أن تكون هذه العلاقات “مميزة ومفيدة تخدم شعوب البلدين”.
كما قدم السلطان الشكر لبوتين على دعوته له لزيارة روسيا وعلى حفاوة الاستقبال.
وفي وقت سابق كشف الكرملين أن محادثات القمة الروسية العمانية ستتناول، بالإضافة إلى المحاور الأساسية لتطوير التعاون الثنائي بين البلدين، عددا الملفات الإقليمية الساخنة، بينها القضية الفلسطينية والوضع في سوريا.
وقالت وثيقة نشرها الكرملين قبل المحادثات: “من المقرر مناقشة الوضع في الشرق الأوسط مع التركيز على التدهور غير المسبوق للأوضاع في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. الموقف الروسي يبقى ثابتا ويتمثل في ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأضافت الوثيقة أنه “من بين المواضيع الإقليمية ذات الأولوية موضوع سوريا”، مشيرة إلى أن “روسيا تدعو باستمرار إلى ضمان الوحدة والسيادة والسلامة الإقليمية هذا البلد، والإسراع بالتطبيع الشامل للأوضاع فيه عبر حوار وطني شامل يأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع القوى السياسية والمجموعات العرقية والدينية”.
ومن المتوقع أيضا أن تتطرق محادثات بوتين وهيثم بن طارق إلى المفاوضات النووية التي تجري حاليا بين إيران والولايات المتحدة والتي تقوم مسقط بدور الوساطة فيها.
المصدر: RT + وكالات