بوابة الوفد:
2024-12-26@12:35:16 GMT

تيه المفاوضات.. وألاعيب نتنياهو!

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

بغض النظر عن نتائج جولة بلينكن وما يمكن أن تسفر عنه من نتائج على صعيد مفاوضات وقف النار فى غزة، ربما لا يتطلب الأمر الكثير من الاجتهاد للوصول إلى نتيجة مضمونها أن تلك المفاوضات تدار من المنظور الإسرائيلى وبرضاء أمريكى بمنطق تضييع الوقت، لحين تحقيق أهداف نتنياهو من الحرب، وإلا بماذا يمكن تفسير تلك الحالة من التيه التى دخلتها المفاوضات دون أن تبدو لها نتائج فى الأفق، بل ووسط تشاؤم الوسطاء بصعوبة التوصل إلى اتفاق!

الغريب هنا هو محاولة تحميل الجانب الفلسطينى المسئولية عن تعثر المفاوضات وإظهاره بمظهر المتعنت رغم أنه ربما يبدو الأكثر حرصا على ذلك الأمر فى ضوء تواصل واستفحال الأزمة فى غزة التى أصبح الوضع فيها يتطلب على الأقل حالة من التقاط الأنفاس.

الأكثر إثارة للدهشة أن تهمة عرقلة المفاوضات توجه من الداخل الإسرائيلى بل ومن وزراء فى الحكومة الإسرائيلية وأهالى الأسرى لنتنياهو نفسه. حتى البيت الأبيض كان قد أعلن منذ نحو أسبوعين أنه قد يلقى بالمسئولية على نتنياهو حال عدم تجاوبه مع جهود استئناف المفاوضات.

وإذا كان نتنياهو وافق على مشاركة وفد إسرائيلى فى المفاوضات التى استؤنفت فى الدوحة الأحد الماضى، فإن ذلك لا يعنى قبوله بالانخراط فى هذا المسار وإنما من الواضح أن ذلك جاء تحت ضغط الولايات المتحدة ورغبة منه فى عدم الظهور بمظهر من يعرقل جهود وقف النار، حيث تبذل الأخيرة جهودا مكثفة من أجل تحقيق هذا الهدف على الأقل فى هذا التوقيت لإثناء إيران عن الرد على عملية اغتيال هنية على أراضيها.

ورغم صحة هذه النقطة الأخيرة المتعلقة بالموقف الأمريكى إلا أن واشنطن لا تمارس دورها بحياد وإنما بانحياز واضح لإسرائيل ربما يصل إلى حد تهيئة الأجواء لاستكمال حربها فى غزة فيما يحاول المسئولون الأمريكيون توفير المناخ الذى يشعر العالم بأن إسرائيل راغبة فى صفقة على الأقل من قبيل تخفيف حدة الانتقادات الموجهة للدولة العبرية على جرائمها فى غزة.

ولذلك يبدو من الجوانب التى تثير التساؤل التصريح الذى أدلى به بلينكن عقب لقائه مع نتنياهو بأن الأخير وافق على اقتراح تقليص الفجوات وأنه يدعمه ومن واجب حماس أن تفعل الأمر نفسه. ويتغافل بلينكن فى تصريحه أنه فى ذلك يروج لمواقف نتنياهو الجديدة التى تمثل شروطا إضافية فيما تؤكد حماس على قبول المقترح الذى عرضه بايدن فى أواخر مايو، أى أنها لم تغير موقفها، الأمر الذى يؤكده ما يثيره فريق التفاوض الإسرائيلى من شكوك حول حقيقة سعى نتنياهو لإبرام صفقة.

بغض النظر عن كون الولايات المتحدة لا ترى فى الأمر سوى صفقة لإطلاق سراح الرهائن وما بعد ذلك ليس سوى تفاصيل، فإن فكرة المفاوضات التى ترفع واشنطن رأيتها رغم انها مطلب جوهرى لمختلف أطراف الأزمة إلا أنه يتم تفريغها من مضمونها فى حدود حسابات نتنياهو بأن الضغط العسكرى والسياسى هو الذى يمكن أن يحقق الأهداف الإسرائيلية بعيدا عن تقديم ما قد يراه تنازلات لحماس والمقاومة، ولذلك فإن تصريح الرئيس بايدن والذى يتهم فيه حماس بالتراجع عن خطة الاتفاق المطروحة مع إسرائيل لا تعدو أن تكون جزءا من سيناريو إدارة القضية بذات المنطق الذى تراه قيادات إسرائيل ويصب فى مصلحتها وربما لا يمثل رد حماس أى تجاوز للحقيقة حين راحت تعتبرها ادعاءات مضللة!

باختصار نتنياهو لا يريد اتفاق ولا صفقة ويستخدم عملية التفاوض كورقة للإلهاء وترويض الداخل بل والخارج.. والمشكلة أن الأمور تسير فى سكة النتائج التى يريد تحقيقها!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات نتائج جولة بلينكن الجانب الفلسطيني المفاوضات فى غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يتحدث عن صعوبات في صفقة التبادل.. ومزاعم بتراجع حماس

تحدثت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء، عن صعوبات وصفتها بـ"الملموسة" خلال المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط مزاعم إسرائيلية عن تراجع حركة حماس عن الشروط التي أدت إلى تجديد جولة المفاوضات الأخيرة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن "صعوبات ملموسة تعتري المفاوضات مع حركة حماس بشأن مسار صفقة التبادل، وترفض الحركة تقديم قائمة بأسماء الأسرى الأحياء والأموات الذين من المفترض أن تشملهم المرحلة الأولى من الصفقة".

وأشارت الهيئة إلى أنه عاد مساء أمس الوفد الإسرائيلي، بعد مكوث عشرة أيام في قطر، مشددة في الوقت ذاته على أن المصادر المطلعة تؤكد أن المفاوضات لم تصل إلى "طريق مسدود، وإنما في مرحلة تحتاج لقرارات من المستوى السياسي".

حماس تتجاهل الضغوط
ونوهت المصادر الإسرائيلية إلى أن "حماس تتجاهل ضغوط الوسطاء، وزعيم حماس في قطاع غزة محمد السنوار يعرض مواقع أكثر تشددا من شقيقه يحيى"، مضيفة أن "إسرائيل ستعيد وفدها إذا طرأ تقدم في الاتصالات".

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن مسؤول إسرائيلي، أن "حركة حماس تراجعت عن الشروط التي أدت إلى تجديد مفاوضات صفقة التبادل"، وفق مزاعمه.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه "لا أحد يعرف ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق أم لا (..)، لقد انسحبت حماس بالفعل من التخفيف الذي أدى إلى استئناف المحادثات، وتطالب مرة أخرى بالتزام إسرائيل بإنهاء الحرب في نهاية الصفقة الشاملة، كشرط لتنفيذ مرحلتها الأولى".



ويرفض نتنياهو وقف الحرب، ويتلاعب الاحتلال الإسرائيلي بالمصطلحات، ويريد أسماه وقف "العمليات العسكرية"، كي يستمر في عدوانه على قطاع غزة حتى بعد انتهاء صفقة التبادل.

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أنه "في أي لحظة قد يكون هناك انفراج، لكن في هذه اللحظة لا يوجد اتفاق، وهناك نقاط خلاف أخرى إلى جانب مسألة إنهاء الحرب"، مضيفا أنه "حتى لو تراجعت حماس فجأة، فإن هناك علامات استفهام حول قدرتها على تسليم الحد الأدنى من الأسرى بالنسبة لإسرائيل، في ظل الضربة التي تلقتها الحركة وقطاع غزة".

ولم يتبق سوى أربعة أسابيع للتوصل إلى اتفاق بشأن الصفقة، قبل وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وقد هدد الرئيس الأمريكي المنتخب عدة مرات منطقة الشرق الأوسط بحال لم يتم إطلاق سراح الأسرى.

وكانت حركة حماس قد أكدت في وقت سابق، أنها التقت وفودا من حركتي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، وأجرت بحثا معمقا لمجريات الحرب الدائرة على غزة وتطورات المفاوضات غير المباشرة مع الوسطاء، لوقف إطلاق النار صفقة التبادل ومجمل التغيرات على مستوى المنطقة.

وقالت الحركة في بيان صحفي، إن "المجتمعين توقفوا أمام معاناة الشعب الفلسطيني وآلامه والجرائم التي يقوم بها العدو الصهيوني على مدار الساعة، للنيل من صمود شعبنا الأسطوري وثباته في مواجهة مخططات التهجير وجريمة الإبادة الجماعية".

أقرب من أي وقت مضى
وتابعت: "كما قدر القادة عاليا أداء المقاومة وعملياتها النوعية والمشاهد العظيمة لمقاتلينا الأبطال، الذين يوقعون خسائر مادية وبشرية يومية في العدو".

وبحثت الفصائل الثلاثة المستجدات المتعلقة بمفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، وتم التأكيد على حرص الجميع على وقف العدوان على شعبنا والمستمر لأكثر من 14 شهرا في ظل تواطؤ دولي مشين، معتبرين أن إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أي وقت مضى إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة.

كما بحثت الوفود آخر التطورات في مشروع لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، وأعرب الجميع عن تقديرهم للجهد المصري في إنجاز هذا المشروع وأهمية البدء في خطوات عملية لتشكيل اللجنة والإعلان عنها في أقرب فرصة ممكنة.

واتفقت الفصائل الثلاثة على الاستمرار في التواصل للتشاور والتنسيق حول كل المستجدات المتعلقة بالعدوان على شعبنا ومفاوضات وقف إطلاق النار، وكذلك اللقاء مرة أخرى في أقرب فرصة لاستكمال المطلوب من أجل وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.

مقالات مشابهة

  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين تهدد نتنياهو باللجوء للمحكمة العليا
  • لابيد: نتنياهو لا يريد التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى
  • حنان أبوالضياء تكتب: رعب سينما 2024 تحركه الدوافع النفسية ويسيطر عليه الشيطان
  • قدر مكتوب.. الزناتى: المنطقة العربية تعيش على صفيح ساخن
  • اللواء وائل ربيع: الجيش السوري لم يتلق رواتبه منذ 6 أشهر
  • فى ندوة "سوريا ومستقبل المنطقة".. الزناتى: الدول العربية تعيش على صفيح ساخن
  • مصطفى الفقي: أوباما كان سيلقي خطابه في مصر من جامعة الأزهر وليس القاهرة
  • الاحتلال يتحدث عن صعوبات في صفقة التبادل.. ومزاعم بتراجع حماس
  • في لبنان وغزة وسوريا.. الفرحة بعيد الميلاد تضيع وسط أوجاع العدوان الإسرائيلي
  • نتنياهو: تقدم "طفيف" في مفاوضات صفقة التبادل مع حماس