أغسطس 21, 2024آخر تحديث: أغسطس 21, 2024

عبدالله جعفر كوفلي

باحث أكاديمي

الانتخابات ظاهرة سياسية طبيعية وصحية في الأنظمة الديمقراطية، بل هي طريقة نقل السلطة من يدٍ إلى آخر سلمياً وهي دليل على رقي المجتمع وإيمانه بالتغيير بعيداً عن العنف والانقلابات الدموية، كذلك هي السبيل الوحيد للمواطنين للمشاركة في رسم السياسات العامة للدولة واختيار من ينوب عنهم ويمثلهم في البرلمان.

باتت الانتخابات جزءا أساسيا من مسيرة حياة المواطنين في إقليم كوردستان ومشهداً متكرراً وخبراً مألوفاً غير بعيد عن ذاكرتهم وذلك لكثرة إجراءها، فما أن ينتهي من إحداها إلا وتبدأ الاستعدادات لإجراء اخرى، فقد جرت أول انتخابات برلمانية في الإقليم بعد الانتفاضة الشعبية في ١٩٩٢/٥/١٩ وبعدها توالت الانتخابات سواء كانت لدورات البرلمان الكوردستاني او للمؤتمرات الحزبية أو لاختيار روؤساء الاتحادات والنقابات المهنية ومن هذا المنطلق اصبح المواطن الكوردستاني ذو دراية واسعة وثقافة كبيرة بتفاصيل العمليات الانتخابية من شكل القائمة (المغلقة أو المفتوحة أو…) وكيفية اختيار المرشح الذي يريد التصويت لصالحه ومدى نزاهة الانتخابات من عدمها وما هي الثغرات القانونية وكيفية تقديم الشكاوى وعلينا أن لا ننسى دور الإعلام والمنظمات المعنية بالانتخابات في توعية الجمهور وهذا يمثل خطوة إيجابية ومهمة في التحول الديمقراطي خاصةً في بلدٍ مثل العراق.

يمثل الناخب والمرشح عنصرين أساسين في أية عملية انتخابية بل هما الهدف منها وفيها، فالناخب يهدف الى اختيار مرشح يراه مناسباً في أن يمثله في البرلمان والمرشح من جانبه يجعل من الناخبين هدفاً له للاتصال بهم وإقناعهم بأنه الشخص الصالح والمناسب للتعبير عنّهم والدفاع عن حقوقهم المشروعة وأنه يملك افكاراً واضحة وبرامج مختلفة لخدمتهم، ويحتاج الى أصواتهم، إذاً هذا هو لب الحراك المخفي والمنافسة والدافع لكل منهم لتحقيق ما يصبو إليه، ولا ننكر وجود مؤسسات آخرى في العملية منها السياسية والإعلامية والدولية والمجتمعية لكنّها تعمل على تحقيق الإتصال الفعال بين الطرفين.

تختلف دوافع الناخب في التصويت للمرشح المعين فمنهم من يصوّت لدوافع سياسية أو اجتماعية أو دينية أو ثقافية أو علمية أو مناطقية وفي الانتخابات الاولى في الاقليم كان الناخب متحمساً جداً للمشاركة ويصوت لمرشح حزبه وبشكل أقل لعشيرته وكان المرشح ماهراً في الاتصال بهم وسريعاً في إقناعهم لأن الناخبين كانوا متلهفين للانتخابات،ولكنّ سرعان ما تغيّرت الأحوال.

كان وما يزال المرشح قادراً على البحث عن أساليب انتخابية جديدة في الاتصال بالجماهير وإرضائهم بالمشاركة والتصويت لصالحه، ولكنّ مهمته تزداد تعقيداً في كلّ مرة لأنّ الناخب لم يبقّ على حاله وأصبح لديه الكثير من الأسئلة والاستفسارات والحسابات الشخصية عند الانتخابات إن كان يشارك فيها أصلاً أم لا مبنياً قراره على أسباب وقناعات لذا نرى اختلاف في نسبة المشاركة في كلّ انتخاب، وإن قرر المشاركة فإن مشاركته ستكون مشروطة مع المرشح بتلبية طلباته وتنفيذ شروطه سواء كانت منفعة مادية أو درجة وظيفية أو غير ذلك، ونرى في الغالب الأعم أن الناخب أصبح أكثر وعياً وثقافة من ذي قبل ويضع نصب عينيه مصلحته الشخصية وإن كانت في إطار حزبه الذي ينتمي إليه في اختيار المرشح الأقرب اليه في تلبية رغباته متجاوزاً حواجز القرابة أو علاقات المصاهرة ويبحث عن ما سيكسبه من الانتخابات لأنها الفرصة المناسبة لتحقيق ما يريده،

اخيراً وتجنباً للإطالة فإن علاقة المرشح والناخب تغييرت كثيراً لأن قواعد اللعبة تغييرت واصبح الناخب أكثر فهماً إدراكاً لما يحدث من حوله ولا يستسلم بسهولة بل يفرض شروطاً ويضمن مكاسب، وهذا ما يدفع بالمرشح أن تكون برامجه مكثفة وأكثر تحملاً، لان الانتخابات تحمل الكثير من التحديات والعقبات والمفاجآت فكم من مرشّح مضمون الفوز خاب ظنه ومن كان في حسابات الفوز اخيراً حقق المفاجأة وحصد الأصوات وفاز وهذا دليل على رقي الناخب وعدم الاستسلام بسهولة وان لديه حسابات..

نتمنى للجميع التوفيق والنجاح…

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

جبهة العمل الإسلامي تكتسح النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية في الأردن

أظهرت نتائج أولية نشرتها الهيئة المستقلة للانتخابات، تقدم حزب جبهة العمل الإسلامي في القائمة الوطنية للأحزاب.

ووفق النتائج التي تظهر تباعا، فإن جبهة العمل الاسلامي تقدمت في عدد من المحافظات ودوائر في العاصمة عمان وهناك فروقات كبيرة بين الاحزاب الاخرى يليه حزبي ارادة والميثاق والاتحاد الوطني.

ووصلت النسبة التي حصل عليها حتى الآن 40 بالمئة من نسبة الاصوات المفروزة للقائمة الوطنية في عمان الاولى.



وأغلقت مكاتب الاقتراع أبوابها في الأردن، لانتخابات مجلس النواب العشرين، في الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي، وفق ما أعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن الهيئة، أن النسبة بلغت قبل ساعة واحدة من إغلاق صناديق الاقتراع، 31.4 بالمئة.

وبحسب وسائل إعلام محلية، تجاوزت نسبة التصويت في الانتخابات الحالية، الانتخابات السابقة عام 2020، والتي بلغت 29.9 بالمئة.

وصباح الثلاثاء، فتحت الصناديق لانتخابات ستفرز  للبرلمان 138 نائبا.

وللمرة الأولى في الأردن، ظهرت القوائم الحزبية بشكل واسع في الترشيحات وخلال الدعاية الانتخابية.



وفي أبريل/نيسان الماضي دعا ملك الأردن عبد الله الثاني إلى إجراء الانتخابات النيابية للمجلس الـ20، وحددت الهيئة المستقلة للانتخابات العاشر من أيلول/ سبتمبر 2024 موعدا لها.

وتجرى الانتخابات كاستحقاق دستوري بعد أن أكمل المجلس الحالي مدته، وعادة ما تكون خلال الأشهر الأربعة التي تسبق انتهاء عمر مجلس النواب الحالي.

وينقسم البرلمان في الأردن إلى شقّين، هما: مجلس الأعيان (يعيّنه الملك) ومجلس النواب (منتخب).

العتبة الانتخابية والكوتا

"العتبة الانتخابية" هي الحد الأدنى من الأصوات التي يجب أن تتجاوزها أي قائمة حتى تدخل للمنافسة على مقاعد في البرلمان، ففي الدائرة الانتخابية العامة، لا بد أن تصل إلى 2.5 في المئة، وفي الدوائر الانتخابية المحلية تبلغ العتبة 7 في المئة.

فيما تعرف "الكوتا" بأنها المقاعد التي خصصها القانون الأردني لفئات "النساء، والمسيحيين والشركس والشيشان". وجاءت حماية للأقليات، على أن تكون مقاعدهم تمثل حدا أدنى دون تحديد سقف لأعدادهم على المسار الحر التنافسي.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السنغالي يحلّ البرلمان ويعلن 17 نوفمبر القادم موعدا للانتخابات التشريعية
  • تايلور سويفت تخرج عن صمتها وتعلن مرشحها للانتخابات الرئاسية
  • أي شرعية للانتخابات التونسية بعد إقصاء جمعيات رقابية؟
  • ابنة الموسيقار علي إسماعيل في وثائقي «سيرة الفن»: علاقة والدي بالسادات كانت مميزة
  • مرشح يطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية بالجزائر
  • الجزائر.. مرشحا المعارضة يطعنان بنتائج الانتخابات الرئاسية
  • "طعن قضائي" على نتائج الانتخابات الرئاسية الجزائرية
  • ترامب: ليس لدي أي علاقة باقتحام الكابيتول ولست من افتعل الحادث
  • جبهة العمل الإسلامي تكتسح النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية في الأردن
  • مرشح الإخوان يطعن في نتائج الانتخابات الجزائرية