لا أحد فى مصر حاليا يزرع الأمل، الكل يبذر شوكا، ولسان حال فقراء مصر وطبقتها الوسطى يقول:
« والله يا زمن.. لا بإيدينا زرعنا الشوك ولا روينا يا زمن
وإنت يا زمن.. قاسى علينا بتبدر شوك حوالينا يا زمن»
الكلمات كتبها الشاعر الغنائى الكبير عبدالوهاب محمد ولحنها العبقرى بليغ حمدى، وعنتها شادية عام 1970، أى مرعليها 54 عاما ومع ذلك لا تزال تعبر عن حال ملايين المصريين حتى هذه اللحظة.
قل لى بالله عليك من يزرع الأمل حاليا فى مصر؟.. لا اعتقد أن شخصا أو هيئة أو مؤسسة أو وزارة تتولى هذا الأمر أو حتى تهتم به..
الكل ترك المصريين غارقين فى بحور الأحزان..أحزان تبثها على مدار الساعة السوشيال ميديا، بينما أغلب وسائل الإعلام تلهث بحثا عن فضيحة أو إثارة أو سباب معارك البلطجية أوحكاوى غرف النوم، والملابس الساخنة..
وفى المقابل، نجد أفاعيل التجار وتلاعبهم بأسعار كل شىء يثير الحزن.. وفيزيتا الأطباء تثير الحزن.. وأزمة الدواء ونقصه وارتفاع أسعاره تثير الحزن.. وسعر الدولار يثير الحزن، وسعر جرام الذهب يثير الحزن.. وسعر الكهرباء والماء يثير الحزن..
تعاملات المصريين بعضهم بعضا فى الشوارع والمصالح الحكومية والمواصلات العامة وفى البيت الواحد، كلها تثير الحزن
حتى حكاوى الرياضة لا تثير إلا حزنا، فمن الذى لا يحزن عندما تصل الأمور لدرجة أن شابا خلوقا مهنته لاعب كرة قدم يموت كمدا، ومن الذى لا يحزن بسبب النتائج المهينة فى الأوليمبياد الأخيرة، ومن الذى لا يحزن عنما يسمع حكايات فساد والإفساد فى أغلب القطاعات الرياضية، وحكايات اللاعبين فى الملاهى الليلية ودنيا المخدرات..
الإعلانات نفسها تثير أحزان المستورين ومن يكملون عشاءهم نوما فى مصر، وهم الآن الغالبية العظمى من المصريين، فعندما يسمع هؤلاء سعر فيلا فى الكومبوند الفلانى أو الساحل العلانى ستصيبهم الصدمة والحسرة، لأن كلا منهم اكتشف من تلك الإعلانات أن عمره أفناه دون أن يحقق ما يجعله قادرا على شراء شقة واحدة فى إحدى المدن الجديدة !
ووسط كل هذه الأحزان لا نجد مسئولا واحدا فى الحكومة يزرع أملا!..
على العكس تحركات الحكومة وتصريحات أغلب وزرائها ومسئوليها، تثير الأحزان..
ينام المصريون يوما فيستيقظون على خبر زيادة أسعار تذاكر المترو القطارات والأتوبيسات العامة..
وتمضى أياما قليلة وينام المصريون، ويصبحون على خبر زيادة أسعار الكهرباء..
ولم يتطوع مسئول واحد ليقول للناس: لماذا هذه الزيادة؟ ومتى ستتوقف؟!
لا ألوم الوزراء والمحافظين وحدهم على مثل هذه الصدمات، فربما مشاغلهم أو خبرتهم لا تمكنهم من التواصل مع المصريين بالشكل الصحيح، وهذا هو دور المتحدثين الرسميين للوزارات والهيئات الذين ليس عليهم فقط ابلاع الناس بما صدر من قرارات وأوامر، وإنما عليهم، طرح الحقائق الكاملة بكل شفافة وعرض كل البدائل الممكنة لحل مشكلة ما، ثم محاورة الناس والاستماع للخبراء، فلربما كان هناك حل آخر غير الذى اتخذته الحكومة..
يا سادة اشعروا المصريين أنه مصر بلدهم، وأنهم أصحابها وأنهم شركاء فى اتخاذ القرارات التى تؤثر فى حياتهم وتؤثر على مستقبل أبنائهم
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كلمات مصر عبدالوهاب محمد المصريين یثیر الحزن فى مصر
إقرأ أيضاً:
وزير الإسكان يصل محافظة دمياط لتفقد عدد من مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى.. ووحدات "سكن لكل المصريين"
وصل المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، إلى محافظة دمياط، لتفقد عدد من مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى، ووحدات المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين" بالمحافظة، وكان فى استقباله الدكتور أيمن الشهابى، محافظ دمياط، ويرافق الوزير فى زيارته، مسئولو الوزارة، وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وقطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحى.