اعترافات دامغة لشبكة التجسس.. السفارة الأمريكية كانت تحكم اليمن
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
يمانيون/ تقارير تظهر اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية مرة أخرى مدى الاختراق الكبير للمخابرات الأمريكية للواقع اليمني في مختلف القطاعات، وعلى رأسها الواقع السياسي.
وتأتي هذه الاعترافات لتكشف جانباً بسيطاً عن خفايا ما كان يدور من هيمنة أمريكية على السلطة السياسية في البلد، وتحريك السلطة والمعارضة لخدمة الأجندة الأمريكية، حتى لو كان ذلك على حساب اليمن ومصالحه الاستراتيجية.
ويرى رئيس وكالة الأنباء اليمنية سبأ نصر الدين عامر أن اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية حول استهداف الجانب السياسي احتوى على عدة ملفات، ولكن الأمر الخطير في تلك الاعترافات هو اختراق المخابرات الأمريكية للبرلمان اليمني”.
ويشير عامر إلى أن اختراق البرلمان اليمني معناه وصول أمريكا لسلطه الهرم، وبالتالي التدخل في الدساتير والقوانين بما يخدم المصلحة الأمريكية”، مؤكداً أن اعتراف شبكة الجواسيس عن الدور الأمريكي في استقطاب الأحزاب السياسية يثبت المساعي الأمريكية في السيطرة على المكونات السياسية، وحرف مسارها بما يلائم المصلحة الأمريكية، مبينناً أن تواطؤ غالبية المكونات السياسية كالمؤتمر والإصلاح وتنظيم الوحدوي الناصري أسهم في تحقيق المصالح الأمريكية داخل البلد طيلة الفترة الماضية.
وأشار عامر إلى أن اعترافات شبكة التجسس تثبت عمق الاختراق الأمريكي للدولة، وتدخله في كل شؤونها، موضحاً أن التدخلات الأمريكية جرت في كل مرحلة مهمة تمر بها الدولة كالانتخابات الرئاسية، واخترق ثورة الشباب السلمية مروراً بالمبادرة الخليجية ثم مؤتمر الحوار الوطني ومؤخراً التحضير العسكري للعدوان على اليمن.
ويذكر نصر الدين عامر أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تمارس أجندتها في اليمن بكل سلاسة ودون أي اعتراض من منطلق مقولتها الشهيرة “فرق تسد” فكانت تدعم الأحزاب المعارضة، والحاكمة في نفس الوقت، وذلك لتعميق الصراع فيما بينهما، لافتاً إلى أن التدخلات الأمريكية في مختلف الجوانب السياسية منذ عقود من الزمن وحتى اللحظة تثبت مدى الحقد الأمريكي على اليمن، وسعيه الحثيث لزعزعة أمن واستقلال البلد.
ويذكر عامر أن الولايات المتحدة الأمريكية في سبيل الحفاظ على مصالحها في اليمن استخدمت مختلف الوسائل والطرق الممكنة على المستوى الاقتصادي والسياسي والعسكري والمجتمعي والثقافي.
وعلى الرغم من نجاح المخابرات الأمريكية في اختراق البرلمانيين اليمنيين والشخصيات السياسية في البلد إلاّ أن مكون أنصار الله وغيره من الشخصيات السياسية الحرة مثلت سداً منيعاً إزاء كل المؤامرات الأمريكية التخريبية في اليمن، وتمثل ذلك في الخروج الأمريكي المذل من صنعاء إبان ثورة 21سبتمبر.
و يؤكد عامر أن الولايات المتحدة الأمريكية استنفدت كل خياراتها العسكرية والسياسية والاقتصادية الرامية لإخضاع اليمن ما دفعها لتحريك الدعاية المضللة والمشوه ضد أنصار الله بهدف الضغط الشعبي وقلب الحاضنة، مستدلاً بما ورد في وسائل الإعلام الأمريكية خلال الفترة المنصرمة، والتي أفادت عن مراكز أبحاث ودراسات أن الوسيلة الأنجع لهزيمة أنصار الله تكمن في الدعاية الإعلامية التشويهية، موضحاً أن الدعاية التشويهية مارستها المخابرات الأمريكية عبر عملائها طيلة العدوان على اليمن، وهو ما ثبت جلياً في اعتراف خلية التجسس، والتي أكدت توجيه المخابرات الأمريكية للشخصيات المجتمعية والسياسية، وكذا الإعلامية مسألة تشويه الأنصار في الأماكن العامة والمجالس ومنصات التواصل المجتمعي.
ويتطرق إلى أن تلك الدعاية مازالت حاضرة حتى اللحظة، الأمر الذي يدعو إلى أخذ الحذر والحيطة والعمل المضاد بشكل منطقي وصحيح وحكيم.
أحزاب وسلطة في كنف أمريكا
من جانبه يقول رئيس المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون عبد الرحمن الأهنومي:” كان الأمريكي يسوق الأحزاب عبر قياداتها ورؤسائها ويوجه قراراته ونشاطاتها وتوجهاتها”.
ويضيف أن الجميع سلطة ومعارضة كانوا يعملون بأوامر السفارة، وأن اليمن في الماضي لم يكن ذا قرار سياسي وطني مستقل، وإنما رهناً للأمريكيين من خلال السلطة والأحزاب والمنظمات، مشيراً إلى أن العمالة وصلت في السلطة السابقة إلى أن جعلت من السفارة الأمريكية الراعي للعملية السياسية في اليمن والمحكم للخلاف والصراع السياسي بين الأحزاب المختلفة”.
وخلال جولات المفاوضة التي خاضها الوفد الوطني المفاوض طيلة سنوات العدوان السعودي على البلد كانت الولايات المتحدة الأمريكية تمارس حملات إعلامية تشويهية شرسة ضد حكومة صنعاء بهدف الضغط عليها لتقديم التنازلات وكانت تدار الحملات بشكل منظم من خلال شبكة من الجواسيس بحسب ما يقوله الناشط الإعلامي عبد الحميد شروان”.
ويضيف شروان في تغريده له على منصة “أكس” :”كان الكثيرون يتساءلون: لماذا مع كل جولة مفاوضات سياسية بين وفدنا الوطني والسعودية ومرتزقتها ومن خلفهم الولايات المتحدة، فجأة ودون سابق إنذار تشن حملات إعلامية تشويهية مكثفة غير مسبوقة وضخ شائعات مهولة ضد صنعاء؟.
ويواصل: “كنا أيامها نقول إن هذه الحملات هدفها الضغط على صنعاء لتقديم تنازلات في المفاوضات الجارية، فكان الكثيرون يستخفون بذلك ويستبعدونه، منوهاً إلى أن اليوم أحد الجواسيس، يؤكد أن كل تلك الحملات كانت تدار على نحو منظم من السفارة الأمريكية بهدف الضغط على الأنصار شعبياً لتقديم تنازلات مجحفة على طاولة المفاوضات.
وعلى المستوى العام تفاجأ العديد من اليمنيين بما تم كشفه من اعترافات لشبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية باستثناء الندرة من أصحاب الفكر النير والواعي والمدرك بخطورة المرحلة.
وفي سياق ذلك يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي علي جاحز: ” لم تفاجئني اعترافات الخلية التي تم بثها باستثناء معظم التفاصيل، فقد كنا نعيش وسط الأحداث، ونتفاعل معها ونحن -بفضل الله- نحمل وعياً عالياً بخطورة المخطط والمؤامرات، ولكنها جاءت لتكون شاهدة على صوابية نظرتنا المبكرة”.
ويضيف:”كان لدينا القناعة الراسخة بأن معظم النخب السياسية والعسكرية وأقطاب النظام والشخصيات الحقوقية والناشطين والناشطات، تحركهم السفارة الأمريكية، وأن ثمة مخططات وأجندات تدميرية أمريكا تشتغل عليها، وتديرها سفارتها عبرهم، ونلمس ذلك جلياً بحكم احتكاكنا بهم”.
نقلا عن المسيرة نت #العدو الأمريكي#النظام السابقً#اليمن#شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيليةالسفارة الأمريكيةالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة شبکة التجسس الأمریکیة المخابرات الأمریکیة السفارة الأمریکیة الأمریکیة فی فی الیمن عامر أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
بكين تكشف عن خطط للهجوم على السفن الأمريكية.. إرباك للجانب الأمريكي
سلط موقع "فورميكي" الضوء على التفاصيل التي كشفها الجيش الصيني عن طرق تشغيل أنظمة الرادارات وأجهزة الاستشعار في البحرية الأمريكية، مؤكدا أن نشر مثل هذه المعلومات الدقيقة يظهر ثقة الصين في قدراتها العسكرية وقد يسبب حالة من الارتباك في الجانب الأمريكي.
وقال الموقع في تقرير ترجمته "عربي21"، أن مجلة صينية متخصصة في الصناعات الدفاعية، نشرت مقالا يتناول كيفية تنفيذ هجمات للتشويش على أساطيل البحرية الأمريكية.
وكشف التقرير الصيني عن قائمة تفصيلية بالأهداف البحرية الأمريكية، تشمل أنظمة الرادار وأجهزة الاستشعار، والتي يمكن أن تهاجم في حال نشوب صراع مستقبلي. ويثير نشر هذه المعلومات تساؤلات حول طبيعة هذه الخطوة، هل هي استعراض قوة، أم استراتيجية لخلط أوراق الخصم؟.
ووفقا للتقرير فإن التفاصيل التي تم نشرها هي ثمرة عمل وحدة الحرب الإلكترونية التابعة للجيش الصيني، وتبيّن كيفية شن هجوم منسق ضد القطع البحرية الأمريكية، مع تركيز خاص على حاملات الطائرات، وبحسب أحد الباحثين المشاركين في المشروع، تم تحديد أنظمة الرادار وأجهزة الاستشعار والبنية التحتية للاتصالات العسكرية الأمريكية بدقة، مما يشير إلى أنه في حالة نشوب صراع، ستكون هذه الأنظمة أهدافا لنيران مركزة من الأسلحة الصينية الخاصة بالحرب الإلكترونية.
مصدر المعلومات
وتم نشر هذه المعلومات في العدد الأخير من مجلة "Defence Industry Conversion in China"، التي تشرف عليها الإدارة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا والصناعة الدفاعية في الصين. تهدف المجلة إلى إشراك المؤسسات والشركات المدنية في تطوير التقنيات العسكرية وإنتاج الأسلحة، مما يشير إلى خطط الصين في دمج القطاعين المدني والعسكري.
وقد تناولت مو جياكيان، خبيرة التدابير الإلكترونية المضادة التابعة للوحدة 92728 لجيش التحرير الشعبي الصيني، بالتفصيل طريقة عمل نظام "قدرة الاشتباك التعاوني" (CEC) التابع للبحرية الأمريكية. يُعد هذا النظام عمودا أساسيا للدفاع الجوي ونظام الإنذار المبكر لأساطيل البحرية الأمريكية، حيث يسمح للسفن بمشاركة موارد الدفاع الجوي واعتراض الصواريخ حتى دون أن تكشفها أجهزة الاستشعار الخاصة بها مباشرة.
وأكدت مو أن فهم هذا النظام يمكن أن يوفر إرشادات أساسية لتطوير تدابير إلكترونية مضادة أكثر فعالية، وتستطيع الصين استخدامها في ساحات القتال البحرية مستقبلا.
ويقول الموقع إن بكين ربما تكون حصلت على هذه المعلومات من خلال شبكات التجسس الواسعة النطاق، والتي قد تشمل مدنيين واستخدام طائرات دون طيار.
واعتبر أن نشر معلومات حساسة بهذه الدرجة من التفصيل يمثل سابقة نادرة الحدوث. فمن جهة، يمكن قراءة هذه الخطوة كإظهار للثقة من جانب الصين التي ترى أنها اكتسبت قدرات تكنولوجية وعسكرية كافية لمواجهة القوة البحرية الأمريكية. ومن جهة أخرى، لا يمكن استبعاد وجود هدف استراتيجي من وراء هذه المعلومات، وهو خلط الأوراق.
وأكد الموقع أن الكشف عن هذه الخطط قد يجبر الولايات المتحدة على إعادة النظر في دفاعاتها وأساليبها التشغيلية، وقد يخلق حالة من عدم اليقين ويكلفها الكثير من الأموال لتطوير تقنياتها العسكرية.
مع ذلك، فإن المخاطر التي تواجهها الصين مرتفعة بالقدر ذاته؛ إذ إن الكشف عن مثل هذه المعلومات قد يوضح معطيات مهمة حول قدرات الجيش الصيني في الحرب الإلكترونية ويكشف نقاط ضعفه، مما قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
أضاف الموقع أن الصين تهدف من خلال هذه التسريبات إلى تأكيد الرغبة الحكومية في تعزيز التناغم بين القطاعين المدني والعسكري، أما على الصعيد الدولي، فإن هذه المعلومات تكتسي أهمية سياسية واستراتيجية، حيث توجه رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة وحلفائها مفادها أن الصين مستعدة لمواجهة التفوق البحري الأمريكي بشكل علني، على الأقل من الناحيتين التكنولوجية والمعلوماتية.
يبقى أن نرى -حسب الموقع- ما إذا كانت هذه التسريبات إشارة حقيقية لقدرات بكين أم مجرد خطوة محسوبة لتغيير التصورات الاستراتيجية لدى الخصوم، وفي الحالتين فإن نشر مثل هذه التقارير يزيد من حدة المواجهة بين القوتين العظميين.