حركة المقاطعة: أكسا الفرنسية تسحب استثماراتها من إسرائيل
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
قالت حركة مقاطعة إسرائيل "بي دي إس"، اليوم الأربعاء، إن شركة التأمين الفرنسية "أكسا" اضطرت إلى بيع استثماراتها في جميع البنوك الإسرائيلية الكبرى، وفي شركة "إلبيت" للتصنيع العسكري هناك.
وذكرت "بي دي إس"، في بيان، أن البنوك الإسرائيلية تقدم دعما "مباشرا وضخما" لإدامة وتطوير المستوطنات، وهو ما دفع الحركة للضغط على "أكسا" لسحب استثماراتها منها ومن شركة "إلبيت" الإسرائيلية المتخصصة في التصنيع العسكري.
وأضاف البيان أن "هذه المؤسسات الإسرائيلية متواطئة في توسيع المستعمرات الإسرائيلية المقامة على أراض فلسطينية مسلوبة، وغيرها من الانتهاكات والجرائم بحق شعبنا".
وبسبب التواطؤ لهذه المؤسسات الإسرائيلية، "تعرضت شركة التأمين الفرنسية أكسا لضغوط سحب الاستثمارات، فضلا عن الضرر الذي لحق بسمعتها، وعن توسع رقعة مقاطعتها"، وفق البيان.
وفي 2018، دفعت حملة مقاطعة أكسا، الشركة الفرنسية لسحب استثماراتها جزئيا من شركة إلبيت للتصنيع العسكري، ثم سحبت جزءا منها في مارس/آذار 2019.
كما نجحت في ضغطها على أكسا لسحب استثماراتها من بنكين إسرائيليين، هما "مزراحي تفاحوت" و"إسرائيل الدولي الأول" نهاية 2022.
بينما كلفت منظمة المساءلة المؤسسية "إيكو"، والتي تشكل جزءا من الائتلاف الواسع للضغط على أكسا، منظمة "بروفوندو" البحثية المستقلة بإجراء بحث أظهر أن الشركة الفرنسية لا تزال تملك ما يزيد على 20 مليون دولار من الأسهم المستثمرة في 3 بنوك إسرائيلية هي "هبوعليم"، و"ديسكاونت" و"لئومي".
وفي 24 يونيو/حزيران 2024، وبالتزامن مع تصاعد الحملة العالمية لمقاطعة أكسا، تبيّن أن شركة التأمين الفرنسية سحبت استثماراتها من البنوك الإسرائيلية، مع بقاء أسهم أخيرة في بنك "لئومي".
ودعت "بي دي إس" لتكثيف الضغوط وتصعيدها ضد جميع المؤسسات المالية "التي تتربّح من الجرائم الإسرائيلية.. لطالما كان الاستثمار في نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي فعلا غير أخلاقي وغير قانوني".
وبدعم أميركي واسع، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا على غزة خلّفت أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وتواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات استثماراتها من
إقرأ أيضاً:
خطة ترامب تسحب الاهتمام من "هدنة غزة" وتهدد باستئناف الحرب
توارى الحديث عما تبقى من مراحل صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس، وبات التركيز منصبا على طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، والاستيلاء على قطاع غزة، وتداعيات هذا الطرح، وكأن ترامب أطلق رصاصة الرحمة على أي آمال في صمود الاتفاق.
فعلى استحياء تتواتر تقارير عن الدفعة الخامسة من تبادل الأسرى والرهائن المقررة يوم السبت، في ظل حالة من عدم اليقين بشأن إتمامها والتزام حركة حماس بتفاصيلها بعد تصريحات الرئيس الأميركي التي كشف فيها ليس فقط عن رغبة في خروج الحركة من المشهد، ولكن أيضا عن إخلاء القطاع ككل من الفلسطينيين، الأمر الذي أثار ردود فعل دولية معارضة على نطاق واسع.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أنه بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى من المتوقع أن يتم الإفراج عن ثلاثة رهائن إسرائيليين يوم السبت، وهو اليوم الحادي والعشرون منذ بدء المرحلة الأولى، أي منتصفها، ولايزال 79 رهينة في أسر حماس.
خشية إسرائيلية
وتطرقت الصحيفة العبرية إلى خشية المسؤولين الإسرائيليين من انعكاس التصريحات الأخيرة لترامب على المشهد، وأن توفر تلك التصريحات لحماس ذريعة لتأخير أو تعطيل العملية.
وقالت جيروزاليم بوست" على موقعها الإلكتروني إن "تصريحات ترامب لها تأثير على وقف إطلاق النار الحالي وصفقة الرهائن"، ونقلت عن مسؤول ، لم تسمه، قوله: "أعتقد أن المرحلة الأولى ستمتص الضجيج الذي يحدث".
وفي ظل رغبة إسرائيلية أميركية مستميتة في تحرير جميع الرهائن، يضغط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتمديد المرحلة الأولى، بهدف إجراء جولات إضافية من إطلاق سراح الرهائن مقابل أسرى أمنيين فلسطينيين.
ونوهت الصحيفة إلى مخاوف إسرائيلية من عدم الذهاب إلا لجولة إضافية واحدة من عمليات الإفراج بعد الموعد النهائي الأصلي وهو اليوم 42، حال تم تمديد المرحلة الأولى، لا سيما أن الجانب الفلسطيني ليس لديه ما يخسره، في ضوء إصرار ترامب على تسلم غزة من إسرائيل "بعد انتهاء القتال" ، حسبما ذكر في منشور على منصة تروث سوشيال الخميس، في إشارة إلى استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة.
تهجير سكان القطاع
وترافقت تلك التصريحات مع الإعلان عن عرض الجيش الإسرائيلي خططا أولية على وزير الدفاع يسرائيل كاتس بشأن تهجير سكان قطاع غزة بشكل طوعي. كما كشف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن أن تل أبيب كانت تفكر بشكل جدي في تهجير الفلسطينيين منذ عدة أشهر، وقال: "منذ أشهر ونحن منشغلون بالإعداد لخطط تهجير سكان قطاع غزة، وكان ذلك من وراء الكواليس بسبب الخشية من رد فعل الرئيس الأميركي السابق جو بايدن".
وما يزيد من احتمالات انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، ما أعلنه سموتريتش عن عودة إسرائيل للقتال "المكثف" في غزة بعد إتمام المرحلة الأولى للصفقة. وأشار إلى جهود لتمديد تلك المرحلة "وبهذا سيكون لدينا الوقت الكافي للاستعداد للقتال مجددا وتدريب الجنود الذين تم استيعابهم حديثا وتعبئة الذخيرة، وبهذه الطريقة سنعود للقتال ونحن أقوياء جدا".
بالتزامن نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر وصفتها بالمقربة من نتنياهو أن رئيس الموساد لن يشارك في مباحثات الدوحة التي كان من المفترض أن تبحث تفاصيل المرحلة الثانية من الصفقة، وأن الوفد سيقتصر على مشاركة طواقم عمل مهنية ليست من المستوى الرفيع.
وفيما يبدو الهدف الإسرائيلي واضحا، وهو تحرير أكبر عدد من الرهائن في المرحلة الأولى، نقل موقع "واللا" العبري عن مسؤول إسرائيلي قوله: "ستكون هناك مرحلة ثانية من الصفقة إذا وافقت حماس على التنازل عن حكم قطاع غزة".
هل تتنازل حماس عن ذراعها العسكري؟
كما نقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين استبعادهم أن تتنازل حماس عن ذراعها العسكري والسلاح، قائلين: "تقديراتنا تشير إلى أن احتمال موافقة حماس على إجلاء قياداتها إلى خارج القطاع ضئيل للغاية، وعدم موافقة حماس على ذلك قد يؤدي إلى انهيار الصفقة وتجدد القتال".
وبجانب ما تحدثت عنه وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية بشأن رغبة نتنياهو كذلك في إدخال تغييرات على الصفقة، يظل انسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا، أي حدود غزة مع مصر، بحلول اليوم الخمسين وفقا لبنود الاتفاق، أمرا يعارضه نتنياهو بشدة. ومع ذلك، أشار رئيس الحكومة الإسرائيلية ومسؤولون خرون إلى أنه إذا وافقت قيادة حماس على مغادرة قطاع غزة والذهاب إلى المنفى، "فإن ذلك سيغير الأمور".
خطة التهجير
ووسط التطورات المتلاحقة وحالة عدم اليقين المهيمنة على المشهد، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية تحذيراته إلى المستوى السياسي من اشتعال الأوضاع الأمنية خلال الفترة المقبلة إثر تصريحات ترامب بشأن خطته لتهجير سكان قطاع غزة.
وركزت صحيفة "نيويورك تايمز" على صدمة عائلات الرهائن التي بات مصير ذويها على المحك. وقالت الصحيفة: "قبل أسبوع تقريبا، احتشد الإسرائيليون في ساحة الرهائن في تل أبيب، ملوحين بلافتات تشكر الرئيس ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط على دورهما في المساعدة على تأمين اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير بعض الرهائن".
وأضافت الصحيفة: "كان العديد منهم يأملون أن يقوم ترامب بإجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي طالما كان مترددا في الموافقة على التفاوض على إنهاء الحرب مع حماس وإطلاق سراح بقية الرهائن عندما التقى الزعيمان في واشنطن يوم الثلاثاء. وبدلا من ذلك، استيقظوا على أخبار عن فكرة السيد ترامب الخيالية بإخراج سكان غزة البالغ عددهم حوالي مليوني نسمة من القطاع المدمر لإفساح المجال أمام ريفييرا شرق أوسطية متألقة مملوكة لأميركا".
وأشارت الصحيفة إلى أن رؤية ترامب قد تكون بعيدة المنال، وأن العالم العربي رفضها بشكل قاطع، محذرة من أن أي إجلاء قسري للسكان ينتهك القانون الدولي، مضيفة أن تلك الرؤية حولت الانتباه فجأة عن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي ظل هذه المعطيات، يتساءل كثيرون عن الدافع الذي سيقود حماس للمضي قدما في صفقة يريد طرفها ال خر تعديل بنودها ، لاسيما بعد أن بات واضحا أن تلك الصفقة لن تنهي الحرب ولن تترك للفلسطينيين وطنا يعيشون فيه، وسط مجال رحب للتوقعات بشأن قادم الأيام وما تحمله من سيناريو