“الحوار الوطني” يستعرض دور القيم الوطنية في بناء وتطور المجتمعات
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
المناطق_الرياض
أقام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ندوة بعنوان “الهوية والانتماء الوطني”، سلطت فيه الضوء على أهمية تعزيز مفهوم القيم والانتماء وآثارها على الهوية الوطنية، ودورها في بناء وتطور المجتمعات، وأثر ترسيخ القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية والحضارية على تشكيل الهوية الوطنية.
واستضاف اللقاء الذي أداره أستاذ الخدمة الاجتماعية المشارك بجامعة الملك سعود، د.
وفي البداية أوضح د.، ذعار بن نايف بن محيا، أن الهوية السعودية هي هوية مميزة وتفتخر بدينها وعروبتها، ونحن في وطن ولله الحمد ينعم بالرخاء والاستقرار، والانتماء للوطن متأصل في الشعب السعودي.
وقال ثورة المعلومات والاتصالات ووسائل الإعلام الحالية تجعلنا في أمس الحاجة إلى تعزيز الهوية الرقمية لدى أفراد المجتمع، لمواجهة التحديات، وترسيخ ما من شأنه حماية النسيج المجتمعي.
وأضاف أن مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يمر بها الفرد وهي النواة الحقيقية لتكوين الشخصية السليمة في كافة الجوانب، ومن خلالها ترسي دعائم بناء الشخصية والتأثير في المحيط الذي يعيش فيه مما يساعد على تنميته ونضجه المعرفي والنفسي والاجتماعي، ليصبح قادراً ومؤهلاً للعيش مواطن صالح ومتوافق ومتفاعل مع مجتمعه بما يسهم في رقيه وتنميته.
ومن جهتها عرفت الأستاذة، هيلة المكيرش، الهوية بأنها مجموعة من الصفات والسمات التي تميز الفرد أو المجموعة أو المجتمع وتجعل منه متميزاً ومتفرداً ومعروفاً بسماته الخاصة، وقالت هذه السمات التي تصبغ على الفرد كهوية تميزه عن غيره، ولها أهمية في الحفاظ على تماسك الفرد والأسرة والمجتمع وهذا يعزز الهوية الوطنية.
وقالت المكيرش للأسرة أهمية كبيرة في تكوين الهوية كونها المحضن الأول للفرد ويقع عليها الهم الأكبر في تنشئة وبناء شخصيته، والطفولة هي أساس بناء شخصية أي فرد ولذلك يعول عليها كثيرا في البناء السليم كونها هي مرحلة الأساس.
من جهته عرف الدكتور، علي بن حمد الخشيبان، الهوية بأنها مدلول ثقافي اجتماعي يؤكده الفرد بممارساته الإيجابية نحو وطنه بحدوده الجغرافية وبتاريخيه العريق، والهوية نتاج للتفاعل الطبيعي بين الفرد ومجتمعه، حيث يفرض الفرد مقوماتها، وتقوم الهوية بتشكيلها بطريقة مقبولة للجميع.
وأضاف أن المجتمع السعودي يعتز بهويته، ومواجهاً بانتمائه جميع الحملات المغرضة، مستمداً ذلك من عقيدته الإسلامية السمحة، ومنظومة القيم المجتمعية الأصيلة فيه.
وتناول المتحدثون دور المؤسسات التعليمية في تعزيز طلابها نحو الوسطية، والاعتدال، والتسامح، وقبول الآخر، والانتماء الوطني. ودور المؤسسات الحكومية في تعزيز الهوية الوطنية وغرس قيم الانتماء والولاء الوطني وقيم الوسطية والتسامح، ودور مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز مفاهيم القيم الوطنية ونشرها.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: الهویة الوطنیة
إقرأ أيضاً:
"جدران الهوية: الجرافيتي كأداة للاحتجاج وإحياء الثقافة في المجتمعات الأصلية" تقرير
في عالم يُنظر فيه إلى الجرافيتي غالبًا كعمل تخريبي، يبرز هذا الفن في المجتمعات الأصلية حول العالم كوسيلة قوية للتعبير عن الهوية الثقافية ومقاومة التهميش.
أصبح الجرافيتي أكثر من مجرد رسومات على الجدران؛ فهو وسيلة لإحياء التراث، الاحتفاء بالهوية، ومقاومة الإقصاء الثقافي والاجتماعي
ويبرز جريدة وموقع الفجر عن الجرافيتي في المجتمعات الأصلية
للمجتمعات الأصلية في أنحاء العالم تاريخ طويل من التهميش والاستبعاد، ومع ذلك نجح أبناؤها في تحويل الجرافيتي إلى وسيلة بصرية للمقاومة والتواصل في أستراليا، على سبيل المثال، يستخدم فنانو السكان الأصليين الجرافيتي كوسيلة للاحتفاء بثقافتهم وطرح قضاياهم على الساحة العامة، مثل استعادة الأراضي المسلوبة والاعتراف بحقوقهم. تعكس الجداريات هناك رموزًا ثقافية مثل أنماط الـ "دريم تايم"، التي تمثل الأساطير والمعتقدات التقليدية للشعوب الأصلية.
في أمريكا الشمالية، يستخدم فنانو السكان الأصليين الجرافيتي كوسيلة لإحياء روح المحاربين القدامى الذين دافعوا عن أراضيهم وهويتهم. تُظهر الجداريات صور محاربين من قبائل مثل الـ "لاكوتا" أو الـ "نافاهو"، جنبًا إلى جنب مع رموز ثقافية مثل ريش النسور أو المناظر الطبيعية المقدسة. كما تحكي رسوماتهم قصص نضالهم المستمر ضد الاستعمار الحديث وسياسات الإقصاء، مما يضيف عمقًا تاريخيًا وثقافيًا لأعمالهم.
الجرافيتي بين التقاليد والفن الراقي
ما يميز جرافيتي المجتمعات الأصلية أنه يتجاوز المفهوم التقليدي للتخريب ليصبح شكلًا من أشكال الفن الراقي. تُعرض العديد من هذه الأعمال في معارض فنية عالمية، حيث يتم الاحتفاء بها كرموز للهوية الثقافية والمقاومة. فنانون مثل أدن تايجر (أمريكا الشمالية) وريتشارد بيل (أستراليا) أثبتوا أن الجرافيتي يمكن أن يكون وسيلة لتحدي الصور النمطية، بينما يقدم في الوقت نفسه تعبيرًا جماليًا مميزًا عن التراث.
الاحتجاج على التهميش عبر اللون والرمز
يتضمن الجرافيتي في المجتمعات الأصلية رسائل واضحة ضد الظلم الاجتماعي والاقتصادي الذي تواجهه هذه المجتمعات. فهو يحتفي بالثقافة ويعزز الفخر الجماعي، بينما يطالب بالعدالة والمساواة. كل خط ولون يُضاف على الجدران يحمل رسالة للتأكيد على أن هذه المجتمعات ليست منسية، بل نابضة بالحياة والمقاومة.
الفن كجسر بين الماضي والمستقبل
يعكس الجرافيتي في المجتمعات الأصلية رؤية فريدة تربط بين الماضي العريق والمستقبل المأمول إنه أداة لتوثيق التاريخ والاحتفاء بالهوية، وفي الوقت ذاته وسيلة للتعبير عن طموحات الأجيال الشابة التي تتطلع إلى مستقبل أكثر عدلًا.
بفضل هذا الفن، تتحول الجدران من مساحة خاملة إلى منصة نابضة بالحياة، تنقل أصواتًا كان يُعتقد أنها ضاعت في ضجيج العالم الحديث. الجرافيتي هنا ليس مجرد رسومات، بل هو شهادة على قوة الهوية الثقافية في وجه التهميش.