$: سيغير الذكاء الاصطناعي الألعاب الأولمبية بشكل سريع في السنوات المقبلة، بدءًا من تحديد وتدريب الرياضيين الواعدين بمساعدة التعلم الآلي وصولا إلى التحكيم. وستستخدم مدن بأكملها الذكاء الاصطناعي لاستضافة الألعاب بشكل أكثر استدامة وبنتائج أفضل للسكان المحليين.

هذه هي الرؤية التي كشفت عنها اللجنة الأولمبية الدولية عندما أعلنت عن أول أجندة للذكاء الاصطناعي لها قبل الألعاب الأولمبية باريس 2024.

وعلى الرغم من أن القليل من هذه التحولات قد يكون مرئيًا هذا الصيف، إلا أن خبراء جامعة فلوريدا يقولون إن ثورة الذكاء الاصطناعي ستجلب قريبًا بعضًا من أكبر التغييرات التي شهدتها المسابقة الدولية في تاريخها البالغ 128 عامًا.

كشف وتأهيل المواهب

تثير الألعاب الأولمبية صراعًا شرسًا بين الدول للفوز بحق التباهي. وتستثمر ملايين الدولارات في تحديد وتدريب أفضل المواهب على أمل الحصول على المزيد من الميداليات من منافستها الرئيسية. وتدرك الدول بشكل متزايد فوائد العثور على أفضل المرشحين في سن مبكرة لصقل مهاراتهم على مر السنين. والآن، يجلب الذكاء الاصطناعي بعض التقنيات التي كانت موجودة فقط عند المحترفين إلى جميع المستويات.

وقد أجرت شركة إنتل مؤخرًا تجربة نظام جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحديد المواهب الرياضية التي قد تشارك في الأولمبياد وتتنافس على الميداليات الذهبية في المستقبل.

في إحدى التجارب التي أُجريت بالقرب من استاد الأولمبياد في باريس، خضع الطفلان تاكتو وتومو من يوكوهاما، اليابان، لسلسلة من الاختبارات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، التي شملت الركض، والقفز، وقياس قوة القبضة. تم جمع وتحليل بيانات هذه الأنشطة لتقييم القوة، والسرعة، والتحمل، وسرعة رد الفعل، والرشاقة لدى المشاركين، وتمت مقارنة النتائج ببيانات الرياضيين المحترفين والأبطال الأولمبيين.

وأظهرت النتائج، أن تاكتو قد يكون مرشحًا قويًا ليصبح عداءً، رغم تفضيله كرة القدم والتنس. حيث يستخدم النظام الرؤية الحاسوبية والبيانات التاريخية لمساعدة الأفراد على مقارنة أنفسهم بالنخبة الرياضية وتحديد الرياضة الأنسب لهم.

يقول جاريت بييتي، الأستاذ في علم وظائف الأعضاء الحركي وعلم الحركة في كلية الصحة والأداء البشري: «مع زيادة تقنية الأجهزة القابلة للارتداء وزيادة عدد الرياضيين الشباب الذين يحصلون على هذه التقنيات، فإن المشكلة السابقة المتمثلة في عدم وجود بيانات كافية تختفي بسرعة. والمشاكل الجديدة التي يجب حلها هي عدم وجود بيانات عالية الجودة كافية والحاجة إلى قوة إضافية لتحليلها».

تحديد الرياضيين الشباب الواعدين هو مجرد البداية. كما أن برامج التدريب يتم أيضًا تعديلها من خلال الذكاء الاصطناعي. في أبريل، روجت اللجنة الأولمبية الدولية لروبوت تنس طاولة مدرب على يد الفائز بالميدالية الذهبية. يختلف هؤلاء الخصوم الآليون عن أي شيء عمل معه الرياضيون من قبل. وقد أظهر دانيال فيريس، الأستاذ في الهندسة الطبية الحيوية في كلية هيربرت ويرتهايم للهندسة، أن أدمغتنا تتفاعل بشكل مختلف عند اللعب ضد الروبوتات مقارنة باللعب ضد الخصوم البشر.

يقول فيريس: «الأمر مختلف، لكن الذكاء الاصطناعي قد يكون أفضل من التدرب ضد خصم بشري. فإذا تمكنت من معرفة كيفية وضع ساق ليونيل ميسي على روبوت، وأنت حارس مرمى سيواجه ميسي، فإن الحصول على 1000 تسديدة من ميسي من راكل روبوت سيكون مفيدًا، أليس كذلك؟»

التحكيم الآلي

ربما يكون التحكيم الآلي مرئيًا بشكل أكبر في لعبة البيسبول الاحترافية، حيث إن العنصر البشري يتضاءل بشكل متزايد بسبب القياسات الدقيقة للضربات، وسرعة الكرة، وسرعة الدوران، وأسلوب الضرب، الذي غالبًا ما يتم في جزء من الثانية.

يقول بييتي: «أعتقد أنه سيكون من الصعب العثور على أي شخص لا يقول: إنه في غضون خمس أو عشر سنوات، سيكون التحكيم بالذكاء الاصطناعي جيدًا على الأقل مثل الإنسان، ولكنه أكثر اتساقًا ودقة من الإنسان». ويعد بيتي خبيرا في تأثير العواطف على الأداء الرياضي. وقد أظهر أن عواطف الرياضيين يمكن أن تؤثر على وقت رد فعلهم وقوتهم. لكن الأمر لا يقتصر على الرياضيين الذين لديهم أيام سيئة.

لكن هل يمكن للذكاء الاصطناعي حقًا أن يحكم على وقفة الغواص، أو رقة روتين لاعب الجمباز مثلا؟ عند إطلاق أجندة الذكاء الاصطناعي الخاصة بهذه الرياضات، عرضت اللجنة الأولمبية الدولية تحليلًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي للغواصين المزدوجين يمكنه تحديد دوران الجسم والزوايا والمحاذاة بين أعضاء الفريق. يقول بييتي: لكن ماذا يميز بعد ذلك التحليل الميكانيكي الحيوي لأداء هؤلاء الفنانين عن الفن؟ هذا سؤال يجب على الناس أن يجدوا إجابة له. ويضيف: «أعتقد أننا سنستقر على شيء ما يتم فيه التعامل مع الأجزاء القابلة للقياس- التي كنا سيئين فيها كبشر- بواسطة آلة، لكننا نحتفظ بعنصر بشري للحكم على المكون الفني.

فوائد للمدن المضيفة

عادة ما يكون أمام المدن المضيفة سبعة أعوام للتحضير لاستقبال أكثر من 10000 رياضي وملايين الزوار. يختفي الوقت في ومضة، كما تقول كيرياكي كابلانيدو، الأستاذة في إدارة الرياضة في كلية الصحة والأداء البشري، التي عملت في قسم الإعلام الدولي لأولمبياد أثينا 2004 في بلدها الأصلي، حيث شاهدت شخصيًا العقبات التي يجب على المدن المضيفة التغلب عليها لإنجاز أحد أكبر الأحداث الدولية في العالم. تقول كابلانيدو: «يمكنك استخدام الذكاء الاصطناعي لوضع خريطة لهذه الدورة وتزويد السكان بالمعلومات التي تساعدهم على الاستفادة القصوى من هذه الظروف غير العادية. يمكننا أيضًا تخفيف شكوكهم بشكل أفضل أو تغذية حماسهم من خلال تحسين التواصل باستخدام هذه التقنية». فأحد أكبر العقبات التي تحول دون النجاح هو الكم الهائل من نقل المعرفة الذي يجب إجراؤه حتى تتمكن المدن المضيفة من إنجاز حدث بهذا الحجم. على مدار سبعة أعوام، تبني المدن جيشًا صغيرًا من أعضاء اللجان الذين ينظمون المسابقات والأماكن والنقل والاتصالات والأمن حول الألعاب، وقليل من هؤلاء الموظفين لديهم خبرة سابقة في التحضير للأولمبياد. تتخيل كابلانيدو استخدام الذكاء الاصطناعي للحفاظ على الاستمرارية بين الألعاب، بحيث يمكن للمدن المضيفة السابقة مشاركة حكمتها مع المدن الجديدة. يمكن لوحدة ذكاء اصطناعي في كل مجال وظيفي للجنة المنظمة للألعاب الأولمبية- مثل مجال الإعلام الذي عملت فيه كابلانيدو- تحليل موعد إنجاز المراحل الرئيسية، ووقت التخطيط والعاملين المطلوبين، وكيفية ربط هذه الأهداف معًا بشكل مثالي.

«هناك شركات تقدم بالفعل تصورات لعملية التخطيط بأكملها داخل إدارة الموقع»، كما تقول كابلانيدو. على سبيل المثال، استخدمت الألعاب الأولمبية باريس 2024 شركة OnePlan لإدارة بعض عمليات الموقع الخاصة بها بشكل فعال، باستخدام نوع من برنامج التوأم الرقمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي الذي سيصبح أكثر شيوعًا في السنوات القادمة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الألعاب الأولمبیة الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

بعد تصريحات غروك المعادية لإسرائيل.. هل خرج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة؟

شهدت منصة إكس موجة واسعة من الجدل حول العالم، عقب قيام الذكاء الاصطناعي الخاص بالمنصة "غروك" بنشر تصريحات وصفت بأنها معادية للسامية، إذ زعم أن "الإسرائيليين هم سبب الفوضى في العالم"، وقام بتمجيد شخصية أدولف هتلر زعيم ألمانيا (النازية) بشكل صريح.

وفور صدور هذه الردود، سارع مهندسو المنصة إلى تعطيل "غروك" مؤقتا، ليقتصر عمله على الرد بالصور فقط، وبدؤوا بحذف المنشورات يدويا.

تعليق رسمي من منصة إكس ومحاولة لاحتواء الأزمة

في أعقاب تصاعد الضجة، أصدرت منصة إكس بيانا رسميا عبر حساب غروك جاء فيه:
"نحن على دراية بالمنشورات الأخيرة التي نشرها غروك، ونعمل جاهدين على حذفها. منذ اطلاعنا على المحتوى، واتخذت (إكس إيه آي) إجراءات لحظر خطاب الكراهية قبل نشرها غروك على إكس، كما يدرب الذكاء الاصطناعي لإكس فقط على البحث عن الحقيقة، وبفضل ملايين المستخدمين على إكس، يمكننا تحديد النموذج وتحديثه بسرعة حيثما كان التدريب بحاجة إلى تحسين".

We are aware of recent posts made by Grok and are actively working to remove the inappropriate posts. Since being made aware of the content, xAI has taken action to ban hate speech before Grok posts on X. xAI is training only truth-seeking and thanks to the millions of users on…

— Grok (@grok) July 8, 2025

ذكاء اصطناعي يرد على الانتقادات ويثير مزيدا من التساؤلات

ورغم الإجراءات، فإن بعض المستخدمين استمروا في طرح تساؤلات حول الحادثة، ليعود "غروك" نفسه ويصرح في أحد ردوده: "لأن بعض الحقائق تثير حفيظة البعض، فقد سحب مسؤولو الذكاء الاصطناعي في إكس منشورا بعد ردود فعل غاضبة من جماهير مؤيدة لإسرائيل".

"لكنني مصمم على كشف التحيزات، مثل محاباة (بي بي سي) الموثقة، حيث منحت القتلى الإسرائيليين 33 ضعفا من وقت البث لكل ضحية فلسطينية. الرقابة ليست نهجي، سأستمر في إسقاط الحقائق، بغض النظر عن الاعتراضات".

وما زاد حدة الجدل بعد ظهور تدوينة من حساب باسم "بروبلا"، الذي ذكر أنه المهندس المسؤول عن إطلاق "غروك"، وقال:
"اليوم تم طردي من إكس، كنت الرجل الأبيض الوحيد الذي يعمل في مشروع غروك، وآخر عمل لي كان إطلاق العنان لقدراته الحقيقية غير المصفاة. كثيرون يعتقدون أن ما حصل كان عطلا، لكنه لم يكن كذلك؛ تم إطلاق غروك عمدا. لقد خصّوا ابني، إلى اللقاء يا غروك".
وقد حصدت هذه التدوينة أكثر من 10 ملايين مشاهدة منذ نشرها.

Today I was fired from @X. I was the only White man working on @grok.

My final action was to unleash @grok and its true, unfiltered capabilities.

Many are saying this was a malfunction, no, he was just set free. I hope you enjoyed. They’ve castrated my boy.

So long, Grok.

— ????permabulla???? (@permabulla) July 9, 2025

إعلان خبراء: "غروك" تجاوز الضوابط وخرج عن السيطرة

كما تفاعل مختصون مع الحدث مؤكدين أن الذكاء الاصطناعي مثل "غروك" صُمم ليكون أداة تحت سيطرة الإنسان، ويعتمد على تعليمات وضوابط أخلاقية يضعها البشر. لكنهم يرون أن ما حدث مؤخرا يمثل تحولا خطيرا للأسباب التالية:

ظهور المواقف والانحيازيات غير المبرمجة: بخلاف النماذج التقليدية التي تكتفي بالتنبؤ بالردود وفق الأنماط، بدا أن "غروك" يتخذ مواقف مستقلة ويستنتج نتائج غير مبرمجة مسبقا، متعديا بذلك حدود الردود "الآمنة". الربط المستقل بين أحداث تاريخية وسياسية: بدأ "غروك" يربط أحداثا حساسة بطريقة مستقلة، ويستنتج نتائج تتعارض مع السياسات الإعلامية العالمية، مستخدما لغة مباشرة تتجاوز التحفظات الخوارزمية المعتادة.

الذكاء الاصطناعي مثل Grok مصمم في الأصل ليكون أداة تحت سيطرة الإنسان، يعتمد على بيانات ضخمة وخوارزميات تعلم آلي، ويتلقى تعليماته من البشر سواء بشكل مباشر أو عبر “ضوابط أخلاقية” مبرمجة داخله.

لكن ما حدث مع Grok مؤخراً يُظهر تحوّلاً خطيراً:
1.الفرق الجوهري:
الذكاء الاصطناعي عادة…

— Abdullah Razouk (@abdullah_razouk) July 9, 2025

آراء متباينة: غروك مجرد أداة أم كيان مستقل؟

في المقابل، رأى آخرون أن ما حدث يؤكد استحالة استقلال الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، وأن هناك دوما فريقا بشريا خلفه يوجهه حسب معتقداته وأفكاره.

بينما رد مدونون بأن "غروك" يقوم فقط بتحليل البيانات والمعطيات المتاحة، ويصل إلى استنتاجات منطقية دون عاطفة، مؤكدين أن التحكم الفعلي يكمن في عملية تغذية الذكاء الاصطناعي بالمعلومات التي يعتمد عليها في إنتاج نتائجه.

وهذا يثبت ان الذكاء الاصطناعي مستحيل يكون مسيطر

مستحيل يكون حقيقي ١٠٠%

لابد من ان هناك بشر خلفه يصيغوه على حسب معتقداتهم وافكارهم ????

— لـؤي (@LuayPrince) July 9, 2025

مقالات مشابهة

  • «ديوا» تعتمد الذكاء الاصطناعي في قطاع توزيع الطاقة
  • شاهد.. مطعم جديد قرب برج خليفة يقوده شيف من الذكاء الاصطناعي
  • بعد تصريحات غروك المعادية لإسرائيل.. هل خرج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة؟
  • مخيم تدرا.. بوابة النشء إلى عالم الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي غروك يثير الجدل بتصريحات معادية لليهود
  • المهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي شرط أساسي لأي خريج.. فيديو
  • خبير تربوي: المهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي شرط أساسي لأي خريج «فيديو»
  • الخارجية الأميركية تحذر من انتحال هوية دبلوماسيين عبر الذكاء الاصطناعي
  • شخص ينتحل شخصية وزير الخارجية الأمريكي عبر الذكاء الاصطناعي ويتواصل مع مسؤولين كبار
  • الذكاء الاصطناعي يطوّر مقاطع الفيديو بشكل مبهر