لست مع المغريات التى يتعرض لها النجم المصرى محمد صلاح من جانب بعض الأندية وخاصة الخليجية وعلى وجه الخصوص اتحاد جدة، والتى يسيل لها اللعاب وتلعب برأس أى نجم حقق الكثير من نجومية المستطيل الأخضر عالميًا.
النادى السعودى عرض على ليفربول 60 مليون جنيه إسترلينى، بالإضافة إلى راتب ضخم لصلاح نظير ضمه موسمين.
راتب الاتحاد المعروض على أسطورة مصر والريدز يصل إلى 1.
صلاح حقق ما كان يحلم به ماديًا وزيادة، وأمامه الكثير لمزيد من الحصد المالى، ونال ما لم ينله الكثيرون باللعب بأحد أفضل أندية العالم، ومن الشهرة ما لم يصل إليها مصرى، والقليل إفريقيًا وعالميًا اقتربوا من سقف نجوميته وإنجازاته.
صلاح حصد الكثير من البطولات وصنع لنفسه نجوميته وحمل ليفربول لمنصات التتويج وأدخله رحلة التوهج الكروى فى فترة ابتعد فيها عن البطولات، كما حصد الجوائز وحطم أرقاما اندهش لها القريب والبعيد بعد أن أصبح فى وقت من الأوقات ثانى أو ثالث أفضل لاعب فى العالم، والتحدى الأكبر الذى يواجهه حاليًا التربع على عرش الكرة العالمية واقتناص الكرة الذهبية التى كان بإمكانه تحقيقها لو كان ضمن صفوف برشلونة أو ريال مدريد أو معه «حفنة» من النجوم الأفذاذ ساهموا فى مزيد من الإنجازات المتتالية للريدز خاصة دورى الأبطال الأوروبى، أو لم يخذله لاعبو منتخبنا بضياع كأس الأمم الإفريقية بالكاميرون أو التأهل لكأس العالم الأخيرة بقطر والتى كانت سترفع من أسهمه وفرص الفوز بالذهبية.
كريستيانو رونالدو «النصر السعودي» وليونيل ميسى «إنتر ميامى الأمريكي» وكريم بنزيما «اتحاد جدة السعودي» توالياً حققوا الذهبية وإنجازات لهم ولأنديتهم ولمنتخبهم بفضل عبقريتهم، وأيضاً لاعبون أفذاذ مجاورون لهم ساهموا فى توهجهم وهو ما ينقص صلاح؛ ولذا فهو ينحت فى الصخر ولا يبوح كثيرًا بما فى داخله!
صلاح أمامه هدف الوصول لمنصة الكرة الذهبية والاقتتال من أجلها والأخذ بالأسباب، يدفعه ما حققه من أهداف سابقة بالروح وقدراته وثقته بنفسه وحسن اختيار التوقيت فى اتخاذ أى قرار مصيرى.
وهو نفس الهدف الذى صمم عليه من قبل عندما انهالت عليه العروض والمغريات للانتقال لأندية أوروبية فى نفس مستوى ليفربول، وصمم على البقاء مع الأخير لأهداف بعينها وحقق من خلالها حلمه وأرقامه وإنجازاته التى كان يصعب تحقيقها فى تجربة جديدة وأجواء أخرى قد تربك خططه وحساباته.
صلاح « 31» عامًا، قادر على العطاء لسنوات ويضع نظامًا صارمًا بدنيًا وفنيًا وغذائيًا وصحيًا يصل لبقائه فى الملاعب 8 أو 9 سنوات مقبلة، وهى سنوات قادرة على بزوغ حلمه الغائب وأرقامه التى لم تخرج إلى النور.
مع انتهاء صلاح من سباقه لن يقف كثيرًا هو أو محبوه أمام ما جمعه من مال، وإنما ستكون عيونهم شاخصة على تمثاله «الخارق» والنظر لقمته مع الكبار وما كتبه من تاريخ لم يصنعه إلّا الأساطير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تسلل اتحاد جدة ليفربول
إقرأ أيضاً:
خارج السرب(خارج السرب)
فى رائعة أناتول فرانس، «الرجل الذى تزوج امرأة بكماء»، نجد أحد القضاة ذوى السمعة الحسنة والعقل الراجح قد تزوج بإحدى النساء ذوات الحسب الرفيع، لكنها للأسف كانت بكماء لا تنطق بكلمة، فتمنى من شغاف قلبه أن يعالجها، فقد كانت غاية فى الفتنة والأنوثة، وكل ما كان ينقصها هو صوتها الذى تخيله عذباً رقراقاً وكان على استعداد أن يضحى بالغالى والنفيس فى سبيل أن تستعيد قدرتها على التحدث، وبالفعل حقق الله أمنيته إذ عثر على مبتغاه فى صورة طبيب بارع استطاع أن يعالج تلك الزوجة الفاتنة.
ولكن -واأسفاه- فقد تبخرت أحلام الزوج فى السعادة، إذ فوجئ بأن زوجته الفاتنة تلك ما إن استعادت صوتها حتى تحولت إلى كائن ثرثار أنانى، إذ كل ما كان يشغل عقللها زينتها وملابسها وأحدث الصيحات.. إلخ. وطفقت تثرثر طوال الوقت فيما ينفع وما لا ينفع فبدت له كائناً أجوف يعذبه بالثرثرة الفارغة التى كاد يفقد عقله على أثرها!! ولم يجد حلاً لإنهاء عذابه هذا سوى بأن جعل الطبيب الذى عالج زوجته من قبل يعطيه دواء أصابه بالصمم، كى لا يسمع زوجته الثرثارة إلى الأبد!!
وبعيداً عن سخرية «أناتول» اللاذعة فى روايته تلك وإظهاره للمرأة فى تلك الصورة التى قد تغضب عزيزاتى ذوات تاء التأنيث، نجد أن المرأة كاىٔن محير منذ أن خلقه الله من ضلع آدم الأعوج، وبغض النظر عن أنها كانت سبباً رئيسياً فى خروج آدم من الجنة، فإنه لا يمكن أن تختزل كل مثالبها في مجرد الثرثرة.
فالمرأة قد تكون سبباً في أن يعيش الرجل حياة أشبه بالنعيم وتزخر بالنجاح بما حباه الله لها من الفطنة والعقل والذكاء يصدق فيها قول رسولنا الكريم: «خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة»، أو تكون على النقيض من ذلك، إذ تحول حياة الرجل إلى عذاب مقيم، فتكون سبباً فى شقاىٔه الأبدى، بكثرة طلباتها ونزواتها وغيرتها ممن حولها من النساء، وتكون غير قنوع بما رزقها الله به، للدرجة التى قد يجن معها الزوج، خصوصاً فى هذا الزمان الأغبر الذى طال فيه الغلاء كل شىء وتحول الرجل إلى مجرد كائن مسكين إزاء متطلبات المعيشة التى تكوى الجباه وتحنى الظهور، ما جعل حديث رسولنا الكريم «رفقاً بالقوارير» ينطبق على الرجال قبل النساء!!
وقد شاع العديد من النظريات والافتراضات الطريفة فى محاولة لفهم المرأة ومدى اختلافها عن الرجل، ولعل أطرفها ما تصوره الطبيب النفسى الأمريكى جون جراى من أن النساء قادمات من كوكب مغاير للذى جاء منه الرجال، فالنساء جئن من كوكب «الزهرة»، فى حين أن الرجال أتوا من «المريخ»، لذا فهما كائنان من كوكبين مختلفين صفاتهما مختلفة ومشاعرهما مختلفة رغم تشابههما فى نسق التكوين العام، فعقل المرأة يختلف كلياً عن الرجل ومشاعر المرأة جياشة تختلف تماماً عن الرجل الذى يميل إلى التفكير بعقله لا من خلال العاطفة، لذا يجب ألا تقاس الأمور من خلال منظور واحد لأى منهما، فهما كائنان مختلفان تمام الاختلاف ينتميان إلى كوكبين مختلفين، التقيا على كوكب ثالث وهى الأرض، لذا فكل منهما يجب أن يقدم على فهم الآخر باعتبار أنه كائن مغاير له فى كل شىء ومن هنا يتلاقيان فى نقطة مشتركة يسودها التفاهم والود والتعاطف ما يحقق السعادة لكل منهما على السواء.
لذا لا تجزع أيها الرجل، فبعيداً عن ثرثارة أناتول فرانس التى أفقدت زوجها عقله، فثمة فرصة سانحة كى تحيا بسعادة مع ذلك المخلوق الزهرى المحير المسمى بـ«المرأة» دون أن تصاب بالصمم!!