جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-13@00:11:56 GMT

ظاهرة التسوّل

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

ظاهرة التسوّل

 

عبد الرحمن بن سالم الزيدي

قبل بضع أسابيع من الآن كنت متوقّفاً في إحدى محطات تعبئة النفط في ولاية السيب، ورأيت إحداهن تحمل طفلاً رضيعاً وتسأل الناس ليجودوا عليها مما تيسر من المال بحجة أنَّها بحاجة لشراء مستلزمات للطفل، وبعد عدة دقائق جاء شخص آخر يطرق نوافذ المركبات المتوقفة أملًا في أن يتعاطفوا معه ويعطونه بعضاً من المال.

راودتني بعض التساؤلات والتي لم أجد لها إجابة حتى اليوم، فقلت في نفسي: هل بالفعل كل هؤلاء المتسولين مضطرين للتسوّل؟! أم أن البعض لديه مصدر دخل بسيط ولكن يعتمد أيضًا على التسوّل في الطرقات ليضاعف دخله؟! أمّا عن تلك المرأة التي تحمل الطفل الرضيع تحت حرارة الشمس القوية فهل فعلًا طفلها الذي تحمله؟! أم قامت بأخذه من أمه فقط من أجل إثارة عاطفة النَّاس؟! ثم أين زوجها إذًا أو عائلتها ؟! كل هذه التساؤلات وأكثر منها تجعل الناس كلهم في حيرة من أمرهم- لست أنا فحسب- وحتى أنه من كثرة المتسولين وتنوّع طرق التسوّل لم نعُد قادرين على التفرقة بين المتسوّل المضطر فعلًا وبين الذي يتسوّل من أجل مضاعفة الدخل فقط! خصوصًا وأن الجهات ذات الاختصاص كشفت أكثر من مرة أنَّ هنالك متسولين لديهم من الأموال ما يكفي لسد احتياجاتهم إلا أن البعض اعتبر التسوّل مهنة بسيطة لا تحتاج لعناء غير أنك تكون محترفًا في إثارة عاطفة النَّاس، لا سيما وأن المجتمع العماني معروف بتماسكه وتعاطفه مع القريب والغريب الأمر الذي قد يُؤخذ بشكل سلبي، كما أنه قد يُعتبر ممراً يمهّد للمتسولين استغلال الناس استغلالًا ماديًا ومعنويًا، والمُلاحظ أن المتسولين يتواجدون بكثرة عند محطات تعبئة النفط والأسواق.

وفي هذا السياق، لا ننسى أنَّ المشرع العماني قد تطرق لجريمة التسول وعقوبتها وذلك في قانون الجزاء العماني الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 7/2018 وتحديدًا في المادة (297) التي تنص على أن "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن شهر، ولا تزيد على سنة، وبغرامة لا تقل عن (50) ريالا عمانيا، ولا تزيد على (100) ريال عماني، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من وجد متسولًا في المساجد أو الطرق أو الأماكن أو المحلات العامة أو الخاصة، وللمحكمة مصادرة ما يكون معه من أموال عند ضبطه".

وإذا كرَّر المحكوم عليه التسول يُعاقب بالسجن مدة لا تقل عن (6) أشهر، ولا تزيد على سنتين. ويعفى من العقوبة من يُثبت أنه كان مضطرًا، أو عاجزًا عن الكسب وليس له مصدر رزق آخر، وفي جميع الأحوال يجوز الحكم بإبعاد المتسول من البلاد إذا كان أجنبيًا".

وكذلك المادة (298) والتي نصت على أنه "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 3 أشهر، ولا تزيد على 3 سنوات، وبغرامة لا تقل عن 50 ريالا عمانيا، ولا تزيد على 100 ريال عماني، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من استخدم حدثا أو سلمه للغير بقصد التسول وتضاعف العقوبة المنصوص عليها في الفقرة السابقة إذا كان الفاعل وليا، أو وصيا على الحدث، أو مكلفاً بملاحظته أو رعايته".

ومن خلال ما تقدم يتضح لنا جليًا أنه في حالة استخدام حدث تكون العقوبة مُضاعفة ومُشددة، وهذا ما نحتاجه في هذا الوقت بالتحديد إذ إننا لو أمعنّا النظر في حالات التسوّل لوجدنا أن أكثر المتسوّلين يستخدمون الأحداث في محاولة منهم للتأثير على عاطفة الناس.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نقيب الفلاحين يكشف اسباب انتشار ظاهرة البندقه في القطن

قال حسين عبدالرحمن ابوصدام الخبير الزراعي ونقيب عام الفلاحين، إن الكثير من مزارعي القطن هذا الموسم اشتكوا من فشل لوز القطن في التفتيح وانتاج التيل الابيض فيما يعرف بالبندقه.

 

وأضاف عبد الرحمن، في بيان صحفي له، أن الارتفاع غير الطبيعي لدرجات الحرارة في شهر مايو وحتي شهر أغسطس، الي نحو50 درجه قد تكون السبب الاساسي في هذه الظاهره التي تتسبب في خسائر كبيره للمزراعين بسبب ضعف الإنتاجية.

واوضح عبدالرحمن، أن هذا الموسم زادت فيه المساحه المنزرعه من الاقطان بنسبه تتعدي ال20% عن الموسم الماضي، حيث وصلت المساحه المنزرعه علي مستوي الجمهورية الي نحو 310 الف فدان منها نحو 40 الف فدان بالوجه القبلي، فيما لم تتعدي مساحات زراعة القطن الموسم الماضي 250 الف فدان تقريبا وذلك بسبب وضع سعر ضمان مشجع للمزارعين قبل الزراعه، بحيث يكون 12 الف جنيه سعر قنطار القطن في الوجه البحري و10 الاف جنيه لقنطار القطن في الوجه القبلي والتي كانت 4500 لقنطار القطن لوجه قبلي الموسم الماضي و5500 لقنطار القطن للوجه البحري  مما شجع المزراعين لزيادة مساحات زراعة القطن.

 

واشار عبدالرحمن، إلي أن تعطيش القطن أو تغريقه، وقت التزهير والتلويز أو ري القطن وقت الظهيرة في درجات الحراره المرتفعه، قد يؤدي الي ظاهرة البندقه وصغر حجم اللوزه  وعدم تفتيحها  وسقوطها أو سقوط الوسواس قبل التلويز، كما تؤدي إرتفاع درجات الحراره الي انتشار الحشرات والافات الضاره حيث انتشرت هذا الموسم دودة الحشد الخريفيه ودودة ورق القطن والتي تساهم في ضعف الانتاجيه وزيادة تكلفة الزراعه.


وتابع عبدالرحمن، ان القطن يزرع ابتداء من شهر مارس ويجني ابتداء من شهر سبتمبر وحتي شهر نوفمبر، مؤكدًا أن محافظة كفر الشيخ هي اعلي محافظات الجمهورية زراعة للقطن هذا الموسم بمساحه زادت عن 100 الف فدان حيث ساهم إرتفاع اسعار القطن الموسم الماضي لاقبال المزارعين لزيادة مساحات زراعته، متوقعا انتاجيه عامه تصل ل2 مليون قنطار هذا العام رغم تضرر الكثير من المساحات وتقلص انتاجيه الفدان بها لنحو 5 قناطبر .


ولفت ابوصدام، انه سيتم البيع بالاسعار التي وضعتها الحكومه كحد ادني لفتح المزادات 
مشيدا بدور الدوله بالسعي الجاد للنهوض بزراعة القطن من حيث توفير التقاوي المعتمدة وتطوير المحالج والمغازل ووضع نظام المزايده لتداول الاقطان للحفاظ علي جودة وسمعة القطن المصري ووضع سعر ضمان محفز قبل موسم الزراعه بوقت كاف.

مقالات مشابهة

  • معهد واشنطن: السياسة في شرق المتوسط قد تزيد التأخير في غاز قبرص
  • 8 أنواع من الخضار تزيد فوائدها عند طهيها..ما هي؟
  • رئيس الوزراء: لا مساس بحصة مصر بمنجم السكري وقد تزيد
  • وزير المالية: قررنا وضع سقفا للغرامات.. ولن تزيد عن الأصل الضريبي
  • الجهات الأمنية بمكة المكرمة تضبط عدداً من المتسولين .. فيديو
  • اطلقت قبل أيام.. ما اهداف البحث الاجتماعي للمتسولين في العراق؟
  • نقيب الفلاحين يكشف اسباب انتشار ظاهرة البندقه في القطن
  • ظاهرة استثنائية.. صحراء مرزوكة تتحول إلى بحيرات و أنهار
  • تدشين الموقع الإلكتروني الرسمي لبنك الاستثمار العماني
  • اتفاقية لتمويل إنشاء وحدة للرقمنة لمستودع البحث العماني شعاع